البيانو([1])
" لسعت النار كفيها . زمجر العجوز صارخا : أرفعى البيانو جيدا .
كان عليها أن تحمل بيانو العجوز من الدور الأرضى إلى الدور العلوى صاعدة به السلم وهى مرهقة ومتعبة وبيديها لسع النار من أثر الحريق .
كان البيت ..بيتا خرافيا . بناه العجوز فى منفاه الطويل سابحا فى أحلامه خالقا أسطورة حول عزله من الخدمة بعد مدة دامت سنوات وسنوات .
كان القلب مهجورا مثله . هجرته العشيقات الرشيقات الطيبات .وأتت الخادمة الصغيرة لرفع البيانو والصعود به إلى العلية الفوقية لوضعه بين الأثاث الفخم والذى كان يحتفظ به قبل سنوات عزله وناداها من حنجرته المشروخة : يا بنت احملى البيانو جيدا ولا تدعيه يسقط منك .
ما كان على البنت إلا أن تبذل قصارى جهدها صاعدة . والبيانو يفلت من بين يديها . وفى كل مرة يناديها : يا بنت . ثم يشعل البايب ويجلس مسترخيا ناظرا إلى صعودها وتوقفها وأخذ نفسها.
العجوز الذى دجن البيت وجمع أثاثه لمدة دامت سنوات وسنوات يحاول أن يشعل البايب ولكن الدخان نفد .فنادى عليها صارخا :يا بنت اتركى البيانو واحضرى الدخان من المكتب .ركنت البنت البيانو على درجة السلم ونزلت مسرعة .
خطت نحو المكتب ثم خرجت حاملة الدخان و أعطته له .وضع دخانه وأشعل ناره وجلس مستمتعا . والبنت تواصل صعودها"
يبدو النص للوهلة الأولى هادئا ، بسيطا لامع السطح ، غير أن القراءة الثانية (المتأنية ) تلك التي تتغيا الكشف ، تضع صاحبها أمام مجموعة من العلامات القادرة على طرح السطح اللامع والوقوف على عالم يتسع بقدر الجهد المبذول في إدراك التفاصيل أولا والربط بينها ثانيا ، وعلى مستوى الشخصيات الفاعلة يطرح النص نوعين من الفواعل :
* نشرت القصة في موقع القصة العربية أول مارس 2009.
" لسعت النار كفيها . زمجر العجوز صارخا : أرفعى البيانو جيدا .
كان عليها أن تحمل بيانو العجوز من الدور الأرضى إلى الدور العلوى صاعدة به السلم وهى مرهقة ومتعبة وبيديها لسع النار من أثر الحريق .
كان البيت ..بيتا خرافيا . بناه العجوز فى منفاه الطويل سابحا فى أحلامه خالقا أسطورة حول عزله من الخدمة بعد مدة دامت سنوات وسنوات .
كان القلب مهجورا مثله . هجرته العشيقات الرشيقات الطيبات .وأتت الخادمة الصغيرة لرفع البيانو والصعود به إلى العلية الفوقية لوضعه بين الأثاث الفخم والذى كان يحتفظ به قبل سنوات عزله وناداها من حنجرته المشروخة : يا بنت احملى البيانو جيدا ولا تدعيه يسقط منك .
ما كان على البنت إلا أن تبذل قصارى جهدها صاعدة . والبيانو يفلت من بين يديها . وفى كل مرة يناديها : يا بنت . ثم يشعل البايب ويجلس مسترخيا ناظرا إلى صعودها وتوقفها وأخذ نفسها.
العجوز الذى دجن البيت وجمع أثاثه لمدة دامت سنوات وسنوات يحاول أن يشعل البايب ولكن الدخان نفد .فنادى عليها صارخا :يا بنت اتركى البيانو واحضرى الدخان من المكتب .ركنت البنت البيانو على درجة السلم ونزلت مسرعة .
خطت نحو المكتب ثم خرجت حاملة الدخان و أعطته له .وضع دخانه وأشعل ناره وجلس مستمتعا . والبنت تواصل صعودها"
يبدو النص للوهلة الأولى هادئا ، بسيطا لامع السطح ، غير أن القراءة الثانية (المتأنية ) تلك التي تتغيا الكشف ، تضع صاحبها أمام مجموعة من العلامات القادرة على طرح السطح اللامع والوقوف على عالم يتسع بقدر الجهد المبذول في إدراك التفاصيل أولا والربط بينها ثانيا ، وعلى مستوى الشخصيات الفاعلة يطرح النص نوعين من الفواعل :
* نشرت القصة في موقع القصة العربية أول مارس 2009.