ارهاب الفيروس

ارهاب الفيروس .
الابداع المشاكس في الفضاء الاجتماعي
مفهوم الارهاب توفرت كل شروطه في كرونا ، ولم ينافي منه الا الجانب الانساني المتطرف، العناصر الأساسية التي يجب توفرها حتى توصف عملية ما ارهاب منها القتل المفاجئ المباغث وخلق الهلع في الجماعات الإنسانية وارتباك في الامن الدولي والمحلي . اذا ما نحن اخذنا جانبا من هذه الجوانب وقابلناه مع مايجري في حالة سواد ارهاب الفيروس فإن الركن الاساسي قدتوفر للكلام اللحظة باعتبارها حربا بالمعنى فقط الرمزي ضد الإنسانية .
فكيف سوف يحارب وباي آليات ؟
كيف وعلى أي أساس يمكن ان ننظر لمستقبل مبهم في العوالم الإنسانية ، انطلاقا من التجربة الفاشلة الأنظمة العالمية في حضور هذا الشيء الغريب الغير مرحب به في اي بلد . فكل الحواجز وكل الحدود اغلقت في وجهه بل حتى البيوت وكل الوساىط التي يستعملها الفعل المرهب للولوج الى تفجير الضحايا ؟
من خلال هذه المقاربة يمكن لنا أن نفهم بان العملية تقترب من مفهوم الواقعة / الوقائع حسب مفهوم دوركهايم أو ربما يمكن ان يوسم بالظاهرة من خلال الجزء القاهر للقوى الإنسانية . هذا الفيروس ساد وسط عوالم اجتماعية وخلق وعيا اجتماعيا وتداولات تماثلات الفردية والجماعية توفرت عدة شروط التداول اذكر منها:
اولا ،،/ انتشار الوساىط الإعلامية المتدفقة بجداول إخبارية
تانيا :. الاعلام العالمي الذي كرس خطاباته كل دقيقة ان لم نقل مستمرة على القنوات والامواج الإذاعية
ثالثا،:. توفر شرط الاستقرار الداىم والحضور المبارك التلقي الاعلامي .
هذه الشروط توفرت البرهنة على أن الفيروس ارهاب ضد الإنسانية وحرب بيولوجية عرفها العالم في الزمن الراهن بنوع من السيطرة الوحشية على الجنس البشري ، وهذه السيطرة هي ذاتها السيطرة على العقل البشري وقياس درجته ، وقد نستنتج من خلال هذه المواجهة الغير المتكافئة الطرفين ، بين طرف قوي واخر ضعيف على اختلال موازين القوى التي ابانت على ضعف المجال العلمي في العالم لسبب تفرغ العالم الى السيطرة النووية والنارية والعتاد الجيشي ، دون ان يحتاط من المباغتات التي قد تأتي من غير اعلام او اعلان بكري العالم انشطته الميدانية في البحوث العلمية إلى الجانب الصحي والتصدير للأوبئة .
الارهاب ليس متعلقا فقط بالبشر بل كل ما هو اعتداء على الحياة وهذا ما مارسته ما يسمى بكرونا 19 ويتبين لنا من خلال ترقيم الفيروس بانه متعدد وان له تواجد سابق في حياة البشر وخاصة العلوم الطبية ، لكن السؤال المطروح هو ماذا فعلت هذه العلوم بعد المعاناة السابقة فيما سمي بالطاعون والوباء . ان التاريخ قد سجل لحظات إنسانية عصيبة، لكن البشرية لم تستفذ منها ، لماذا وماهي الاسباب ؟ وهل سوف تكون قوة العالم مستسلمة وتضع سلاحها امام وباء مقبل ربما بشكل كارتيي ؟
الكارتية اصبحت حاضرة في حياتنا ، ومتداولة كمفهوم قاس الا انها لن تاتي بالمباغثة كما هو الحال في حالة الفيروس، بل هي تنبهنا بسبب ظهور اعراضها تدريجيا في الكون ، وسبق أن نشرنا حديثا في الموضوع بعنوان . ما بعد كرونا. .... تكلمنا فيه عن القراءة المستقبل من خلال توافر الشروط التي تتطلبها الدراسة المستقبلية التي تستشرف المستقبل ، ولعل أهمها هو توافر الدافع الراهن والذي اقصد به. اما الفقر او ضعف قوة دولة أو انهزام في حرب او اي كارثة او وباء او ظروف يتطلب التخلص منها من أجل تحقيق هدف اساسي هو الانتصار والتخلص من الوضع الراهن وتشييد حالة مزدهرة توفر الرفاه البشر .
يمكن ان يكون الوباء كاف ان لكي يتطلع البشر الى استشراف المستقبل ووضع تخطيط احترازي لما يمكن ان ياتي. لان الاتي اقوى من هذا الذي محاربه اليوم يتعلق بالغضب في الطبيعة بفعل التلوث واحتلال التوازن في مجرى الحياة الكونية وهذا ينذر بكارثة لن تترك البشرية مجالا الدفاع ولا لاتخاذ اجراءات وقائية او احترازية
. المشكل الذي عاشته الدول كافة وانظمة العالم وحكوماتها هو غياب التطلع المستقبل وتاجيل علوم الاستطلاع لما هو قد ياتي من الزمن الاتي بلا شك .
ان العالم يدور وفقا الدورة الزمنية وبالتالي لا يتوقف المسار بل يتدحرج نحو المستقبل ولا يمكن توقيفه الا داخل الفوتوغرافيا او الكتابة المدونة للتاريخ او داخل المتداول في الوعي والثقافة الاجتماعية والشعبية .
اود ان اقف هنا على مفهوم الثقافي في زمن الوباء لكي نستنتج من خلال قراءتنا الشخصية لهذا الجانب من خلال ما يروج اعلاميا ويتداول عبر وساىط التداول الإعلامية على منصات متعددة اجتماعية لاقول بأن نسبة المتداول عن اللحظة هو من نوع تقافة الرعب وسلطة الهيمنة والقهر انه انواع من العنف المختلط بمعنى العنف المادي من جهة الذي تمارسه السلطة على الشعب بكافته اسكالهووساىطها الإعلامية في حالة الاستثناء لاجل السيطرة على الوضع وهذا ما تحولها لها الظرفية وتكسبها الشرعية والمشروعية القانونية لاجل الضبط للنظام العام . لعل ما يهمنا في هذه الإشارة هو أن نعود للثقافة ونوعها المتداول، في هذه الحالة الأولى من العنف ، هو رد الفعل عادة بنفس الطريقة من بعض الجماعات ومحاولة الانفلات من خطاب السلطة القامع بالنسبة البعض، لكن نجد أناسا اخرين يوافقون ويسايرون خطة السلطة في تدبير الامور ولهذا نجد الثقافي هنا الثائر من جهة والتقافي المهادن من جهة أخرى، وقد نتج عن ذلك خطاب شعبي عفوي متمثل في مسرحة وسمينمة الواقع ، نتجت عنها أعمال كوميدية سوداء ساخرة من الواقع وتحاكي شكله فنجد النكثة والمسرحة والحكاية داخل فضاءات البيوت التي تحولت إلى فضاءات ثقافية انخرط في ابداعها افراد الاسرة انفسهم .
هذه النماذج لا تتعلق بالمسرح والوباء من مقاربة باربا barbat من خلال أطروحته في المسرح وبديله théâtre est son double التي يشير فيها إلى محاولة تشبيهية بين ممارسة الوباء وممارسة المسرح كلاهما في العوالم الإنسانية ليصبح المسرح وباءا بشكل او باخر عندما يتفشى بالاثر في الحياة الاجتماعية والتداولية . بل ارغب اكثر من خلال هذه المناولة ان اقارب بين الوباء في سلطته القهرية المادية وبين ما تخلفه أثارها ومعاناتها وقهرها وعلعها من خلال تمثلات تنتجها الوعي من داخل النظام الاجتماعي كاتبة وتشخيصا وابداعا داخل الاسر المغربية والعربية بصفة عامة والعالمية
بالنسبة بنوع الهلع والرعب الناتج بطريقة غير مباشرة ولكن مداومة هي المنصات الإذاعية بكافة اشكالها التي عوض ان تخفف الهلع الناتج عن اللحظة كانت ترسل خطابات قاسية موحشة حول خطر الوباء مماواثر على الجانب النفسي للناس دون ان تنوي الدولة ذلك بل الاخبار فقط عن خطورة الوضع ليصبح تداول الهلع هو الوسيلة الضبط واحيانا يكون مصاحبا بالزجر والقمع المادي كلما دعت الضرورة. ادار قوانين لتدبير السرعة للفعل ولالزام الجميع الانخراط في ورش التصدي الارهاب الذي يمارسه الفيروس . لكن من الناحية سيكولوجيا الجماعات الاجتماعية خاصة والمقصود المؤسسات الاجتماعية كالاسرة له تاثير على افرادها نفسيا كما هو في حالة الحرب التي مازالت أثارها متفشية في مجتمعات عديدة عاشت مأساة الحرب والدمار العالمي لا داعي اذكرها هنا.
الوعي الاجتماعي الناتج عن الظرفية ركزنا فيه عن المجتمع المغربي والعربي خاصة، وكيف عبر عن موافقه واشكالها من الوباء ، الأمر هنا لا يختلف عن مراقص الافعى، او العاب المغامرات القاتلة ، التي يوجد أصحابها التعبير من خلال الافعال هذه عن ردة الفعل، على الخوف والموت ومحاولة التحدي .
ان ما تجدر الإشارة إليه، هو التعبير العفوي الكوميدي الساخر من الفيروس، داخل زمن الفيروس وفي فضاء الحجر الصحي، لتصبح اللحظة منتجة للثقافة المتميزة الخاصة باللحظة، والتي ستظل خالدة في ذكرى كرونا . ما اجمل ان تعبر عن الفرح والابسامة في وقت الاحتظار ليرسم صورة فاصلة بين زمنين ، زمن الحياة ، وزمن الفناء لتصبح نقطة فاصلة بين الوجع وعدمه.
.من خلال قراءة وسائط التداول الاجتماعي، برهن الارسال المصور والمسجل والصوتي ، عن الابداع في زمن الوباء . والجميل الذي أثار انتباهي خلال تتبع بامعان لاغلب الفيديوهات، هو انخراط الجماعي للأسرة للابداع لتصبح الشخصيات الساخرة، متجسدة من طرف افراد الأسر الاب ، والام والابناء . كانت اللحظة غنية بالخلق والابداع داخل عفوية تعبيرية عن الوباء وتفجير المخاوف ، وهنا نتكلم عن عن البسيكو دراما وعن المسرح والخوف والمسرح العنف .....الخ

ذ الحسن نايت بهو
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى