هل نهرب من أقدارنا؟
كوفيد 19 هكذا يسمّونه، على عادة العملاء الذين ينشطون باسماء مستعارة، كوفيد عميلٌ أو ساحرٌ يضع على رأسه طاقية إخفاء إن صحّت تسميته ، يحمل في يده سلاحا، ينتقل من مكان لآخر، يعبر القارات دون جواز أو تأشيرة سفر، لكننا لا نراه، لا نسمع صوته، يتسلل كما يتسلل العميل او الجاسوس ، يسكن أجسادنا كمن أصابه جِنٌّ، هل نحتاج إلى رقية شرعية لطرده؟ و هل يكون لها مفعول في زمن الوباء؟ ، أمامنا خيار واحد إمّا أن نؤمن بالعلم أي بالطب الحديث فنستسلم له و نجعل أنفسنا فئران تجارب، أم نؤمن بالطب الشرعي أي التداوي بالقرآن فنستسلم للرُّقاة، الصراع بين العلم و الطب الشرعي صراع أزلي، وكان هناك تعارض بين العلماء و الرقاة ، حيث شكل جدلا و لا أحد توصل إلى نتيجة ملموسة، لكن لا أحد تمكن من إلغاء الآخر، علمتنا التجارب أن بعض الأمراض لا يمكن إخضاعها إلى الرقية الشرعية لأنها تحتاج إلى عمليات جراحية كإزالة الخلايا السرطانية أو بتر عضو ما l’ablation أو زرع عضو مكان عضو أصبح غير قابل للحياة (الكلى)، ففي حالات معينة فقط نحتاج فيها إلى الرقية الشرعية كمن يتعرض لمس من الجنّ و العياذ بالله أو شخص أصابته عين حسود فهذه الظواهر لا تحتاج الذهاب إلى عيادة طبيب أو المستشفى، و لا تجدي معها العقاقير ( براسيتامول)، الإنسان في حياته يتعرض لأمراض عضوية و أمراض روحية، و في حالة فيروس كورونا (كوفيد19) طبعا لا يحتاج المصاب إلى رقية شرعية لأن الفيروس من صنع بشر، و هذا يحتاج إلى علاج طبي مادي.
لا يمكن طبعا التنكر لما وصلت إليه العلوم و بخاصة العلوم الطبية، و اكتشاف الأطباء للدواء، كما أننا لسنا في زمن عيسى أو يوسف عليهما السلام اللذان سخر لهما الله القدرة على شفاء المرضى، إذا قلنا أن بعض الرقاة انحرفوا عن مسار النبوة، و جعلوا من الرقية الشرعية تجارة و وسيلة للربح، و وقعت ظواهر اخرى دفعت بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف في الجزائر ( كعينة) إلى منع الرقية داخل بيوت الله، فمنذ ظهور الوباء و نحن نقرأ عن توصيات أطباء و خبراء بالبقاء في البيت و عدم الخروج أو الإحتكاك، تجنبا لإنتقال العدوى، و لزم الناس بيوتهم و كأن الحياة توقفت، لم يتدخل علماء الدين في تفسير هذه الظاهرة التي ألمت بكل الشعوب، و لم تصدر أيّ فتوى ماعدا البقاء في البيت و غلق الأماكن العمومية بما فيها بيوت الله، و هي الفتوى التي أجازتها هيئة كبار العلماء بالأزهر و قالت أن من أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظُ النفوس وحمايتها و وقايتها من كل الأخطار والأضرار، و نفس الفتوى أصدرتها هيئة العلماء بالسعودية، فإذا سلمنا بهذه الفتوى و تقارير الأطباء يعني ذلك أننا نهرب من الموت أي أننا نهرب من قدرنن نقدم القرابين للألهة على عادة الشعوب القديمة لضمان الحياة و بقائنا أحياء؟ تقول بعض الساطير ان رومولوس ( مؤسس روما السطوري و أول ملوكها) في عام 715 قبل الميلاد ضحى بأخيه التوأم ريموس فألقى به من على الأسوار ظنا منهم أن دم القرابين سوف يضمن ديموتهم على الأسوار ، الموت يأتي على غفلة، يتسلل كما يتسلل الفيروس، لا نشعر بتسلله، و قد يأخذ الموت االسليم المعافى قبل المريض، فلماذا نوقف الحياة و نهرب من أقدارنا؟
علجية عيش
كوفيد 19 هكذا يسمّونه، على عادة العملاء الذين ينشطون باسماء مستعارة، كوفيد عميلٌ أو ساحرٌ يضع على رأسه طاقية إخفاء إن صحّت تسميته ، يحمل في يده سلاحا، ينتقل من مكان لآخر، يعبر القارات دون جواز أو تأشيرة سفر، لكننا لا نراه، لا نسمع صوته، يتسلل كما يتسلل العميل او الجاسوس ، يسكن أجسادنا كمن أصابه جِنٌّ، هل نحتاج إلى رقية شرعية لطرده؟ و هل يكون لها مفعول في زمن الوباء؟ ، أمامنا خيار واحد إمّا أن نؤمن بالعلم أي بالطب الحديث فنستسلم له و نجعل أنفسنا فئران تجارب، أم نؤمن بالطب الشرعي أي التداوي بالقرآن فنستسلم للرُّقاة، الصراع بين العلم و الطب الشرعي صراع أزلي، وكان هناك تعارض بين العلماء و الرقاة ، حيث شكل جدلا و لا أحد توصل إلى نتيجة ملموسة، لكن لا أحد تمكن من إلغاء الآخر، علمتنا التجارب أن بعض الأمراض لا يمكن إخضاعها إلى الرقية الشرعية لأنها تحتاج إلى عمليات جراحية كإزالة الخلايا السرطانية أو بتر عضو ما l’ablation أو زرع عضو مكان عضو أصبح غير قابل للحياة (الكلى)، ففي حالات معينة فقط نحتاج فيها إلى الرقية الشرعية كمن يتعرض لمس من الجنّ و العياذ بالله أو شخص أصابته عين حسود فهذه الظواهر لا تحتاج الذهاب إلى عيادة طبيب أو المستشفى، و لا تجدي معها العقاقير ( براسيتامول)، الإنسان في حياته يتعرض لأمراض عضوية و أمراض روحية، و في حالة فيروس كورونا (كوفيد19) طبعا لا يحتاج المصاب إلى رقية شرعية لأن الفيروس من صنع بشر، و هذا يحتاج إلى علاج طبي مادي.
لا يمكن طبعا التنكر لما وصلت إليه العلوم و بخاصة العلوم الطبية، و اكتشاف الأطباء للدواء، كما أننا لسنا في زمن عيسى أو يوسف عليهما السلام اللذان سخر لهما الله القدرة على شفاء المرضى، إذا قلنا أن بعض الرقاة انحرفوا عن مسار النبوة، و جعلوا من الرقية الشرعية تجارة و وسيلة للربح، و وقعت ظواهر اخرى دفعت بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف في الجزائر ( كعينة) إلى منع الرقية داخل بيوت الله، فمنذ ظهور الوباء و نحن نقرأ عن توصيات أطباء و خبراء بالبقاء في البيت و عدم الخروج أو الإحتكاك، تجنبا لإنتقال العدوى، و لزم الناس بيوتهم و كأن الحياة توقفت، لم يتدخل علماء الدين في تفسير هذه الظاهرة التي ألمت بكل الشعوب، و لم تصدر أيّ فتوى ماعدا البقاء في البيت و غلق الأماكن العمومية بما فيها بيوت الله، و هي الفتوى التي أجازتها هيئة كبار العلماء بالأزهر و قالت أن من أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظُ النفوس وحمايتها و وقايتها من كل الأخطار والأضرار، و نفس الفتوى أصدرتها هيئة العلماء بالسعودية، فإذا سلمنا بهذه الفتوى و تقارير الأطباء يعني ذلك أننا نهرب من الموت أي أننا نهرب من قدرنن نقدم القرابين للألهة على عادة الشعوب القديمة لضمان الحياة و بقائنا أحياء؟ تقول بعض الساطير ان رومولوس ( مؤسس روما السطوري و أول ملوكها) في عام 715 قبل الميلاد ضحى بأخيه التوأم ريموس فألقى به من على الأسوار ظنا منهم أن دم القرابين سوف يضمن ديموتهم على الأسوار ، الموت يأتي على غفلة، يتسلل كما يتسلل الفيروس، لا نشعر بتسلله، و قد يأخذ الموت االسليم المعافى قبل المريض، فلماذا نوقف الحياة و نهرب من أقدارنا؟
علجية عيش