محمد عكاشة - يوم السبت

لأننا ندرك متى ستسقط الشمس
ومتى سيركلها القدر بقدمه
صنعنا الفلك بمعلقات سوق عكاظ
كي نمخر بها في بحار النفط
وغزلنا الشباك بأحبال الخيام
وقلنا للعالم أننا لانصطاد إلا يوم السبت
رغم أن الشمس لاتدري مانخبئه لها
وما نعرفه عن الطيور التي ابتلعتها في يوم قائظ
وعن السحب المعبئة بالبكاء
وانصهرت حين مرت بجوارها
ولاتدري مايحاك بها في الناحية الأخرى من العالم

ولأننا نعلم ماتخبئه السماء
شيدنا المآذن كي نربي فيها ديوكا تأذن
كي نقذف إخوة يوسف من عل
كي نردم المتوسط برمال الربع الخالي
كي نربي الأسماك في بحيرات من الكيروسين
وحين نصطادها نقذفها بطلقات البارود
كي تهدر شلالات الغاز في عمق الرمال

رغم أن السماء لاتعي أدخنة الحرائق
التي ستمر بها
وألسنة اللهب التي ستلونها حناجرنا

ولأننا نعرف متى سينسحب الظل من تحت أقدامنا
صممنا المدافع على هيئة جذوع النخيل
وملأنا الدانات بحيوانتنا المنوية
كي نقذفهم بها في سبت ما وعلى حين غفلة
كي تلد أراضيهم شتلات لرجال أشداء على الكفار
متحابون فيما بينهم
رغم أن الظل لا يهتم بالأجساد
التي تحرر منها
ويعرف أنها مجرد إسطوانات جلدية منتفخة
وأنها تتحرك بزر في يد طفل ماجن
أو في يد قردة خاسئين

ولأننا نوقن أن ظلال أجسادنا كخير أجناد الأرض
وأننا خير أمة
سندفع بجمع منها تجاه الأقصى
وبرهط كبير ينسل تجاه الفاتيكان
و سينكح كل منا أربعة نساء مشركات
و سننتظر مرابطين بأسلحتنا
حول يوم السبت

محمد عكاشة
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى