أمل الكردفاني - ما أثبتته كورونا...

تجاوزنا الشهر تحت حجر عام، بسبب الكورونا، ودول أخرى تجاوزت الثلاثة أشهر.
لكن .. السؤال الذي لم يسأله أحد؛ وهو ما الكارثة التي ترتبت على هذا الحجر؟
سيقفز لك الإقتصاديون ليتحدثون عن خسائر أسواق الأوراق المالية، انخفاض اسعار النفط، ...الخ. وللاقتصاديين معادلات معقدة جداً...
ولكنني هنا أسأل، على مستوانا الاقتصادي الاجتماعي؟...
عن الخسائر التي دمرت مجتمعات وشعوب؟
في الواقع لا شيء من هذا قد حدث..
على العكس..
لقد أثبت هذا الحجر أمرين:
الأمر الأول: أن احتياجات الإنسان الحقيقية (الحيوية) قليلة جداً وأنه يمكن تغطية تكاليفها بسهولة.
الأمر الثاني: أن المنتجين إنتاجاً حقيقياً في هذا العالم هم الأقلية..(مزارعون، خبازون، كهربائيون، فنيو اتصالات...) وأنه يمكن الاستغناء فعلا عن نشاط سبع مليارات نسمة، والإبقاء على مليون شخص فقط على الأكثر. أما الغالبية فهي لا تحقق انتاجاً جوهرياً، فلاسفة وروائيون، وشعراء، وممثلون، وملايين الشركات التي لم يؤثر توقفها أبداً، مراكز ثقافية، صحف ومجلات، موظفون حكوميون بالملايين في الدولة الواحدة... الخ.. هؤلاء كلهم غير منتجين انتاجا حقيقياً....فلنضف لهم مئات الكليات الجامعية، بل ووفقاً للملاحظة، فإن كل أنشطة البشر السابقة على الحجر لم تكن ذات أهمية، وأن نسبة عالية من تلك الأنشطة كانت موجهة نحو الترفيه وتكسير الزمن..
تحول العالم لكوريا الشمالية بكل سهولة..
وهذا في ذات الوقت يشير بوضوح إلى الكم الهائل المهدر من القوة البشرية فيما لا يفيد.
فلو كانت النسبة الغالبة من البشر أي سبعة مليارات نسمة منتجة بأقصى قوتها، لكانت الإنسانية قد أحدثت قفزات مهولة من ناحية اقتصادية وعلمية.
أربعة أشهر من الحجر، قلت فيها حالات الانتحار بحسب الاحصائيات، وقلت فيها نسبة الحوادث المرورية حول العالم، وقلت فيها الدعاوى القضائية الجنائية والمدنية، هذا يعني أن سبعة مليارات نسمة كانوا في الواقع يختلقون لأنفسهم قضايا أقل جوهرية مما يتصورونه.
توقفت رحلات الطيران..ماذا يعني هذا؟
يعني أنه لم تكن هناك احتياجات للسفر تمثل مسألة حياة أو موت...أغلبها ترفيهية، اجتماعات فاشلة، سياحة، ..الخ.
والسبعة مليارات نسمة كان بإمكانهم تقليل نفقاتهم بتخليهم عن كل تلك الخزعبلات..والإلتفات للإنتاج الحقيقي.
أربعة أشهر كشفت عن حقيقة التجمعات البشرية التي لا قيمة لها. بحيث أن وجودها وعدمها لا يمثل فارقاً ذا خطر...
  • Like
التفاعلات: علي سيف الرعيني

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
حضور الجائحات والأوبئة والأمراض في الاداب والفنون
المشاهدات
928
آخر تحديث
أعلى