محمد الدفراوي - لا أعرف فيما تفكر أمي

هذا ما تحكيه قصص الحب ، فاحذرها !
يعيش المرء ليسعد غيره ، و الحب الذي تنتظره ، سيأتي بعد الزواج ، عليك الشعور بالمسئولية ، يا ولدي القلوب تتعلق لكنها ضعيفة ، لا تستوعب الحقيقة ، لا تفكر بقلبك أبدا ، أعرف أن عينك على بنت الجيران ؛ المدللة ، ليست جدية ، و لا تساعد والدتها في شيء ، و سمعت اليوم أن عريسا تقدم لها ، البنات ولدن للزواج ، و يخططون لإنجاز زواجها هذا الصيف على وجه السرعة ، سيبذلون أقصى ما في وسعهم لإتمامه .
الليل و الأحلام يجلبان للمرء المتاعب !
أحيانا نفكر في أعمال ، لنتفاجأ بمن يسبقنا إليها !
يا ولدي ، المرأة مصدر سعادة في البيت ، و لا قوة للرجال الإ بهن ، يشعلن النيران ، و يربين الحيوان ، و ينشئن الأبناء ، يضيئن الأعماق كالمصابيح ، أنهن حوامل الإرث .
يابني ، مع امرأة ستموت ببطء !
الشاي جاهز .. هيا اشرب !
حالا .
أتعلم ؟!
أعلم ماذا؟
أنني ووالدك لم نتوقع أن نعيش حتى تتزوج ، كم من مرة نجوت من الموت بأعجوبة ، تعرضت لأزمات كثيرة ( تضحك) بسبعة أرواح .
أين ذهب والدك ؟
لا أعلم ، لم يخبر أحدا .
كالعادة يذهب للمقهى يلعب النرد لايريد أن يكبر ، فقط يحب أن يفرح بك ، الآن أنت رجل ، تتحمل المسئولية .
تفكرين كثيرا في مسألة زواجي ، أمي أنا راشد ، و أعرف مصلحتي و ماذا أريد !
بنبرة غاضبة : حين تبلغ من العمر ما بلغته ، ستفهم من الحياة ما أفهمه أنا !
هل أنت عازف عن الزواج ؟ أجبني بوضوح !
لاداعي للغضب يا أمي ، لقد جربت حظي مع خطيبتي السابقة ، منذ افترقنا لم أعد أشغل قلبي بأحد .
و اخترت لك فتاة ستهفو إليها ، تزوجها فهي مهذبة و بنت ناس ، موهوبة في أشياء كثيرة كالموسيقى ، و الغناء ، و كتابة الشعر و الخواطر ، أن تزوجتها فستزداد براعة و تألقا ، و قبل ذلك هي مسكينة ، منكسرة الجناح طوع بناني ، لا تخجل مني ، صارحني بما تريد ، ارح قلبي !
أمي ، سأخرج ، فلدي موعد ! لاتحدقي في هكذا أرجوك !
انا لست امك فقط ، أنا أكثر من ذلك صدقني ، الأمهات كلهن كذلك ، يعرفن عن أبناء بطونهن أكثر مما يعرفون عن أنفسهم !
أمي ، العالم مكان جميل لنعيش فيه ، لكن لا شهية لدي و لا حماس لشيء ! و لا أريد أن أعمل شيئا تحت ضغط أرجوك ! سيفوتني الموعد ...
أحبك _ يا بني _ بقدر خوفي أن أتركك وحيدا ! ستموت فيك أشياء كثيرة ، ستكبر فجاءة !
الليل بلا امرأة طويل جدا ، الظلام يحيط بك من كل اتجاه ، و أنت تحت الغيوم ، لا تسمع الإ نباح الكلاب و صرير الريح ، يبدو لك كل شيء بعيدا السماء و النجوم و بزوغ الفجر !
يقترب من والدته ، ممسكا يدها ، لا أعرف فيما تفكر الأمهات في سنها لأولادهن ، لا أعرف ، لا أعرف !
عانقها ثم خرج !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...