لم ينس أبدا تلك الرهانات التي طالما خسرها مع صاحبه،فهرول خلفه مسرعا في بحبوحة مدرسته الطينية التي قيل أن احد أبناء النبي عيسى قد شيدها في سالف العصر والزمان وأهداها لعجوز في القرية،يركض خلفه عله يمسك به ليوسعه ضربا لأنه خسر رهان للتو، إلا أن أبناء العم كانوا دائما له بالمرصاد فيعود للدار وعليه أكثر من علامة تشير إلى خسارته للرهان والحرب معا،إلا انه وجد ضالته حينما أبحرا معا نحو المجهول في أقاصي الهور علهم يقتطعون زمنا (للوناسة ) وراحة البال، فأستجمع كل نياشين خساراته وصوب بندقيته الكلاشنكوف،لصدر صديقه، الذي كان يشاطره الإبحار في زورقه الخشبي المتهالك،وجراء رهان خاسر،أطلق من فوهة بندقيته تلك الرصاصة،التي اختارت أن تستقر بجانب قلب صديقه، تهاوى،وسقط من على ظهر الزورق، لعمق الماء فجأة، ضحك ضحكته الاوبرالية التي طالما تعودت الطيور الهروب منها حال سماعها وهي تهجع للنوم توا بين أعواد القصب والبردي، وكأنه يهتف هتاف المزهوين وقال بصوت عال تشوبه القهقهة المتقطعة .
الم اقل لك بأني املك الجرأة الكافية لإطلاق النار عليك .
صمت .................................
تدارك سخريته وهو يخلد للصمت مذهولا من هول صدى ضحكته وكلامه الذي بقي يتردد في المكان،تسائل بشكل خاطف كالبرق في سره .
لربما هذا كله لم يرق لصديقي الذي بقي متخفيا تحت الماء .
تسمر في مكانه،.................كأي قصبة تصلي لهامات الغد حداد،صمته ردة فعل عن ذلك الصمت الرهيب الذي تلا صوت إطلاق النار، وسقوط صديقه في الماء، بدأ ينصت،عله يسمع صوت صديقه .. ولما يأس من التنصت،رمى بندقيته لا على التعيين،وتأمل الماء بوجه مكفهر خائر القوى،يبحث بشكل عشوائي،..يبحث..يبحث،..ضرب بيديه الماء .. حتى خلف جدران الزورق بحث .. وهو يهذي لساعات بشكل هستيري.
هذا غير معقول .... هل حقا انك مت ...أم انك تمزح معي ...
يستدرك ...هيا ..هيا أرجوك اخرج ...هيا .. ..
صمت مخيف عم المكان،وإذ بشيء يطفو على سطح الماء،..ببعد قصبات ..حرك مجداف الزورق ، أبحر نحوه،،وصل أليه،انتشله من الماء،اسكنه قعر الزورق بأمان، وجثى على ركبتيه .....يصرخ ....، بكى.....، ندب حضه العاثر ....،
يا ويلتاه قتلت أخي وصديق طفولتي ..حسبتني قد أصبته بكتفه لا بقلبه ... يا ويلتاه ..، شعر بشيء يملأ الزورق،..صرخ ...،
انه.... دم....د....................م
رمى بنفسه من الزورق وراح يسبح تارة ويركض في الماء تارة أخرى وهو يصرخ: دم...........دم.........دم..................
# الدم تحول لطوفان فأغرق الأرض ومن عليها ..........
ربيع 1995
الم اقل لك بأني املك الجرأة الكافية لإطلاق النار عليك .
صمت .................................
تدارك سخريته وهو يخلد للصمت مذهولا من هول صدى ضحكته وكلامه الذي بقي يتردد في المكان،تسائل بشكل خاطف كالبرق في سره .
لربما هذا كله لم يرق لصديقي الذي بقي متخفيا تحت الماء .
تسمر في مكانه،.................كأي قصبة تصلي لهامات الغد حداد،صمته ردة فعل عن ذلك الصمت الرهيب الذي تلا صوت إطلاق النار، وسقوط صديقه في الماء، بدأ ينصت،عله يسمع صوت صديقه .. ولما يأس من التنصت،رمى بندقيته لا على التعيين،وتأمل الماء بوجه مكفهر خائر القوى،يبحث بشكل عشوائي،..يبحث..يبحث،..ضرب بيديه الماء .. حتى خلف جدران الزورق بحث .. وهو يهذي لساعات بشكل هستيري.
هذا غير معقول .... هل حقا انك مت ...أم انك تمزح معي ...
يستدرك ...هيا ..هيا أرجوك اخرج ...هيا .. ..
صمت مخيف عم المكان،وإذ بشيء يطفو على سطح الماء،..ببعد قصبات ..حرك مجداف الزورق ، أبحر نحوه،،وصل أليه،انتشله من الماء،اسكنه قعر الزورق بأمان، وجثى على ركبتيه .....يصرخ ....، بكى.....، ندب حضه العاثر ....،
يا ويلتاه قتلت أخي وصديق طفولتي ..حسبتني قد أصبته بكتفه لا بقلبه ... يا ويلتاه ..، شعر بشيء يملأ الزورق،..صرخ ...،
انه.... دم....د....................م
رمى بنفسه من الزورق وراح يسبح تارة ويركض في الماء تارة أخرى وهو يصرخ: دم...........دم.........دم..................
# الدم تحول لطوفان فأغرق الأرض ومن عليها ..........
ربيع 1995