عبدالجبار العلمي - في تذكر يوسف إدريس

في ذكرى أحد عباقرة الأدب العربي المعاصر وأحد كتاب القصة القصيرة المجيدين الذين يحسبون في أدبنا على رؤوس الأصابع مشرقا ومغربا باعتباره فنا صعب المراس مثل صنوه الشعر الصعب الطويل سلمه . تحيتي بمناسبة الحديث عن القصة القصيرة إلى الصديق أحمد بوزفور ..
من الكتب القيمة التي أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب ، هذا السفر الضخم الذي تبلغ صفحاته 1056 صفحة من القطع الكبير ، وذلك في أربعينية وفاة الكاتب الكبير يوسف إدريس ، وهو بإشراف د.سمير سرحان رحمه الله وإعداد د.اعتدال عثمان . ويشتمل هذا العمل الباذخ على مقدمة لسمير سرحان و أجزاء تضم مجموعة من الدراسات لنقاد وباحثين وأدباء للأنواع الأدبية التي كتب فيها وهي : القصة القصيرة - المسرحية - الرواية ، كما يضم العديد من الشهادات التي قيلت في حق تجربته الأدبية الخصبة وكتاباته المتنوعة ومنها المقالة الأدبية ومشاركاته الدؤوب في الصحافة والإعلام. ويختتم الكتاب بوثائق بخط الكاتب وصور فوتوغرافية وبيبليوغرافيا من إعداد الدكتور ين حمدي السكوت ومارسدن جونز . وتنقسم إلى الأقسام التالية : أولا : أعمال يوسف إدريس في جميع الأجناس الأدبية التي كتب فيها : 1 - مجاميع قصصية - 2 - مسرحيات - 3 - روايات - 4 كتب - 5 - كتب بالاشتراك ومقدمات كتب.- 6 - قصص قصيرة نشرت في دوريات - دراسات ومقالات نشرت في الأهرام في باب بعنوان من مفكرة يوسف إدريس ( 12 / 1 / 1987 إلى 16 / 11/ 1990 ) - أحاديث صحفية واستفتاءات وندوات . ثانيا : أعمال عن يوسف إدريس ، وهي كما يلي : 1 - كتب كاملة .2 - كتب تناولته في فصول - 3 - مقالات ودراسات نقدية عن يوسف إدريس لأبرز النقاد و الباحثين المصريين لا يتسع المجال هنا لذكر أسمائهم لكثرة أصحابها الذائعي الصيت في المشهد الأدبي والثقافي في عصر الكاتب ، وقد نشرت في صحف ومجلات مصرية وغيرها - أعمال عن يوسف إدريس بلغات أخرى . والكتاب يعتبر أهم مرجع لكل من يتصدى لدراسة جانب من جوانب تجربة يوسف إدريس الأدبية من الباحثين والدارسين سواء على المستوى الجامعي الأكاديمي أو غيره. وقد صدر الكتاب سنة 1991 . فشكرا للهيئة المصرية العامة للكتاب على إصدار هذا السفر الرفيع الذي تعتبر القراءة فيه نزهة ممتعة ومفيدة.
هذا الكتاب فعلا ، كنز مليئ بالجواهر من دراسات ومقالات لكبار النقاد والباحثين والأدباء . والجزء الخاص بالمسرح وحده ذخيرة غنية لا غنى عنها لمن يتصدى لدراسة مسرح يوسف إدريس ، فقد كتب فيه ثلة من خيرة نقاد وأدباء أرض الكنانة أمثال :د.علي الراعي ود. محمد مندور وفاروق عبدالقادر وصبري حافظ ومحمود أمين العالم وصلاح عبدالصبور وبهاء طاهر وغيرهم . وقد تناولوا المتن المسرحي كله ليوسف إدريس ، مسرحيات : اللحظة الحرجة - الفرافير - المخططين - جمهورية فرحات - المهزلة الأرضية - البهلوان. والملاحظ أن بعض النصوص المسرحية المذكورة حظيت بالدراسة والتحليل من لدن أكثر من دارس وناقد كاللحظة الحرجة والفرافير . والجدير بالذكر أن د.اعتدال عثمان التي اضطلعت بمهمة إعداد هذا الكتاب التكريمي والفريق الذي كان معها قاموا بجهد كبير في جمع مواد الكتاب من كثير من المظان المتفرقة : في الكتب والدوريات والجرائد السيارة. هذا وسأسمح لنفسي بهذا الاستطراد ، ويتعلق الأمر باهتمام المغاربة بأدب يوسف إدريس ، وأذكر أن الناقد المترجم المغربي إبراهيم الخطيب كتب عن مسرحية المخططين إثر نشرها وتمثيلها ، وإن لم تخني الذاكرة كتب أيضا عن مسرحية الفرافير ، وهذا الصنيع يعكس مدى اهتمام المغاربة بما ينتجه إخوانهم في المشرق من إنتاجات أدبية في مختلف الأجناس ومدى الحرص على التواصل الثقافي بين هذين الجناحين من الوطن العربي. وقد ازدادت أواصر التواصل بيننا بفضل جهود الطرفين وبفضل وسائط التواصل الاجتماعي والوسائل الإليكترونية الحديثة.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...