نظرت إلي بعينين موبختين وقالت:
- لماذا لا تترك الفتاة في حالها؟
- أية فتاة؟
- تعرف عمن أتحدث!
- إنها مجرد زميلة ،مثلك تماماً!
افتر فمها عن ابتسامة تحمل مغزى ما:
- أولاً أنا لست مجرد زميلة بالنسبة لك،ثانياً أنا لست عمياء صماء،أرى وأسمع أكثر من ذلك،تلك النظرة في عينيك،والنظرة التي تشيعها بها وهي تودعك مغادرة!
أنت الذي تقلبت في كل دروب الحياة،تقع الآن في حب طفلة صغيرة!
- وما أدراك أنني واقع في حبها؟
- كل شيء.
- ماذا تعني كل شيء؟
- إسمع! أنا لا أتجسس عليك،ولكني رأيتك وأنا مارة بالصدفة،وأنت تشير إلى قلبك وتقول لها،أنت تسكنين هنا!
- وماذا في ذلك،أنت أيضاً لك مكانة في قلبي.
- لا تراوغ،إنهما أمران مختلفان تماماً،انا لأريد أن توقع الفتاة في حبائلك،ثم لا تدري ماذا تفعل بها،بالمناسبة ،ماذا ستفعل بها إن أحبتك،هل ستتزوجها؟
- أنت تضخمين الأمور،إنها مجرد مشاعر لا أستطيع مقاومتها!
- وماذا عنها هي ،هل تبادلك نفس المشاعر، ستكون كارثة؟
- لا أدري،ولكنها تتقبل مشاعري نحوها.
- هذا ما لاحظته فعلاً،حتى أنها إذا لمحتك جالساً هنا،تحايلت كي تخرجك من عندي،بالتذرع بشيء ما،أو دعتك إلى فنجان قهوة،بأسلوبها الناعم الذي تعرف أنك لن تقاومه!إسمع أنا لا أغار منها،إذا كان هذا ما يدور بخلدك،ولكني أشفق عليها منك،قلوب البنات ليست للعب!
- يبدو أنك لا تعرفينها جيداً،إنها أذكى من أن تُخدع!
- ماذا يعني ذلك؟
- يعني أنها تحبني مثلما أحبها!
رفعت حاجبيها دهشة:
- معقول! كيف يحدث ذلك؟
- أمر الله" لا تعاند،بل قول ربي رايد"
- لمن هذه الأغنية،أم أنك ألفتها للتو؟
- إنها لمغنية تونسية: قلب رمته العين ما يعتقش،يا لايمي في الزين: ما نصبرش.
انفرجت سرائرها وضحكت:
- بتسمع أغاني كمان،وسهر والذي منه،يا مراهق!
مرت الأيام ونسيت مسؤولتي الموضوع،ثم جاء يوم وتذكرت فجأة،فاستدعتني وسألت في استغراب:
- أين شروق؟ لم أرها منذ مدة؟!
- في شهر العسلّ.أجبت باقتضاب.
وعلقت بابتسامة شامتة:
- وهكذا انتهى الموضوع على خير،هذا ما كنت أرجوه!
هل تشرب قهوة؟
يبدو أنها كانت راضية بالفعل عن هذه النهاية،ودعوتها لي للقهوة هي احتفال صغير!
نرتشف قهوتنا بصمت دون أن نقول شيئاً،فجأة تقطع صمتها لتصارحني وقد اكتسى وجهها بجدية مفاجئة:
- في الحقيقة كنت قلقة عليك من هذه المغامرة العاطفية،أنا أعزك لهذه الدرجة،هل تعرف؟
كدت أقول لهاُ: القلب يدب مطرح ما يحب،ولكني كتمت صوتي،وبدلاً من ذلك قلت:
شكراً عالقهوة!
ثم أردفت: وعلى المعزة أيضاً،كافأتها بابتسامة،ونهضت مغادراً!
نزار حسين راشد
- لماذا لا تترك الفتاة في حالها؟
- أية فتاة؟
- تعرف عمن أتحدث!
- إنها مجرد زميلة ،مثلك تماماً!
افتر فمها عن ابتسامة تحمل مغزى ما:
- أولاً أنا لست مجرد زميلة بالنسبة لك،ثانياً أنا لست عمياء صماء،أرى وأسمع أكثر من ذلك،تلك النظرة في عينيك،والنظرة التي تشيعها بها وهي تودعك مغادرة!
أنت الذي تقلبت في كل دروب الحياة،تقع الآن في حب طفلة صغيرة!
- وما أدراك أنني واقع في حبها؟
- كل شيء.
- ماذا تعني كل شيء؟
- إسمع! أنا لا أتجسس عليك،ولكني رأيتك وأنا مارة بالصدفة،وأنت تشير إلى قلبك وتقول لها،أنت تسكنين هنا!
- وماذا في ذلك،أنت أيضاً لك مكانة في قلبي.
- لا تراوغ،إنهما أمران مختلفان تماماً،انا لأريد أن توقع الفتاة في حبائلك،ثم لا تدري ماذا تفعل بها،بالمناسبة ،ماذا ستفعل بها إن أحبتك،هل ستتزوجها؟
- أنت تضخمين الأمور،إنها مجرد مشاعر لا أستطيع مقاومتها!
- وماذا عنها هي ،هل تبادلك نفس المشاعر، ستكون كارثة؟
- لا أدري،ولكنها تتقبل مشاعري نحوها.
- هذا ما لاحظته فعلاً،حتى أنها إذا لمحتك جالساً هنا،تحايلت كي تخرجك من عندي،بالتذرع بشيء ما،أو دعتك إلى فنجان قهوة،بأسلوبها الناعم الذي تعرف أنك لن تقاومه!إسمع أنا لا أغار منها،إذا كان هذا ما يدور بخلدك،ولكني أشفق عليها منك،قلوب البنات ليست للعب!
- يبدو أنك لا تعرفينها جيداً،إنها أذكى من أن تُخدع!
- ماذا يعني ذلك؟
- يعني أنها تحبني مثلما أحبها!
رفعت حاجبيها دهشة:
- معقول! كيف يحدث ذلك؟
- أمر الله" لا تعاند،بل قول ربي رايد"
- لمن هذه الأغنية،أم أنك ألفتها للتو؟
- إنها لمغنية تونسية: قلب رمته العين ما يعتقش،يا لايمي في الزين: ما نصبرش.
انفرجت سرائرها وضحكت:
- بتسمع أغاني كمان،وسهر والذي منه،يا مراهق!
مرت الأيام ونسيت مسؤولتي الموضوع،ثم جاء يوم وتذكرت فجأة،فاستدعتني وسألت في استغراب:
- أين شروق؟ لم أرها منذ مدة؟!
- في شهر العسلّ.أجبت باقتضاب.
وعلقت بابتسامة شامتة:
- وهكذا انتهى الموضوع على خير،هذا ما كنت أرجوه!
هل تشرب قهوة؟
يبدو أنها كانت راضية بالفعل عن هذه النهاية،ودعوتها لي للقهوة هي احتفال صغير!
نرتشف قهوتنا بصمت دون أن نقول شيئاً،فجأة تقطع صمتها لتصارحني وقد اكتسى وجهها بجدية مفاجئة:
- في الحقيقة كنت قلقة عليك من هذه المغامرة العاطفية،أنا أعزك لهذه الدرجة،هل تعرف؟
كدت أقول لهاُ: القلب يدب مطرح ما يحب،ولكني كتمت صوتي،وبدلاً من ذلك قلت:
شكراً عالقهوة!
ثم أردفت: وعلى المعزة أيضاً،كافأتها بابتسامة،ونهضت مغادراً!
نزار حسين راشد