فتحي مهذب - جدلية الىشجرة والأرمل

سلاما أيتها الشجرة
هل أنت أختي متنكرة
بلباس التصوف...
هل هذه العصافير
دقات قلبك المذعور..
قلبك المليئ بصفير المراكب..
لم وجهك مزدحم بالكدمات
الزرقاء..
هل عذبتك الخفافيش
ليلة أمس..
هل نهبت خاتمك الذهبي
لما فجرت الريح ذاتها
بحزام ناسف
بين جدائلها المتفحمة..
هل تشرد أطفالك مثل أطفالي
وافترستهم دكنة غامقة..
سلاما أيتها الشجرة
أنا فتحي
أقدم شجرة
طردتها الحتميات
من كتب الأديان القديمة..
أجر مثل مقاتل أسطوري
عربات الحرب
بذيلي المعقوف
نحو الهلاك..
سلاما أيتها الشجرة
كوني أما لا تنسى
لعصافير روحي الصغيرة..
أو أختا بحس كنسي
لأطفالي القتلى..
رممي شقوق العائلة..
قاتلي معنا
جنود الفراغ المغولي..
ولنملأ شرفات البيت
المهجور بالهذيان
والفرح العذري..
سلاما أيتها الشجرة
اتبعيني
مثل ملاك يملأه الضوء والحكمة..
لا تخشي طقطقة الحزن
في تضاعيف وجهي..
ثمة غابة من الأطفال
في بيتي القديم
تعشش فيها عصافير اليتم
وأعشاب الجرح العربي..
شذبي صهيل غربتنا..
كوني أختا أو أما مرهفة
تسحرنا في الليل حماما
وتنام بين هديل حرائقنا .
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى