جوّ سبتمبر الجميل يتشرّبُ الضوضاء القادمة من وسط المدينة. من نافذة بيتي، تبدو لي
سفينةٌ تُبْحِر. إنّ لها شَكْلَ قوقعةٍ كبيرة. والهضبة القريبة، كَأَنّها أضحتْ شفّافة، فهي لا تحجبُ
عنّي البحر. لقد اقتعدَ سطحَها العَالي الشّخصُ طويلُ الشَّعر نفسُه، وهاهو يقوم، كالمعتاد،
بحركات توحي بأنّه يقطف غيمات ثمّ يعصُرها وبعدها يُطلقُها لتعود إلى الفضاء مثلما
حمائم. حين التقيتُه ذاتَ ليلة، قبل سنة، فوق صخرة تشرف على البحر، قال لي إنّه يُسمّي
نفسه سيزيف الجديد. كانت الأمواج لحظتَها خرفانا مُلْتهبة المزاج، ما تنفكّ تهرب، ثمّ تعود،
ثمّ تهرب من جديد. وكان كلٌّ منّا قد جاء إلى ذلك المكان، بقنّينة نبيذه وكأسِه، ليَشْرَبَ ويُشْهِدَ
البحْرَ على انْتِشائه... وتحادثْنَا، فاكتشفْنا أنّنا، في بدايات الشّباب، درسْنا في نفسِ الثّانويّة،
خلال نفْسِ السّنواتِ، وأنّنا، في نفس الوقت، أحببنا نفس الفتاة...
كُلُّ تلك المُصادفات، والخرفان المائيّة لا تَني تركُض وتركُض... ثُغاؤها يتشرَّبُه جوُّ
سبتمبر الجميل.
سفينةٌ تُبْحِر. إنّ لها شَكْلَ قوقعةٍ كبيرة. والهضبة القريبة، كَأَنّها أضحتْ شفّافة، فهي لا تحجبُ
عنّي البحر. لقد اقتعدَ سطحَها العَالي الشّخصُ طويلُ الشَّعر نفسُه، وهاهو يقوم، كالمعتاد،
بحركات توحي بأنّه يقطف غيمات ثمّ يعصُرها وبعدها يُطلقُها لتعود إلى الفضاء مثلما
حمائم. حين التقيتُه ذاتَ ليلة، قبل سنة، فوق صخرة تشرف على البحر، قال لي إنّه يُسمّي
نفسه سيزيف الجديد. كانت الأمواج لحظتَها خرفانا مُلْتهبة المزاج، ما تنفكّ تهرب، ثمّ تعود،
ثمّ تهرب من جديد. وكان كلٌّ منّا قد جاء إلى ذلك المكان، بقنّينة نبيذه وكأسِه، ليَشْرَبَ ويُشْهِدَ
البحْرَ على انْتِشائه... وتحادثْنَا، فاكتشفْنا أنّنا، في بدايات الشّباب، درسْنا في نفسِ الثّانويّة،
خلال نفْسِ السّنواتِ، وأنّنا، في نفس الوقت، أحببنا نفس الفتاة...
كُلُّ تلك المُصادفات، والخرفان المائيّة لا تَني تركُض وتركُض... ثُغاؤها يتشرَّبُه جوُّ
سبتمبر الجميل.