الصراع الصيني الأمريكي القديم يتجدد من القنبلة الذرية إلى فيروس كورونا
هل كان حادث سقوط طائرة الوفد الصيني لحضور مؤتمر باندونغ مفتعلا؟
الصراع الصيني الأمريكي قديم جدا و لكنه يتجدد مع الظروف السياسية، و هاهو التاريخ يعيد نفسه ، لم تعد الأسلحة النووية تخيف، لأن معظم الدول اليوم أصبحت تهدد بعضها البعض بمختلف أنواع الأسلحة و القنابل و حتى بالفيروسات في ظل التطور التكنولوجي و تطور البحث العلمي، ففي نهاية جانفي ( يناير) من عام 1945 بدأت مأساة "فوكوريو ماريو " Fukuryu-Maru تقول الرواية أن سفينة صيد التونة المسماة " فوكوريو ماريو تركت الميناء الياباني و المسمى يايزو yayzou، و اتجهت إلى جزر مارشال، و استمرت السفينة في البحث عن أسماك التونة لأسابيع عديدة، إلى أن وصلت في أول مارس ( آذار) إلى نقطة تبعد مئات الأميال من بكيني، و رأى البحارة في اثناء الليل عمودا ضخما من الدخان، و كانوا يجهلون أن هناك تجربة ذرية، حتى أصابهم الإشعاع الذري، و تغلغل في أجسادهم و نفذ من أنوفهم، و بعد مرور عدة أيام شعر أحد البحارة بالتعب و المرض و ارتفعت درجة حرارته و ارتمى على سطح السفينة، و حدث لزملائه ما حدث له و ارتفعت درجة حرارتهم أيضا حتى بلغت 40 درجة، و شعروا بدوار شديد، و تيقن رجال السفينة أنهم تعرضوا للغبار الذري ، و وصل أحدهم إلى درجة العمى الكامل، عادت السفينة إلى مكان الإنطلاق، انتشر الذعر بين أهل الميناء و خاف الناس الإقتراب من المصابين، نقل المصابين إلى المستشفى ليقضوا بقية عمرهم و هم في حالة من الدوار المستمر و الألام، و قبل انعقاد مؤتمر باندونغ و في سبتمبر ( أيلول) من نفس السنة، مات أحدهم ، و انتشر الخبر عبر وسائل الإعلام، و كانت الصحف قد وجهت التهمة للولايات المتحدة الأمريكية وحملتها مسؤولية تجاربها الذرية و طالبت بوقف مثل هذه التجارب في المحيط الهادي على الأقل، خاصة بعد إعلان البانديت نهرو عبارة " فلتذهب الكتل إلى الجحيم" و إعلان شواين لاي تمسكه بالمبادئ الخمسة المعروفة باسم بانشا شيليا Shila Pancha ، التي وضعت كشرط أساسي لإتفاقية بكين و نيودلهي، و من بين هذه المبادئ مبدأ "التعايش السلمي".
لم يكن الصراع بين الصين و الولايات المتحدة إذن جديدا بل كان منذ شروع أمريكا في إنجاز تفجيراتها النووية، و كان الزعيم الصيني يهاجم الولايات المتحدة بعبارات حادة و عنيفة، حول مساعيها في قتل الشعوب و تدمير حضارتهم، و الدليل أن طائرة تابعة لشركة "إيرانديا" و هي تحمل بعض أفراد الوفد الصيني للمشاركة في مؤتمر باندونغ سقطت في مياه المحيط، و قيل حينها أن الحادث مفتعل لمنع الوفد الصيني من المشاركة في المؤتمر و أن أمريكا وراء ذلك، انعقد المؤتمر و وقف الرئيس بنج كارنو bung karno (هو الإسم الذي كانت تطلقه الجماهير الإندونيسية على سوكارنو ) ليفتتح المناقشات و الإبتسامة العريضة لا تفارقه، و هو يرتدي زيه العسكري الأبيض و يحمل شارة الوطنيين الأندونيسيين السوداء، و قبل ان يبدأ خطابه اقترح على الوفود المشاركة في المؤتمر شعارات من الصعب رفضها مثل: "علينا أن نعيش و نترك غيرنا يعيش"، و قال سوكارنو في خطابه : نحن نعيش في خوف دائم و اصبح الخوف يتوج حياة الإنسان، خوف من المستقبل، خوف من بعض الإيديولوجيات، خوف من القنبلة الهيدروجينية .. إن المواد التي نأكلها و الهواء الذي نستنشقه من الممكن أن يتلوث بسموم تأتي إلينا من آلاف الكيلومترات، و لقد اصبح من الممكن جدا إذا لم نتدارك الأمر أن تولد الأجيال القادمة و هي تحمل العاهات التي تثبت عجزنا عن التحكم في القوى المتنازعة في العالم، نعم، فقد ثبتت نبوءات سوكارنو..، عندما قال :أصبح الخوف يتوج حياة الإنسان، خوف من الأمراض و من الفيروسات ( كورونا) ، كورونا التي أحبست أنفاس العالم، و سجنت الشعوب، و منعتهم من الخروج، كورونا التي قتلت آلاف الأشخاص و عجز أطباء العالم كله عن محاربتها، فلا أحد يعتقد أن المحيطات و البحار ستحميه، و عندما انهى سوكارنو خطابه تذكر جميع من في القاعة مأساة "فوكوريو ماريو" و التي كانت الولايات المتحدة المتسبب الرئيسي فيها.
علجية عيش