طارق عدنان محمد - الأدب المقارن.. نشأته، مناهجه، اهدافه، ودور الأدب الاسلامي في تطور الأدب المقارن

هكذا هو حال لأدب يتوسع ما دامت الحياة تتوسع ..
مر الأدب العالمي الى تطورات فريدة من ولادة اغراض واندثار اغراض اخرى الادب يتحرك ولا يتوقف ما دمت الشعوب مستمرة كما هو الحال على مر العصور .ولد الشعر وكان على هيأة البحر والقافية حتى جاء السياب ونازك الملائكة ليعلنوا لنا عن حياة جديدة للشعر ولكن بثوب التفعيلة ..او ما ييعرف (بشعر الحر) ايضا الادب يتمدد بتوسع الثقافات حتى ولد لنا...
***(الأدب المقارن )
والذي عرفه لنا الناقد الأمريكي هنري رماك ..
الأدب المقارن:
هو دراسة الأدب خلف حدود بلد معين،
ودراسة العلاقات بين الأدب من جهة ومناطق أخرى من المعرفة والاعتقاد من جهة أخرى، وذلك مثل الفنون
(كالرسم والنحت والعمارة والموسيقى) والفلسفة، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية (كالسياسة والاقتصاد والاجتماع)، والعلوم والديانة، وغير ذلك. وباختصار هو مقارنة أدب معين مع أدب آخر أو آداب أخرى، ومقارنة الأدب بمناطق أخرى من حيث تعبير الأنسان ..
يهتم هذا المقياس; بالآداب العالمية وعالمية الآداب من خلال دراستها على مستويات عدة ...الدلالية والتركيبية والصرفية..
وهناك اختلاف بين الأدب المقارن و الموازنة الأدب المقارن هو المقارنة بين أدبين من أرومة واحدة اي أصل واحد كالمقارنة بين العربية و العبرية بينما الموازنة تكون بين العربية و الفرنسية مثلا ...
****نشأته :
ولد الأدب المقارن في فرنسا .حيث يعتبر
أبل فرانسوا فيلمان، وجان جاك أمبير أبوين حقيقيين للأدب المقارن؛ إذ كان الفرنسي أبل فرانسوا فيلمان
(1790- 1870م) أول من استخدم تعبير أدب مقارن على نحو علمي، في كتابه صورة القرن الثامن عشر; ونشره عام 1827م، ولو أن المعنى الذي أراده من هذا التعبير في هذا الكتاب غير واضح تمامًا، وأكبر الظن أنه فهم من المقارنة شيئًا آخر غير مقارنة النصوص الأدبية، وعنى بها – فيما يبدو- الإضافات العقلية التي حققتها كل أمة، والإنجازات التي يمكن أن تُنسَب إليها في مجال التقدم الإنساني، غير أنه بعد ذلك بعام، أو على التحديد في صيف 1828م، والفترة التالية له، بدأ يُلقي محاضراته في جامعة السوربون عن دراسة التأثير الذي مارسه الكُتاب الفرنسيون في القرن الثامن عشر الميلادي في الآداب الأجنبية والفكر الأوربي. وفيها نجد الخطوة الأولى لما يجب أن تكون عليه المقارنة الأدبية، حين يتحدث عن التأثيرات المتبادلة بين إنجلترا وفرنسا، وعن التأثير الفرنسي في إيطاليا. وقد نشر فيلمان هذه المحاضرات بعنوان محاضرات في الأدب الفرنسي.
وبعد فيلمان يأتي جان جاك أمبير (1800- 1864م) الذي دُعي ليحاضر في السوربون سنة 1832م، وكانت محاضراته عن الأدب الفرنسي في علاقاته مع الآداب ...
***مناهج البحث في الأدب المقارن....
تتعددت مناهج البحث في الأدب المقارن، ولكن يمكن أن تتلخص في منهجين رئيسيين، هما: المنهج التاريخي أو الاتجاه الفرنسي، والمنهج النقدي أو الاتجاه الأمريكي.
1- مفهوم المدرسة الفرنسية (التاريخية)
حين نلقي نظرة على البيئة التي تمخضت عن ميلاد الأدب المقارن في فرنسا وريادتها فيه نجد أنها في القرن الثامن عشر كانت تهتم بالبحوث التاريخية اهتمامًا جعل مناهج البحث في التاريخ تقارب الاكتمال في نهايته، وقد بلغ الاهتمام بها المدى في القرن التاسع عشر، حيث حفلت بعديد من البحوث التاريخية التي تجعله أكثر القرون نزوعًا إلى التاريخ، وقد صاحب ذلك اتجاه الفرنسيين إلى الفلسفة الوضعية التي تعمد إلى تفسير الحقائق من خلال علاقات بعضها ببعض وعلاقاتها بحقائق أعم، وتدرس الظواهر الاجتماعية بنفس الطريقة التي تدرس بها ظواهر الكيمياء والطبيعة (مجلة فصول مج 3 ع3، مقال عبد الحكيم حسان، ص14).
ويركز المفهوم الفرنسي في اتجاهاته عند دراسة الأدب المقارن على عدة أمور، هي:
1- أن الأدب المقارن امتداد لتاريخ الآداب القومية، ويعني بدراسة جزء مهم منها، وهو دراسة التأثيرات والتأثرات الخارجية للآداب، وهو يتناول النتائج التي انتهى إليها الأدب القومي ويعمد إلى تكميلها وتنسيقها وضمها بعضاً إلى بعض، وقد استلزم ذلك أن يكون الأدب القومي هو منطلق المقارنة ومرتكزها الأساسي، فالأدب المقارن في النهاية هو دراسة الأدب القومي في علاقته بالآداب الأخرى.
2- الحد الفاصل بين الآداب المقارنة هو اللغة، فالكاتب أو الشاعر إذا كتب كلاهما بلغة واحدة عدة كتابتهما أدبًا واحدًا مهما كان جنس أى منهما أو بيئته، إذ إن اللغة – فيما يرون – تطبع أهلها والمتكلمين بها بطابع فكري عام موحد، ومن ثم لا تدخل دراستهما في موضوعات الأدب المقارن، فالموازنة بين أبي تمام والبحتري، أو بين شوقي وحافظ في الأدب العربي، أو بين راسين وفولتير في الأدب الفرنسي، هي موضوعات تاريخ الأدب القومي لا الأدب المقارن، ويترتب على ذلك أن البلاد المتباعدة التي تنطق لغة واحدة يعد أدبها قوميًا واحدًا تبعًا لوحدة اللغة، مثل الأدب الإنجليزي والأدب الأمريكي، أو الأدب الإسباني وأدب أمريكا اللاتينية، أو الأدب الفرنسي وأدب البلاد الناطقة بالفرنسية مثل السنغال، تعد دراسة المشابهة والاختلاف أو العلاقات بينها ليست من قبيل الأدب المقارن.
فإذا ما اختلفت اللغة كان هذا الاختلاف هو الحد الذي يسمح بالدخول في الأدب المقارن، مثل المقارنة بين مجنوب ليلى في الأدبين العربي والفارسي، وتأثير المقامة العربية في الأدب الفرنسي، والموازنة بين آداب بلاد الاتحاد السوفيتي (سابقًا) تدخل في موضوعات الأدب المقارن، لاختلاف اللغة بين تلك البلاد، وإن انطوت تحت علم دولة واحدة وتماثلت في الظروف الثقافية والاهتمامات الوطنية.
3- ومحور الدراسة المقارنة يقوم على ثبات علاقة التأثير والتأثر ومن ثم فهم يرون أن المقارنة لا تقوم بين الآداب لمجرد التشابه والاختلاف بينهما، وليس من صميم عنايتها الاهتمام بخصائص الفن ودراسة عناصره في الآداب المختلفة، وإنما تتجه إلى ما يرونه أعمق من ذلك وهو تبصر التأثير والتأثر، والوقوف على العلاقة المادية لثباتهما، وعلاقة التأثير هذه شرط ضروري لقيام المقارنة بين الأعمال والتيارات الأدبية، ومن ثم لا يعدون من الأدب المقارن ما يعقد من موازنات بين كتاب من آداب مختلفة لم تقم بينهم صلات تاريخية حتى يؤثر أحدهم في الآخر نوعًا من التأثير، أو يتأثر به، مثل الموازنة بين راسين وشكسبير ومقابلة الأصول التقليدية في مسرحياتهما، لأنه ليس بين راسين وشكسبير صلة تاريخية. (الأدب المقارن، د. محمد غنيمي هلال، ص17).
4- ومجالات الأدب المقارن في المدرسة الفرنسية كثيرة متعددة، فهي تشمل الموضوعات الأدبية، والأجناس الأدبية، والمذاهب والتيارات الفنية، وعلاقات التأثير والتأثر بين الأدباء ووسائل الانتقال بين الآداب المختلفة، والنماذج البشرية، وما يجب أن يكون عليه المقارن والمقارنة...
بيد أن هذه المجالات تتحدد عند الفرنسيين بأمرين: أولهما: أن يكون محيط هذه المقارنة الأدب القومي في علاقته التاريخية بغيره من الآداب الخارجية عن نطاق لغته القومية التي كتب بها، أعنى ألا تمتد المقارنة لوسائل التعبير المختلفة التي لا تنتمي إلى فن القول، وثانيهما: أن يدور ذلك حول العلاقات الثنائية بين الآداب تجاه كاتبين أو طائفتين من الكتب، دون أن يمتد إلى طائفة من الأبحاث التي تتناول الوقائع المشتركة بين عدد من الآداب، فهذا ميدانه ما يسمى بالأدب العام. (الأدب المقارن، فان تيجم، ص151).
2- مفهوم المدرسة الأمريكية (النقدية):
في ظل سيطرة المدرسة الفرنسية باتجاهاتها وضوابطها في المقارنة نشأ الاتجاه الأمريكي، وهو يرى ضرورة أن تكون دراسة الأدب المقارن دراسة للظواهر الأدبية وتناظرها في عديد من الآداب، ومن ثم حملت في مبادئها قدرًا كبيرًا من المعارضة لهذا الاتجاه الفرنسي ...

** أهداف الادب المقارن...
1- نهضة الأدب القومي؛ لئلا يقف معزولا منطويا على نفسه، متخلفا عن أداء رسالته. وأصالة اللغة القومية، وتقاليدها الموروثة، وإمكانيات أهلها الاجتماعية والفكرية، وطاقتها الفنية في التعبير والصياغة، كل هذه تقف بمنزلة حراس أمناء وموانع حصينة؛ كي لا ينحرف هذا الاختيار عن غايته، خوفا من أن تنمحي الحدود القومية، أو أن تنطمس معالم العبقرية اللغوية للأدب المتأثر، وهي التي يُراد إكمالها وإغناؤها بهذا الاختيار. وكل من يشتط في هذا الاختيار والاقتباس، فيطغى على أصول اللغة وتراثها، يتعرض لخطر قطع علاقاته –لا مع قرائه وجمهوره فحسب- بل ومع روح اللغة القومية وطاقاتها التعبيرية. ولهذا كان لا بد في هذا الاختيار والاقتباس من أمناء قد تعمقوا في دراسة أدبهم، وطوعوا لغتهم، بعد إحاطتهم بأدبها ووعيهم الدقيق لخصائصه؛ كي ينقلوا بروح لغتهم وخصائصها التعبيرية ما يتطلبون إلى هضمه من المناهل الأخرى من معان وأجناس أدبية وتيارات فكرية لا بد منها في إكمال ثقافتهم العصرية ونهضة أدبهم القومي.
2- التخفيف من حدة التعصب للغة والأدب القومي بغير مقتض صحيح. وكثيرًا ما أدى التعصب الأعمى والغرور إلى عزلة اللغة والأدب القومي عن تيارات الفكر والثقافة المفيدة التي تساعد على إثراء أدب من الآداب. وقد ذكر هنري جيفورد Henry Gifford أن الأدب الإنجليزي كان بحكم الكبرياء الإنجليزية قد عزل نفسه عن الآداب العالمية توهما من الأدباء الإنجليز أن ماعندهم أفضل مما عند الآخرين. وظلوا كذلك حتى غزتهم أخيرا التيارات الأمريكية في الحضارة والأدب، فأثرت في لغتهم، بل في نظام حياتهم الاجتماعي كله، ولم يستطع الإنجليز أن يقاوموا. فإن التقدم الحضاري الأمريكي الذي غزا العالم كله لا يصعب عليه أن يغزو إنجلترا، وهي الأقرب إليه والأوثق صلة به. واهتزت لغتهم هزة عنيفة أمام ما وفد عليها من المفردات والتعبيرات والأساليب الأمريكية. ويرى جيفورد Gifford في هذه المواجهة بين اللغة الإنجليزية الأصيلة والإنجليزية الأمريكية فائدة وخيرا؛ فهي أولا تزود القارئ الإنجليزي بأفكار واتجاهات جديدة لم يكن ليطلع عليها وهو يعيش في عزلته السابقة، في وهْم الاكتفاء الذاتي. وهي ثانيًا قد حطمت في المواطن الإنجليزي غروره واستعلاءه حين قدمت إليه ألوانًا من الأدب وطرائق من التعبير كانت تنقصه. وهي ثالثًا قد حركت فيه غيرته الوطنية؛ فدفعت الأديب الإنجليزي إلى تحدي الأدب الأمريكي، محاولا إثبات امتيازه وتفوقه. وهذه غيرة وطنية محمودة؛ لأنها تقوم على المنافسة لا الادعاء والأوهام...
3-; دراسة الأدب المقارن تُكوِّن في الدارس دربة خاصة تعينه على تمييز ما هو قوي أصيل، وما هو أجنبي دخيل من تيارات الفكر والثقافة.
4-; زيادة التفاهم والتقارب بين الشعوب؛ بمعرفة عاداتها، وطرائق تفكيرها، وآمالها الوطنية، وآلامها القومية، وتبادل المنفعة بالأخذ والإعطاء، والتأثر والتأثير.
ولكن علينا أن ينصرف جهدنا –أولا- إلى العناية بأدبنا القومي وفهمه حق الفهم، وإجادته كل الإجادة، ولا فائدة تُرجى من وراء هذا الدرس الأدبي المقارن على يد باحث لم تكتمل شخصيته الفنية، وتنضج ذاتيته الأدبية القومية. ولا خلاف بين الباحثين في أن دراسة الأدب المقارن يراد بها في المقام الأول إثراء الآداب القومية، بما يستفاد من الآداب الأجنبية...

*** دور الأدب الإسلامي في دراسات الأدب المقارن.
تأثير الأدب الإسلامي على هوية الغرب الثقافية تتجلى في دراسات الأدب المقارن التي تدرس مواطن التلاقي بين الآداب المختلفة ومدى التأثير والتأثر فيها من حيث الأصولُ والفروعُ الفنية والتقنية، وكذلك بوساطة دراسات المستشرقين، وهنا يجب توضيح معلومة مهمة وهي أن الأدب الإسلامي تسمية مجازية للفنون والآداب التي ظهرت في الدول الشرقية: الهند وفارس وتركية والدول العربية، وكذلك كل الدول التي ازدهرت ونمت آدابها في ظل الحكم الإسلامي، كما كان الحال في الأندلس وحضاراتها الرائدة.
هذا.. وإن على الإنسان الواعي أن يدرك أن الأدب هو نِتاج الفكر والإبداع الإنساني، وهو ليس حكراً على فئة معينة تملك حقوق استغلاله.ومن ثم فإن إمكانات النقل والتأثير والتأثر بين الآداب الخاصة بأي شعب من الشعوب متاحة، فهي لا تنكر أصالة الأدب القومي، بل إمكاناته للتفاعل مع الآخر...
وكذلك فإن الآداب الشرقية والعربية لا تنكر التأثر بالأدب الغربي في أوجه متعددة كان له فيها الريادة والسبق ، من مِثل القصة القصيرة والرواية الحديثة والمسرح؛ فهذه جوانب لم يعرفها العرب إلا عن طريق الاتصال بالغرب. لذا، فإن التأثر الإيجابي أو السلبي بأي أدب من قبل أي شعب يتوقف على قدراته على التفاعل الناضج للحفاظ على الأصالة القومية، وليس هذا مدعاة للانكسار ، بل الإنصاف بحق كل شعب في الاعتراف بفضله وريادته في أي مجال.وللتأكيد على وجهه النظر الإسلامية في دورها وأثرها على الأدب الغربي يلوح لنا طريقان:كيفية انتقال و نشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية ومنه إلى العالم أجمع، ثم أصبح يحتل المساحة من المحيط الهندي إلى المحيط الأطلسي جغرافيًا وتاريخيًا.وكانت الحضارة الإسلامية قد تفاعلت وصارت فاعلة في هذا المحيط الإنساني الشاسع، فقد استمر حكم المسلمين منذ القرن العاشر الميلادي ولمدة تزيد على ثمانية قرون بعد ذلك أثرت فيها الحياة الأندلسية والأوروبية في فروع الحضارة الإنسانية كافةً حتى صارت الأندلس كعبة يحج إليها طلاب المعارف من كل أنحاء أوروبة ومن الأندلس وجنوب أسبانية، انتقل هذا التفاعل الإنساني إلى بقية مجتمعات أوروبة، فقد استمر حكم المسلمين في صقلية مدة قرنين، وصارت دول مثل فرنسة وإيطالية مجتمعاً متمديناً على غرار الحضارة والثقافة الإسلامية.وفي الشرق الإسلامي انتقلت الحضارة منه إلى أوروبةعبر تركية الإسلامية، ومن مصر والشام كان للحملات الصليبية أكبرُ الأثر في جعل الحضارة الإسلامية رافداً رئيساً مؤثراً في الحضارة الغربية بما حملوه معهم من فنون وآداب الشرقية.والأشكال الأدبية..
وإن التشابه أو التقارب بين نص أدبي عربي أو غربي لا يعد دليلاً على التأثير والتأثر بينهما، ولكن الموازنة بين أوجه هذا التشابه على أساس تاريخي وتقني لعناصر أي جنس أدبي هو الذي يؤكد على وجهة النظر الإسلامية سواء أكان لصالحها أم ضدها.
وسنقسم الظواهر الأدبية المتأثرة من حيث نوعية الجنس الأدبي إلى: النثر ومنها (الفابولا)
أحد الأجناس الأدبية الأولى للقصة، وقد ظهرت في فرنسة منذ منتصف القرن الثاني عشر الميلادي حتى أوائل القرن الرابعَ عشرَ، وهي أقصوصة شعرية تحمل روح الهجاء الاجتماعي ومعناه.
يقول جاستون باري. أحد أعمدة الأدب المقارن الأوائل عن الفابولا: إنها استمدت عناصرها وروحها من كتاب كليلة ودمنة الفارسي الأصل، الذي ترجمه ابن المقفع، وكانت فكرته الأساسية هي الحكم والفلسفات التي تقال على ألسنة الحيوان، وتعد الترجمة العربية لـابن المقفع أساساً مباشراً أخذت عنه الفابولا.ومن أمثلة الفابولا الغربية أقصوصة تسمى اللص الذي اعتنق ضوء القمر تحكي عن لص يخدعه أحد الأشخاص بأن للقمر سحراًخاصاً في نقل الأشخاص دون صوت من مكان إلى آخر، ويصدّق اللص الخدعة، ويقع في يد الشرطة، ونجد هذه الأقصوصة نفسها بالكيفية والفكرة والتفاصيل الدقيقة نفسها في كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع.وأكثر مَن برع في هذا الفن الشاعر لافونيتن الذي تأثر كثيرًا بترجمة كليلة ودمنة الترجمة الفارسية، وأخذ منها في كتاباته الفكرة والموضوع نفسه، وهو الحكمة على لسان الحيوان، كما يعترف ;لافونتين; نفسُه في مقدمة بعض كتبه.
ذلك ما نجدة أيضًا في أقصوصة أرسطو الذي ألفها هنري دانديلي; في النصف الأول من القرن الثالثَ عشرَ الميلادي؛ حيث نجدها بتفاصيلها الدقيقة نفسها في كتاب المجلس والمساوئ المترجم عن الفارسية.

ألوان التأثر:..
وفي العصور الوسطى كما يتضح الأثر العربي في قصص الفابولا نجده في قصص الفروسية والحب، الذي انتشر بشكل لم يكن معروفًاً في الأدب الأوروبي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي، وقدم منه البطل الفارس في حب محبوبته يغني ويذوب ويقدم أشكال الوفاء والتضحية من أجل هذا الحب النبيل.هذا الشكل كان منتشراً في الأدب العربي...
والله ولي التوفيق...

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
في الأدب المقارن
المشاهدات
609
آخر تحديث
أعلى