علجية عيش - هكذا تدخلت امريكا لزعزعة أمن و استقرار الصين

الزعيم ماوتسي تونغ و المسيرة الكبرى
كل الحروب و الصراعات التي نقرأ عنها إلا و نجد أمريكا يد فيها، هي المحرك الأساسي للنزاعات بين الدول و الشعوب، و الصراع بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية قديم يعود إلى ايام الإمبراطور و صراعه مع صن يات من أجل العرش و اشتعال حرب أهلية في الصين، و لما توفي الإمبراطور عاد صن يات إلى بلاده، و أنشأ حكومة عسكرية هدفها غعادة توحيد البلاد، و لما أوشك صن يات على تحقيق حلمه في إنشاء دولة عسكرية لكن الموت يبقه حيث توفي عام 1925، ة خلفه في الرئاسة تشانج كاي شيك الذي اكمل توحيد الصين لكن برعاية أمريكية نقضا لمبادئ سلفه صن يات، و هناك ظهر شاب اسمه ماوتسي تونغ، عندما أحس أن هناك من يريد أن يسرق ثورة الصين و بتحريض من أمريكا و يبعدها عن مبادئها في المساواة و الحرية و ينقل تبعيتها إلى المعسكر الغربي و الراسمالية،

ومعروف عن ماوتسي أنه ملتزم بمبادي الحزب الشيوعي الصيني، فوقف رفقة 57 عضوا من مجموعته كانوا معظمهم من الفلاحين موقف العداء من كاي شيك الرئيس الموالي لأمريكا و القضاء على الخيانة، لكن كاي شيك تمكن منهم فاضطروا إلى الهروب نحو الجبال، و من الجبال بدأت الحرب الحقيقية لتحرير الصين.
كانت الثورة ثورة الجبال بل ثورة الفلاحين، لأن الفلاح هو الركيزة الأساسية للثورة و ليس العامل كما قال ماركس، أول شيئ بدأ به ماوتسي هو تعليم الفلاحين فنون القتال، و جعلهم جيشا نظاميا و كان له النصر، و أعلن إنشاء جمهورية شيوعية في الجبال ، عادت الحرب من جديد لما هاجمت جيوش الرئيس كاي شيك جيش ماو، حيث بدأ مسيرة امتدت إلأى 06 آلاف ميل، و عرفت بالمسيرة الكبرى إلى أن وصل إلى إقليم شانسي و اتخذه قاعدة انطلاق لتحرير الصين من حكم كاي شيك، الذي كان يحكم الصينيين بالحديد و النار، لكن سرعان ما تم الإتفاق بين الإخوة الأعداء لتحرير بلدهم عندما احتلت اليابان أراضي الصين في الحرب ع 2 ، بعد انتصار الصين على اليابان عادت الصراعانت بين كاي و ماوتسي، و انتصر هذا الأخير على خصمه كاي الذي فر إلى جزيرة صغيرة و أنشات له أمريكا دولة سميت فراموزا و هي تايوان الآن، و جعلتها ممثلة الصين في الأمم المتحدةو اعترف العالم الغربي بها نكاية في ماوتسي.

عن طريق الزراعة تمكن ماوتسي من تحقيق الإكتفاء الذاتي للشعب الصيني الذي يتالف في عهده من ألف مليون من البشر ، ثم اتجه إلى الصناعة و سمح للصينيين ان يعملوا حتى في بيوتهم، كان أعداؤه ثلاثة و هم: الفساد ، افسراف و البيروقراطية، و قاطع مبادئ كل من روسيا و أمريكا و العالم الغربي إلى أن فادأ الالم بأن الصين اصبحت دولة نووية و قوية عسكريا و صناعيا، أما في الجانب الثقافي فقد قاد ماوتسي ثورة ثقافية اعتمد فيها على الجيل الثالث من الشباب الثوري للقضاء على البرجوازيين الجدد و المنحرفين في الحزب الشيوعي الصيني، و بخطته أنقذ الصين و الثورة الصينية من خلال إزاحة عدد من كبار المسؤولين و منهم ليو تشاوشي رئيس الدولة، و أكمل المسيرة قبل وفاته عام 1976 ، كانت الصين قد تقدمت اقتصادية على الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و ألمانيا، مثلما كان الحال عام 1840 في القرن التاسع عشر.
------------------------------------------------------------------------------
( مقتطف من كتاب : رجال لم يعرفوا المستحيل تاليف الد/ أحمد سلامة ابراهيم )
قراءة علجية عيش
  • Like
التفاعلات: صلاح البشير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى