قراءة نقدية مختصرة لنص الشاعرة "ثريا درويش" كل ما دق مسامعي
تفاعل مرهف الحس تسرب فيما وراء السطح اللغوي
قراءة / أيمن دراوشة
النص:كل ما دق مسامعي آذان
أهرول لرسائلك
أتوضأ شيئا منها وأرتل الباقي
*ثريا درويش*
------------------------------------------------------------------------
تمخض عن المسمع الفعل المضارع أهرول، وتولد عن الرسائل الفعل المضارع أيضًا أتوضأ، ومن ثم الفعل المضارع أرتل.
تبادل للمواقع الدلالية فالآذان مع الوضوء وكذلك الفعل أتوضأ مع أرتل موجات لغوية تجمعت وتقاربت بحسية مكثفة، وتناسخات دلالية أخرى توالدت من المفردات المستخدمة وجميعها تتشاكل في تركيباتها البنائية والدلالية وتتواكب في إيماءاتها.
[FONT=ولا تكف المفردات عن عطائها بتلاحم رهيف وتقارب ملتصق واضح، فالفكرة انبثاقة واحدة متوحدة وفريدة متفردة، فلنلاحظ الصلة بين الأذان والوضوء، وبين الوضوء وأرتل ... هي علاقة توالد وتتابع وتناسق جلي بين في ثبات وشموخ وسموق فتوحدت الأسطر الثلاثة في تناغم وتناسق.[/B]
فالأداء الفني انفلت من تراكم المفردات ومحدودية المضمون، ليكون ذلك الخلق لصور تتشكل في رحابة الوعي واللاوعي دون تشكيل متكدس في حرفية الرؤية المباشرة، فالخيال جموح قد شكل الفكرة في تراكيب رامزة، وتفاعل مرهف الحس تسرب فيما وراء السطح اللغوي حيث تعكف المشاعر الغائصة في اللاشعور على بث صور منفلتة من إسار الذهنية والتقريرية المقيتة.