أحمل هيكلي العظمي فوق كتفي
وأمضي مع الموتى
لا أبالي بالحفر الفارغة في المقبرة
ولا بالحجر الذي يتقافز على عمودي الفقري
في المقبرة يجتمع الموتى فيما بينهم كل ليلة
وفي يد كل واحد منهم ألبوم صور خاص به
وانا لا صورة لي غير وجه ملؤه العدم
لم أبك يوما منذ ولدت من جرح
ولم
أتقمص في حياتي بطل رواية بوليسية
لأنني كنت أعرف مسبقا إنها ستُقطّع
ورقة
ورقة
و سينتهي بها الأمر عند بائع فواكه جافة كجلدي
أو
ترمى كصدفات فارغة على شاطئ في أفريقيا
في بداية الأمر كانت البيوت لا تخلو من قلم رصاص
في نهاية الأمر أصبحت كل البيوت مدججة بالرصاص
والأسلحة
نحن مقبلون على حرب كبيرة
هكذا
قالت مذيعة سخيفة ساخرة من جمهور يتحكم فيه
صندوق
الواي فاي حل محل روابط القرابة
تقول دراسة سوسيولوجية مجهولة المصدر
تسأل الكل عن الواي فاي فيجيبونك :
نعرفه
و وحدها
جدتي لا تعرفه ترانا كعصافير متزاحمة في قفص
وتضحك باندهاش كبير حين ترى صورتها معي على
السناب- شات
تطوي سبحتها وتلقي بها في صندوق وهمي داخل
صدرها
تتحسس (سبنيتها) زيفها الصوفي المرقط الألوان
وتقول لي وهي تعض ظفر سبابتها هائمة :
لماذا يبدو شعري هنا مغايرا للحقيقة ؟
الحقيقة يا جدتي :
إنّ هذا العالم كله أصبح صورة
الورد صورة
الحب صورة
الدين الصورة
السياسة صورة
الحركة صورة
العهر صورة
وحده الله كالماء
لا
صورة له
لا
لون
لا
طعم
ولا رائحة .
******
خلف التلال البعيدة يمر قطيع
فيبكي ذئب في الغابة
كأن الأشجار أحرقها الثغاء
وعلى نغم عواء مهيب
يرفع وجهه صوب السماء كأني به ينشد :
لما تحكمنا هذه الأسود وكل ذي الحمير خدم ...؟!
تسمعه في العلا حمامة فترفع كتفيها كأنها تهدل :
ما لي أنا ومن يخدم ولا يحكم ...؟!
يمر بالصدفة طائر كوليبري حاملا بمنقاره منديل نهر
مبلل
كأنه اشتم روائح حريق فتسقط من جناحيه غمامتان
في مدخل الغابة يرى فيل المشهد كله فيرفع نهيمه
قويا :
أموركم بسيطة كلكم أنتمُ
فماذا عني أنا الذي تتحرش بخرطومي نملة ..؟!
تسمعه ظبية تشرّحها مخالب عسبار طرية
فيذوب في عينيها الوسيعتين ملح صخري ...
أسمعهم كلهم أنا
فتتحول رأسي لأسطوانة غناء قديمة معطلة ...
مصطفى الحناني
وأمضي مع الموتى
لا أبالي بالحفر الفارغة في المقبرة
ولا بالحجر الذي يتقافز على عمودي الفقري
في المقبرة يجتمع الموتى فيما بينهم كل ليلة
وفي يد كل واحد منهم ألبوم صور خاص به
وانا لا صورة لي غير وجه ملؤه العدم
لم أبك يوما منذ ولدت من جرح
ولم
أتقمص في حياتي بطل رواية بوليسية
لأنني كنت أعرف مسبقا إنها ستُقطّع
ورقة
ورقة
و سينتهي بها الأمر عند بائع فواكه جافة كجلدي
أو
ترمى كصدفات فارغة على شاطئ في أفريقيا
في بداية الأمر كانت البيوت لا تخلو من قلم رصاص
في نهاية الأمر أصبحت كل البيوت مدججة بالرصاص
والأسلحة
نحن مقبلون على حرب كبيرة
هكذا
قالت مذيعة سخيفة ساخرة من جمهور يتحكم فيه
صندوق
الواي فاي حل محل روابط القرابة
تقول دراسة سوسيولوجية مجهولة المصدر
تسأل الكل عن الواي فاي فيجيبونك :
نعرفه
و وحدها
جدتي لا تعرفه ترانا كعصافير متزاحمة في قفص
وتضحك باندهاش كبير حين ترى صورتها معي على
السناب- شات
تطوي سبحتها وتلقي بها في صندوق وهمي داخل
صدرها
تتحسس (سبنيتها) زيفها الصوفي المرقط الألوان
وتقول لي وهي تعض ظفر سبابتها هائمة :
لماذا يبدو شعري هنا مغايرا للحقيقة ؟
الحقيقة يا جدتي :
إنّ هذا العالم كله أصبح صورة
الورد صورة
الحب صورة
الدين الصورة
السياسة صورة
الحركة صورة
العهر صورة
وحده الله كالماء
لا
صورة له
لا
لون
لا
طعم
ولا رائحة .
******
خلف التلال البعيدة يمر قطيع
فيبكي ذئب في الغابة
كأن الأشجار أحرقها الثغاء
وعلى نغم عواء مهيب
يرفع وجهه صوب السماء كأني به ينشد :
لما تحكمنا هذه الأسود وكل ذي الحمير خدم ...؟!
تسمعه في العلا حمامة فترفع كتفيها كأنها تهدل :
ما لي أنا ومن يخدم ولا يحكم ...؟!
يمر بالصدفة طائر كوليبري حاملا بمنقاره منديل نهر
مبلل
كأنه اشتم روائح حريق فتسقط من جناحيه غمامتان
في مدخل الغابة يرى فيل المشهد كله فيرفع نهيمه
قويا :
أموركم بسيطة كلكم أنتمُ
فماذا عني أنا الذي تتحرش بخرطومي نملة ..؟!
تسمعه ظبية تشرّحها مخالب عسبار طرية
فيذوب في عينيها الوسيعتين ملح صخري ...
أسمعهم كلهم أنا
فتتحول رأسي لأسطوانة غناء قديمة معطلة ...
مصطفى الحناني