هكذا يتكلم الشعر , ان يكون خارج المألوف, خارج السواد الاعظم من الكلمات, ان يبدأ بباب الدخول, ويبدأ الشاعر بالاعترافات , عليه ان يعترف بكل حسنة ارتكبها , وبكل فضيلة قام بها, كولادته مثلا على مهبط الماء , او يكون الرابع بين اخوته الماكرين .
على الشاعر ان يعترف كما اعترف كريم جخيور ذات يوم , بان امه كانت تلقي عليه الشتائم مثل المطر , مطوحة بسابع جد له , اذ لم تكن في بيته مكتبة , وكتبه تحت السرير مبعثرة , وبعد عشرين عاما اخذ يمجد اطفاله حين يراهم يذهبون الى المدرسة بلا احذية ودونما حقائب , هكذا كانوا اطفال الحيانية بعد احتراق عبد السلام عارف , وحين كبر الشاعر واصبحت المرأة شغله الشاغل , تمنحه الضوء في العتمة , ولا سيما بنت الجيران التي يفوح عطرها من مسامات القصائد , فعنده الشعر لا يهدأ والمدينة لا تهدأ والحرب لا تهدأ لذلك يقول (( خيانة الشعر في افساده )) فحين كانت شظايا القذائف تخترق اجاسدهم , سواعدهم , كان اشباه الشعراء منشغلين في ابواقهم , لهذا السبب لهذا فقط لم يكن له مقعد معهم.
فهو الذي على اقدامه يتكسر الفرح مثل زجاجة القلب حين تكسرها امرأة جميلة , كان محتفيا بالقلق متخذا منه صاحبا وصديقا بعدما هجر الشطوط والانهار تلقفته الثكنات وتوجته الخوذ , حروفه مباركة , كان الله يمسد الجوع بضوئه , ويصطفي الشعراء شعلة لا يخذلها الاقربون , فالحروف هي التي تدلك على الله مثل ما يدل العطر على الارجوان , ومثل ما تدل العيون على الموسيقى .
كان كريم جخيور يعد احلامه في الصباح ويحتفي بها مساء , فاقماره دانية مثل قطاف الجنان , وجيوبه معبأة بالانهار , شمسه دائمة الظهور لا تغيب حتى ليلا , زوادته الحلوى وللاباطرة السمان اسماء مقدسة . يندلق في احلامه طفلان هو وابنه عمر , فينسج من اشعة الشمس المتخلخلة بين الغيوم متكأ , له كان الارجوان منتصبا وينحني حين يرفع الشاعر قبعته لزرقة البحر والاناشيد التي تبثها الاشجار من صوت العصافير , فجميع لذائذه فاضلة وغيومه مثقلة بالعطش هو المفتون بإيقاظ الحقول المترعة بالكسل , لعقارب ساعته خسائر كثيرة مكدسة فوق الرفوف, احلامه بدائية كأنها مخلوقات طيبة يتمنى ان يلمعها ويعمدها بالجنون ويمنحها اسماء حسنى وما هي الا احلام ستفسدها نهارات راحلة .
للتفاح خطايا مكدسة بالسلال وعلى الموائد , الا تفاحة كريم مستقيمة ومزدهرة , تبسط المعاصي بين يديك , وامام عينيها تعقد الصلوات , فانها طاهرة لا حليف لها الا الاقاحي . اما القطا لها دعاء قائم بذاته , فشمس القطا دائمة الخضرة , تمر عليها الغيوم ضاحكة , وتمسح صلاة الفجر جبينها من غطرسة الظمأ .
للشاعر, روحه, ذاته, قصيدته, حبيبته , كهنه اعطاها اسما وقال (( قطة لا يعرف الرمل وطأتها)) نعم جعل اسمها خارج السواد وافعالها غير مألوفة منذ المواء الاول كانت الانظار تتجه بالنبال وترشقها حسدا , تشم رائحة الورد وليس لديها حديقة , مسرعة مثل الريح ورشيقة مثل الرمح كانت هذه القطة دائما تغرد خارج السواد فتثير الاسئلة ولا تعبأ بالشبهات .
انيقة كالمعنى , واشد وطأة من سواد الخرافة , دائما ما تسكن الشرفات التي لا تبللها النجوم , وتشعر باوجاع النار التي تنظر للرماد , هكذا مثل قناديل الليل يتدلى الكلام عن رجل من كفه تنفرط الجنان , ذلك الفتى الهاشمي , الذي لا يصدأ سفه ابدا , وليس للكبوة سبيل الى جواده , مكر غير مفر , مقبل غير مدبر , كجلمود صخرة يلتقي الجند من علِ , تاجه المحبة وبين يديه تتفتح القلوب وتفيض العيون, على جبينه غرة النور , ومن اطراف ثوبه ترفع الصلوات, قلبه طافح بالحب وتحت اقدامه ترفرف الارواح, ذكره اريج طاهر وحبه شرف لا يطال .
اما الفتى الاخر الحامل رايات الجمر, لروحه يبذخ الياسمين اريجه, وعلى اكتافه يعتلي الجلنار, ليله حبات نجوم ولصبحه عصافير شادية, باسقة يده بل ليده مرثية من الكلمات, واصابع نائمة لا تنمح الحلم .
للملذات سيادة شامخة, مثل سيادة الآلهة, مثل هيبة الصمت, ولسيدة الملذات مديح عال وبهاء لا ينحني, الغرور يليق بها , وخلف ردائها ما يذيب الشمس, ولأنها لن تلتفت اليه الارجوان يستشيط غضبا, تنسكب النجوم بنافذتها المكحلة بالأرق , فيحترق كل من ينظر اليها ويستحيل رمادا فاخرا . هكذا يصنع الشاعر الكريم بخياله الذي لا ينضب , سيدة للملذات , او امراة للحلم , فحين يدخل غرفته تحفه الملائكة , فهو من اغاظ سليمان النبي حين رأى الافلاك كلها خاتما باصبعه , فهو ملك وتاجه الكلمات لا تغريه اي رتابة في الكون , حتى لو كانت للزعفران , الى نافذته تختلف العصافير وحول اضوائه تتراقص الفراشات .
هكذا هو الشاعر الكريم تفسد احلامه الهاجرة, يلوح للغيمة ويمسح عن جبينه الورد, وفوق الوسائد تتكدس احلامه المعطلة, ازار امه اسود وقصير لا يغطي جوعهم, رغم ذلك لم يشهر سيفه بوجه الاباطيل بل يدخلها جنته دون انكسار, راغب هو باصطحاب الاباطيل كعروة بن الورد حين يتكأ على غيمة تدحرجها الرياح فيسقط مثل الاكاذيب التي تسقط علنا من السماء , السماء التي تحتفي تحتها الثعالب بالمكر.
ومثل تمثال اسود فوق ياقته تنام العناكب , ومن كتفه تسقط الرتب والنياشين فيتلقفها الاطفال وهم يضحكون , ومثل ازدهار الورد يزدهر الشهيد , هكذا تخطف روح القتيل وتنطفئُ شمعته, هكذا دون انتظار وبلا اجنحة تصلي عليه الملائكة صلاة الفضيلة .
https://www.facebook.com/kareemachkhewar90/posts/2403234286621363
على الشاعر ان يعترف كما اعترف كريم جخيور ذات يوم , بان امه كانت تلقي عليه الشتائم مثل المطر , مطوحة بسابع جد له , اذ لم تكن في بيته مكتبة , وكتبه تحت السرير مبعثرة , وبعد عشرين عاما اخذ يمجد اطفاله حين يراهم يذهبون الى المدرسة بلا احذية ودونما حقائب , هكذا كانوا اطفال الحيانية بعد احتراق عبد السلام عارف , وحين كبر الشاعر واصبحت المرأة شغله الشاغل , تمنحه الضوء في العتمة , ولا سيما بنت الجيران التي يفوح عطرها من مسامات القصائد , فعنده الشعر لا يهدأ والمدينة لا تهدأ والحرب لا تهدأ لذلك يقول (( خيانة الشعر في افساده )) فحين كانت شظايا القذائف تخترق اجاسدهم , سواعدهم , كان اشباه الشعراء منشغلين في ابواقهم , لهذا السبب لهذا فقط لم يكن له مقعد معهم.
فهو الذي على اقدامه يتكسر الفرح مثل زجاجة القلب حين تكسرها امرأة جميلة , كان محتفيا بالقلق متخذا منه صاحبا وصديقا بعدما هجر الشطوط والانهار تلقفته الثكنات وتوجته الخوذ , حروفه مباركة , كان الله يمسد الجوع بضوئه , ويصطفي الشعراء شعلة لا يخذلها الاقربون , فالحروف هي التي تدلك على الله مثل ما يدل العطر على الارجوان , ومثل ما تدل العيون على الموسيقى .
كان كريم جخيور يعد احلامه في الصباح ويحتفي بها مساء , فاقماره دانية مثل قطاف الجنان , وجيوبه معبأة بالانهار , شمسه دائمة الظهور لا تغيب حتى ليلا , زوادته الحلوى وللاباطرة السمان اسماء مقدسة . يندلق في احلامه طفلان هو وابنه عمر , فينسج من اشعة الشمس المتخلخلة بين الغيوم متكأ , له كان الارجوان منتصبا وينحني حين يرفع الشاعر قبعته لزرقة البحر والاناشيد التي تبثها الاشجار من صوت العصافير , فجميع لذائذه فاضلة وغيومه مثقلة بالعطش هو المفتون بإيقاظ الحقول المترعة بالكسل , لعقارب ساعته خسائر كثيرة مكدسة فوق الرفوف, احلامه بدائية كأنها مخلوقات طيبة يتمنى ان يلمعها ويعمدها بالجنون ويمنحها اسماء حسنى وما هي الا احلام ستفسدها نهارات راحلة .
للتفاح خطايا مكدسة بالسلال وعلى الموائد , الا تفاحة كريم مستقيمة ومزدهرة , تبسط المعاصي بين يديك , وامام عينيها تعقد الصلوات , فانها طاهرة لا حليف لها الا الاقاحي . اما القطا لها دعاء قائم بذاته , فشمس القطا دائمة الخضرة , تمر عليها الغيوم ضاحكة , وتمسح صلاة الفجر جبينها من غطرسة الظمأ .
للشاعر, روحه, ذاته, قصيدته, حبيبته , كهنه اعطاها اسما وقال (( قطة لا يعرف الرمل وطأتها)) نعم جعل اسمها خارج السواد وافعالها غير مألوفة منذ المواء الاول كانت الانظار تتجه بالنبال وترشقها حسدا , تشم رائحة الورد وليس لديها حديقة , مسرعة مثل الريح ورشيقة مثل الرمح كانت هذه القطة دائما تغرد خارج السواد فتثير الاسئلة ولا تعبأ بالشبهات .
انيقة كالمعنى , واشد وطأة من سواد الخرافة , دائما ما تسكن الشرفات التي لا تبللها النجوم , وتشعر باوجاع النار التي تنظر للرماد , هكذا مثل قناديل الليل يتدلى الكلام عن رجل من كفه تنفرط الجنان , ذلك الفتى الهاشمي , الذي لا يصدأ سفه ابدا , وليس للكبوة سبيل الى جواده , مكر غير مفر , مقبل غير مدبر , كجلمود صخرة يلتقي الجند من علِ , تاجه المحبة وبين يديه تتفتح القلوب وتفيض العيون, على جبينه غرة النور , ومن اطراف ثوبه ترفع الصلوات, قلبه طافح بالحب وتحت اقدامه ترفرف الارواح, ذكره اريج طاهر وحبه شرف لا يطال .
اما الفتى الاخر الحامل رايات الجمر, لروحه يبذخ الياسمين اريجه, وعلى اكتافه يعتلي الجلنار, ليله حبات نجوم ولصبحه عصافير شادية, باسقة يده بل ليده مرثية من الكلمات, واصابع نائمة لا تنمح الحلم .
للملذات سيادة شامخة, مثل سيادة الآلهة, مثل هيبة الصمت, ولسيدة الملذات مديح عال وبهاء لا ينحني, الغرور يليق بها , وخلف ردائها ما يذيب الشمس, ولأنها لن تلتفت اليه الارجوان يستشيط غضبا, تنسكب النجوم بنافذتها المكحلة بالأرق , فيحترق كل من ينظر اليها ويستحيل رمادا فاخرا . هكذا يصنع الشاعر الكريم بخياله الذي لا ينضب , سيدة للملذات , او امراة للحلم , فحين يدخل غرفته تحفه الملائكة , فهو من اغاظ سليمان النبي حين رأى الافلاك كلها خاتما باصبعه , فهو ملك وتاجه الكلمات لا تغريه اي رتابة في الكون , حتى لو كانت للزعفران , الى نافذته تختلف العصافير وحول اضوائه تتراقص الفراشات .
هكذا هو الشاعر الكريم تفسد احلامه الهاجرة, يلوح للغيمة ويمسح عن جبينه الورد, وفوق الوسائد تتكدس احلامه المعطلة, ازار امه اسود وقصير لا يغطي جوعهم, رغم ذلك لم يشهر سيفه بوجه الاباطيل بل يدخلها جنته دون انكسار, راغب هو باصطحاب الاباطيل كعروة بن الورد حين يتكأ على غيمة تدحرجها الرياح فيسقط مثل الاكاذيب التي تسقط علنا من السماء , السماء التي تحتفي تحتها الثعالب بالمكر.
ومثل تمثال اسود فوق ياقته تنام العناكب , ومن كتفه تسقط الرتب والنياشين فيتلقفها الاطفال وهم يضحكون , ومثل ازدهار الورد يزدهر الشهيد , هكذا تخطف روح القتيل وتنطفئُ شمعته, هكذا دون انتظار وبلا اجنحة تصلي عليه الملائكة صلاة الفضيلة .
https://www.facebook.com/kareemachkhewar90/posts/2403234286621363