حسن زارو - الجفاف.. الدرس الذي لم نتعلمه

المهتم و المشتغل بتاريخ المغرب يرى تاريخه، في مجمله، ازمات و جفاف و مجاعات.نتيجة تقلبات المناخ و بخل السماء من مرحلة الى اخرى ،فتارة سنوات مطيرة وتارة سنوات عجاف يعز فيها المطر،و هذه التقلبات المناخية ترخي بظلالها على الوضع السياسي بالمغرب، فلم نستخلص الدرس من مسار تاريخي طويل كله كبوات و انتكاسات،لماذا لم نبحث عن سبل لاستخلاص العبرة من هذا المسار التاريخي و نبحث عن آليات تجعل من جفافنا حافز للتطور و خلق مناعة تجاهه،لماذا نراهن على اقتصاد اليناصيب،و اعني به انتظار المطر،لنبقى رهيني ما تجود به السماء من غيث،لماذا لا نعقلن برامجنا و مشارعنا التنموية،و لنا في الدول الاخرى خير مثال،رغم قساوة ظروفها الطبيعية ،فعندما نقول المغرب بلد فلاحي فباي معيار او بأي مؤشر نصنفه بلد فلاحي،أ بنسبة اراضيه الصالحة للزراعة؟علما ان 80٪من هذه الاراضي بورية ،أي تحت رحمة الامطار،اللهم اذا استثنينا نسبة مجهرية من هذه الاراضي تعتمد على المياه الجوفية(الأبار).فلماذا لا تعمل الدولة على استغلال الفرشات المائية في المناطق التي تعرف فرشات مائية جد مهمة و غير مستغلة،كحفر الآبار و استخراج الماء بواسطة الطاقة الشمسية و هي طاقة متجددة و لا تكلفنا الكثير،صحيح أن سياسة السدود التي نهجها العاهل الراحل الحسن الثاني كانت ناجعة و لعلنا لازلنا نجني ثمارها بنسب متفاوتة من منطقة إلى أخرى.و لكن لم نطور آلياتنا و لم نجدد رؤانا لمواجهة مشكلة الجفاف التي، بين الفينة الأخرى تطفو على السطح،وتنعكس على مسار اقتصادنا الذي له ارتباطات عضوية مع ما يجري في العالم من تحولات و ضغوط. و نحن لم نجدد هياكلنا في قطاع الزراعة لم نجعل زراعتنا زراعة علمية/عقلانية..
يجب إعادة النظر في السياسة الزراعية عوض اعتمادها على الأمطار الآتية من السماء يجب ان نجعل امطارنا تصعد من باطن الأرض،دون اغفال الإرادة السياسة، هذه الإرادة المنعدمة لانها بدون وطنية و بدون مسؤولية،لاننا نعاني من مشكل جد هيكلي وهو أن دولتنا دولة افراد و ليست مؤسسات فالقرارات التي تخرج للتنفيد قرارات لأفراد و ليست مؤسأسة (مؤسساتية).فعندما تكون لدينا دولة المؤسسات هي السائدة، فاعلم أن النظام (le système) برمته سيصبح ناجحا و متطورا،على كل الأصعدة و خاصة الإقتصاد..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى