شخوص العمل :
1- المخرج2- ممثل 1
3- ممثل 2
المشهد الأول
الفصل الاول
المنظر : المسرح مظلماً
صوت باب قديم يفتح وعلى شكل بقعة ضوء دائرية متحركة تبحث في أرجاء المسرح عن شيء حتى تستقر على شاب يجلس كالقرفصاء كل ما فيه (أملس ) بلا شعر وكأنه مدهون بطلاء ابيض حتى يعتقد كل من يشاهده بأنه جنين يخرج للتو للدنيا ,يعلو صوت موسيقى على شكل هارموني صاخب يعلو تارة ويخفت تارة والشاب يتلوى يمينا وشمالا على شكل الإنسان الغريق في الماء حتى يصل إلى ضفة النهر التي تكون لهذا الشاب تعني الوقوف على قدميه,(صمت) ينظر إلى الناس بشكل استغراب (موسيقى على شكل جرس) ويبدأ يتفحص أجزاء جسمه مع (موسيقى رومانسية),يديه ,صدره ,أرجله ,ومن ثم يتلمس وجهه مع (موسيقى خوف),يحاول النظر إلى مؤخرته ,يحاول مرة على جانبه الأيمن فيسقط ,والأيسر فيسقط والى الخلف فيسقط إلى الأرض فيشعر بيأس,يشعر بصوت خلفه(مع موسيقى مضطربة) يحاول السيطرة على الصوت خلفه ,يحاول مرات أن يراه من كل جهات جسمه بلا جدوى, يأخذه لا إراديا يسار ويمين المسرح ,يقترب من الجمهور وكأنه يقع فيقف على أطراف أصابعه يرميه شمالا وجنوبا حتى يدور في المسرح ويتعب ويرتمي بشكل قوي مع (موسيقى صاخبة مضطربة) إلى الأرض ,(المسرح مظلم) ورغم ذلك أصوات تكسير وصخب وتحطيم زجاج .
يضاء المسرح
يظهر الشاب وهو واقف وسط المسرح وخلفه ستارة بيضاء والدماء في كل جهة من جسده ووجهة ومتعب ومنهك,يحرك يديه وكأنه يتصارع مع احدهم (موسيقى حرب مضطربة) يحرك أرجله ويديه ,تظهر أيدي وسيقان سوداء خلفه ويتضح كأنه يخرج من جسده فيتصارعان,فيخرج من خلفه شاب اسود يكون نسخة طبق الأصل منه لكن اسود ,يتصارعان على كل شيء في المسرح ,المائدة الموضوعة جانبا ,على الفواكه التي على المنضدة ,يتصارعان وسط المسرح على شكل ( جر الحبل ) يرافقه (موسيقى دفوف مضطربة)
إطفاء أنوار المسرح
يضاء المسرح
ولا وجود للشاب الأسود إلا الشاب الأبيض الذي انتزع منه الأسود يده فيبحث عنه وعنها فيومئ للجمهور وكأنه يشير لهم (انه خلفهم ),فيظهر الشاب الأسود وسط المسرح وهو يرتدي ملابس وقبعة شبابية وحينما تسلط عليه الأضواء يهرب من المسرح
صوت خلف الكواليس وسط الاظلام
صوت : هيا .. عليكم بالمشهد الثاني ... ستاند باي ....كيو
حركات صامته مع موسيقى
مشهد قتل هابيل لقابيل إلا أن لحظة القتل لا يقتل الممثل الآخر فيثور المخرج من بين الجمهور
المخرج : اقتله ..اقتله ..اجعل المشهد أكثر إثارة ..ارسم بيدك اللوحة ودع لوحة الدم تكتمل ..هيا اقتله ...
الممثل 1: لن أكمل المشهد
الممثل 2: وأنا أيضا
المخرج : إنكم تفسدان العرض ..هيا أعيدوا واجعلوا الكل يعيش اللحظة ... يالها من لحظة رسمت للكون خطاه...فمشهد قتل الإخوة هو البداية ومازال الطريق طوييييييييييل ...هيا ...هيا أعيدوا المشهد .
الاثنين : لن نعيده ...
المخرج : وأنا سيد العمل وأأمركم بإعادة المشهد مرة أخرى وأكملوا لحظة القتل..
الممثل 1: لن نكمل اي شيء
الممثل 2: تعبنا من تكرار المشهد
الممثل 1: والدم لا يفضي الا للدم
الممثل 2: نمعن في المشهد فيمعنون بقتلنا
الممثل 1: العيون تخدع ياسيد العرض ونخافها ان تخدع العقل والقلب
الممثل 2: ونكون كما هو لا يعرف الا القتل
المخرج : والحل ؟....هل نستبدل لحظة القتل بعرس مثلاً ؟( يهوس ) شايف خير ومستاهله ..ام بوليمه شواءها الغراب ؟
الممثل 1: عليك أن تبحث في حقيبتك عن مشهد آخر
الممثل 2: لا قتل فيه او دم
المخرج : كل المشاهد المثيرة التي كتبها عباقرة المسرح أما قتل او خيانة ..
الممثل 1: جد لنا غير ذلك
الممثل 2: جد لنا قصص اكثر اثارة ومعنى
المخرج : لدي ..نعم ..لدي (بحركات مسرحية يخرج حزم من الاوراق من حقيبته وهو يتنقل من مكان لاخر والممثلون يؤدون مايقوله ايمائياً) ..هاكم ... هاملت للكاتب المسرحي وليم شكسبير ،فهاملت أمير الدانمارك الذي يظهر له شبح أبيه الملك في ليلة ويطلب منه الانتقام لمقتله ، وينجح هاملت في نهاية الأمر بعد تصفية العائلة في سلسلة تراجيدية من الأحداث ، ويصاب هو نفسه بجرح قاتل من سيف مسموم.
الاثنين : جد غير الانتقام
المخرج : نعم ....مسرحية العاصفة للكاتب المسرحي وليم شكسبير , فالضعف والانهزام قد يقودك لخسران كل شيء , والطمع وحب السلطة يدفعك الى ان تضحي بأغلى شيء من اجل تحقيقهما وهذا ماحصل أنطونيو مع أخيه بروسبرو حينما طمع في مملكته واستولى على عرشه وقصره وطرده بعيدا مع طفلته الوحيدة "ميراندا" لمدة اثنى عشر عاما غريبا تائها في الجزيرة .
الاثنين : جد غير الغدر
المخرج : نعم ....مسرحية العاصفة للكاتب المسرحي وليم شكسبير ,ماكبث , هما صديقان ماكبث وبانكو , يقتل ماكبث رفيقه يانكو بوصيه من زوجته نتيجة لنبوه قالت ليانكو انك ستكون ملك وان ماكبث سيكون نائب الملك فيقتله ويعيش محنه الهلاوس وينتهي به المطاف بالقتل .
الاثنين : جد غير الخيانة
المخرج : نعم ....مسرحية العاصفة للكاتب المسرحي وليم شكسبير , يوليوس قيصر , قصة التأمر على تاج القيصر التي تبدأ بقتل القيصر من اجل السيطرة على الحكم والجاه والسلطة المطلقة وتنتهي بمقتل المتآمرين جميعا ( وحتى انت يا بروتيس)
الاثنين : جد غير التأمر
المخرج : نعم ....مسرحية العاصفة للكاتب المسرحي وليم شكسبير , عطيل ملحمة الحب والخيانة والشك والغيرة التي قادة عطيل القائد المغربي المغوار الشجاع قائد جيوش البندقية الى قتل حبيبته وزوجته دزدمونة بعد ان تأمر عليه حامل لواءه ياغو وزرع الشكوك برأس عطيل حول شرف حبيبته المدنس من قبل صديقه المقرب كاسيو فيقرر القائد عطيل أن ينهي حياة ديدمونه بيده فيدخل غرفتها ويقبلها قبل الوداع ويطوق عنقها بيديه وتلفظ هذه الزوجة الطاهرة انفاسها الاخيرة وهي لا تعلم ما الذنب الذي ارتكبته ,فيقتلها ويرتمي الى جانبها وهو يبكي الا ان الجريمة تكتشف ويتبين براءة دزدمونة فلا يستطيع عطيل أن يتحمل ما حدث ويلوم نفسه بشده مما ارتكب في حق زوجته فيقتل نفسه ايضا امام اعين الجيمع.
الاثنين : جد غير القتل والخيانة والتأمر والانتقام
المخرج: كل القصص العالمية ترتكز على هذه الثيم في البناء المسرحي
الممثل 1: ولماذا العالمية ونحن متخمون بأكثر منها .
المخرج: ولكن ....
الممثل 2 : ابحث في قضايانا ابحث فينا .
المخرج:ولكن ......
الممثل 1: الا نستحق ان نكون ثيم .
المخرج:ولكن ......
الممثل 2: لماذا نغترب وفينا الف معنى .
المخرج:ولكن ......
الممثل 1 : جد لنا بطل يموت وينتصر
المخرج : هههههههههههههههه انتم تطلبون المستحيل
الممثل 2: جد لنا قصة انتهت وبقيت خالدة
المخرج : الإلياذة مثلا
الممثل 1: لا
المخرج : هوميروس مثلا
الممثل 2: لا
المخرج : عجيب أمركم
الممثل 1: كل ما ذكرت خلدت للإثارة
الممثل 2: خلدت للتشويق والرخاء الجمالي
المخرج : لم افهم
الممثل1 : جد لنا قصة خلدت لأنها قضية خالدة
الممثل2: خلدت لأنها خاصرة المعنى
المخرج : ( يتمتم مع نفسه وهو يبحث بين أوراقه وهم معه يبحثون ) قصة خلدت لانها قضية خالدة.... لأنها خاصرة المعنى..( يمسك حزمة ورق ) وجدتها ...وجدتها ....
الاثنين : وماهو
المخرج : نحتاج فقط عرش...وهنا ستائر ...وهنا خدم ...وحراس ...انتم ...( للمثل 1) تحتاج ملابس اسلامية قديمة ...وانت ( يشير للمثل 2) تحتاج لملابس امير ...وهنا .....
الاثنين : ( يقاطعونه) القضية اهم
المخرج : ( يعطيهم اوراق غلط ).... هيا ...( يصيح على الاضاءة ) هل الاضاءة جاهزة ...( يصيح على مهندس الصوت ) هل الصوت على مايرام ...هيا ..احبتي المشاهدين اترككم مع هذا العمل ...ستاندي باي ..كيوووووو.
اظلام
المشهد الثاني
إنارة المكان .......
قصر يزيد بن معاوية ....العرش ....تحته شاب في بداية العمر منهك وساقط أرضا هو معاوية بن يزيد ( الممثل 1) ...يحاول الصعود للعرش لكن كل محاولاته لا تنفع لأنه يسقط منها ... ويقف بالقرب منه قيس بن الأشعث ( الممثل 2) ...
الشاب : السلطان يورث النعم ..
قيس : لا يا مولاي ...
الشاب : ( يحاول أن يصعد ) إلا في دولة بني أمية ( يسقط) فان السلطان يورث العصيان ...
قيس: لا تقل هذا يا مولاي ...
الشاب : عصيان الجسد والروح على مواصلة الكذب .....
قيس : لم تنازعوا احد عن ملك ..أنكم نازعتم من نازعكم إياه وهو الجهاد يامولاي.
الشاب : مجد تليد لا ينفع الروح إن مرضت ( يحاول أن يصعد) ذلك لان المرض خلاصة ذنوب وخطايا ( يسقط) ...
قيس : كان جدك معاوية بن أبي سفيان رجلا صالحا وقويا ولا يخاف احد ...
الشاب : أف منك يا جداه .....عصيت وعصيت ...حتى استعصت مسامات روحك على مسارب الرحمة وأنت تودع الحياة....
قيس : لا يا مولاي انك تظلم أشجع شجعان قريش وأكثرهم حنكة وحكمة .
الشاب : حملت السيف دين وعقيدة والسلطان مسعى وغاية ...والدهاء معاصي والحكمة ذنوب ....حتى شيدت دولة للكره ...وولايات للثأر ...مدن لا تعرف السكينة وعقول غادرها الحذر من الله والانتباه ....( يحاول أن يصعد ويسقط)
قيس: لم يدخل معركة خاسرة في حياته ... كان النصر والمجد حليفه دوما .
الشاب : أي مجد هذا وكل ما فيه مباح ...مباح إلا ما حرم السلطان ....
قيس : نازع علي بالحق فانتزع هيبة قريش منه .
الشاب : انتزع دينه وآخرته حينما انتزع ملك الدنيا فباع آخرته بدنياه.
قيس : أنكم نسل كرام للسلطان فلا تقلل من أهمية ما شيدوه آبائك بدمائهم ..
الشاب : أي دماء يا قيس بن الأشعث ...بل حري بك أن تقول شيدوه بدماء من عصوا الله واشتروا مرضاة السلطان ...شيدوه على وقع القتل والاغتصاب وارتكاب المحارم ...دولة من دم ...عرشها حز الرؤوس وسلطانها استباحة الأجساد ....شيدوه بعصيان الله ورسوله يا قيس ...... ( يتحسس العرش) وأنت يا يزيد....ثقل ذنوبك لا يتحملها عرشك الذي نازعت الدنيا كلها من اجله ( يضحك بسخرية) وفي نهاية المطاف ذهبت وبقي كما هو ... فاتحا ذراعيه كأي مومس عمياء لمن يأتي ويتولى الملك والسلطان ....( يصعد) فعلت ما لم يفعله احد في رعية ( يسقط) ... ( يستدرك ) حدثني يا قيس وأنت ابن بار لعائلة وفية مخلصة في عداءها لآل الرسول ...اطرب مواجعي عن آخر بطولات أبي ...لان العرافة قالت لي ستنتهي مواجعك حينما يملأ دم الفجيعة ذاكرة الخلود ويعلن فجر تاريخ جديد ...أطربني يا قيس أطربني علني في نهاية ما تقول يستريح وجعي ....
قيس : ( يترجل خيالا وكلما يزداد وصفه يشعر الشاب بالتعب وضيق الأنفاس ) ما جرى غير مجرى التاريخ ...لحظة توقف فيها الزمن ليعلن الثأر ...ثأر بدر ...في ليل كربلاء الذي ما نبلج إلا بفجر يرتل أناشيد الدم ...كان ثمار المدينة قد أينع ...وحان نهار ظهيرة كربلاء لقطافه ...جاء يطوي رمال الصحراء مسرعا للحظة اللقاء ..قافلة يحفها السكون وتطوف بها تراتيل البسملة ..كان كل شيء واضح كالشمس إلا أن غربال رغباتنا كان أقوى من خيوط تلك الشمس ...أو قل كنا نعرف ونعي ونجهل عن قصد ..حطت رحال الحزن وهي تودع بعضها ...كنا نرى بأن تلك البقعة كفيلة بان تسد ثقب غار حراء وتجهض الصحوة قبل أن ينطق بها وحي انسي ...أفئدة تملكها العطش ولازالت ترتل ...يتساقط نجومها واحد تلو الآخر ولازالوا يرتلون...هناك ....كان يزيد يودع أبيه حرا ...وهناك كان يزيد يرتجز ثأرا...كان السلطان والجاه حليفهما لو أنهما أكملا الطريق إلى نصرة بني أمية ..إلا أنهما كانا على مفترق طرق ..فاختاروا كربلاء عنوان ....وهناك بين النهر والكف كانت ثمة رغبة أقوى من رغباتنا لأنها تحولت بلمح البصر إلى أردة ..رغبة البقاء أو الخلود ..فأهدى كفيه قربانا لرغبته ..وروحه ترتل للشهادة بألف عنوان ...فالمغريات كانت كثيرة إلا أن رغبته كانت عكس المغريات تماما .......وهم لازالوا يرتلون ...وتعلوا تراتيلهم كلما قدموا قربانا جديد ...هناك كان أشبه الناس برسول الله يودع نحره ..وهناك كان حبيب وزهير وعابس يعجلون بقتل الحسين بن علي كلما ارتجز احدهم ودخل الميدان ليهدي رأسه لسيوفنا ....حتى حان موعد اللقاء ...لقاء السيف والنحر ...بعد أن غاب النهار عن الوعي تماما وتحولت الأرض إلى عاصفة من دم ..أجساد بلا رؤوس.... ورؤوس بلا أجساد مزقتها الرماح والنبال ...وأوصال ....وأوصال توزعت في ارض كربلاء لا صاحب لها أو عنوان ....كانت سيوفنا لا تحسن الرؤيا لان غبار الأرض كان منتفضا حد الهيجان إلا أن سيوفنا كانت تشم راحة الأجساد فتفننت بإراحتها...كان الصراخ والعويل في كل مكان ...يضج فيسمع صداه في السماء ...وكانت النار تسري في خيام الخدر كالنار في الهشيم ...الأطفال يستنجدون بالأطفال والنسوة تشم رائحة النحور لتتلمس ملامح ذويها ..كان كل شيء عبارة عن لوحة امتزجت فيها الألوان وتقاطعت وتشابكت وكل ما فيها كان لون احمر يزاد قتامه كلما تسارعت الخطوات للظفر بذلك الجسد... جسد كان يئن من فرط ظليمة .... وهو ينظر بنظرات غريبة لمن يحاول الاقتراب منه ..شيء مخيف أن تصل للحسين بن علي لا بل مرعب حد الإعجاز وهو من لا يقف أمامه أحدا في ساحة المعركة ...جسد تهشم بالنبال والرماح وغابت ملامح الدنيا عنه ...راح بنظراته يلمح من وقفت على التل تندبه بقلب قل نظيره بالصبر ..ودع كل من حوله رؤوسا ..وأجسادا ...راضيا مرضيا وسلم لسيف الشمر نحره طواعية ...نعم ..طواعية والدهشة تملأ الموقف ..أهذا هو حسينا ؟؟!! كيف سلم نحره طواعية للشمر ؟؟!! ( يضحك حد السعال ) كان يضحك علينا في سره ؟؟!!!.( يسأل الشاب) أكان يضحك علينا ؟؟!! ( يسأل الجمهور) أكان يضحك علينا؟؟!! لا ..وألف ..لا ..نحن من غيرنا مجرى التاريخ ..وجئنا بهم سبايا عند أعتاب الأمير ....نحن من جعلنا الأقدار أضحوكة بيدنا نمنحها لمن نشاء ونأخذها ممن نشاء في كربلاء ...نحن من اختصرنا الخذلان والعصيان بضربة نحر ...نحن انهينا عنجهية ابن عم الرسول بقطع نسله ...نحن استبدلنا الخدر بالغدر...نحن أيها الأمير من أسسنا لمنطق القوة وعليك أن تكمل المسير ...
الشاب : ( بوجع وأنفاسه تتقطع ) أي مسير هذا الذي تتحدث عنه وقد اختصرتم مسير الكون من كربلاء إلى الشام سبيا ... أي مسير ونهايته كانت بداية لثورة اللعن ...مالذي دفعكم بان تغيروا مجرى التاريخ وتعلنوا ردتكم وثأركم لبدر بعد كل هذه السنين ؟؟؟...أضننتم أنكم تطفئون نور الله ...أتضحكون على أنفسكم ؟؟؟فوالله كان الحسين يضحك عليكم لان وجد في حز نحره بداية ثورة وفجر صحوة ....
قيس : لا يامولاي ...
الشاب: هي كذلك ياقيس ....قل لي لم كل هذا الكره ..
قيس : ولدت وترنيمتي أرجوزة الكره لآل الرسول... هكذا وجدت أبائي ...يكرهون عليا حد الثمالة ...ويبغضونه حد الإدراك بأحقيته في كل شيء.
الشاب: كانت لديك الفرصة لتغير مجرى تاريخك وتمحو خطايا آبائك بانضمامك للحسين بن علي ..فأنت لست أمير ولا ولي كي تخاف من ذهاب سلطانك ..كنت قاب قوسين أو أدنى من منطق الشهادة ...كنت باستطاعتك أن تغير معادلة المنطق كما غيرها الحر بن يزيد الرياحي من العدم إلى حيث لخلود.
قيس : كان بالإمكان ذلك.....إلا أن كل ما فيه يصرخ كرها وبغضا لهم ...كتبت له مع من كتبوا ...ليس حبا به بل بغضا بالأمير حينها ...وحينما مال وجه الأمير لي أعلنت قتلي له ...هكذا ولدنا وهكذا سنبقى هو ذا القدر يا مولاي..
الشاب : ليس قدرك اكبر من قدري ..فانا سليل العائلة المتمردة في حب آل الرسول والمستبيحة لكل حقوقهم ..ورثت منهم كل خطايا الكره ومنابع الرذيلة ومناقب الوقيعة والتآمر ...إلا أني لا احمل في كل جسدي وروحي ذرة من كل ذلك الكره ...
قيس : إن كرههم يمشي في عروقي وعروق أبي وجدي فلنا مواقف ضدهم في معارك عدة ... هكذا وجدت نفسي وهكذا سرت..
الشاب : وأنا تماما لا اختلف عنك فانا هكذا وجدت نفسي في بيت شيد على وقع لعن علي وأبناءه ....إلا أني حتما لن أسير هكذا مطلقا .
قيس : لا تأخذك العزة بالإثم فتكون نهاية بني أمية على يديك ...يا مولاي.
الشاب : لن أكون نهاية لأحد ....آه ...ثم آه ...يا أبتاه ... يزيد هل ثمة من مزيد ...أثقلت كاهلي بخطاياك ...فيكفي انك قاتل نفسك بنفسك حينما خيل لك بانك تستطيع ان توقف الزمن وتقتلع جذور علي بن أبي طالب من الأرض انتقاما لمن سقطوا ببدر ....( يحاول أن يصعد ).
قيس : هكذا هم وعليك ان تكون كما هم يامولاي .
الشاب : يكفي انك استجمعت كل شرور بني أمية ( يسقط) في ظهرك وأهديته لامي فأنجبتني لا أقوى حتى على الكلام....
قيس : لا مجال للرجوع ....أنت أموي يا مولاي .
الشاب : ( يكلم العرش) يكفي أن أكون أمامك احمل في دمي ومرضي كل خطايا بني أمية وأنت تتألم لان أوجاعي تذكرك بعروش الدم التي بنيتم..وقصور الاستباحة التي زينتم ....
قيس : انك ورثت المجد وعليك المحافظة عليه يا مولاي .
الشاب : ( يكلم العرش ) فهل أورثتني عرشك.؟؟؟...هل أورثتني ذنوبك وخطاياك ؟؟
قيس : إنك أفضل حالا مني ...فأنا ورثت كره أبائي لآل الرسول وأنت ورثت الكره والسلطان معا ...فلا تتبطر على النعمة وكن أمويا بحق .
الشاب : ( يكلم العرش ) أتريدني أن أكون أمويا بحق ؟؟...حقا أنت أغبى الأغبياء آبتا ....( يضحك بسخرية تضيق أنفاسه ) فكل ما في هو آهات الثكالى ..ودموع اليتامى ...( يسعل ) وصرخات الأرامل ...( يجر أنفاسه بتثاقل ) وشهقات القتلى ...وظليمة النحور التي قطعت دون ذنب .....
قيس : عليك أن تخطب بالناس ...عليك أن تجدد البيعة للكره يا مولاي .
الشاب : تعال ..أسندني لاقف ..لا أقوى على الحركة فليسندني كرهك لا ال الرسول علني أقول كلمة للناس قبل فوات الأوان .
قيس: ( وهو يحاول إسناده ويوقفه على العرش) ترجل العرش يا مولاي فليل الكره لم ينتهي بعد ...
الشاب : ( يقف منصبا على العرش) (إنّ هذه الخلافة حبل الله و أنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله و مَن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )).
قيس : ( يجن جنونه ) ماذا تقول ....عن أي حق تتكلم يا مولاي .
الشاب : ( يواصل خطبته دون اكتراث ) ( و ركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ قلّد أبي الأمر و كان غير أهل له و نازع ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه ( و آله ) و سلّم، فقصف عمره، و انبتر عقبه، و صار في قبره رهيناً بذنوبه).
قيس : انك تغير مجرى تاريخ أجدادك ....ما هذا الكلام مولاي .
الشاب : ( يبكي وتضيق أنفاسه وكأنه ينازع الموت ) مِنْ أعظم الاُمور علينا علمنا بسوء مصرعه و بؤس منقلبه، و قد قتل عترة رسول الله صلّى الله عليه ( و آله ) و سلّم، و أباح الخمر و خرّب الكعبة).
قيس : ( يصرخ) لن تغير شيئا ..فالسيف مضى وانتهى الأمر .
الشاب : ( يكمل خطبته )( لم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلّد مرارتها، فشأنكم أمركم، والله لئن كانت الدُّنيا خيراً فقد نلنا منها حظّاً، و لئن كانت شرّاً فكفى ذرّية أبي سفيان ما أصابوا منها) .
قيس : الوصية يا مولاي ..الوصية .
الشاب :( لا أتزود مرارتها إلى آخرتي وأترك حلاوتها لبني أمية) (يسقط صريعا )
تعتيم المسرح تماما
المخرج :( من بيان الظلام وهو يحمل شمعة ) : STOP .... كل أبطال العالم عاشوا في خصر المسرح ..إلا الحسين كان ولا يزال خاصرة الامم الموشومة بالوجع .
قيس : ( نصف وجهه يضاء عند رقبة المخرج وهو يضع السيف على رقبة المخرج ) لا ...لا زال هناك متسع لطمس القضية ( يطفيء الشمعة )
تعتيم المسرح تماما مع انبعاث اصوات لغط لطقوس دخيلة على القضية الحسينية مع ظهور مجاميع ترقص بمايسمى (سين سين ) واخرون بمايسمى ( الراب الاسلامي )
يظهر المخرج ويؤذن بهم فتصمت الاصوات تدريجياً ويعلوا صوت القران على سورة يوسف (ع) فيظلم المسرح وتضاء مدرجات الجمهور باللون الأحمر ونقالات الجمهور ينطلق منها بمايسمى (سين سين ) واخرون بمايسمى ( الراب الاسلامي ) وصوت من الكواليس بوجع
صوت : اششششششششششششششششششش
اظلام
ستار النهاية
ملاحظة أولى :
النص فاز بالجائزة الثالثة في مسابقة السفير الدولية في النجف الاشرف – الكوفة لعام 2009
ملاحظة ثانية :
لا يجوز إخراج هذا النص او الاقتباس منه او توليفه او اعداده من قبل أي مخرج دون موافقة المؤلف
للتواصل مع المؤلف عدي المختار ( كاتب ومخرج مسرحي عراقي )
[email protected]
موبايل : 009647721110056