للذئب الذي تحت عباءة الدرويش ما ليس لغيره...
هذا النص كالمغص يتحرك في بطن الوجود كلما اشتد تكشغت بضع أمور عن ذاك العدمي يدنو تارةً ويبتعد تارةً كطفل يسعى إلى لهفة النار دون يقين لسعتها، تغره رقصة توهجها دون أن يدرك حرائق ضمها...
في مشهد درامي يدور الديالوج في ظاهره بين اثنين دون تحديد هويتهما فالمسميات هنا تسقط كي نوسع دائرة الدلالة لتضم عدة تأويلات..
إلا أنه أوقعنا هذا المجرم (لمين) في فخ عكسي متداخل، فما بين أيدينا عبارة عن مونولوج داخلي بصوت مكتوب، طارحا تلك الأسئلة التي أرهقت كاهل دماغه.
التخييل الشعري فيه من المكاشفات على الذات ما لا يوجد في غيره. جلسة استحضار، عتاب، تشكي، تصالح ثم اعتذار...
لهذا المشهد الجواني خلفية هي محكمة على هيئة سماء مجرد خلفية للبناء الشعري ثم تبدأ المحاكمة والمواجهة بقرائن وأدلة واثباتات تدين الذات الذئب وما اكتسبته أنيابه من تقطيع وتمزيق في جلد أخيه وبني عوائه، وتخريب للغابة من سفك دم، وقطع، وطعن... إلى غاية ظهور المرأة التي تعدل ميزان الهيجان، وتقلم أنياب الوحشة فيستقيم حال ذئبيته ليكتب شعرا... ثم يعود إلى نبرة التحنان والترجي مستلطفا ومستعطفا اياه كي ينتبه إلى هلاك بني جلدته من سفك وهتك ونكح وخراب...
بعدها يعود أدراجه، يخلع عنه جلد الذئب العدمي فيستر عورته الثانية بعباءة الدرويش في حل وترحال داخل نقطة عمياء لا يبتغي منها خلاصا ولا بداية.. عدا خمرة يُسْكِر بها قلبه قبل عقله، ويبكي بدل الدمع شعرا يسكبه ويرفع نخبه للسماء التي منها استل عالمه.
▪▪▪
(*) هنا نص الشاعر
.
مشهد من محاكمة في الآخرة
محمد الأمين سعيدي
.
(( يا عبدي الذئب سلام الغيب عليك..
أنا الرحمنُ القابع في اللا مرئيّ..
خلقتكَ من فرحي بالإبداع..
ولُحْتكَ في الغابة بين الأنياب أجرّب جودة صنعي..
ونجوتَ..
غرستكَ في شوك الغصة كي أعرف معنى الآلام..
رأيتكَ تعوي تصبح نارا من وجع مرّ أعتى..
ومع الوقت تصير صديقَ الشوك..
ذبحتُ أخاك لتجري مهبولا في أرض النزف
فصرتَ الأعقلَ؛
رُحتَ تؤلّف كتبا في ذم العالم..
أو في الرقص على أعصابي..
ثم عشقتَ امرأةً من سرّ الكون تهدئ روحك..
حتى صرتَ تقول الشِّعر
وماتتْ فيك الغابةُ...
قلتُ تعلّم عبدي..
لكنكَ ذئب وحشي أغبى مما يحتمل الوعي..
تُمزّق نفسكَ بالأوجاع
وتترك لحم الناس الطازج..
تدري كيف تكون الجرح يشقّ سبيل الملح..
وكيف تزيّن ساحات الحيرة بالأكفانْ
وتعرف كيف تزعزع قلبي
أبكيكَ دما إذ يغرق في دمكَ الإنسانْ
يا ربي الجالس فوق العرش الناعس bonjour
أحييكَ على الوصف المبدع..أنت الأدرى بالقلب يضجّ به نبض كلبٌ..
وتطوّحه السكرة حتى ينكره البيتُ
ويرقد في طرقات الحزن العمياءِ..
يضيء الصمتُ مجاهله بالصمت..
وتشنقه الأيدي ليعود الحيَّ من الأمواتِ..
يبارك هذا القتلَ الجائعَ..
أو يُنزل سحّاب السروال يرشّ العالم من مطر البول الساخن..
أو يتشظى في تيه الأنساق وحيدا..
يحزنني أنْ تعرف أني فكرة خلق خاطئة..
يا ليتكَ أكملتَ بطيني نقصَ الأعرج..
أعطيتَ لساني للأبكم..
أهديتَ حواسّي للبشر المعطوبين..
وأطعمتَ حياتي للنسيانْ
يا عبدي الكلب تأدّبْ
واخترْ من قاموس اللفظ الألطفَ
أو أرسلُ صاعقة تقسمكَ اثنين
وأدعو للحم المشوي وحوش الغابة..أو ...
يا ربي أنت لطيف وصبور..
قلبكَ أوسع من بحر جراحي..
لستُ أخافكَ..فاسمع مني ..
أرضكَ منكحة دائرة كالحسرةِ..
مأدبةُ الموت..
تهيّج فرحتَها أنهارُ النزف..
فتسكر بالدوران على المأساة تؤرخ للعض وللتمزيق..
تُعرْبِد فوق مواجعنا عارية..
أرضكَ فيلم هزليّ..
وأنا مكتئب الخطوة..
أسناني المهدومة لا تنهش جسمَ الآخر...
والآخر يأكل من كتفي النيء
ويسكر بالدم إذ يجري مني مجرى الماء..
ولستُ حزينا أنت تشاء ومثلي يرضى بالمجزرة العلوية..
أعبر تاريخ الدمعة كي أهلك في شلال الوقتِ..
وأُنسى في خَرَف الأزمانْ
سامحني يا ربي..
الباطنُ مهرووووووودٌ
والخارج ذئب عدميّ
أنت إله مرموق السلطة
وأنا درويش يترحّل في اللاشيء
يغني..
يثملُ
يثملُ
يبكي
يثملُ
يثمل أكثرَ
يعوي
حتى يفنى...))
هذا النص كالمغص يتحرك في بطن الوجود كلما اشتد تكشغت بضع أمور عن ذاك العدمي يدنو تارةً ويبتعد تارةً كطفل يسعى إلى لهفة النار دون يقين لسعتها، تغره رقصة توهجها دون أن يدرك حرائق ضمها...
في مشهد درامي يدور الديالوج في ظاهره بين اثنين دون تحديد هويتهما فالمسميات هنا تسقط كي نوسع دائرة الدلالة لتضم عدة تأويلات..
إلا أنه أوقعنا هذا المجرم (لمين) في فخ عكسي متداخل، فما بين أيدينا عبارة عن مونولوج داخلي بصوت مكتوب، طارحا تلك الأسئلة التي أرهقت كاهل دماغه.
التخييل الشعري فيه من المكاشفات على الذات ما لا يوجد في غيره. جلسة استحضار، عتاب، تشكي، تصالح ثم اعتذار...
لهذا المشهد الجواني خلفية هي محكمة على هيئة سماء مجرد خلفية للبناء الشعري ثم تبدأ المحاكمة والمواجهة بقرائن وأدلة واثباتات تدين الذات الذئب وما اكتسبته أنيابه من تقطيع وتمزيق في جلد أخيه وبني عوائه، وتخريب للغابة من سفك دم، وقطع، وطعن... إلى غاية ظهور المرأة التي تعدل ميزان الهيجان، وتقلم أنياب الوحشة فيستقيم حال ذئبيته ليكتب شعرا... ثم يعود إلى نبرة التحنان والترجي مستلطفا ومستعطفا اياه كي ينتبه إلى هلاك بني جلدته من سفك وهتك ونكح وخراب...
بعدها يعود أدراجه، يخلع عنه جلد الذئب العدمي فيستر عورته الثانية بعباءة الدرويش في حل وترحال داخل نقطة عمياء لا يبتغي منها خلاصا ولا بداية.. عدا خمرة يُسْكِر بها قلبه قبل عقله، ويبكي بدل الدمع شعرا يسكبه ويرفع نخبه للسماء التي منها استل عالمه.
▪▪▪
(*) هنا نص الشاعر
.
مشهد من محاكمة في الآخرة
محمد الأمين سعيدي
.
(( يا عبدي الذئب سلام الغيب عليك..
أنا الرحمنُ القابع في اللا مرئيّ..
خلقتكَ من فرحي بالإبداع..
ولُحْتكَ في الغابة بين الأنياب أجرّب جودة صنعي..
ونجوتَ..
غرستكَ في شوك الغصة كي أعرف معنى الآلام..
رأيتكَ تعوي تصبح نارا من وجع مرّ أعتى..
ومع الوقت تصير صديقَ الشوك..
ذبحتُ أخاك لتجري مهبولا في أرض النزف
فصرتَ الأعقلَ؛
رُحتَ تؤلّف كتبا في ذم العالم..
أو في الرقص على أعصابي..
ثم عشقتَ امرأةً من سرّ الكون تهدئ روحك..
حتى صرتَ تقول الشِّعر
وماتتْ فيك الغابةُ...
قلتُ تعلّم عبدي..
لكنكَ ذئب وحشي أغبى مما يحتمل الوعي..
تُمزّق نفسكَ بالأوجاع
وتترك لحم الناس الطازج..
تدري كيف تكون الجرح يشقّ سبيل الملح..
وكيف تزيّن ساحات الحيرة بالأكفانْ
وتعرف كيف تزعزع قلبي
أبكيكَ دما إذ يغرق في دمكَ الإنسانْ
يا ربي الجالس فوق العرش الناعس bonjour
أحييكَ على الوصف المبدع..أنت الأدرى بالقلب يضجّ به نبض كلبٌ..
وتطوّحه السكرة حتى ينكره البيتُ
ويرقد في طرقات الحزن العمياءِ..
يضيء الصمتُ مجاهله بالصمت..
وتشنقه الأيدي ليعود الحيَّ من الأمواتِ..
يبارك هذا القتلَ الجائعَ..
أو يُنزل سحّاب السروال يرشّ العالم من مطر البول الساخن..
أو يتشظى في تيه الأنساق وحيدا..
يحزنني أنْ تعرف أني فكرة خلق خاطئة..
يا ليتكَ أكملتَ بطيني نقصَ الأعرج..
أعطيتَ لساني للأبكم..
أهديتَ حواسّي للبشر المعطوبين..
وأطعمتَ حياتي للنسيانْ
يا عبدي الكلب تأدّبْ
واخترْ من قاموس اللفظ الألطفَ
أو أرسلُ صاعقة تقسمكَ اثنين
وأدعو للحم المشوي وحوش الغابة..أو ...
يا ربي أنت لطيف وصبور..
قلبكَ أوسع من بحر جراحي..
لستُ أخافكَ..فاسمع مني ..
أرضكَ منكحة دائرة كالحسرةِ..
مأدبةُ الموت..
تهيّج فرحتَها أنهارُ النزف..
فتسكر بالدوران على المأساة تؤرخ للعض وللتمزيق..
تُعرْبِد فوق مواجعنا عارية..
أرضكَ فيلم هزليّ..
وأنا مكتئب الخطوة..
أسناني المهدومة لا تنهش جسمَ الآخر...
والآخر يأكل من كتفي النيء
ويسكر بالدم إذ يجري مني مجرى الماء..
ولستُ حزينا أنت تشاء ومثلي يرضى بالمجزرة العلوية..
أعبر تاريخ الدمعة كي أهلك في شلال الوقتِ..
وأُنسى في خَرَف الأزمانْ
سامحني يا ربي..
الباطنُ مهرووووووودٌ
والخارج ذئب عدميّ
أنت إله مرموق السلطة
وأنا درويش يترحّل في اللاشيء
يغني..
يثملُ
يثملُ
يبكي
يثملُ
يثمل أكثرَ
يعوي
حتى يفنى...))