كانت رائعة الجمال . ومثلي ، كانت كل صباح تستعجل وصول الحافلة بتأفف ، وبالنظر المتواصل لمعصمها . تحمل هي الأخرى محفظة جلدية ، و تشمر مثلي على ساعديها بجدية ظاهرة . كنت أجزمت أنها ، مثلي ، أستاذة بأحد أسلاك التعليم ، حتى ذلك الصباح ، حين منحني تأخر الحافلة فسحة زمنية كافية كي تتدفق في جسدي شحنة الأدرينالين اللازمة لاقتحام عالم أنثى . وجدتني إذا ، في غفلة مني ، أبادرها الحديث:
- صباح الورد ... إلى أين أنت ذاهبة ؟
- إلى المحكمة.
فاجأني الرد ، وعيناها المتنبهتان قرأتا حيرتي ، فلم تمهلاني:
- وأنت ؟؟
- أنا أيضا .. أعني ، المحكمة في طريقي ..
كذبتُ . لأول مرة أكذب من غير ندم . ربما لأن كذبتي أفسحت زمن الحديث إليها ، ومهّدتْ لتقليص الكلفة بيننا ، وتكرار اللقاء خارج محطة الحافلة.
ستكتشف بُعيْد زواجنا كذبتي ، وستظل لسنوات ، تذكرني بها.
اليوم كذبتْ هي الأخرى بادعائها الذهاب للمرافعة في مدينة بعيدة . تبيّنَ لي ذلك جليا عندما كانوا يخرجون جثتها العارية من إحدى الشقق الخليجية ، حيث باغتتها أزمة قلبية.
عبد المجيد برزاني
بيان اليوم
ثقافة وفنون20 سبتمبر, 2013 -
- صباح الورد ... إلى أين أنت ذاهبة ؟
- إلى المحكمة.
فاجأني الرد ، وعيناها المتنبهتان قرأتا حيرتي ، فلم تمهلاني:
- وأنت ؟؟
- أنا أيضا .. أعني ، المحكمة في طريقي ..
كذبتُ . لأول مرة أكذب من غير ندم . ربما لأن كذبتي أفسحت زمن الحديث إليها ، ومهّدتْ لتقليص الكلفة بيننا ، وتكرار اللقاء خارج محطة الحافلة.
ستكتشف بُعيْد زواجنا كذبتي ، وستظل لسنوات ، تذكرني بها.
اليوم كذبتْ هي الأخرى بادعائها الذهاب للمرافعة في مدينة بعيدة . تبيّنَ لي ذلك جليا عندما كانوا يخرجون جثتها العارية من إحدى الشقق الخليجية ، حيث باغتتها أزمة قلبية.
عبد المجيد برزاني
بيان اليوم
ثقافة وفنون20 سبتمبر, 2013 -