نزار حسين راشد - حياة عصرية

كيف أصطاد اليقين
من الفراغ
بصنّارةٍ خيالية
وفي فضاءٍ من اللامبالاة
المحشّوة بالزحام
أراقب طائراً من بعيد
يحطّ على سلك كهرباء
بطمأنينة كاملة
بالنسبة له
كل شيء ممدود
بين طرفين في سماء
لا بُدّ أن يكون غصناً!
على الأقل
فهو ليس مسكوناً كالبشر
بجنون الشك!
الأرق يستلُّ سيفه
ولا يكفّ عن مناكفتي
غيابك عذابٌ
لا أعرف كيف أتداركه...
مات صديقي
قبل الكورونا بكثير
لقد وفّر على نفسه
عناء تلك الطقوس...
ماذا أقول لأولئك المتزاحمين
على باب المخبز؟
ليس بالخبز وحده!
وهل تنفع العظة
في هذا الزمان
الموبوء بالتوّحد؟
يزعجني صراخ الأطفال
المتنادين في عرض الشارع
وحيث أنه لا مكان آخر
يذهبون إليه
أغالب صبري
لقد ولّى ذلك الزمن
الذي كان يؤنسك فيه
صياح الأطفال..
بينما تحاول الأغنية
أن تنثر على طبقي
ورود الحب الذابلة
أتشاغل عنها
بالتفكير فيك
تاركاً اللحن
يتسلّل عبر النوافذ المفتوحة
وأصيخ لوقع انفاسي
التي تطارد
فكرةً ضائعة
ترى كم تبقّى منك
بعد كل هذا الغياب الطويل
وكيف أتسلّى عنك
بمشاهدة مسلسلٍ رديء
ببساطة أنا أكره هذا العالم
لولا وجودك فيه
وجود بلا إحداثيات
وخارج نطاق الجاذبية
وجود حُر
وهذا بالضبط هو سرّ الغواية
التي تعصمني من الإنتحار!
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى