قال تعالى :
(( ولا تَجْعلْ يَدَكَ مَغلولَةً إلى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتقعُدَ مَلوماً مَحْسُورا )) صدق الله العظيم
صفتان ذكرهما الله لنا و اوصانا بالوسطية بين هاتين الصِفتين المَذمومتين . وذلك بتنظيمٍ اقتصادي معقول
حفاظاً على الاموال وعدم بَعثرتها .
وعدم الطغيان في البذخ بحجة الكرم و التباهي .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
( إن الله يكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال )
هناك فرق كبير بين من يعلم بِتعقل قيمة المال وقت الشدة
ومن لاينظر بعيداً ولا يرى للمال اي قيمة ولا ضير في بَعثرته .
يقول الصديق ابو بكر رضي الله عنه
إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد .
شريحة جاهلة لا تمتلك اي صفة محمودة ترى وتتهم المجتمع الموصلي بالبخل ؟
إن هذه الصفة التي الصَقوها بالموصلي انعكست معانيها
لتبرز وتظهر للجميع النجاح في الحياة والتعاملات .
وإن النكات حول بخل الموصليين ماهي إلا غيرة وحقد على ميزات لايستطيعون الوصول لها او تطبيقها .
في الموصل نبدأ من الصغر بتعلم المبدأ الاقتصادي
الذي يتمثل بالتوفير وذلك باقتصاد جزء من المصروف في الحصالة وعدم بعثرته على اشياء تافهة تتكسر او تتلف
ليكون الهدف تحصيل مبلغ من المال يكفي لما نحلم به من حاجة ذات مبلغ باهض . علماً ان رب الاسرة يستطيع شراء هذه الحاجات لكن هذا المبدأ الناجح متوارث اتبعه الاباء فنجحوا وجعلوا اطفالهم يتبعونه .
اما عن ريادة المطاعم والمبالغة في العزائم فيها
فابن الحدباء الاصيل تربى على مائدة تحتوي اكلات
لاتستطيع افخر المطاعم على تقديميها ناهيك عن ان المطاعم في المدينة افتتحت من اجل الوافدين من الاقضية والنواحي الذين ياتون للمدينة من اجل مراجعات طبية او لاستكمال معمالات في الدوائر الخدمية .
كما يعتمد اهل الموصل في نظام حياتهم الاقتصادي عل نظام التخزين والتموين وذلك بشراء كميات كبيرة من المواد الغير قابلة للتلف وهي المدينة الوحيدة التي تعتمد هذا النظام
ويعزى السبب في اتباعه الخوف من المجهول
ففي مطلع عام ١٩١٨ إنعدمت الاغذية واضطر الناس لاكل لحم القطط ومات الكثير في هذه المجاعة الفاجعة فتوارثوا هذا الخوف الذي بقي في اذهانهم .
ومن الجدير بالذكر ان الجاحظ لم يذكر الموصل في كتابه البخلاء وكما وان الرحالة ابن جبير زار مدينة الموصل وقال عنها : ( وأهل هذه البلدة على طريقة حسنة، يَستعملون أعمال البر، فلا تلقى منهم إلا ذا وجهٍ طلق، وكلمة ليّنة، ولهم كرامةٌ للغرباء، وأقبال عليهم ، وعندهم اعتدال في جميع معاملاتهم . ) ويذكر ابن بطوطة الموصل ويقول : أهل الموصل لهم مكارم أخلاق ولين كلام ، وفضيلة ، ومحبة في الغريب .
لن تجد احدا كالموصلي يبالغ في كرمه للضيف او للمحتاج والفقير لكن شرطه الوحيد ان يكون الضيف او الفقير المحتاج يستحق الكرم متأثراً في ذلك بمبدأ عقلاني وثقافي يتلخص بقول المتنبئ أذا انت أكرمت الكريم ملكته وان انت أكرمت اللئيم تمردا
وفي نهاية مقالي هذا اختتم ببيتين رائعين
للشاعر أبو الحسن السري الرفاء
سقى ربا الموصل الزهراء من بلد
جودٌ من الغيث يحكي جودَ أهليها
أرضٌ يحنُّ لها من يـفارقــــها
ويحمدُ العيش فيها من يدانيها
(( ولا تَجْعلْ يَدَكَ مَغلولَةً إلى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتقعُدَ مَلوماً مَحْسُورا )) صدق الله العظيم
صفتان ذكرهما الله لنا و اوصانا بالوسطية بين هاتين الصِفتين المَذمومتين . وذلك بتنظيمٍ اقتصادي معقول
حفاظاً على الاموال وعدم بَعثرتها .
وعدم الطغيان في البذخ بحجة الكرم و التباهي .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
( إن الله يكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال )
هناك فرق كبير بين من يعلم بِتعقل قيمة المال وقت الشدة
ومن لاينظر بعيداً ولا يرى للمال اي قيمة ولا ضير في بَعثرته .
يقول الصديق ابو بكر رضي الله عنه
إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد .
شريحة جاهلة لا تمتلك اي صفة محمودة ترى وتتهم المجتمع الموصلي بالبخل ؟
إن هذه الصفة التي الصَقوها بالموصلي انعكست معانيها
لتبرز وتظهر للجميع النجاح في الحياة والتعاملات .
وإن النكات حول بخل الموصليين ماهي إلا غيرة وحقد على ميزات لايستطيعون الوصول لها او تطبيقها .
في الموصل نبدأ من الصغر بتعلم المبدأ الاقتصادي
الذي يتمثل بالتوفير وذلك باقتصاد جزء من المصروف في الحصالة وعدم بعثرته على اشياء تافهة تتكسر او تتلف
ليكون الهدف تحصيل مبلغ من المال يكفي لما نحلم به من حاجة ذات مبلغ باهض . علماً ان رب الاسرة يستطيع شراء هذه الحاجات لكن هذا المبدأ الناجح متوارث اتبعه الاباء فنجحوا وجعلوا اطفالهم يتبعونه .
اما عن ريادة المطاعم والمبالغة في العزائم فيها
فابن الحدباء الاصيل تربى على مائدة تحتوي اكلات
لاتستطيع افخر المطاعم على تقديميها ناهيك عن ان المطاعم في المدينة افتتحت من اجل الوافدين من الاقضية والنواحي الذين ياتون للمدينة من اجل مراجعات طبية او لاستكمال معمالات في الدوائر الخدمية .
كما يعتمد اهل الموصل في نظام حياتهم الاقتصادي عل نظام التخزين والتموين وذلك بشراء كميات كبيرة من المواد الغير قابلة للتلف وهي المدينة الوحيدة التي تعتمد هذا النظام
ويعزى السبب في اتباعه الخوف من المجهول
ففي مطلع عام ١٩١٨ إنعدمت الاغذية واضطر الناس لاكل لحم القطط ومات الكثير في هذه المجاعة الفاجعة فتوارثوا هذا الخوف الذي بقي في اذهانهم .
ومن الجدير بالذكر ان الجاحظ لم يذكر الموصل في كتابه البخلاء وكما وان الرحالة ابن جبير زار مدينة الموصل وقال عنها : ( وأهل هذه البلدة على طريقة حسنة، يَستعملون أعمال البر، فلا تلقى منهم إلا ذا وجهٍ طلق، وكلمة ليّنة، ولهم كرامةٌ للغرباء، وأقبال عليهم ، وعندهم اعتدال في جميع معاملاتهم . ) ويذكر ابن بطوطة الموصل ويقول : أهل الموصل لهم مكارم أخلاق ولين كلام ، وفضيلة ، ومحبة في الغريب .
لن تجد احدا كالموصلي يبالغ في كرمه للضيف او للمحتاج والفقير لكن شرطه الوحيد ان يكون الضيف او الفقير المحتاج يستحق الكرم متأثراً في ذلك بمبدأ عقلاني وثقافي يتلخص بقول المتنبئ أذا انت أكرمت الكريم ملكته وان انت أكرمت اللئيم تمردا
وفي نهاية مقالي هذا اختتم ببيتين رائعين
للشاعر أبو الحسن السري الرفاء
سقى ربا الموصل الزهراء من بلد
جودٌ من الغيث يحكي جودَ أهليها
أرضٌ يحنُّ لها من يـفارقــــها
ويحمدُ العيش فيها من يدانيها