كان قدوة لأجيال من الذين كان لهم الحظ في التتلمذ عليه، في الإخلاص والنزاهة والمواقف النبيلة المشرفة. إنه أستاذ جامعي من طينة الأساتذة الكبار الذين لهم شخصية الأستاذ الجامعي الحق. عالم وباحث أكاديمي يتميز في أبحاثه بالدقة والتركيز المعجز، وأبحاثه في الرواية العربية والمغربية، وكذلك في القصة القصيرة، تشهد على ذلك.
وكانت رسالته الجامعية حول الفن القصصي في المغرب دراسة رائدة، ليس فقط في المغرب، بل في المشرق العربي أيضاً، وأذكر ونحن في أواخر الستينيات، كنا نبحث عن كتب أو مجلات، تقدم لنا أدوات وتقنيات هذا الفن الأدبي الجديد لنعتمدها فيما نحاوله من كتابات قصصية، فلم نكن نحصل على ما يشفي الغليل، فقد أصدر د. رشاد رشدي كتاباً صغير الحجم هزيلاً في القصة القصيرة، ضمنه مجموعة من النماذج أو المختارات القصصية لم يكلف نفسه عناء دراستها وتحليلها تحليلاً فنيّاً.
وكان أملنا أن يكون العددان الخاصان بالقصة القصيرة اللذان أصدرتهما مجلة الهلال المصرية في عددي غشت للسنتين 1969و1970 ، يشتملان على دراسات تحليلية لنماذج قصصية وأخرى تنظيرية تقدم مدارس أو اتجاهات فنية في هذا الفن، وتدرس التقنيات المستعملة فيه، إلا أنهما خيبتا ظننا، فلم نجد فيهما طلبتنا. وجدنا فيها حقيقةً نماذج جديدة جيدة في القصة القصيرة لأغلب كتاب جيل الستينيات ولكن لم نلق مبتغانا.
حقّاً كنا اطلعنا على كتاب د. عز الدين إسماعيل ” الأدب وفنونه ” ، وعلى كتابي د. إحسان عباس ومحمد يوسف نجم حول هذا الفن، ولكنها لم تكن تقدم لنا ما يغنينا، ويقدم لنا الأدوات التقنية أو التحليلية التي ننشدها.
وفي غمرة بحثنا المضني هنا وهناك عن من يوجهنا إلى الطرائق الفنية لكتابة هذا الفن وإلى الأدوات الإجرائية لدراسته وتحليله، كان عمل أستاذنا أحمد اليبوري الرائد حول القصة القصيرة في المغرب، قد تمت مناقشته سنة 1967 بكلية الآداب بالرباط، ويوجد مرقوناً في أحد رفوف مكتبة الكلية، ولم يتح نشره في كتاب إلا سنة 2005 بعنوان ” تطور القصة القصيرة في المغرب / مرحلة التأسيس ”، منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب / كلية الآداب ـ بنمسيك.
وقد أخبرني الصديق القاص أحمد بوزفور أن ما تم طبعه هو الجزء المتصل بالقصة القصيرة والرسالة ، تضم السرد قصة ورواية ، ولم أكن أعلم ذلك.
وفي هذا الكتاب الدقيق في تنظيره ودراسته وتحليله لنماذج من مختلف الاتجاهات القصصية في المغرب، بغيتنا التي كنا نبحث عنها، ولم نجدها في المظان المنوه إليها أعلاه. والكتاب - كما أحسب - كان أسبق من بعض الأعمال المشرقية المذكورة آنفاً ، من حيث هو عمل اكاديمي رائد في مجاله في الجامعة المغربية .
تحياتي لأستاذنا رائد دراسة فن القصة القصيرة سي أحمد اليبوري، واعتزازي الصادق بالتتلمذ عليه سواء في كلية الآداب بفاس في الستينيات، أو في كلية الآداب بالرباط في أوائل الثمانينيات في الدراسات المعمقة.
د. عبدالجبار العلمي
وكانت رسالته الجامعية حول الفن القصصي في المغرب دراسة رائدة، ليس فقط في المغرب، بل في المشرق العربي أيضاً، وأذكر ونحن في أواخر الستينيات، كنا نبحث عن كتب أو مجلات، تقدم لنا أدوات وتقنيات هذا الفن الأدبي الجديد لنعتمدها فيما نحاوله من كتابات قصصية، فلم نكن نحصل على ما يشفي الغليل، فقد أصدر د. رشاد رشدي كتاباً صغير الحجم هزيلاً في القصة القصيرة، ضمنه مجموعة من النماذج أو المختارات القصصية لم يكلف نفسه عناء دراستها وتحليلها تحليلاً فنيّاً.
وكان أملنا أن يكون العددان الخاصان بالقصة القصيرة اللذان أصدرتهما مجلة الهلال المصرية في عددي غشت للسنتين 1969و1970 ، يشتملان على دراسات تحليلية لنماذج قصصية وأخرى تنظيرية تقدم مدارس أو اتجاهات فنية في هذا الفن، وتدرس التقنيات المستعملة فيه، إلا أنهما خيبتا ظننا، فلم نجد فيهما طلبتنا. وجدنا فيها حقيقةً نماذج جديدة جيدة في القصة القصيرة لأغلب كتاب جيل الستينيات ولكن لم نلق مبتغانا.
حقّاً كنا اطلعنا على كتاب د. عز الدين إسماعيل ” الأدب وفنونه ” ، وعلى كتابي د. إحسان عباس ومحمد يوسف نجم حول هذا الفن، ولكنها لم تكن تقدم لنا ما يغنينا، ويقدم لنا الأدوات التقنية أو التحليلية التي ننشدها.
وفي غمرة بحثنا المضني هنا وهناك عن من يوجهنا إلى الطرائق الفنية لكتابة هذا الفن وإلى الأدوات الإجرائية لدراسته وتحليله، كان عمل أستاذنا أحمد اليبوري الرائد حول القصة القصيرة في المغرب، قد تمت مناقشته سنة 1967 بكلية الآداب بالرباط، ويوجد مرقوناً في أحد رفوف مكتبة الكلية، ولم يتح نشره في كتاب إلا سنة 2005 بعنوان ” تطور القصة القصيرة في المغرب / مرحلة التأسيس ”، منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب / كلية الآداب ـ بنمسيك.
وقد أخبرني الصديق القاص أحمد بوزفور أن ما تم طبعه هو الجزء المتصل بالقصة القصيرة والرسالة ، تضم السرد قصة ورواية ، ولم أكن أعلم ذلك.
وفي هذا الكتاب الدقيق في تنظيره ودراسته وتحليله لنماذج من مختلف الاتجاهات القصصية في المغرب، بغيتنا التي كنا نبحث عنها، ولم نجدها في المظان المنوه إليها أعلاه. والكتاب - كما أحسب - كان أسبق من بعض الأعمال المشرقية المذكورة آنفاً ، من حيث هو عمل اكاديمي رائد في مجاله في الجامعة المغربية .
تحياتي لأستاذنا رائد دراسة فن القصة القصيرة سي أحمد اليبوري، واعتزازي الصادق بالتتلمذ عليه سواء في كلية الآداب بفاس في الستينيات، أو في كلية الآداب بالرباط في أوائل الثمانينيات في الدراسات المعمقة.
د. عبدالجبار العلمي