من أدبائنا الذيت تابعتهم رواية ولم أقرأهم شعرا الأديب زكريا محمد. عرف زكريا شاعراً ابتداءً، ثم أخذ يكتب الرواية، فكتبت عن روايته (العين المعتمة)، وأشرت إلى روايته (عصا الراعي)، ولم ألتفت إلى دواوينه. وأغلب الظن أنني قرأتها، وبعضها ما زال في مكتبي. لماذا التفت إلى زكريا، روائياً ولم ألتفت إليه شاعراً؟ سؤال أثيرة حقاً، وقد لا أكون أملك إجابة. في الثلث الأخير من حزيران سأقرأ لزكريا على صفحات القدس العربي بعض نصوصه الشعرية الجديدة. لم تهززني القصائد، ما ذكرني ببيت الشعر العربي القديم.
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه = فليس جديراً أن يُقال له شعر
ربما تذكرت مقولة (هانز روبرت ياوس)الناقد الألماني صاحب نظرية التلقي. ثمة مسافة جمالية بين شعر زكريا وذائقتي الشعرية، ويبدو أنها لم تضق، فما زالت واسعة. الأنني من المرضى بالشعر الغنائي لم أتذوق شعر زكريا وشعراً كثيراً، وأميل إلى شعر درويش؟ ربما، وهذا لا يعني أنني على صواب، وأن زكريا على خطأ في نهجه الشعري. ولم يرق ما عقبت به على قصائد زكريا له، فرد رداً موجزاً أفصح فيه وأبان. طبعاً أنا قرأت ما بين الكلمات، لا ما بين السطور؟ فرده كان يتكون من سطر وكلمة.
في ديوانه الأخير: (لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي) يأتي درويش على اللاغنائية الباردة، وتحديداً في قصيدته (إلى شاعر شاب). يخاطب درويش هذا الشاعر الشاب قائلاً:
قد تسمي نضوب الفتوة نضج المهارة/ أو حكمة/ إنها حكمة، دون ريب،/ ولكنها حكمة اللاغنائية الباردة . (ص143)
وأظن أن كلام درويش هذا موجه لكل الشعراء الذين تخلو نصوصهم من الغنائية، لا إلى الشاعر الشاب فقط. ودرويش كان في جدارية أتى على آخر الشعراء الغنائيين – المرضى بالغنائية، ولعله كان يقصد نفسه.
ظل درويش ميالاً إلى الشعر الغنائي، وإن أخذ في سنواته الأخيرة يكتب قصيدة النثر، وهذا ما بدا في كتابه (أثر الفراشة) (2008) الذي زاوج فيه بين القصيدة الموزونة وقصيدة النثر. ربما لهذا آثر أن يسميه (يوميات) لا ديوان. وحين أزور قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية في نهاية تشرين أول، سيسألني أعضاء القسم عن سبب جنوح درويش لكتابة قصيدة النثر. هل جانبت الصواب حين عزوت الأمر إلى كبر سنه ومعاناته من قلبه، فقد نصحه الطبيب ألا ينفعل؟ لا أظن. بعض الشعراء يسمي نضوب الفتوة نضج مهارة أو حكمة. بعضهم!!
www.diwanalarab.com
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه = فليس جديراً أن يُقال له شعر
ربما تذكرت مقولة (هانز روبرت ياوس)الناقد الألماني صاحب نظرية التلقي. ثمة مسافة جمالية بين شعر زكريا وذائقتي الشعرية، ويبدو أنها لم تضق، فما زالت واسعة. الأنني من المرضى بالشعر الغنائي لم أتذوق شعر زكريا وشعراً كثيراً، وأميل إلى شعر درويش؟ ربما، وهذا لا يعني أنني على صواب، وأن زكريا على خطأ في نهجه الشعري. ولم يرق ما عقبت به على قصائد زكريا له، فرد رداً موجزاً أفصح فيه وأبان. طبعاً أنا قرأت ما بين الكلمات، لا ما بين السطور؟ فرده كان يتكون من سطر وكلمة.
في ديوانه الأخير: (لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي) يأتي درويش على اللاغنائية الباردة، وتحديداً في قصيدته (إلى شاعر شاب). يخاطب درويش هذا الشاعر الشاب قائلاً:
قد تسمي نضوب الفتوة نضج المهارة/ أو حكمة/ إنها حكمة، دون ريب،/ ولكنها حكمة اللاغنائية الباردة . (ص143)
وأظن أن كلام درويش هذا موجه لكل الشعراء الذين تخلو نصوصهم من الغنائية، لا إلى الشاعر الشاب فقط. ودرويش كان في جدارية أتى على آخر الشعراء الغنائيين – المرضى بالغنائية، ولعله كان يقصد نفسه.
ظل درويش ميالاً إلى الشعر الغنائي، وإن أخذ في سنواته الأخيرة يكتب قصيدة النثر، وهذا ما بدا في كتابه (أثر الفراشة) (2008) الذي زاوج فيه بين القصيدة الموزونة وقصيدة النثر. ربما لهذا آثر أن يسميه (يوميات) لا ديوان. وحين أزور قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية في نهاية تشرين أول، سيسألني أعضاء القسم عن سبب جنوح درويش لكتابة قصيدة النثر. هل جانبت الصواب حين عزوت الأمر إلى كبر سنه ومعاناته من قلبه، فقد نصحه الطبيب ألا ينفعل؟ لا أظن. بعض الشعراء يسمي نضوب الفتوة نضج مهارة أو حكمة. بعضهم!!
جدل الشعر والذائقة - ديوان العرب
من أدبائنا الذيت تابعتهم رواية ولم أقرأهم شعرا الأديب زكريا محمد. عرف زكريا شاعراً ابتداءً، ثم أخذ يكتب الرواية، فكتبت عن روايته (العين المعتمة)، وأشرت إلى روايته (...)