هرع كل من كان قريبا من ذلك المكان، الفضوليون والمارة. جميعهم تجمعوا حول بقعة دم كان يعلوها رجل فصل رأسه عن جسده بظروف غامضة، بدأ التعليق يعلوا ويتداخل، احدهم قال وهو يبتسم ابتسامة التشفي
- انه اعدم نفسه بسبب كثرة ديونه..
أخر قال وهو يهم بترك المكان و يبصق على الأرض وبلغة شابها السخط
- لا .. لا ......اعدم نفسه بسبب زوال سلطته...
فيما علل احدهم هذه الواقعة بلهجة تهجمية لم تخل من التشفي والتهكم
- لا .. اعتقد بان أهله وأبناء عمومته أعدموه بسبب موقفه السياسي الحرج..
ثم ضحك بصوت عال اختنق على أثرها بنوبة سعال حولت عيناه لكرات حمر،وقبل أن يترك المكان أردف قائلا وهو يلتقط أنفاسه
- هذه النهاية الطبيعية لكل الطغاة..
أما بعض الفضوليين قالوا وهم يتبادلون الابتسامات العريضة بهمس
- لا .. ربما أراد أن يكون فخورا "كهتلر" حينما اختار الموت على تسليم نفسه للعدو...
في قصاصة ورقة صغيرة كان قد عثر عليها في جيبه تتمترس الحقيقة الكاملة من كل هذه الأقاويل، عاد مختلسا سواد العتمة في منتصف ليلة كانت تعج بالسكارى وقطاع الطرق الذين عادوا ينهبون ويسرقون من جديد بعد فجر ذلك العهد، يلتفت يمينا ويسار،دخل إلى بيته،تأكد عبر النافذة بأنه غير مراقب،أضاء غرفته بنور خافت،وقف أمام المرآة، أحس لأول مره بأنه وحش برأس رجل، مد ذراعه نحو المذياع، كشف له خبر الحشر الجماعي للأحبة(المقابر الجماعية)، وبغضب كسر المذياع،.............بكى،.................... أحس بان المبادئ التي أمن بها .ما هي إلا كذبة كبرى،..................
نهض راكضا، وبلا شعور، جمع كل كتبه من مجلد المؤتمر الأول حتى نداءات الخواتم/الحواسم/ جمعها في باحة الدار، ومن ثم روى ظمأها بسائل النار، ورحمها بعود ثقاب، كان ينظر للنار وهي تلتهم بسرعة جنونية تلك الكتب التي جمعها خلال ثلاثين عاما، كل ذلك لم يمنحه الشعور براحة الضمير،شعر بأن لا فرق بينه وبين أي قاتل مأجور او أي سفاح يعلن القتل حتى تحت كلمة الله اكبر، على الرغم من إيمانه المطلق ببياض يده طيلة سنوات الليالي الزيتونية او الخاكية،.........
رمى بجسده المتعب على سريره،................... بكى، ............ومن ثم أجهش بالبكاء والنشيج يشق صدر الأفكار والذاكرة وبصوت عال جدا،راح يجهش بالبكاء وصرخ بكل أنفاسه متوسلا لل(لله)بأن يرحمه.
وصمت لم يدم إلا لبضع دقائق، وقف،.............مسح دموعه،............مشى، ............وأصبح يمشي كأنه رجل ألي، ................تعالت في أذنيه أصوات الناس في ساحة الفردوس وهي تقول (لا مكان لكم بيننا) تقدم نحو خزانته، ...................اخرج حبل مفتول، ............................اعتلى منضدة وسط الغرفة،.....................ثبت الحبل بقطعة الحديد في أعلى السقف،..................................................................................................................................................................................................
وضع رأسه في دائرة الحبل/الموت/تذكر شيء، نزل، كتب على ورقة صغيرة بضع كلمات، ودسها في جيبه العلوي،ثم عاد ووضع رأسه مجددا في الدائرة،
..............دفع بقدميه المنضدة إلى الوراء،فشنقه الحبل وفصل رأسه عن جسده.
أما الورقة فقد كتبها للمحقق الذي تولى التحقيق في قضيته والذي لم يجد فيها سوى بضع كلمات لم يفهم معناها إلا بعد تسع سنوات (سقط هبل لكنه بقي في الرؤوس)...
صيف 2003
- انه اعدم نفسه بسبب كثرة ديونه..
أخر قال وهو يهم بترك المكان و يبصق على الأرض وبلغة شابها السخط
- لا .. لا ......اعدم نفسه بسبب زوال سلطته...
فيما علل احدهم هذه الواقعة بلهجة تهجمية لم تخل من التشفي والتهكم
- لا .. اعتقد بان أهله وأبناء عمومته أعدموه بسبب موقفه السياسي الحرج..
ثم ضحك بصوت عال اختنق على أثرها بنوبة سعال حولت عيناه لكرات حمر،وقبل أن يترك المكان أردف قائلا وهو يلتقط أنفاسه
- هذه النهاية الطبيعية لكل الطغاة..
أما بعض الفضوليين قالوا وهم يتبادلون الابتسامات العريضة بهمس
- لا .. ربما أراد أن يكون فخورا "كهتلر" حينما اختار الموت على تسليم نفسه للعدو...
في قصاصة ورقة صغيرة كان قد عثر عليها في جيبه تتمترس الحقيقة الكاملة من كل هذه الأقاويل، عاد مختلسا سواد العتمة في منتصف ليلة كانت تعج بالسكارى وقطاع الطرق الذين عادوا ينهبون ويسرقون من جديد بعد فجر ذلك العهد، يلتفت يمينا ويسار،دخل إلى بيته،تأكد عبر النافذة بأنه غير مراقب،أضاء غرفته بنور خافت،وقف أمام المرآة، أحس لأول مره بأنه وحش برأس رجل، مد ذراعه نحو المذياع، كشف له خبر الحشر الجماعي للأحبة(المقابر الجماعية)، وبغضب كسر المذياع،.............بكى،.................... أحس بان المبادئ التي أمن بها .ما هي إلا كذبة كبرى،..................
نهض راكضا، وبلا شعور، جمع كل كتبه من مجلد المؤتمر الأول حتى نداءات الخواتم/الحواسم/ جمعها في باحة الدار، ومن ثم روى ظمأها بسائل النار، ورحمها بعود ثقاب، كان ينظر للنار وهي تلتهم بسرعة جنونية تلك الكتب التي جمعها خلال ثلاثين عاما، كل ذلك لم يمنحه الشعور براحة الضمير،شعر بأن لا فرق بينه وبين أي قاتل مأجور او أي سفاح يعلن القتل حتى تحت كلمة الله اكبر، على الرغم من إيمانه المطلق ببياض يده طيلة سنوات الليالي الزيتونية او الخاكية،.........
رمى بجسده المتعب على سريره،................... بكى، ............ومن ثم أجهش بالبكاء والنشيج يشق صدر الأفكار والذاكرة وبصوت عال جدا،راح يجهش بالبكاء وصرخ بكل أنفاسه متوسلا لل(لله)بأن يرحمه.
وصمت لم يدم إلا لبضع دقائق، وقف،.............مسح دموعه،............مشى، ............وأصبح يمشي كأنه رجل ألي، ................تعالت في أذنيه أصوات الناس في ساحة الفردوس وهي تقول (لا مكان لكم بيننا) تقدم نحو خزانته، ...................اخرج حبل مفتول، ............................اعتلى منضدة وسط الغرفة،.....................ثبت الحبل بقطعة الحديد في أعلى السقف،..................................................................................................................................................................................................
وضع رأسه في دائرة الحبل/الموت/تذكر شيء، نزل، كتب على ورقة صغيرة بضع كلمات، ودسها في جيبه العلوي،ثم عاد ووضع رأسه مجددا في الدائرة،
..............دفع بقدميه المنضدة إلى الوراء،فشنقه الحبل وفصل رأسه عن جسده.
أما الورقة فقد كتبها للمحقق الذي تولى التحقيق في قضيته والذي لم يجد فيها سوى بضع كلمات لم يفهم معناها إلا بعد تسع سنوات (سقط هبل لكنه بقي في الرؤوس)...
صيف 2003