عبد الحميد باحوص - قراءة في كتاب خيرة جليل: " التشكيل بين التنظير والتاطير" -1-

ليس هاما وأكثر اهمية من أن يقوم الفنان التشكيلي بمبادرة مساءلة أعمال تشكيلية أخرى تستحق ذالك خصوصا في هذا الوقت الواقعي والافتراضي الذي يعج
بالغث والسمين حيث تصعب معه عملية الفرز والاستخلاص.
لكن التشكيلية خيرة جليل المعروفة بتحدياتها
خاضت مغامرة السؤال بشقيه النظري والتطبيقي
في كتابها الذي صدر مؤخرا. (حصلت مشكورة على ذالك،على نسخة الكترونية منه على برنامج بي دي اف)
لقد وعت الفنانة كل الوعي من أن الانتظارية على طريقة غودو غير مجدية،لذالك اقتربت وقاربت بعض التجارب المغربية والعربية على تنوعها وأختلافها الخصب باحساسها التشكيلي الواعي الذي يسائل
اللوحة باحثة عن الجميل والشعري فيها الذي لا يغفل
عن رؤية نبض الإنساني والاجتماعي وراءها.
في تقديمها العام،تطرح المؤلفة مسألة "الانعتاق "
في الفن الان،الذي يتنصل حسبها من كل مرجعية فكرية وفلسفية....،لتصبح اللوحة ملموسة ثم محسوسة تريد مشاركة المتلقي.
الى اي حد هذه الفكرة صحيحة؟؟
وان كنت لا أشاركك هذه الوجهة النظر،وأرى أن تاريخ
الفن عامة،هو بمعنى من المعاني يعبر عن فكر وفلسفية معينة،خذي مثالا على ذالك لوحة بيكاسو غرنيكا،إلا تعبر عن فلسفة وفكر عصرها اي الفكر
الفاشستي للجنرال فرانكو،وعن الحرب الأهلية الاسبانية،التي مزقت الشعب الإسباني اربا اربا
حتى وإن كان الفنان التشكيلي في كل ذالك يبحث عن البيرفرمونص.
دون شك المؤلفة بخبرتها في زيارة والمتاحف
والمعارض والكاليريهات،وتنظيمها للمعارض
الجماعية وحضورها الورشات الفنية في الشرق(الصين وجنوب شرق اسيا)والغرب
بالولايات المتحدة الأمريكية،قد وقفت على الهوة
التي بيننا وبينهم،إذ لا مجال للمقارنة حتى من باب المزحة الفنية كما تقول.
فالمبدع هناك تساءل أعماله الفنية لا شخصه الواقعي على العكس في جغرافيتنا العربية.
ويحظى الفن عموما هناك،بالتقديس بما يعني الاحتفاء بالمبدعين،يقابله التهميش والإقصاء عندنا والاخوانيات في احتضان التجارب الواعدة او تلك التي "
على الطريق"...؛على الرغم من أن الويب قد فتح بابا لكن لم يحل الإشكالية التي تلعب في إطار المركز والهامش.
يتبع

تعليقات

ممتنة لقراءتک اخی الکاتب وکنت مشوقة لمعرفة رایک فیه کمادة نقدیة منذ ان طلبت منی النسخة الالکترونیة....شکرا لکم وما زلت انتظر التتمة ......
 
ملاحظة : الاخ الکریم راجع فقرات الکتاب انا لم اعتمد فی مقاربتی الفنیة علی احساسی أنا انظر لمنهج نقد علمی من العلوم الانسانیة یتمد علی: عینة ووصف وتفسیر وتعمیم یکون فیه الامر الاخد بالدراسة والتحلیل لمکونات العمل من حیث المنشأ الفنی وتوزیع الکلة الونیة والضوء وشکل الضربات ...... والکل فی علاقة تفاعلیة مع الذات المبدعة.....ثم انا لا ادعو الی الانعتاق من الخلفیة الفکریة والفلسفیة انا اقول لک : الان فی الوقت الراهن لا توجد خلفیة فکریة .......اما المرحلة التی تحدثها لبیکاسو لا تنسی انک عدت لمرحلة تاریخیة بعیدة عن ما یعرفه العالم حایا فی القرن 21 المرحلة التی تحدث عنها هی مرحلة التنظیر للمرحلة التکعیبة وهی لا علاقة لها بما یمر به الفن الان .
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...