التقينا ذات صباح مشرق ونضير , كانت السماء ملبدة بالغيوم وحبيبات المطر الصغيرة تتساقط علينا فتكسو جسدها النحيل لمعانا يختلط مع لون سترتها وتنزلق منها علي الارض كانها دموع طفل يبكي بغير صوت جلست علي الاريكة وهي تتمتم بكلمات لا اكاد اسمعها لكنني فهمت منها انها تلعن الزمن الذي اتي بها الى هذه البلاد .
جلست بالقرب منها وجسدي يكاد يلامس اطراف ملابسها المتهدلة علي جنبات الاريكة , ومضت دقائق خلتها ساعات وكان السكون يخيم على المكان فيما عدا اصوات صبية صغار يتصايحون وهم يتقاذفون بشيء هو اقرب الي البرتقاله منه الى الكرة , تمالكت نفسي كثيرا ....حاولت ان اكلمها ولكن كانت الاحرف تتثاقل وهي تخرج من فمي ... لماذا اكلمها ياترى وماذا اقول لها ومن هي اصلا واي وقت اتى بها الى هذا المكان ... ياترى لو اننى تحدثت اليها ستصدني ام انها ستتجاوب معي وتكلمني وووو... كلمات كثيرة كانت تتقاذفني وانا انظر اليها ... كانت كلما نظرت اليها لكي ابدأ معها الحديث تشيح بوجهها بعيدا فتأبى الكلمات ان تخرج من فمي ... اخيرا تمالكت نفسي واستجمعت كل قواي وقلت لها
السلام عليكم ورحمة الله
اجابتني بكلمات مقتضبة .. اهلا
من اين الاخت ياترى ؟
اجابت... من افريقيا
قلت لها اعلم انك من افريقيا .. فما من شي ينبئني بغير ذلك .. نفس اللون ونفس الشعر المتجعد المفرودعلى هيئة نصف قوس والذي اعتدت ان اراه دائما في اخواتي الصغيرات نفس الملامح التي تجمع العديد من دول الشرق الافريقي.
اجابتني في شي من الدلال وهي تبتسم نصف ابتسامة ..من اين تريدني ان اكون
قلت لها وانا احاول ان اتصنع بنفس نصف ابتسامتها .. اريدك ان تكوني من السودان وتحديدا من كسلا الوريفة ... هنا كبرت ضحكتها واجابت في شي هو اقرب للمزاح منه الى الجد ..انا كذلك انا اسمي ارهيت من مدينة كسلا من حي العمال .. وانت من اين ؟ قلت لها انا.... انا .. انا من ارتريا من مدينة كرن انفرجت اساريرها كثيرا وهي تحول جسمها كله قبالتي وترتسم عليها مظاهر الاهتمام ... انت من كرن قلت لها نعم ... قالت وهي ضاحكة انا ايضا من كرن ولكنني اسمع بها فقط .. لانني لم اراها على الاطلاق... مضت الساعات كانها ثواني وتجاذبنا اطراف الحديث وبدت عليها علامات الغبطة والسرور وتنهدت تنهيدة كبيرة وهي تقول ...يالله .. كم انت كريم ياربي ... لقد قضيت الساعات الايام والليالي الطوال وانااحلم بالوطن .. احلم ان اكلم اي شخص فقد امضيت لحظات قاسية خلتها دهرا .. كنت اريدان اشتم رائحة بلدي وعطرها الاخأذ ... اريد ان اكلم اي شي من بلدي ... منذ ان وطئت قدماي هذا البلد لم يكلمني احد حتي خلت انني قد نسيت الكلام كنت أسال نفسي كثيرا.. اي قدر هذا هو الذي رمى بي في هذه البلاد ؟ مابال هؤلاء القوم لا يتكلمون بلانهم حتى لا ينظروف اليك ... كنت احس في دواخلي بالاحتقار ... نعم احسست بان الجميع يحتقرني ويرميني بربع نظره او محاولة استراق لنظره فيها نوع من الحيرة والاندهاش .... كنت احس انني مميزة بهذا اللون البني المائل الى السمار .. احس اننى مميزة لكنني هنا وجدت نظرات الاحتقار .. ياللعجب هل هذا هو الشعب الدنماركي الذي يحكون لي عنه وكيف انه شعب مميز ومحترم ؟ لماذا احس هنا بهذه المعاملة العنصرية التي تكاد تلتهمني ... لماذا يتجاهلني الكل وكانني غير موجودة .. في حين انني بين الحين والآخر اراهم يصطحبون الكلاب وهم يدللونها ويعاملونها بكثير من الحب والاهتمام ... في احيان كثيرة اهتمام اكثر من البشر كنت اقضي اللحظات وانا اعقدالمقارنات بيني وبين هذه الكلاب التي يصطحبونها معهم فاخرج بنتيجة واحدة ... هذه الكلاب اهم منا نحن الافارقة فهي تجد العناية والرعاية ونحن لا نجد حتى مجرد نظرةنحس معها باننا موجودون .
سرحت ارهيت لمدة طويلة بخيالها حتي خلتها لن تعود ثانية ولكنني عاجلتها بكلمة .. مايبكيك ارهيت ؟ ظلت ارهيت تحدثني كثيرا عن هذا المجتمع القاسي وعن تلك الظروف التي جلعتنا نخرج من بلادنا كاننا متشردون نعاني الجوع والعطش ونعاني الكثير من التمييز العرقي والديني ونحن اللذين ضحينا بالغالي والنفيس في سبيل تحرير الوطن . كنا نعمل ونكد ونكدح من اجل الوطن عملنا في كل مجال ... مسحنا الارض ومسحنا البلاط ...ارتضينا بالذل لانفسنا في سبيل الوطن .. كنا نجمع النقود والذهب والملابس ونرميها في وعاء كبير يوم ان نلتقي كل نهاية اسبوع في مدينة ودمدني بوسط السودان . . كنا دائما نلتقي حيث مقر جبهة التحرير .. نعم يااخي كنا ننوم بلا عشاء وبلا كساء من اجل الوطن بذلنا كل الغالي والنفيس وتعرضت سمعتنا للكثير من الاهانات وارتضينا ذلك من اجل الوطن ومن اجل التحرير .
الي ان جاء ذلك اليوم وتحررت بلادنا من قبضة المعتدى الاثيم واقمنا سرادق الاحتفالات وعمت البهجة كل افراد الشعب , كانت الفرحة لاتسعنا فرحنا واكلنا وشربنا ورقصنا حتي الساعات الاولى من الصباح .. فقد انتصرنا اخيرا وتحررنا من الظلم والعبودية والاضطهاد .
ومضت الايام ونحن فرحون مبتهجون نقدم كل مايمكن تقديمه للوطن الحبيب ندفع بسخاء من اجل الوطن الوليد ومن اجل الحرية التي كانت قد استعصت علينا فبذلنا لها الدماء الغالية... دماء شباب مابخلوا لاجل الوطن ولاجل الحرية .
ومضت الايام تلو الايام وبدأ الفرح الكبير يتضأءل شيئا فشيئا فمع مرور الايام اتضحت الرؤية واكتشفنا اننا لم ننل حريتنا .. ضاعت كل بطولاتنا ونضالنا سدى ضاعت كل الدماء رخيصة لا لشى انما كانت من اجل حلم اسمه الحرية .. نعم يااخي اكتشفنا باننالم ننل الاستقلال والحرية ... كل مافعلناه اننا بدلنا مستعمر بمستعمر آخر ...يالله ؟ اخيرا تلاشت احلامنا وضاعت كل آمالنا ادراج الرياح .
كنت طيلةهذه الفترة استمع اليها وانا اعلم ان كل كلمة نطقت بها كانت عين الحقيقة ابتدأء منحديثها عن الغربة والاحساس بالذل والاضطهاد في بلاد الدنمارك التي كنا نسمع انهاجنة الله في الارض وقبلة كل الضعفاء والمضطهدين والمنبوذين .. ووصولا الى قصةالتحرير التي كانت كذبة كبيرة وذوبعة في فنجان .. كنت اكبرمنها عمرا واكثر منها خبرةادراكا طويت كل ماقالته في دواخلى ليرقد مع ذلك الحزن الذي لازمني طيلة حياتي .
اخذت ارهيت من يدها وذهبت بها الى المنزل ومضت بنا الايام بين حلو ومر ... وبدأ الحب اللعين يدب الى قلوبنا احببتها بكل مااوتيت من مقدرة على الحب والعشق .. وبادلتني ارهيت حبا بحب وعشقا بعشق ومضت الايام واتفقنا ان نسافر الى ارض الوطن ... الي السودان الحبيب ... السودان الذي تحمل اهله واستوعب جيرانه بكل الحب الصادق وهويقول انا هنا انا هنا هل من مزيد ؟ ... لو طابت القلوب فانا اسع الجميع ... نعم يااخوتي شددناالرحال الى كسلا .. الى اهل ارهيت وكنا قد عقدنا العزم على الزواج بعد هذا العشق اللامتناهي وذلك الحب الجارف ... ووصلنا الي هنا ك وكانت المفاجاة ... ويا لها من مفاجاة ...عندما وضعت قدماي على عتبة منزل ارهيت .. وقعت ارضا مغشي علي لم افق بعدها الا وانا في عنبر العناية المركزة في مستشفي كسلا التعليميى وبجانبي كانت تجلس اختي ... كانت تجلس بجانبي وهي تضع يدها على صدري ... ماان فتحت اعينني حتى عاجلتني بكلمة ( الحمد لله علي السلامة والله قلنا تاني مااظنك تقوم من هذه الوقعة ) نعم يااخوتي كانت المراة التي فتحت لنا باب منزل ارهيت هي اختي الكبيرة التي خرجت من مدينة كرن وانا طفل في بطن امي لم ارالنور بعد كانت قد هربت من قسوة معاملة المحتلين رجال منقستو هيلاماريام عندماحاولوا اغتصابها فهربت منهم حتي وصلت مشارف مدينة كسلا حيث طاب لها المقام وتزوجت وانجبت صبايا وصبية كانت من بينهم حبيبتي ارهيت ... يا لهذا الزمن العجيب فقد كانت ارهيت حبيبتي ومعشوقتي هي بنت اختي التي لم اراها ... صدقوني لقد ظل الحب هو ذلك الحب القابع في دواخلي ولكن ماكان يؤرقني ويؤرق مضجعي ويعذبني ليل نهار ... هي تلك النظرات التي كانت مليئة بالوله والعشق ... وهي تلك الاسماء التي اخترناها لاولادنا وبناتنا الذين سوف ننجبهم عندمانتزوج ... واخيرا ذلك الخاتم الذي يتوسط اصبعي ومنقوش عليه ( حبيبتي ارهيت ) واظن كذلك الخاتم الذي يتوسط اصبعها ومنقوش علية عبارة ( حبيبي محمد ).
فجأة وانا نائم احسست بان هنالك شىء رطب يداعب اصابع قدمي اليمنى ففتحت اعيني مفزوعا و قلقا لاجد قطتي البيضاء الصغيرة وهي تلحس في اصابعي .... يااااااه يالهذه القطةالاليفة الجميلة المجنونة فقد ايقظتني من نومي وانا اتوسد يدى اليمني وارقد على (عنقريب ) منسوج بحبال كانت قد صنعت من بقايا سعف شجرة الدوم التي كانت تتوسط بيتنا في يوم من الايام ... بالطبع كنت سعيدا بهذا الحلم لان به الكثير من الحقائق لكنني كنت ساقتل نفسي لو كان نصفه حقيقة . هل انتم معي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلست بالقرب منها وجسدي يكاد يلامس اطراف ملابسها المتهدلة علي جنبات الاريكة , ومضت دقائق خلتها ساعات وكان السكون يخيم على المكان فيما عدا اصوات صبية صغار يتصايحون وهم يتقاذفون بشيء هو اقرب الي البرتقاله منه الى الكرة , تمالكت نفسي كثيرا ....حاولت ان اكلمها ولكن كانت الاحرف تتثاقل وهي تخرج من فمي ... لماذا اكلمها ياترى وماذا اقول لها ومن هي اصلا واي وقت اتى بها الى هذا المكان ... ياترى لو اننى تحدثت اليها ستصدني ام انها ستتجاوب معي وتكلمني وووو... كلمات كثيرة كانت تتقاذفني وانا انظر اليها ... كانت كلما نظرت اليها لكي ابدأ معها الحديث تشيح بوجهها بعيدا فتأبى الكلمات ان تخرج من فمي ... اخيرا تمالكت نفسي واستجمعت كل قواي وقلت لها
السلام عليكم ورحمة الله
اجابتني بكلمات مقتضبة .. اهلا
من اين الاخت ياترى ؟
اجابت... من افريقيا
قلت لها اعلم انك من افريقيا .. فما من شي ينبئني بغير ذلك .. نفس اللون ونفس الشعر المتجعد المفرودعلى هيئة نصف قوس والذي اعتدت ان اراه دائما في اخواتي الصغيرات نفس الملامح التي تجمع العديد من دول الشرق الافريقي.
اجابتني في شي من الدلال وهي تبتسم نصف ابتسامة ..من اين تريدني ان اكون
قلت لها وانا احاول ان اتصنع بنفس نصف ابتسامتها .. اريدك ان تكوني من السودان وتحديدا من كسلا الوريفة ... هنا كبرت ضحكتها واجابت في شي هو اقرب للمزاح منه الى الجد ..انا كذلك انا اسمي ارهيت من مدينة كسلا من حي العمال .. وانت من اين ؟ قلت لها انا.... انا .. انا من ارتريا من مدينة كرن انفرجت اساريرها كثيرا وهي تحول جسمها كله قبالتي وترتسم عليها مظاهر الاهتمام ... انت من كرن قلت لها نعم ... قالت وهي ضاحكة انا ايضا من كرن ولكنني اسمع بها فقط .. لانني لم اراها على الاطلاق... مضت الساعات كانها ثواني وتجاذبنا اطراف الحديث وبدت عليها علامات الغبطة والسرور وتنهدت تنهيدة كبيرة وهي تقول ...يالله .. كم انت كريم ياربي ... لقد قضيت الساعات الايام والليالي الطوال وانااحلم بالوطن .. احلم ان اكلم اي شخص فقد امضيت لحظات قاسية خلتها دهرا .. كنت اريدان اشتم رائحة بلدي وعطرها الاخأذ ... اريد ان اكلم اي شي من بلدي ... منذ ان وطئت قدماي هذا البلد لم يكلمني احد حتي خلت انني قد نسيت الكلام كنت أسال نفسي كثيرا.. اي قدر هذا هو الذي رمى بي في هذه البلاد ؟ مابال هؤلاء القوم لا يتكلمون بلانهم حتى لا ينظروف اليك ... كنت احس في دواخلي بالاحتقار ... نعم احسست بان الجميع يحتقرني ويرميني بربع نظره او محاولة استراق لنظره فيها نوع من الحيرة والاندهاش .... كنت احس انني مميزة بهذا اللون البني المائل الى السمار .. احس اننى مميزة لكنني هنا وجدت نظرات الاحتقار .. ياللعجب هل هذا هو الشعب الدنماركي الذي يحكون لي عنه وكيف انه شعب مميز ومحترم ؟ لماذا احس هنا بهذه المعاملة العنصرية التي تكاد تلتهمني ... لماذا يتجاهلني الكل وكانني غير موجودة .. في حين انني بين الحين والآخر اراهم يصطحبون الكلاب وهم يدللونها ويعاملونها بكثير من الحب والاهتمام ... في احيان كثيرة اهتمام اكثر من البشر كنت اقضي اللحظات وانا اعقدالمقارنات بيني وبين هذه الكلاب التي يصطحبونها معهم فاخرج بنتيجة واحدة ... هذه الكلاب اهم منا نحن الافارقة فهي تجد العناية والرعاية ونحن لا نجد حتى مجرد نظرةنحس معها باننا موجودون .
سرحت ارهيت لمدة طويلة بخيالها حتي خلتها لن تعود ثانية ولكنني عاجلتها بكلمة .. مايبكيك ارهيت ؟ ظلت ارهيت تحدثني كثيرا عن هذا المجتمع القاسي وعن تلك الظروف التي جلعتنا نخرج من بلادنا كاننا متشردون نعاني الجوع والعطش ونعاني الكثير من التمييز العرقي والديني ونحن اللذين ضحينا بالغالي والنفيس في سبيل تحرير الوطن . كنا نعمل ونكد ونكدح من اجل الوطن عملنا في كل مجال ... مسحنا الارض ومسحنا البلاط ...ارتضينا بالذل لانفسنا في سبيل الوطن .. كنا نجمع النقود والذهب والملابس ونرميها في وعاء كبير يوم ان نلتقي كل نهاية اسبوع في مدينة ودمدني بوسط السودان . . كنا دائما نلتقي حيث مقر جبهة التحرير .. نعم يااخي كنا ننوم بلا عشاء وبلا كساء من اجل الوطن بذلنا كل الغالي والنفيس وتعرضت سمعتنا للكثير من الاهانات وارتضينا ذلك من اجل الوطن ومن اجل التحرير .
الي ان جاء ذلك اليوم وتحررت بلادنا من قبضة المعتدى الاثيم واقمنا سرادق الاحتفالات وعمت البهجة كل افراد الشعب , كانت الفرحة لاتسعنا فرحنا واكلنا وشربنا ورقصنا حتي الساعات الاولى من الصباح .. فقد انتصرنا اخيرا وتحررنا من الظلم والعبودية والاضطهاد .
ومضت الايام ونحن فرحون مبتهجون نقدم كل مايمكن تقديمه للوطن الحبيب ندفع بسخاء من اجل الوطن الوليد ومن اجل الحرية التي كانت قد استعصت علينا فبذلنا لها الدماء الغالية... دماء شباب مابخلوا لاجل الوطن ولاجل الحرية .
ومضت الايام تلو الايام وبدأ الفرح الكبير يتضأءل شيئا فشيئا فمع مرور الايام اتضحت الرؤية واكتشفنا اننا لم ننل حريتنا .. ضاعت كل بطولاتنا ونضالنا سدى ضاعت كل الدماء رخيصة لا لشى انما كانت من اجل حلم اسمه الحرية .. نعم يااخي اكتشفنا باننالم ننل الاستقلال والحرية ... كل مافعلناه اننا بدلنا مستعمر بمستعمر آخر ...يالله ؟ اخيرا تلاشت احلامنا وضاعت كل آمالنا ادراج الرياح .
كنت طيلةهذه الفترة استمع اليها وانا اعلم ان كل كلمة نطقت بها كانت عين الحقيقة ابتدأء منحديثها عن الغربة والاحساس بالذل والاضطهاد في بلاد الدنمارك التي كنا نسمع انهاجنة الله في الارض وقبلة كل الضعفاء والمضطهدين والمنبوذين .. ووصولا الى قصةالتحرير التي كانت كذبة كبيرة وذوبعة في فنجان .. كنت اكبرمنها عمرا واكثر منها خبرةادراكا طويت كل ماقالته في دواخلى ليرقد مع ذلك الحزن الذي لازمني طيلة حياتي .
اخذت ارهيت من يدها وذهبت بها الى المنزل ومضت بنا الايام بين حلو ومر ... وبدأ الحب اللعين يدب الى قلوبنا احببتها بكل مااوتيت من مقدرة على الحب والعشق .. وبادلتني ارهيت حبا بحب وعشقا بعشق ومضت الايام واتفقنا ان نسافر الى ارض الوطن ... الي السودان الحبيب ... السودان الذي تحمل اهله واستوعب جيرانه بكل الحب الصادق وهويقول انا هنا انا هنا هل من مزيد ؟ ... لو طابت القلوب فانا اسع الجميع ... نعم يااخوتي شددناالرحال الى كسلا .. الى اهل ارهيت وكنا قد عقدنا العزم على الزواج بعد هذا العشق اللامتناهي وذلك الحب الجارف ... ووصلنا الي هنا ك وكانت المفاجاة ... ويا لها من مفاجاة ...عندما وضعت قدماي على عتبة منزل ارهيت .. وقعت ارضا مغشي علي لم افق بعدها الا وانا في عنبر العناية المركزة في مستشفي كسلا التعليميى وبجانبي كانت تجلس اختي ... كانت تجلس بجانبي وهي تضع يدها على صدري ... ماان فتحت اعينني حتى عاجلتني بكلمة ( الحمد لله علي السلامة والله قلنا تاني مااظنك تقوم من هذه الوقعة ) نعم يااخوتي كانت المراة التي فتحت لنا باب منزل ارهيت هي اختي الكبيرة التي خرجت من مدينة كرن وانا طفل في بطن امي لم ارالنور بعد كانت قد هربت من قسوة معاملة المحتلين رجال منقستو هيلاماريام عندماحاولوا اغتصابها فهربت منهم حتي وصلت مشارف مدينة كسلا حيث طاب لها المقام وتزوجت وانجبت صبايا وصبية كانت من بينهم حبيبتي ارهيت ... يا لهذا الزمن العجيب فقد كانت ارهيت حبيبتي ومعشوقتي هي بنت اختي التي لم اراها ... صدقوني لقد ظل الحب هو ذلك الحب القابع في دواخلي ولكن ماكان يؤرقني ويؤرق مضجعي ويعذبني ليل نهار ... هي تلك النظرات التي كانت مليئة بالوله والعشق ... وهي تلك الاسماء التي اخترناها لاولادنا وبناتنا الذين سوف ننجبهم عندمانتزوج ... واخيرا ذلك الخاتم الذي يتوسط اصبعي ومنقوش عليه ( حبيبتي ارهيت ) واظن كذلك الخاتم الذي يتوسط اصبعها ومنقوش علية عبارة ( حبيبي محمد ).
فجأة وانا نائم احسست بان هنالك شىء رطب يداعب اصابع قدمي اليمنى ففتحت اعيني مفزوعا و قلقا لاجد قطتي البيضاء الصغيرة وهي تلحس في اصابعي .... يااااااه يالهذه القطةالاليفة الجميلة المجنونة فقد ايقظتني من نومي وانا اتوسد يدى اليمني وارقد على (عنقريب ) منسوج بحبال كانت قد صنعت من بقايا سعف شجرة الدوم التي كانت تتوسط بيتنا في يوم من الايام ... بالطبع كنت سعيدا بهذا الحلم لان به الكثير من الحقائق لكنني كنت ساقتل نفسي لو كان نصفه حقيقة . هل انتم معي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حبيبتي ارهيت والوطن
حبيبتي ارهيت والوطن التقينا ذات صباح مشرق ونضير , كانت السماء ملبدة بالغيوم وحبيبات المطر الصغيرة تتساقط علينا فتكسو جسدها النحيل لمعانا يختلط مع لون سترتها وت
eritrea.yoo7.com