سامح درويش - رحلة الديوان المظلوم

أما المظلوم ، فهي الصفة التي وصف بها الشاعر الكبير فاروق شوشة هذا الديوان ، و أما أنه مظلوم ، فلتعثر و تأخر نشره منذ قررت أن يُنشر.
فبعد أكثر من عشرة أعوام من نشر شعري في المجلات و الصحف و الإذاعات في مصر و العالم العربي ، قررت نشر ديواني الأول الذي بين يديك الآن ، و دفعت به – في منتصف ثمانينيات القرن الماضي – للهيئة العامة للكتاب ، و ظل و ظللت منتظرين دوره في النشر ، إلى أن دخلت التسعينيات ، وكنت قد أعددت ديواناً آخر و هو ( الطريق إليك ) . ووضعت الديوانين بين يدي صديقي و أستاذي فاروق شوشة ليكتب مقدمة لأحدهما ، فكتب مقدمة قيمة بعنوان ( و ينهمر الشعر ) لديوان ( الطريق إليك ) الذي صدر عام ١٩٩٢ ، و بعد صدور ديوانيَّ الثاني و الثالث ( مسافات للعشق ) ١٩٩٥ و ( عودة النورس ) ١٩٩٦ تقدمت بديواني ( المقبلة في هالات الحب ) للمجلس الأعلى للثقافة ،
و أخبروني بإمكانية نشره ضمن سلسلة الكتاب الأول ، فقلت و لكنه ليس الكتاب الأول فقد سبقه في النشر ثلاثة كتب ، و طلبت نشره في النشر العام ، و أُجيز الديوان ، و أُعد للطباعة ، و لكن الميزانية كانت قد استنفدت وقتها في طبع كتب المشروع القومي للترجمة ….
و ظل الديوان حبيساً ينتظر … إلى أن جمعني لقاء بالدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وقتها ، و كنت معه ضمن وفد مصر في مهرجان المحبة السنوي باللاذقية عام ٢٠٠٢ ، و عرضت عليه الأمر ، فطلب مني أن أزوره بمكتبه بعد عودتنا لمصر ، و زرته و أحال طلبي للدكتور أحمد مجاهد مدير إدارة النشر الذي رد بالاعتذار
و لماذا ؟ … لأنه قد سبق نشره !! … متى ؟ و أين ؟.
بالله عليكم من يجد نسخة من الطبعة الأولى التي قصدها الدكتور أحمد مجاهد ، فليخبرني!
و كعادتي لم أسأل د . مجاهد ، و لم أعد للدكتور جابر عصفور ، و أجلت نشر الديوان ، ليسألني فاروق شوشة - قبل لقاء تلفزيوني معه في برنامجه الناجح ( أمسية ثقافية ) عام ٢٠٠٣ ، بعد صدور ديواني السادس ( انتفاضات الوجد و الغضب ) – متى ستنشر الديوان المظلوم ( المقبلة في هالات الحب ) و كان قد قرأه حين أعددته للنشر المرة الأولى
و ها أنا بعد صدور ديواني السابع ( في مملكة الوقت ) ، أقرر نشر ( المقبلة في هالات الحب).
فهل يا ترى سيكون هذا الديوان بين يديك أيها القارئ العزيز ؟
أتمنى ذلك ، و أتمنى أن تقرأ هذه المقدمة لديوان كتب في سبعينيات القرن الماضي … و ظُلم ، ثم شاء الله له أن يرى النور على مشارف عشرينيات القرن الحالي.

سامح درويش


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...