عبدالقادر المكي المجذوب - عروق الليـــــالي.. شعر

وجئتُ كأني أمد يدا في الهواء
ألوّح تلقاء تلك القرى والخيام
وأصحو على خمرها الغض
من خمرها لا أنام..
سمائي حلالُ الدليب
وأرضي اجترار الهديل الحرام
و أهطل في كل حي فقير
وأهمي على الرمل أهذي اغني
أشاء أنا لايشاء الغمام
يداي تلوّن بالحب أحجار تكتوك
وحبري يرتب في العين كحل الكلام
وأشتم عطر الحبيبة في كل بيت
وأبني لها موئلا من رخام
ثلاثون كيف انقضت يا...
ولازلت أركض
ياحزن عينيك
بين اللمى واللِّثام
ثلاثون تمضي وليلك نهب المغنين
وهذا السكون الذي في وريدك
تمحوه نار الغضا
وارتعاش اليراعات حول الخزام..
ثلاثون كالقطن لازلت أكتب للنيل
في دفتر الرمل
مايشتهي من لفافات هذا الغرام

ثلاثون فرت من الوقت عبر الغياب
وطارت عصافيرها من ثقوب الدورب
وجئت كأنّ يدي إذ تمر عليك
أخاف على الخد من وجع العمر
هل يختفي مرة أو يذوب
أسميك رملَ الشرود وريحان فجرٍ
رمى فيك أسبابه
وانعتاق الرؤى من دموع الغروب
أسميك خيل الخيال الذي
غاض عن أفقنا
سادرا في خبايا الفنا
ممعنا في الهروب
ثلاثون تسبح في الشك قل لي
تداري حمولة روحك بين القوافل
تنساق ما هبّت العيس
ماذا تَودّ من العيس غير الندوب
نداماك في الليل هذا الخيال
وتغفو كتلك الظلال البعيدة
ضاعت كذكراك عند الجبل
يُعرّيك للوقت حلمٌ
ويُغريك للحلم كُوب
إذا أخرجت يدها للقطا طفلة الماء
في شرق تكتوك كانت خريف الفلاة
وكانت عروس الجنوب
هناك تريك علي كل حقل كتابا
ويغنيك ما سطرت للقطا من حبوب
هناك ربطنا علي الحلم بطن المسيح
وطرنا فراش الضريح
وجزنا الغيوب بخيل الغيوب
هناك السماء تدلت علي النهر
أنثى تمر علي وتر الماء
تغفو علي ساعديه دهورا
وفي ضفتيه دهورا تذوب
وكانت تخون الليالي قرانا
وكانت تناجي بها من رحل
ترابكِ يمشي بكل حنين
القدامى إلي وقته المشتهى
سابحا في عماء الحنين
غريبا يسير..
فهل ياعروق الليالي وصل؟
وهل باض في الروح بدر المحبين
ارخي سدولا من الدفء في
حضنها واكتمل...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى