مسرحية
شخوص العمل :
الامام الحسين (ع)
الامام العباس (ع)
السيدة زينب (ع)
امرأة 1
امرأة 2
امرأة 3
امرأة 4
الام
الشمر
الحر الرياحي
عمر بن سعد
قيس بن الاشعث
شبث بن ربعي
مصعب بن يزيد الرياحي
وهب الكلبي
يزيد
الفصل الاول
المشهد الاول
الزمان : بلا زمنٍ محدد
الوقت : منتصف الليل .
المنظر : ظلامٌ يخيمُ على المكانِ .
صوتُ الامِ: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنٌ الجول يالولد يبني يايمه.
صوتُ الشمرِ : ( يصرخُ بصوتٍ عالِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
صوتُ الامِ: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكن الجول يالولد يبني يايمه.
الشمرُ : ( يخرجُ وهو مقيدٌ بسلاسلٍ تجرُّهُ لعمقِ المسرحِ ويصرخُ بصوتٍ عالِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالِ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ الامامِ الحسينِ ( ع) : ( من بعيد) لم اخرجْ اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما .
الشمرٌ : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالٍ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ السيدةَ زينبَ (ع) : الظليمةُ الظليمةُ ... الا لعنةُ اللهِ على القومِ الظالمين .
الشمر : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالٍ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ سيوفٍ وخيولٍ ومعركةٌ يختلطُ فيها صوتُ الامامِ العباسِ عليه السلام وصوتُ الاطفالِ العطشى والشمرُ يحاولُ ان يسد اذنيه ويتلوى صارخاً .
صوتُ الشمرِ : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمت ومن ثم بهمس ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عال وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ الامامِ الحسينِ( ع) : الان انكسرَ ظهري ...الان قلّتْ حيلتي ...اما من ناصرٍ ينصرُنا.
الشمر : ( بهستريا يضحكُ )هههههههههههههههه.....( صمتٌ ومن ثمَّ بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوت عال وهو يبكي يحاول التخلص من السلاسل ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا ( صمت )
يظهرُ عمرُ بنُ سعد وقيس بن الاشعث وشبث بن ربعي وهم مقيدونَ ايضا ويبتلعونَ الشمرَ لعمقِ المسرحِ المظلمِ وهوَ يصرخُ
الشمر : ( بهستريا ) لالالالالالالالالالالا....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا (يختفي صوتُهُ تدريجيا ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ الامِ: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجولِ يالولدُ يبني يايمه.
اظلام
المشهد الثاني
الزمان : بلا زمن محدد
الوقت : منتصف الليل .
المنظر : ثلاث اطارات كأنها ابواب بلا مغاليق موزعة على المسرح يتدلى من اعلى المسرح حتى وسط المسرح قماش اسود يغطي الابواب مع ناعور وسط المسرح .
الام في مقتبل العمر تجلس في مقدمة يسار المسرح بملابس تتشابك معها التاريخية والعصرية وهي تجلس امام مهد وتهزه .
الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
الشمر مقيد بسلاسل يجلس في احد الابواب كالقرفصاء وهو ينوح كالثكلى ,اصوات حرب وسيوف ونواح عدد كبير من الامهات يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الصوت الشمر ساعة المعركة : أعشق حز الرؤوس .... لأني اكره تلك العقول ... ههههههههههههه.
الشمر : ( كالثكلى ينوح ) آه ....أعشقُ حزَّ الرؤوسِ...لأني أكره تلكَ العقولَ( اصواتُ اطفالٍ ينادون العطشَ العطشَ مع صوت نعي الامهات ينتفضُ مفزوعاً يجولُ في المسرح مرعوباً من الاصواتِ التي بانَ منها صوتُ .. واه حسيناه ....) ..املئي المكان ..ضجي بالفجيعة ..غيري معالم الصمت ..فالوحدةُ موتُ اخر ..الوحدة والهواجس مرض ينخرُ في الروح دون هوادة فيجعل كلَّ ما فيه في نهمٍ لا يعرف الاكتفاء او طريقا للراحة والطمأنينة ( اصواتُ سيوفٍ وحربٍ وقتالٍ مع ضحكةٍ هستيريةٍ وبكاء) تمرغتْ بدمهم وتلذذتْ بشخيرٍ حناجرهم وسخرتْ ببكاءِ صغارهم وصرخاتِ ثكلاهم ههههههههه فكانت كلُّ تلك هي جائزتي لا شيَء غير الدمِ في جعبتي (ينظر لكرسي ملكي ويضحكُ بمرارةٍ ) املأْ ....املأ ركابي فضةً أوذهبا ههههههههههه اثقلتني بالذنوب يايزيدُ ..اثقلتني بالذنوب يايزيدُ ( يضحكُ ويبكي ويجثو على ركبتيه ) اثقلتني بالذنوب والعار والصمت وانا ..وانا مازلتُ وحيداً اموتُ في الثانية الفَ مرةٍ ولا اعرفُ سبباً لهذا العذاب ...لا اعرف سببا لهذا العذاب .
الام: ( تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يزعجُهُ نشيدُ المرأةَ فيتلوى يحاولُ ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( يصرخُ ) لا ...لا ... لا ....لالالالالالا
الصوت الشمر ساعة المعركة مرة اخرى : اعشق دمع الثكالى.... واتلذذُ بتقطيعِ نياط قلوب الامهات...ههههههههههههه
( يستعيدُ كبرياءَهُ ويقفُ مزهواً مع نزولِ دروعٍ وحبالٍ ورماحٍ وعمائم وخوذٍ حربيةٍ , فيظلم المسرح الا من ثلاث بقع على الابواب مع موسيقى تخيفُ الشمرَ وتجعلُ منه جوالاً في المسرح مرعوباً فيظهرُ من خلفِ كلِّ بابٍ أمرأةً مغطاةً بقماشٍ فالباب الاول في المنتصف امرأتانِ وفي اليسار امرأتانِ وفي اليمين امرأتانِ يحملْنَ جميعا ملابسَ ملطخةً بالدم وكفناً حتى يقفْنَ بالقرب منه فيحاولُ الهربَ يمينا فيصدنهُ ويحاولُ الهروبَ يسارا فيصدنْهُ الى ان يجبراهُ على الجلوسِ في المنتصف وكأنها اشارةٌ لسجنه في البرزخ )
النساء جميعا : لماذا .....
الشمر : لست وحدي من خان ..
النساء جميعا: لماذا ...
الشمر : لست وحدي من قتل ودمر وسبا
النساء جميعا: لماذا ....
الشمر : كلُّهم خانوا مواثيقَهم وعهودَهم وانا لم اخُنهُ ..
امرأة 1: انتَ قاتلٌ دعيٌّ
الشمر : انا لم ارسلّْ له ايَّ كتابٍ...
امرأة2: سفكتَ دمَ اطهَر البشرِ .
امرأة3: واستبحتَ حرمةَ اللهِ ..
الشمر : لكني ماغررتُ به وقلت له اقبل ..
امرأة4: بأيِّ حقٍّ اردتَ انْ تُطفيءَ نورَ اللهِ ؟
امرأة1: فحززتَ رأسَ الكونِ...
امرأة2: وقطعتَ نياطَ قلوبِ الامهات ؟
النساء جميعا: كيفَ تجرأتَ على نياطِ قلوبِ الامهاتِ ؟؟...
الشمر : ( وهو يدورُ في الناعور) في الحرب ثمةَ رابحٌ وخاسرٌ وانا تعودتُ ان لا اخسر حربا ..ما يهمني هو سطوة سيفي لا غير ... فانا من قومٍ يؤمنونَ بسطوةٍ السيفِ اكثرَ من ايمانِهم بحكمةِ العقلِ ونزاهةِ الروحِ ..فضلا عن اني اعشقُ دموعَ الثكالى واتلذذُ بفجعتهن ههههههههههههه..فلا تستغربنَّ ما حدث فهو جائزٌ وواردٌ الحدوث في ايِّ زمنٍ كان وسيكون ... ( للجمهور ) لو جاءَ الحسينُ اليومَ وطلبَ نصرتكم فهل ستنصرونَهُ ؟... ههههههههههه وبعد كلِّ هذا الوجعِ هل ستدفعْنَ بأبنائكنَ واخوتكن الى حربٍ خاسرةِ مع الحسينِ واهلِ بيتهِ ؟؟
النساء جميعا: ارواحُنا لمقدمه الفداء...
الشمر : ( يضحكُ بسخريةٍ وهو يدورُ في الناعور بشكلٍ معاكسِ ) قالُوها غيركن.. فعلوها قبلكن .. وحينما تعلقَ الامرُ بالحياةِ او الموتِ كانت كلُّ الالسنِ تهتفُ ( بصوتٍ عالِ ) يا حسينُ ارجعْ فقلوبُنا معك وسيوفُنا عليك ههههههههههههه ما من مفرِ امامَ معادلةٍ كبرى اما حياتك او مماتك... كلُّ جدرانِ الكوفةِ اسالوها ستدلكن اين يكمنُ الخذلانُ ؟ ههههههههههه فلا تراهن على مافيكن .....لان مافيكن ليس سوى عاطفةٍ ووجعٍ فقدٍ ودمع غياب وحتما ستخذلُها الشجاعةُ يوما ههههههههه ( يحركُ الناعورَ ) كلُّ زمانٍ يخذلُ فحولته ...كلُّ مكانٍ يضجُّ بدماء ضجيجه .. والناعور في كلِّ الدهور يدورُ.... ويدورُ .... ويدورُ هههههههههههههه ..
النساء جميعا: ( يحركْنَ الناعور عكس دوران الشمر ) عكس كل الدهور كان ناعورُ الفراتِ يدورُ ...
امرأة 1: فلا بطولة فيه او نصر سوى نصر النحور ....
امرأة 2: وزهو الدماء التي انتصرت على السيف .......
امرأة 3: وما انت الا معنا اخر للتيه ....
امرأة 4:لم يخذل سفير او يطعن ظهر الرسالة بل خذلك الراي..
النساء جميعا: فكنت بطلا من ورقٍ مهزومٍ في كل ما فيك ...
الام: ( تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسُدَّ اذنيه من صوتها الذي يضجُ في المكان .
الشمر : ( يصرخ وهو يدخل ويخرج من الابواب الثلاث ) لا ...لا ... لا ....لالالالالالا..( يستعيد كبرياءه ) ههههههههههه كان....كان كل شيء يدور عكس تلك النحور ..وكلما كانت تقترب النحور كانت الاقدار تبور .. فالوعد كان غدر .....وهذا بالضبط ما كان ههههههههههه....( ينادي في عمق المسرح) ...قيس ...ياقيسُ بنُ الاشعث ..هلمَّ واستعدَ الوثبةَ ..هلمَّ يا شبث بن ربعي فقد اينعت النحور وحانَ قطافَها ..تعال يا مالك .... ويا سهيل .....نادوا بالناس ان نهار بنوا هاشم قد ازفَ ...تعال يا حر بن يزيد الرياحي كي تستعيد حلمك بتغيير التاريخ مرة اخرى ... تعال يا عمر بن سعد فملك الري لازال بلا امير ... هلموا يا رجالاتِ الكوفةِ وفرسانها فابنُ بنت رسول الله قد اقبلَ فلا تدبروا.. يا نساءَ الكوفةِ استعدن للندب والنحيب فلا زالت تدورُ ذات المحنةِ في فلك النحور ... تعالوا يافرسان امير المؤمنين فأن ليل الطف قد اسرج ...هيا تعالوا ..تعالوا ...
إظلام .....
المشهد الثالث
إنارة
تتحولُ الاطاراتُ الثلاثةَ الى ابوابٍ كأنهن ابواب بيوتات الكوفة ...تظهرُ من خلالهن نسوةٌ بهلاهل وهن يرمين ورود على جماعات من الكوفيين تدخل المسرح وكأن الامرَ يجري في شوارع الكوفة مع تداخل الاصوات لدى الطرفين حول بشارةٍ ما .
قيس بن الاشعث: هلاهلٌ تتبعها مشاعل ..
شبث بن ربعي : مشاعلُ النورِ قد لاحَ فجرُها ...
كوفي1 : املئن الدنيا زغاريد فليلُ الظلمِ قد حانَ احتضارَه ..
كوفي 2: ورمالُ الصحراء تطايرت فرحاً وهي تحملُ البشرى
كوفية 1: اياكم والتراجع فمن ركبَ معهم نجى ومن تخلفَ هلكَ ..
كوفية 2 : لا مكانَ لكم في القلب الا ان تكونوا له ناصرا ومعيناً .
كوفية 3 : كونوا للثورة رجالُها وصناع زهوها ولا يكن احدكم اسيرَ رغباتِ الاميرِ ...
الكوفيين : قد اينعت الثمارُ ...فأقبل على جنودٍ لكَ مجندة ....( هلاهل النسوة )
عمر بن سعد : ( ينزلُ من عمقِ المسرحِ ) لا اريدُ غيرَ مُلكِ الري سواء أكان من الامير أم من غيره ..ملك الري لا غيره ...
الشمر : ( يضحكُ بسخربة ) هههههههههههه اي ثمارٍ قد اينعت ياقيس؟ ( يرمي نقود تحته فينزل لالتقاطها بنهم ) ..اي جند مجندة ياشبث ( يرمي نقودَ تحته فينزل لالتقاطها بنهم )....هذه وعود الامير ياعُمَرُ ( يرمي الاوراقَ تحت قدميه فينزلُ لالتقاطها بنهم ).... رجالكن برؤوس ام من دون رؤوس ( يرمي اكياسَ الدراهمِ على النسوة فيلتقطهن منه ) كلما تمرُّ الدهورُ يبقى كلَّ شيءٍ على نحرِ كربلاء يدورُ....
كوفية 1: ( تاخذُ احدَ الكوفيينَ وتدخلُ به للدار ) لا احدَ يشعر باليتم الا اطفالك .
الشمر : ( يضحكُ بسخربةٍ ) هههههههههههه
كوفية 2 : ( تأخذ احد الكوفيين وتدخل به للدار ) لا احدَ يشعرُ بمرارة الفقدِ الا مَن انجبتك ياولدي .
الشمر : ( يضحك بسخربة ) هههههههههههه
كوفية 3 : ( تاخذُ احدَ الكوفيين وتدخل به للدار ) لا احدَ يشعرُ بالغربة الا من كنت لها الاخ والاب ياخي ..
( قيسُ بنُ الاشعث وشبث بن ربعي ينشغلون بعَدِّ الدراهمِ وعمر بن سعد ينثرُ المسرحَ بأوراق الاميرِ مزهوا وهو يردد)
عمر بن سعد : انها وعودُ الاميرِ.. فلا جند عد ولا اينع ثمر..
الشمر : ( يضحك بسخربة وهو يعود لزاوية المسرح التي تضاء فتظهر النسوة مع المهد وهن يتفرجْنَ بحزن ) هههههههههههه كل شيء كان في كربلاء يدور كما شاء وامر الامير ...وكلُّ تلك الثمارِ ورسائل الخداع تطايرت كتطاير رمال الصحراء فرحا بالبشرى على اعتابِ وقعِ المال والسلطان ..مامن صوت كان هناك الا صوتَ صليلِ السيوفِ ومامن شيء كان هناك الا الرغبةُ ... فليلُ الرغباتِ كان يطولُ ... ويطول... ويطول في الكوفة ومامن فجر يلوح في ذلك الافق البهيم الا فجر حز الرؤوس ...هههههههههههههه أعشق حز الرؤوس .... لأني اكره تلك العقول ... ههههههههههههه.
النساء جميعا : وماذا بعدُ .....؟
الشمر : وماذا بعد ماذا ..؟
النساء جميعا: الدم ... ام السيف ..؟
الشمر : ( بسخرية يضحك ) هههههههههههه السيفُ اصدقُ انباءً عن الدمِ .
النساء جميعا: بل قلوبُ الامهاتِ اصدقُ انباءً عن الانتصار .
الشمر : مامن نصر كان هناك الا للسيف الذي راح ينحرُ خيوطَ الوحي بحزُّ تلك الرؤوس التي اكرهها .
النساء جميعا : ومَن خان مَن ؟.
الشمر : مامن خيانةٍ اكبرُ من خيانة الخروج على الامير .
امرأة 1: الجرأةُ خذلتكم ...
الشمر : بل كنا اكثرَ جرأةٍ في قطع النسلِ ...
امرأة2: وخذلتكم الشجاعةُ في برزخِ الاختيارِ.
امرأة3: كنتم مطايا الرغبةِ لا النقاءِ ..
الشمر : لم يخذلْنا شيءٌ بل كنا في قمة كلِّ شيء نعلنُ الفَ فاجعةٍ ..لم نتركْ شيء الا وكان لنا فيه بطولةٌ وانتصارٌ ..
امرأة4: بطولةٌ القتلِ بغيرِ حقٍ ..؟
امرأة1: بطولةُ الحرقِ وانتهاكِ خدرِ ال الرسول (ص) ...؟
امرأة2: بطولةُ حزِّ النحورِ التي كان يقبلها الخاتم ؟؟ ام بطولة السبي لحرائر الرسالة ؟.
النساء جميعا: ( يصرخن فيه) كيف تجرأت على نياط قلوبِ الامهاتِ ؟؟...
الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان )
عمر بن سعد : ( ينزلُ من عمق المسرحِ ) لا اريدُ غيرَ ملكِ الري سواء اخذته بقطع نياط قلوب الامهات أم بغيرهن ..ملك الري لا غيره ...
الشمر : هههههههههههههه هو لك يا عمر لا تخفْ فليلُ كربلاءَ يدورُ ومعه الفِ نحرٍ يدور...فالأمهات هن من وهبن ابنائهن للحرب وفي الحرب لا مكان للقلوب ابدا بل للسيف لا غير ...من تجرأ على قلوب الامهات هو من خرج اشرا وبطرا ليرميَ بقلوبهن في اتونِ الوجعِ كي يراهن سبايا...من تجرأ على قلوب الامهات هو من اينعت ثماره عنوة لقطاف سيوفنا راضية مرضية ...وتأتيْنَ لتسألن من تجرأ ومن لم يتجرأ ..سل النحور علها تجيب ... فسيوفنا صماء لا ترد السائل ...( تتكلمُ النسوةُ وضحكاته تتصاعد )
امرأة 1: عقولكم هي الصماء وليست سيوفكم ...
امرأة2: لم يتقد عقلكم لفكرِ القضيةِ .
امرأة3: لم تفهموا من ارادةِ الله ان يراه قتيلا ويراهن سبايا ..
امرأة4: عقولٌ خاويةٌ لا تميز الخروج ...لم اكن اشرا ولا بطرا .
الشمر : لا مجالَ للقلبِ والعقلِ في الحرب لا مكانَ الا لمهارات السيف وسرعته ..
عمر بن سعد : ( ينزل من عمق المسرح ) لا اريدُ غيرَ ملكِ الري سواء جعجع الحر بن يزيد الرياحي بالحسين أم لم يجعجع ..ملك الري لا غيره ...
الشمر :آها ... الحر بن يزيد الرياحي ...كان شجاعا يا عمرُ لكن سيفَه خذله ..
امرأة 1: بل عقله نصره...
امرأة2: يمتلكُ شجاعةَ الحكمةِ لا حكمة الشجاعةِ فانتصرَ للأولى .
امرأة3: كان يعرفُ مابين سيفِهِ ونحره يختصر الوجودَ فمنح لسيوفَهم نحرَهُ ليخلد
امرأة4: خيرَّ نفسَهُ مابين الجنةِ والنارِ ..فأنتصر لنفسَهُ واختارَ الخلودَ عنواناً .
الام : اما انت ياشمرُ ..فقد خذلتَ نفسَكَ ولم تنصرْها ...
الشمر : ( يضحك بصوتٍ عالٍ ) هههههههههههههههههههههههههه...
اظلام
الفصل الثاني
المشهد الاول
انارة
يتغيرُ المشهدُ – زاوية من خيمة الحر بن يزيد الرياحي الذي بدى حائرا يجول في الخيمة فيدخل عليه اخيه مصعب بن يزيد الرياحي .
الحر : ( صوت داخلي ) اطلب شفاعة جده رسول الله (ص) غدا , وانا اسلم اهل بيته للمنون اليوم ..كيف ....كيف ...(يعلوا صوته ) كيف .. كيف .
مصعب : ما عاد هناك وقت للأسئلة يا حر ...
الحر: ( بصوت حزينٍ) ماعادَ هناك وقت للأسئلة ..لكن ثمةَ متسع للرجوع .
مصعب: الرجوع ؟؟!!! هل تعرف معنى ان يرجعَ الحُرُّ بن يزيد الرياحي وهو اشجعُ من في الكوفة دون منازلة وقتال ؟؟!!! انه العارُ يا حرُّ فحذاري من التخاذل ...
الحر: ( بصوت عال ) العار ان نطلبَ شفاعةَ جدِهِ يومَ القيامةِ ونحنُ نسفكُ دمَ اهلَ بيتِهِ ..العار ان تمضيَ مطية للرغبة وتترك من بيده الجنة والخلود وحيدا ..اليس هذا سيدَ شبابِ اهلِ الجنةِ يا ابن امي وابي ؟؟ اليس هذا من كان رسولَ اللهِ (ص) يقبلُهُ بنحرِه ِ؟؟!! اليس هذا ابنُ بنتِ رسولِ اللهِ (ص) زهراءِ العفةِ وخير نساء العالمين التي كان يردد فيها رسول الله (فاطمةُ الزهراء بضعة مني فمن اذاها فقد اذاني) فكيف لنا ان نؤذيَ قلبَ من هي بضعةُ رسولِ اللهِ ؟؟!! عن ايِّ ملكٍ وجاهٍ نقاتل يا مصعب ؟؟ الملكُ للهِ وهؤلاءِ ابناءُ رسولِ اللهِ ..
الشمر : ( يحاول استعادةَ كبرياءَهُ ويهمسٌ في راسِ مصعبٍ كهاجسٍ من بعيد ) اثنه يا مصعب ...اثنه عن عزمه والا لحق العار ببني رياح وماتوا جميعا ...اثنه يا مصعب ( يكلم نفسه) والله لو ان الحر بقي على موقفه مجعجعا ومحاربا للحسين واصحابه ولم يتراجع ولم يختار طريق النحور لكانت الثقةُ بحسمِ الموقفِ اكبرَ حينذاك الا انَّ تراجعَهُ زرعَ الشكَ الذي كان لابُدَّ ان يحسمه حرملة بسهمه ...( يعودُ لمصعب) اثنه يا مصعب عليه ان لا يستعيدَ التاريخَ بذاتِ التراجعِ والخذلانِ ..
مصعب: عليك ان تختار طريقك .. واعلم انك على مفترق طريق مابين تراجعك وهلاكنا ..ومابين اصرارك والنجاة من معركة المنتصر فيها معلوم والخاسر فيها محتوم .
الحر: " من احيا نفسا كأنما احيا الناس جميعا "...
مصعب : لا مفرَّ من الموت يا حُرُّ فالحسين هالك ونحن هالكون ان مضينا بركابه ...
الحر : لا....لم اقصدْ ما تقصده ... ما قيمة ان نحيا امواتا في ركاب المعاصي .. اريدُ لكم الحياةَ ..
مصعب : انت لا تريدُ لنا الا الهلاكَ والموتَ ..
الحر : اريدُ لكم ان تعرفوا الحقيقةَ ...حقيقة ان حياةَ المرءِ ليس بالهواء والماء او العيش والملذات بل في ان تحيى خالدةً في قبلة الحقِ والحقيقة ان تفارقَ الحياةَ وانت حيا فيها ابد الدهور ..ان يحيى الانسان بداخلنا وتموتُ الاصنامُ ...اريدُ لكم ان تقاتلوا مع الحسينِ واهلِ بيته وصحبه فموتوا لتحيوا معه في ذلك التاريخ الذي لا يقبلُ الا الشجعانَ والاحرارَ ..نموتُ في الحياة لنعيشَ في الاخرةِ ف" من احيا نفسا كأنما احيا الناسَ جميعا " وانا اريدُ احيائكم مع الحسينِ وفيه ...
مصعب : هل حسمت امرك ؟؟؟
الحر: لا اريد ان اقفَ وتقفون يوم لا ظلَ الا ظله ورؤوسنا في الرمال كالنعام امامَ رسولِ اللهِ وفاطمةَ وعليٍّ عليهم الصلاة والسلام ..لا اريدُ ان اقف كالخائن او المتخاذل يوم تسألني سيدة نساء العالمين عن الحسين واهلِ بيته عليهم السلام ,لا اريد ان اواجه ابا الحسن علي عليه السلام وانا التمس صفحه لأني شاركت بقتل سيد شباب اهل الجنة ...ماذا اقول لرسول الله ؟؟ ماذا اقول لفاطمة او لعلي عليهم الصلاة والسلام ؟؟ ماذا اقول لله عز وجل وهو يسألني لماذا حينما وجدت دين الله لا يعمل به لم تنتصر اليه ؟؟ ما عساي ان اجيبَ يا مصعب حينما اُسألُ لماذا تركت دعياً مثل الشمر وفاسقا كعمر يقتلون ابناءَ الرسالةِ ويسبون نساءَ النبوةِ ؟؟... ماذا عساي ان اجيبَ يا مصعب؟؟؟؟؟؟؟
مصعب : ( بارتباك وهو يعيدُ الثقةُ لنفسه) قل لهم انها معادلة خاسرة ..او قل لهم ان ديننا اوصانا بان لا نرمي انفسنا بالتهلكة ..او.....
الحر : ( يقاطعه وهو يصيح به ) كففففففففففففى ...كفى يا مصعب اتسمي نصرة الدين والانتصار له تهلكة ..لو كان كذلك فلم اذن كان يقاتل ابائنا من قبل من اجل فتوحات اسلامية ونشر الاسلام ؟؟ لا يا مصعب لا تحاول الالتفاف على حقيقة واحدة ومرة هي اننا اما نختار نصرة دين رسول الله بنصرة ابن بنته او ننصر الشيطان بنصرة يزيد بن معاوية ...
مصعب : ( مرتبكا) آها .....نعم ..اننا لفي امر جلل ...
الحر : ابقِ انت في مفترق هذه الطرق التي قلتها قبل قليل يا اخي وابن امي وابي ويعز عليه ان يقال غدا ان بني رياح انقسموا مابين نصرةِ الحقِ ونصرةِ الباطلِ ..(يصمت مصعبُ والحر ينظرُ له بحزن ) اما انا فأخترتُ طريقي مابين الجنةِ والنار فوالله لا أختار على الجنة شيئا ولو قطعتُ أحرقتُ....( يخرجُ مسرعا ) .
مصعب : ( يصيح وراءه ) يا حر .... تريث يا حر ... يا حر ..
الشمر : لا فائدةَ انه يستعيد الوثبةَ مرةً اخرى ..كفَّ عنه فهو اختار طريقة ..يكفي انك الان معنا يا مصعب لتعصم بني رياح من القتل ...انت تكفي لنقول ان الحر الرياحي خرج عن طاعة اهله ومصعب فينا باقٍ رهن طوع الامير يزيد بن معاوية ..( يصيح خارج المسرح) ان برز الحرُّ فلا تدعوه يفلت ... احسموا شكَّ القومِ بقتله ...اقتلوه ...( اصوات قتال تتصاعد مع الموسيقى ومصعب حائر بحزن ينظر للحر )
مصعب : ( بصوت حزين ) سلاما مني اليك يا حر ...( ينظر تظهر في عارضة الداتا شو مشهد الحر مصاب امام الامام الحسين (ع)...).
صوت الامام الحسين (عليه السلام ): بخٍ بخٍ يا حر أنت الحر كما سمتك أمك وأنت الحرفي الدنيا والآخرة.
الشمر :هههههههههههه جعجع بالحسين واهل بيته وسلمه فيما بعد الى الحرب ومن ثم خذله سيفه فراح يكفر عن جعجعته له بنحره ... آها ... كم كان عظيما قتله لأنه الاشجع ولأنه الحر ... كان قتلُه مكسبا للحرب وعجّل لنا بالنصر ههههههههههههههه .
مصعب : ( يبكي وهو يهم بالخروج)
الشمر : ( يهرول خلفه ) الى اين يا مصعب ...فالحرب لم تحن بعد؟؟
مصعب : ( يلتفت له وبحزن ) اما وان اختار هو طريقه مابين الجنة والنار فانا متبعه حتى لو هلكت دون الحسين ( يخرج مسرعا ) .
الشمر : ( ينادي خلفه ) صه مصعب ..... صه مصعب ارجع...( يهمس ) حتى انت يا مصعب اشجع من الشمر في اختيارك فمضيت بعيدا عن اللعن ..(يستعيد كبرياءه) صه مصعب ارجع فالحسين هالك وانتم هالكون...
النساء جميعا : ( اضاءة جانب المسرح حيث النسوة ) وانت ميتٌ وهم ميتون ..فبأيِّ وجهٍ ستلقى ربك ..
الشمر : ( وهو يحاول استعادةَ كبرياءَهُ ) انه مضى للهلاك ...فلا فائدة منهم فبنو رياح يعشقون ادوار البطولة ..( تتكلم النساء وهو يصارع نفسه مابين الانكسار والمكابرة )
امرأة 1: وانت تعشق ادوار القتل ...
الشمر :لا ... لالالا... اعشق دمع الثكالى ...
امرأة2: لم تنتصر لذاتك كما فعل الحر واخيه ...
الشمر :لا ... لالالا... بل اكره تلك الرؤوس ...
امرأة3: فجعت بيوت بنو رياح الا انها بقيت مضاءة على مِّر التاريخ بطولة الحر الرياحي ..
الشمر : لا ... لالالا... اعشقُ السيفَ لانّهُ اساسُ كلِّ فجيعةٍ ...
امرأة4: اما انت فكنت ولا تزال لعنة تترددُ على مرِّ العصورِ .
الشمر : لا ... لالالا... لا ... لو ولدوا الفَ مرةٍ فلا يجدوا غيرَ سيوفِنا لنحورهم ...
الام : خذلتك حتى جاهليتك ...فأهل الجاهلية شجعان وابطال لا يغدرون او يمكرون...
الشمر : ( يضحك بصوت عال ) هههههههههههههههههههههههههه يكفي ان جعلت في كل بيت من بنو رياح نوائح وصوائح ....
النساء جميعا : ما اجرؤُكَ على الله وما اقبحك .
الشمر : (يضحك بصوت عال ) هههههههههههههههه.
الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضجُ في المكان .
امرأة 1: تتلوى وجعا من صوت ياشمر...؟؟
الشمر :هدهدة اكرهها لأنها تلدُ الفَ عباسٍ ...
امرأة2: لو كنت قد شعرت بوجع زوج الحر ماذا كنت فاعل ...؟
الشمر: لا ... لالالا... انا اعشقُ دمعَ الثكالى لا غيرَ ...
امرأة3: اخذتَ منها حياةَ ووجوداً ...ما أقساكَ وما اقبحكَ يا شمرُ ..
الشمر :لا ... لالالا... القبح ان تعيشَ دون كرهٍ وانا اكرههم ...
امرأة4: لو كنت يوما قد تعثرت بأنفاسك وهي تخنقُكَ من فرط وجع لما تجرأت على قلب ام او زوجه او اخت وفريته يا شمر .
صوت الشمر ساعة المعركة: اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...ههههههههههههه
الشمر : ( يضحك بسخرية ) ههههههههههههههههههه اعشق دمع الثكالى.... وساحة حربي هي وجع قلوب الامهات .. هههههههههههههه ..
عمر بن سعد : ( ينزل من عمق المسرح ) لا اريد غير ملك الري سواء خرج وهب النصراني او امه للمعركة او لم يخرجاه فبرأسيهما افوز بملك الري ..ملك الري لا غيره ...
الشمر :(بهمس) وهب ....(بصوت اعلى ) وهب آآآآآآآآآآه كان الشك الاخر الذي كاد ان يفتك بمساعي القوم في قتل الحسين......كان شجاعا يا عمر الا ان حز راسه كان لا مفر منه لقطع نزاع القوم ..
امرأة 1: آمن بالحسين فانتصر له ...
الشمر :كادت زوجه تثنيه لولا تلك العجوز آآآآآآه .
امرأة2: كان يؤمن بعقيدة ابن بنت رسول الله وقضيته فننتصر على رغبة زوجه .
الشمر :كبش لا يعتد به والحسين لم يعصم نحر الفتى من الذبح .
امرأة3: امه اهدته كبشا للعقيدة لأنها كانت تؤمن بأنها انجبته لنصرة حفيد نبي ..( تترجل حزنا ) غيابه فتك باخر افراحي الا اني فخورة باني زوج وهب ..
الشمر :كنت اتلذذ ببريق عيونك وانت تندبيه ههههههههههههه .
امرأة4: كيف لي ان ارى الحسين وحرائر رسول الاسلام بلا ناصر او معين واعصم دم ولدي للذود عن الاسلام .
الشمر :كبش لا يعتد به والحسين لم يعصم نحر الفتى من الذبح ههههههههههه.
الام: الارحام تلد الابطال والجبناء طالما هناك حرب تدور..( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
الشمر يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( يصرخ بصوت عال ) كنا نلمح تلك العيون الباكيات من داخل الخيام لزوجة تودع زوجها ..وام تلفظ اخر انفاس نياط قلبها وجعا وهي ترى ولدها في ساحة المنون وحيدا ..كنت المح كل شيء الانين والدموع واتلذذ فيهما وحينما تهاوى على الارض صريعا ( بتوجس ) احسست بأن السماء اخذت بحزن نفسا عميقا من الارض,( يستعيد كبرياءه ) كان ممتعا لحد الثمالة ان ترى وجع الام التي رمت بولدها لنصال السيوف لتقطعه هههههههه دفاعا عن الحسين واهل بيته وممتع جدا لزوجة وهي ترى زوجها يقتل امامها وتتلذذ السيوف بجسده ههههههههههه ..
اظلام
المشهد الثاني
انارة
يتغير المشهد – زاوية من خيمة وهب النصراني وهو حائرا يجول في الخيمة وزوجه يسار الخيمة وامه يمنها وهن امرأة3 امرأة4.
امرأة3: ( تترجل حزنا ) هل حسمت رايك يا وهب .. هل ستتركني وترحل .
وهب : يا .....
امرأة4: ( مقاطعة ) اتركيه واياك ان تثنيه فالشهادة بين يدي ابن فاطمة تناديه .
امرأة3: ( تجرُّهُ اليها ) وانا من لي من بعده .
وهب : اخترت طريقي وانتهى الامر .
امرأة4: تأسي بحرائر الحسين عليه السلام ...فكل واحدة منهن ستفجع .. الا ترين صبرهنَّ او لا تسمعينَ الحسينَ عليه السلام ينادي اما من ناصرٍ ينصرنا ...اتركيه يمضي للحرب لتفخري به طوال حياتك .
امرأة3: ايَّ قلبٍ تحملينَ ؟؟...كيفَ تزفينَ ولدَكِ الوحيدَ الى الموتِ ؟؟؟
وهب : مذ كنت صغيرا وهي ترتجز شعرا لي ..كانت تراني شهيدا في كل ارتجازاتها .
امرأة4: ( تبتسم) بلى والله مذ انجبتك وانا اناجي الله ليلا بأن افخر بك يوما وانت شهيدا من اجل الحق ولم يخيل لي بأني سأقدمك كهدية ابتسامة لفاطمة بنت خاتم الانبياء ..فأمضي لن ارضى عنك طالما الحسين وحيدا بلا ناصر او معين حتى تموت دونه .
امرأة3: ( ببكاء ) سيمضي للموت .
وهب : سأمضي للشهادة ..
امرأة4: لن يموتَ من احيا سنةً او شريعةً او انتصَر لحق ..كفكفي دموعة وودعيه وداعَ الابطالِ .
امرأة3: وقلبينا يا اماه .؟؟؟
امرأة4: قلوبنا كلها فداء لنياط قلب فاطمة الزهراء وهي تفجعُ بأقمار بني هاشمٍ الواحدَ تلو الاخر ..لن ابكيَ رغم وجعي حتى احفظ لهديتي هيبتها ..امضِ يا بني ...امض ِ ..
وهب : سأمضي يا اماه وستفخرين بي امام رسول الله (ص) يوم القيامة وتهدي لفاطمة قلبك الذي وهبتيه لنصرة الحسين عليه السلام بكل فخر .
امرأة3: مالنا وهذه الحرب ؟؟؟ انت نصراني .
وهب : كنت نصرانيا ..اما وعرفت الحسين فانا الان مسلما محمديا في العشق حسينيا
امرأة4: ما من بنت او حفيد لرسول غيره في هذا الكون لذا وجب نصرته والقتال بين يديه بروح راضية مرضية ...ودعيه ...ودعيه يا بنيتي فأبواب السماء لن تفتح مرتين ..هنا تتوقف كل تواريخ الارض لتلتقط انفاسها من عقيدة الحسين وايمانه ..هنا يعجز حتى الكلام عن الكلام في وصف شجاعة قلوب الامهات ..هنا كل قلوب الامهات تختصر بقلوب تزف ابنائها واهل بيتها الى مذبح الحرية ... هنا قلب يختصر كل القلوب انه قلب زينب ...امضي يا ولدي وقل لزينب بأننا كلنا فدا لظلك مولاتي .
امرأة3: ( ببكاء) انت وهبت للشهادة لذلك سمتك امك وهب ...امضي الى حيث اراد الله وما قدر فعل .
وهب : لكما مني السلام ففي نياط قلبيكما يختصر معنى وهب ( يخرج).
الام: ( يضاء زاوية المسرح الاخرى وفيه النسوة - تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يخرج الشمر من عمق المسرح وهو يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( بعصبيه ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( يدور في الناعور وبهمس وهو يلهث ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( تحوم حوله النساء)
امرأة 1: هزمتك قلوب الامهات ...
الشمر : ( باستسلام ) اعترف بذلك .
امرأة2: اذلّتكَ قلوبُ نساءِ الطفِ .
الشمر :( بانكسار ) هي ذا سخرية القدر .
امرأة3: انتصرت على رجولتك قلوب حواء ...
الشمر :(بوجع ) ما من مهربٍ منها او مفر...
الام : انينُ الخيامِ تحول على مر العصور ارتجازات مظلوم ..( تنشدُ ) الا لعنة الله على الظالمين ..
الشمر : ( وهو يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان ) لا ...لا....لالالالالا لا اللعن الا في قلوب الامهات .
النساء جميعا : بل في كل العصور ملعون مرجوم ..
الشمر : لا ...لالالالالا...لا ..... لا زال متسعٌ من الوقت .
عمر بن سعد : ( ينزل من عمق المسرح ) لا اريد غير ملك الري سواء منحت الامان للعباس يا شمر او لم تمنحه برأسه افوز بملك الري ..ملك الري لا غيره ...
الشمر :(يستعيد كبرياءه ) العباس ....(بصوت اعلى ) العباس آآآآآآآآآآه يبن اختي المتمرد ..اجبرت على ان افجع فيه ام البنين واقطع نياط قلبها بالعباس واخوته لأقطع نزاعَ القومِ وأضعُ حدا لافق الحسين الممتد على طول انفاس العباس فكان لابد ان يقطع كي ينكسر الحسين ......كان شجاعا يا عمرُ ..
امرأة 1: وما اشجع قلبك يا امَّ البنينِ ...
الشمر : ههههههههه فجعتُ بالعباس واخوته مرة واحدة .
امرأة2: لها قلب لا يعشق الا الحسين فقدمت العباس وبنيها قربانا له .
الشمر :كنت مع ضربة كل سيف اتخيلها وهي تبكي وتنوح .
امرأة3: كان قلبُها اشجعَ من جيش يزيد كلِّه ...
الشمر :اتمنى لو اني كنت حاضرا وهي تتلقى النبأ ههههههههههه لحظة فريدة ومشهد محزن بالتأكيد ههههههههههههههه ...( صوت خيل وسيوف ويظلم المسرح الا من بقعة ضوء على الشمر وهو ينادي خارج المسرح ) لا تدعوه يصل الماء ..عجلوا بالموت اليه ..ان وصل الماء انقضى الامر وخاب كل شيء ..اقطعوا الطريق عليه ....اقطعوه ..اقطعوه ....( بصوت خاف ) وصل الماء ....ما باله يطيل النظر للنهر ؟...بأيِّ شيءٍ يفكرُ العباسُ ؟.
امرأة4: انه يخير نفسه ما بين وصية امه ووصايا الماء ...
اظلام
المشهد الثالث
انارة
يتغير المشهد - ظهور الامام العباس عليه السلام كالضياء دون ان ترى ملامحه وهو يقف وسط المسرح وسيفه بيده وهو يلهث من القتال ...يجلس وكأنه جالس امام نهر ...يمد يده ..
صوت اطفال يمينا : ( يلتفت الامام له ) الماء ...الماء ...الماء ..
صوت الشمر يسارا : (يلتفتُ الامامُ له) يا عباس .....لا مناصَ من الاختيار ما بين الخيام والحرب ... وما بين الماء وكلاهما عطش وسيوف ...فتعال الى حيث نحن فحربنا مع اخيك وليست معك .
قيس بن الاشعث : لن تصلَ بالماء يا عباس للخيام (يضحك)..فقبل بما عرضه عليك الشمر .
عمر بن سعد :عليك أن تختارَ إمّا الماء فتحيا أو البقاء مع الحسين فتموت(يضحك)
شبث بن ربعي :الشمر يخيرك مابين ملك الدنيا وفناء الآخرة يا عباس فنجو بنفسك من لهيب الحرب وحرارة العطش.
الإمام العباس (ع):( وهو يضع يده بالماء ) يا نفس من بعد الحسين هوني ... وبعده لا كنتِ أن تكوني ... هذا الحسين شارب المنـــــونِ....وتشربــــين بارد المعـــين ...واللهِ ما هــذا فعـــال ديــنـي ...ولا فعـــال صادق اليقينِ.
الشمر: لا ماءَ .....لا بقاءَ .....أما العطش ...أو السيف .....وكلاهما نهايةٌ واحدةٌ ....الهلاك (قهقهه)امنعوا ماء العباس بحز نحره ..اقطعوا نياطَ قلب امه به .
الإمام العباس (ع):( يرتجز ثائرا ) لا ارهبُ المـوتَ إذا الموتُ رقى ...حتى أوارى في المصاليت لقى....نفسي لسبط المصطفى الطهر وقى ...إني أنا العبـاس أغدو بالـسقا...ولا أخاف الشر يوم الملتقى.
قتال تثيره الاضاءة والموسيقى الهارمونية تصاعديا حتى يجتاح المكان صمت وموسيقى حزينة ....
الشمر: اختار ان يحز راسه ويعلق على القنا ... كان شجاعا بما يكفي لدرجة انه شغل الجيش بأكمله ولولا سهام حرملة والعمود لما سقط العباس ... ههههههههههههههههه .. اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات.... اتمنى لو اني كنت حاضرا وهي تتلقى النبأ ههههههههههه لحظة فريدة ومشهد محزن بالتأكيد ههههههههههههههه.
الام: ( تضاء زاوية المسرح الاخرى وفيه النسوة - تنشد ) يا اهلَ مكةَ لا مقامَ لكم بها ..قُتلَ الحسين فادمعي مدرارُ... فأدمعي مدرار ...دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( الشمر يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان) .
الشمر: تمنيت ان اكونَ مناديا لأتلذذ بقطع نياط قلوب الثكالى في المدينة ..امُّ البنينِ كيف كان قلبها وبشرى تقطيع العباس واخوته على نهر الفرات تُزفُ لها هههههههه بالتأكيد كان مشهداً موجعاً .
امرأة 1: خذلك حتى قلب ام البنين ...
الشمر : لا ....لالالالا فقلوبُ الامهات ينكسرُ ولا ينتصر .
امرأة2: انتصرتْ عليك امُّ البنين فتلقتْ شهادة العباس واخوته بفرح .
الشمر :لا ...لالالالا ايَّ فرح وهي ثكلى ؟
امرأة3: مذ انجبتهم قدمتهم ككبش فداء للحسين .
الشمر : سواء أفجعت بالعباس واخوته أم بالحسين ما يهمني انَّ نياطَ قلبُها نزفَ الماً ودماً.
امرأة4: فرحتُ لشهادتهم وحزنتُ لحزنِ فاطمةِ الزهراءِ .
الشمر : لا .....لالالالا... ( بهستريا يجوب المسرح ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات ... اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات.
النساء جميعا : خذلك الانتصار ..فالانتصار لقلوب الامهات ..
الشمر : ( بهستريا ) اي نصر ...اي امهات ...لم ينتصر هناك الا سيفي ..لم تنتصر الا رغبتي على قطع نياط قلوب الامهات ..
امرأة 1: كلهم انتصروا عليك ..الا انت فلم تنتصر حتى لنفسك ...
الشمر : لا ....لالالالالالالالا.
امرأة2: انتصَر الحرُّ فكان حرا في الدنيا وسعيدا في الاخرة .
الشمر :لا ...لالالالا لالالالالا.
امرأة3: انتصرتْ امُّ وهبٍ بما وهبت .
الشمر : لا ...لالالالا لالالالالا.
امرأة4: انتصرَ قلبُ امِّ البنين فكانت ام الشهداء .
الام : وانت ؟
الشمر : انا ....ماذا بي ؟
النساء جميعا : هل ملأَ الاميرُ ركابَكَ فضةً أو ذهبا ؟؟
الشمر : ( يستعيدُ كبرياءَهُ متهربا من السؤال بهستريا ) انا الشمرُ بنُ ذي الجوشن..انا....
النساء جمعا : ( وهن يحيطن به كانهن يحاولن الامساك به ) ملعون ...ملعون ...ملعون ...
الشمر : ( يفلت من قبضتهن ويعتلي الناعورَ ويصيح بزهوٍ منكسرٍ ) يكفي اني من ابكى بنت علي وفجعها بالحسين واهل بيته ..يكفي اني انا من جعلت كل ايام زينب مصائب ومتاعب ...
من عمق المسرح وعلى مكان مرتفع تظهر السيدة زينب عليها السلام كالضياء ولا شيء يُرى منها ..
السيدة زينب (ع) : ليل الظالم اطول من ليل المظلوم ..الا لعنة الله على القوم الظالمين .
الشمر : ( يثورُ ويجنُ ويجوب المسرح هستيريا ) لا ...لالالالا...لالالا...يكفني فخرا باني فجعت الملايين التي تبكي وتزحف كل عام له باكية تلطم الصدور والخدود وتشق الرؤوس هههههههههه هذا ماريد ....فجعتهم في كربلاء ففجع العالم كله فيه ...هههههههه اعشق دمع الباكين على الحسين...اتلذذ بفجع السائرين اليه ..لأنني اكرهه ..اكرهه ههههههه..( بحزن وانكسار ) اكرهه ...اكرهه ( يسقط على ركبتيه يلهث من التعب ) اكرهه ...اكرهه..( يستدرك وبهمس ) عمر بن سعد ...( يصيح ببحث في المسرح ) يا عمر بن سعد ..يا قيس بن الاشعث ..يا شبث بن ربعي اين انتم ....مازال هناك متسع للحرب ...تعالوا ...هيا تعالوا ( بخيبة امل ) لا احد غيري في هذا البرزخ ..برزخ ..لربما انا في برزخ قلوب الامهات ؟؟ لالالالالالا كفى حماقات ياشمر كفى ( صمت ومن ثم يستدرك بهمس ) يزيد ....نعم يزيد ( يصيح بصوت عال ) يزيد ..اين انت يايزيد ...اين انت ( يظهر جانب المسرح يزيد على عرشه وهو يلاعبُ قرده ) يايزيد ...قل شيئا ... امنحني الرضا فقد قتلت لك الحسين ومن معه ..امنحني المال والسلطان ..( يزيد لا يسمع يلاعب قرده ويضحك وهو يشرب مع قرده ) دعك من ابي قيس ...والتفت اليه ..يزيد ..يايزيد ...( يختفي يزيد وبخيبة امل يصيح ) يزيد ... لا تتركني وحيدا تقطعني نصال اللعن ... انت امرت ونحن نفذنا ..( بانكسار) لا يهمه غير قرده ...( يستدرك ) قرده ...ههههههههههههه قرده ....هههههههه قرده ...
امرأة 1: خبتَ وخابت مساعيك .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة2: خسرت حربا ومعركةً معا.
الشمر :ههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة3: لن تكونَ الا لعنةَ في ظلمة التيه .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة4: عشْ كدلاء الناعور تملؤُهُ اللعنةُ وتفرغُهُ الخيباتُ.
الام : كذررات الصحراء روحك لن تهدأَ تتطاير ندما ولا تلمها الفلوات
الشمر : ههههههههههههههههههههههههههه
الام: ( تهزُ المهدَ وهي تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
الشمر يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( يصرخ بالأم ) كفىىىىىىىىىىىىىىىى الا تكفين من الولادة والهدهدة (يجر المهد ويخرج مافيه سيف وملابس حرب عصرية كملابس المقاتلين عن مرقد السيدة زينب)ههههههههههه سيف وملابس حرب هههههههههههه هل ثمة متسع لحرب جديدة هههههههه.
الام: انها ملابس حربك الجديدة ...اهدهدها بأنشودة الغد كي لا تسبى زينب مرتين .
الشمر:ههههههههههههههههه حرب جديدة ههههههههههه انشودة الغد هههههههههههه اعشق دمع الثكالى....واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( يدور في الناعور وبهمس وهو يلهث ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( تحوم حوله النساء)
السيدة زينب (ع) : سيجيءُ يومُ القيامة وخصيمك رسول الله ... يومَ ينادي لمنادي الا لعنة الله على القوم الظالمين .
الشمر : ( يثور بهستيريا محاولا استعادة كبرياءه المسلوب ) الا يكفي يا زينب
ما صنعته بكم هههههههههه آما رايتي هههههههههه
امرأة 1: رأتْ كلَّ شيءٍ لان قلبها اكبر من ان يهزمَ .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة2: حينما وقفت وقفتها على التل .
الشمر :ههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة3: ورددت :الظليمةُ .....الظليمةُ .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة4: فرأت العاقبةَ يا شمر .
الشمر : السبي ام الدم ..هههههههههههههه ؟؟؟؟
النساء جميعا : اجسادا بلا رؤوس كأنهم زرع في ارض الطف ..
الشمر : هذا ما صنعته بهم ههههههههههههههههههههههه.
النساء جميعا : هذا ما رأيناه ورأيته انت ...اما هي فرأت شيئاً اخرَ .
الشمر : ههههههههههههههههه وماذا رأت ؟؟
النساء : العاقبةُ بعدَ مئاتِ السنين ...
الشمر : (يصرخ بصوت عال ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
السيدة زينب (ع) : لم ارَ الا جميلا .....( يبقى يتردد صوتها في المسرح ) لم ارَ الا جميلا ...... لم ارَ الا جميلا .....( مع تعالي صوت الشمر تأخذ كلُّ امرأةٍ طرفَ القماشِ المتدلي من اعلى السقف عند كل باب ويذهبان به الى عمق وسط المسرح فيحطْنَ النساء بالشمر الذي يضيع بينهن وهُنَّ يرفعْنَ طرفَ القماشِ الى الاعلى وفي اعلى المسرح تظهر في شاشة العرضِ قبةُ الامامِ الحسين حتى يخيل للمتلقي بأن النساء بالقماش شكلن مرقد الامام والشاشة شكلت قبته ومن ثم يظهر في شاشة العرض صور للزحف المليوني مشيا للإمام الحسين ( ع) مع تردد صوت السيدة زينب ( ع)...) لمْ ارَ الا جميلا ...... لمْ ارَ الا جميلا ..... لمْ ارَ الا جميلا ...... لمْ ارَ الا جميلا......
ملاحظة 1:
حاولت ان اجرب توظيف نهاية واحدة لعملين مسرحيين مختلفين في الفكرة والتناول والاسلوب وها انا اضع بين يديكم التوظيف الاول عبر هذا العمل الموجه للكبار وسأوافيكم بالنص الاخر الموجه للصغار قريباً ان شاء الله , اما هذا النص ( ليلة ضياع الشمر ) هو احد النصوص الفائزة في مسابقة المسرح الحسيني العالمي لعام 2014 الذي اقامته العتبة العباسية المقدسة في كربلاء .
ملاحظة 2 :
لا يجوز تناول النص مالم يتم اخذ موافقة المؤلف..
عدي المختار – العراق – ميسان
الايميل : [email protected]
موبايل : 009647721110056
ليلة ضياع الشمر
تأليف /عدي المختار
اهداء تأليف /عدي المختار
لكل الامهات
اللواتي تقطعت نياط قلوبهن
من اجل قضية عادلة ....
اللواتي تقطعت نياط قلوبهن
من اجل قضية عادلة ....
شخوص العمل :
الامام الحسين (ع)
الامام العباس (ع)
السيدة زينب (ع)
امرأة 1
امرأة 2
امرأة 3
امرأة 4
الام
الشمر
الحر الرياحي
عمر بن سعد
قيس بن الاشعث
شبث بن ربعي
مصعب بن يزيد الرياحي
وهب الكلبي
يزيد
الفصل الاول
المشهد الاول
الزمان : بلا زمنٍ محدد
الوقت : منتصف الليل .
المنظر : ظلامٌ يخيمُ على المكانِ .
صوتُ الامِ: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنٌ الجول يالولد يبني يايمه.
صوتُ الشمرِ : ( يصرخُ بصوتٍ عالِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
صوتُ الامِ: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكن الجول يالولد يبني يايمه.
الشمرُ : ( يخرجُ وهو مقيدٌ بسلاسلٍ تجرُّهُ لعمقِ المسرحِ ويصرخُ بصوتٍ عالِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالِ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ الامامِ الحسينِ ( ع) : ( من بعيد) لم اخرجْ اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما .
الشمرٌ : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالٍ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ السيدةَ زينبَ (ع) : الظليمةُ الظليمةُ ... الا لعنةُ اللهِ على القومِ الظالمين .
الشمر : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالٍ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ سيوفٍ وخيولٍ ومعركةٌ يختلطُ فيها صوتُ الامامِ العباسِ عليه السلام وصوتُ الاطفالِ العطشى والشمرُ يحاولُ ان يسد اذنيه ويتلوى صارخاً .
صوتُ الشمرِ : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمت ومن ثم بهمس ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عال وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ الامامِ الحسينِ( ع) : الان انكسرَ ظهري ...الان قلّتْ حيلتي ...اما من ناصرٍ ينصرُنا.
الشمر : ( بهستريا يضحكُ )هههههههههههههههه.....( صمتٌ ومن ثمَّ بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوت عال وهو يبكي يحاول التخلص من السلاسل ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا ( صمت )
يظهرُ عمرُ بنُ سعد وقيس بن الاشعث وشبث بن ربعي وهم مقيدونَ ايضا ويبتلعونَ الشمرَ لعمقِ المسرحِ المظلمِ وهوَ يصرخُ
الشمر : ( بهستريا ) لالالالالالالالالالالا....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا (يختفي صوتُهُ تدريجيا ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت )
صوتُ الامِ: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجولِ يالولدُ يبني يايمه.
اظلام
المشهد الثاني
الزمان : بلا زمن محدد
الوقت : منتصف الليل .
المنظر : ثلاث اطارات كأنها ابواب بلا مغاليق موزعة على المسرح يتدلى من اعلى المسرح حتى وسط المسرح قماش اسود يغطي الابواب مع ناعور وسط المسرح .
الام في مقتبل العمر تجلس في مقدمة يسار المسرح بملابس تتشابك معها التاريخية والعصرية وهي تجلس امام مهد وتهزه .
الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
الشمر مقيد بسلاسل يجلس في احد الابواب كالقرفصاء وهو ينوح كالثكلى ,اصوات حرب وسيوف ونواح عدد كبير من الامهات يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الصوت الشمر ساعة المعركة : أعشق حز الرؤوس .... لأني اكره تلك العقول ... ههههههههههههه.
الشمر : ( كالثكلى ينوح ) آه ....أعشقُ حزَّ الرؤوسِ...لأني أكره تلكَ العقولَ( اصواتُ اطفالٍ ينادون العطشَ العطشَ مع صوت نعي الامهات ينتفضُ مفزوعاً يجولُ في المسرح مرعوباً من الاصواتِ التي بانَ منها صوتُ .. واه حسيناه ....) ..املئي المكان ..ضجي بالفجيعة ..غيري معالم الصمت ..فالوحدةُ موتُ اخر ..الوحدة والهواجس مرض ينخرُ في الروح دون هوادة فيجعل كلَّ ما فيه في نهمٍ لا يعرف الاكتفاء او طريقا للراحة والطمأنينة ( اصواتُ سيوفٍ وحربٍ وقتالٍ مع ضحكةٍ هستيريةٍ وبكاء) تمرغتْ بدمهم وتلذذتْ بشخيرٍ حناجرهم وسخرتْ ببكاءِ صغارهم وصرخاتِ ثكلاهم ههههههههه فكانت كلُّ تلك هي جائزتي لا شيَء غير الدمِ في جعبتي (ينظر لكرسي ملكي ويضحكُ بمرارةٍ ) املأْ ....املأ ركابي فضةً أوذهبا ههههههههههه اثقلتني بالذنوب يايزيدُ ..اثقلتني بالذنوب يايزيدُ ( يضحكُ ويبكي ويجثو على ركبتيه ) اثقلتني بالذنوب والعار والصمت وانا ..وانا مازلتُ وحيداً اموتُ في الثانية الفَ مرةٍ ولا اعرفُ سبباً لهذا العذاب ...لا اعرف سببا لهذا العذاب .
الام: ( تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يزعجُهُ نشيدُ المرأةَ فيتلوى يحاولُ ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( يصرخُ ) لا ...لا ... لا ....لالالالالالا
الصوت الشمر ساعة المعركة مرة اخرى : اعشق دمع الثكالى.... واتلذذُ بتقطيعِ نياط قلوب الامهات...ههههههههههههه
( يستعيدُ كبرياءَهُ ويقفُ مزهواً مع نزولِ دروعٍ وحبالٍ ورماحٍ وعمائم وخوذٍ حربيةٍ , فيظلم المسرح الا من ثلاث بقع على الابواب مع موسيقى تخيفُ الشمرَ وتجعلُ منه جوالاً في المسرح مرعوباً فيظهرُ من خلفِ كلِّ بابٍ أمرأةً مغطاةً بقماشٍ فالباب الاول في المنتصف امرأتانِ وفي اليسار امرأتانِ وفي اليمين امرأتانِ يحملْنَ جميعا ملابسَ ملطخةً بالدم وكفناً حتى يقفْنَ بالقرب منه فيحاولُ الهربَ يمينا فيصدنهُ ويحاولُ الهروبَ يسارا فيصدنْهُ الى ان يجبراهُ على الجلوسِ في المنتصف وكأنها اشارةٌ لسجنه في البرزخ )
النساء جميعا : لماذا .....
الشمر : لست وحدي من خان ..
النساء جميعا: لماذا ...
الشمر : لست وحدي من قتل ودمر وسبا
النساء جميعا: لماذا ....
الشمر : كلُّهم خانوا مواثيقَهم وعهودَهم وانا لم اخُنهُ ..
امرأة 1: انتَ قاتلٌ دعيٌّ
الشمر : انا لم ارسلّْ له ايَّ كتابٍ...
امرأة2: سفكتَ دمَ اطهَر البشرِ .
امرأة3: واستبحتَ حرمةَ اللهِ ..
الشمر : لكني ماغررتُ به وقلت له اقبل ..
امرأة4: بأيِّ حقٍّ اردتَ انْ تُطفيءَ نورَ اللهِ ؟
امرأة1: فحززتَ رأسَ الكونِ...
امرأة2: وقطعتَ نياطَ قلوبِ الامهات ؟
النساء جميعا: كيفَ تجرأتَ على نياطِ قلوبِ الامهاتِ ؟؟...
الشمر : ( وهو يدورُ في الناعور) في الحرب ثمةَ رابحٌ وخاسرٌ وانا تعودتُ ان لا اخسر حربا ..ما يهمني هو سطوة سيفي لا غير ... فانا من قومٍ يؤمنونَ بسطوةٍ السيفِ اكثرَ من ايمانِهم بحكمةِ العقلِ ونزاهةِ الروحِ ..فضلا عن اني اعشقُ دموعَ الثكالى واتلذذُ بفجعتهن ههههههههههههه..فلا تستغربنَّ ما حدث فهو جائزٌ وواردٌ الحدوث في ايِّ زمنٍ كان وسيكون ... ( للجمهور ) لو جاءَ الحسينُ اليومَ وطلبَ نصرتكم فهل ستنصرونَهُ ؟... ههههههههههه وبعد كلِّ هذا الوجعِ هل ستدفعْنَ بأبنائكنَ واخوتكن الى حربٍ خاسرةِ مع الحسينِ واهلِ بيتهِ ؟؟
النساء جميعا: ارواحُنا لمقدمه الفداء...
الشمر : ( يضحكُ بسخريةٍ وهو يدورُ في الناعور بشكلٍ معاكسِ ) قالُوها غيركن.. فعلوها قبلكن .. وحينما تعلقَ الامرُ بالحياةِ او الموتِ كانت كلُّ الالسنِ تهتفُ ( بصوتٍ عالِ ) يا حسينُ ارجعْ فقلوبُنا معك وسيوفُنا عليك ههههههههههههه ما من مفرِ امامَ معادلةٍ كبرى اما حياتك او مماتك... كلُّ جدرانِ الكوفةِ اسالوها ستدلكن اين يكمنُ الخذلانُ ؟ ههههههههههه فلا تراهن على مافيكن .....لان مافيكن ليس سوى عاطفةٍ ووجعٍ فقدٍ ودمع غياب وحتما ستخذلُها الشجاعةُ يوما ههههههههه ( يحركُ الناعورَ ) كلُّ زمانٍ يخذلُ فحولته ...كلُّ مكانٍ يضجُّ بدماء ضجيجه .. والناعور في كلِّ الدهور يدورُ.... ويدورُ .... ويدورُ هههههههههههههه ..
النساء جميعا: ( يحركْنَ الناعور عكس دوران الشمر ) عكس كل الدهور كان ناعورُ الفراتِ يدورُ ...
امرأة 1: فلا بطولة فيه او نصر سوى نصر النحور ....
امرأة 2: وزهو الدماء التي انتصرت على السيف .......
امرأة 3: وما انت الا معنا اخر للتيه ....
امرأة 4:لم يخذل سفير او يطعن ظهر الرسالة بل خذلك الراي..
النساء جميعا: فكنت بطلا من ورقٍ مهزومٍ في كل ما فيك ...
الام: ( تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسُدَّ اذنيه من صوتها الذي يضجُ في المكان .
الشمر : ( يصرخ وهو يدخل ويخرج من الابواب الثلاث ) لا ...لا ... لا ....لالالالالالا..( يستعيد كبرياءه ) ههههههههههه كان....كان كل شيء يدور عكس تلك النحور ..وكلما كانت تقترب النحور كانت الاقدار تبور .. فالوعد كان غدر .....وهذا بالضبط ما كان ههههههههههه....( ينادي في عمق المسرح) ...قيس ...ياقيسُ بنُ الاشعث ..هلمَّ واستعدَ الوثبةَ ..هلمَّ يا شبث بن ربعي فقد اينعت النحور وحانَ قطافَها ..تعال يا مالك .... ويا سهيل .....نادوا بالناس ان نهار بنوا هاشم قد ازفَ ...تعال يا حر بن يزيد الرياحي كي تستعيد حلمك بتغيير التاريخ مرة اخرى ... تعال يا عمر بن سعد فملك الري لازال بلا امير ... هلموا يا رجالاتِ الكوفةِ وفرسانها فابنُ بنت رسول الله قد اقبلَ فلا تدبروا.. يا نساءَ الكوفةِ استعدن للندب والنحيب فلا زالت تدورُ ذات المحنةِ في فلك النحور ... تعالوا يافرسان امير المؤمنين فأن ليل الطف قد اسرج ...هيا تعالوا ..تعالوا ...
إظلام .....
المشهد الثالث
إنارة
تتحولُ الاطاراتُ الثلاثةَ الى ابوابٍ كأنهن ابواب بيوتات الكوفة ...تظهرُ من خلالهن نسوةٌ بهلاهل وهن يرمين ورود على جماعات من الكوفيين تدخل المسرح وكأن الامرَ يجري في شوارع الكوفة مع تداخل الاصوات لدى الطرفين حول بشارةٍ ما .
قيس بن الاشعث: هلاهلٌ تتبعها مشاعل ..
شبث بن ربعي : مشاعلُ النورِ قد لاحَ فجرُها ...
كوفي1 : املئن الدنيا زغاريد فليلُ الظلمِ قد حانَ احتضارَه ..
كوفي 2: ورمالُ الصحراء تطايرت فرحاً وهي تحملُ البشرى
كوفية 1: اياكم والتراجع فمن ركبَ معهم نجى ومن تخلفَ هلكَ ..
كوفية 2 : لا مكانَ لكم في القلب الا ان تكونوا له ناصرا ومعيناً .
كوفية 3 : كونوا للثورة رجالُها وصناع زهوها ولا يكن احدكم اسيرَ رغباتِ الاميرِ ...
الكوفيين : قد اينعت الثمارُ ...فأقبل على جنودٍ لكَ مجندة ....( هلاهل النسوة )
عمر بن سعد : ( ينزلُ من عمقِ المسرحِ ) لا اريدُ غيرَ مُلكِ الري سواء أكان من الامير أم من غيره ..ملك الري لا غيره ...
الشمر : ( يضحكُ بسخربة ) هههههههههههه اي ثمارٍ قد اينعت ياقيس؟ ( يرمي نقود تحته فينزل لالتقاطها بنهم ) ..اي جند مجندة ياشبث ( يرمي نقودَ تحته فينزل لالتقاطها بنهم )....هذه وعود الامير ياعُمَرُ ( يرمي الاوراقَ تحت قدميه فينزلُ لالتقاطها بنهم ).... رجالكن برؤوس ام من دون رؤوس ( يرمي اكياسَ الدراهمِ على النسوة فيلتقطهن منه ) كلما تمرُّ الدهورُ يبقى كلَّ شيءٍ على نحرِ كربلاء يدورُ....
كوفية 1: ( تاخذُ احدَ الكوفيينَ وتدخلُ به للدار ) لا احدَ يشعر باليتم الا اطفالك .
الشمر : ( يضحكُ بسخربةٍ ) هههههههههههه
كوفية 2 : ( تأخذ احد الكوفيين وتدخل به للدار ) لا احدَ يشعرُ بمرارة الفقدِ الا مَن انجبتك ياولدي .
الشمر : ( يضحك بسخربة ) هههههههههههه
كوفية 3 : ( تاخذُ احدَ الكوفيين وتدخل به للدار ) لا احدَ يشعرُ بالغربة الا من كنت لها الاخ والاب ياخي ..
( قيسُ بنُ الاشعث وشبث بن ربعي ينشغلون بعَدِّ الدراهمِ وعمر بن سعد ينثرُ المسرحَ بأوراق الاميرِ مزهوا وهو يردد)
عمر بن سعد : انها وعودُ الاميرِ.. فلا جند عد ولا اينع ثمر..
الشمر : ( يضحك بسخربة وهو يعود لزاوية المسرح التي تضاء فتظهر النسوة مع المهد وهن يتفرجْنَ بحزن ) هههههههههههه كل شيء كان في كربلاء يدور كما شاء وامر الامير ...وكلُّ تلك الثمارِ ورسائل الخداع تطايرت كتطاير رمال الصحراء فرحا بالبشرى على اعتابِ وقعِ المال والسلطان ..مامن صوت كان هناك الا صوتَ صليلِ السيوفِ ومامن شيء كان هناك الا الرغبةُ ... فليلُ الرغباتِ كان يطولُ ... ويطول... ويطول في الكوفة ومامن فجر يلوح في ذلك الافق البهيم الا فجر حز الرؤوس ...هههههههههههههه أعشق حز الرؤوس .... لأني اكره تلك العقول ... ههههههههههههه.
النساء جميعا : وماذا بعدُ .....؟
الشمر : وماذا بعد ماذا ..؟
النساء جميعا: الدم ... ام السيف ..؟
الشمر : ( بسخرية يضحك ) هههههههههههه السيفُ اصدقُ انباءً عن الدمِ .
النساء جميعا: بل قلوبُ الامهاتِ اصدقُ انباءً عن الانتصار .
الشمر : مامن نصر كان هناك الا للسيف الذي راح ينحرُ خيوطَ الوحي بحزُّ تلك الرؤوس التي اكرهها .
النساء جميعا : ومَن خان مَن ؟.
الشمر : مامن خيانةٍ اكبرُ من خيانة الخروج على الامير .
امرأة 1: الجرأةُ خذلتكم ...
الشمر : بل كنا اكثرَ جرأةٍ في قطع النسلِ ...
امرأة2: وخذلتكم الشجاعةُ في برزخِ الاختيارِ.
امرأة3: كنتم مطايا الرغبةِ لا النقاءِ ..
الشمر : لم يخذلْنا شيءٌ بل كنا في قمة كلِّ شيء نعلنُ الفَ فاجعةٍ ..لم نتركْ شيء الا وكان لنا فيه بطولةٌ وانتصارٌ ..
امرأة4: بطولةٌ القتلِ بغيرِ حقٍ ..؟
امرأة1: بطولةُ الحرقِ وانتهاكِ خدرِ ال الرسول (ص) ...؟
امرأة2: بطولةُ حزِّ النحورِ التي كان يقبلها الخاتم ؟؟ ام بطولة السبي لحرائر الرسالة ؟.
النساء جميعا: ( يصرخن فيه) كيف تجرأت على نياط قلوبِ الامهاتِ ؟؟...
الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان )
عمر بن سعد : ( ينزلُ من عمق المسرحِ ) لا اريدُ غيرَ ملكِ الري سواء اخذته بقطع نياط قلوب الامهات أم بغيرهن ..ملك الري لا غيره ...
الشمر : هههههههههههههه هو لك يا عمر لا تخفْ فليلُ كربلاءَ يدورُ ومعه الفِ نحرٍ يدور...فالأمهات هن من وهبن ابنائهن للحرب وفي الحرب لا مكان للقلوب ابدا بل للسيف لا غير ...من تجرأ على قلوب الامهات هو من خرج اشرا وبطرا ليرميَ بقلوبهن في اتونِ الوجعِ كي يراهن سبايا...من تجرأ على قلوب الامهات هو من اينعت ثماره عنوة لقطاف سيوفنا راضية مرضية ...وتأتيْنَ لتسألن من تجرأ ومن لم يتجرأ ..سل النحور علها تجيب ... فسيوفنا صماء لا ترد السائل ...( تتكلمُ النسوةُ وضحكاته تتصاعد )
امرأة 1: عقولكم هي الصماء وليست سيوفكم ...
امرأة2: لم يتقد عقلكم لفكرِ القضيةِ .
امرأة3: لم تفهموا من ارادةِ الله ان يراه قتيلا ويراهن سبايا ..
امرأة4: عقولٌ خاويةٌ لا تميز الخروج ...لم اكن اشرا ولا بطرا .
الشمر : لا مجالَ للقلبِ والعقلِ في الحرب لا مكانَ الا لمهارات السيف وسرعته ..
عمر بن سعد : ( ينزل من عمق المسرح ) لا اريدُ غيرَ ملكِ الري سواء جعجع الحر بن يزيد الرياحي بالحسين أم لم يجعجع ..ملك الري لا غيره ...
الشمر :آها ... الحر بن يزيد الرياحي ...كان شجاعا يا عمرُ لكن سيفَه خذله ..
امرأة 1: بل عقله نصره...
امرأة2: يمتلكُ شجاعةَ الحكمةِ لا حكمة الشجاعةِ فانتصرَ للأولى .
امرأة3: كان يعرفُ مابين سيفِهِ ونحره يختصر الوجودَ فمنح لسيوفَهم نحرَهُ ليخلد
امرأة4: خيرَّ نفسَهُ مابين الجنةِ والنارِ ..فأنتصر لنفسَهُ واختارَ الخلودَ عنواناً .
الام : اما انت ياشمرُ ..فقد خذلتَ نفسَكَ ولم تنصرْها ...
الشمر : ( يضحك بصوتٍ عالٍ ) هههههههههههههههههههههههههه...
اظلام
الفصل الثاني
المشهد الاول
انارة
يتغيرُ المشهدُ – زاوية من خيمة الحر بن يزيد الرياحي الذي بدى حائرا يجول في الخيمة فيدخل عليه اخيه مصعب بن يزيد الرياحي .
الحر : ( صوت داخلي ) اطلب شفاعة جده رسول الله (ص) غدا , وانا اسلم اهل بيته للمنون اليوم ..كيف ....كيف ...(يعلوا صوته ) كيف .. كيف .
مصعب : ما عاد هناك وقت للأسئلة يا حر ...
الحر: ( بصوت حزينٍ) ماعادَ هناك وقت للأسئلة ..لكن ثمةَ متسع للرجوع .
مصعب: الرجوع ؟؟!!! هل تعرف معنى ان يرجعَ الحُرُّ بن يزيد الرياحي وهو اشجعُ من في الكوفة دون منازلة وقتال ؟؟!!! انه العارُ يا حرُّ فحذاري من التخاذل ...
الحر: ( بصوت عال ) العار ان نطلبَ شفاعةَ جدِهِ يومَ القيامةِ ونحنُ نسفكُ دمَ اهلَ بيتِهِ ..العار ان تمضيَ مطية للرغبة وتترك من بيده الجنة والخلود وحيدا ..اليس هذا سيدَ شبابِ اهلِ الجنةِ يا ابن امي وابي ؟؟ اليس هذا من كان رسولَ اللهِ (ص) يقبلُهُ بنحرِه ِ؟؟!! اليس هذا ابنُ بنتِ رسولِ اللهِ (ص) زهراءِ العفةِ وخير نساء العالمين التي كان يردد فيها رسول الله (فاطمةُ الزهراء بضعة مني فمن اذاها فقد اذاني) فكيف لنا ان نؤذيَ قلبَ من هي بضعةُ رسولِ اللهِ ؟؟!! عن ايِّ ملكٍ وجاهٍ نقاتل يا مصعب ؟؟ الملكُ للهِ وهؤلاءِ ابناءُ رسولِ اللهِ ..
الشمر : ( يحاول استعادةَ كبرياءَهُ ويهمسٌ في راسِ مصعبٍ كهاجسٍ من بعيد ) اثنه يا مصعب ...اثنه عن عزمه والا لحق العار ببني رياح وماتوا جميعا ...اثنه يا مصعب ( يكلم نفسه) والله لو ان الحر بقي على موقفه مجعجعا ومحاربا للحسين واصحابه ولم يتراجع ولم يختار طريق النحور لكانت الثقةُ بحسمِ الموقفِ اكبرَ حينذاك الا انَّ تراجعَهُ زرعَ الشكَ الذي كان لابُدَّ ان يحسمه حرملة بسهمه ...( يعودُ لمصعب) اثنه يا مصعب عليه ان لا يستعيدَ التاريخَ بذاتِ التراجعِ والخذلانِ ..
مصعب: عليك ان تختار طريقك .. واعلم انك على مفترق طريق مابين تراجعك وهلاكنا ..ومابين اصرارك والنجاة من معركة المنتصر فيها معلوم والخاسر فيها محتوم .
الحر: " من احيا نفسا كأنما احيا الناس جميعا "...
مصعب : لا مفرَّ من الموت يا حُرُّ فالحسين هالك ونحن هالكون ان مضينا بركابه ...
الحر : لا....لم اقصدْ ما تقصده ... ما قيمة ان نحيا امواتا في ركاب المعاصي .. اريدُ لكم الحياةَ ..
مصعب : انت لا تريدُ لنا الا الهلاكَ والموتَ ..
الحر : اريدُ لكم ان تعرفوا الحقيقةَ ...حقيقة ان حياةَ المرءِ ليس بالهواء والماء او العيش والملذات بل في ان تحيى خالدةً في قبلة الحقِ والحقيقة ان تفارقَ الحياةَ وانت حيا فيها ابد الدهور ..ان يحيى الانسان بداخلنا وتموتُ الاصنامُ ...اريدُ لكم ان تقاتلوا مع الحسينِ واهلِ بيته وصحبه فموتوا لتحيوا معه في ذلك التاريخ الذي لا يقبلُ الا الشجعانَ والاحرارَ ..نموتُ في الحياة لنعيشَ في الاخرةِ ف" من احيا نفسا كأنما احيا الناسَ جميعا " وانا اريدُ احيائكم مع الحسينِ وفيه ...
مصعب : هل حسمت امرك ؟؟؟
الحر: لا اريد ان اقفَ وتقفون يوم لا ظلَ الا ظله ورؤوسنا في الرمال كالنعام امامَ رسولِ اللهِ وفاطمةَ وعليٍّ عليهم الصلاة والسلام ..لا اريدُ ان اقف كالخائن او المتخاذل يوم تسألني سيدة نساء العالمين عن الحسين واهلِ بيته عليهم السلام ,لا اريد ان اواجه ابا الحسن علي عليه السلام وانا التمس صفحه لأني شاركت بقتل سيد شباب اهل الجنة ...ماذا اقول لرسول الله ؟؟ ماذا اقول لفاطمة او لعلي عليهم الصلاة والسلام ؟؟ ماذا اقول لله عز وجل وهو يسألني لماذا حينما وجدت دين الله لا يعمل به لم تنتصر اليه ؟؟ ما عساي ان اجيبَ يا مصعب حينما اُسألُ لماذا تركت دعياً مثل الشمر وفاسقا كعمر يقتلون ابناءَ الرسالةِ ويسبون نساءَ النبوةِ ؟؟... ماذا عساي ان اجيبَ يا مصعب؟؟؟؟؟؟؟
مصعب : ( بارتباك وهو يعيدُ الثقةُ لنفسه) قل لهم انها معادلة خاسرة ..او قل لهم ان ديننا اوصانا بان لا نرمي انفسنا بالتهلكة ..او.....
الحر : ( يقاطعه وهو يصيح به ) كففففففففففففى ...كفى يا مصعب اتسمي نصرة الدين والانتصار له تهلكة ..لو كان كذلك فلم اذن كان يقاتل ابائنا من قبل من اجل فتوحات اسلامية ونشر الاسلام ؟؟ لا يا مصعب لا تحاول الالتفاف على حقيقة واحدة ومرة هي اننا اما نختار نصرة دين رسول الله بنصرة ابن بنته او ننصر الشيطان بنصرة يزيد بن معاوية ...
مصعب : ( مرتبكا) آها .....نعم ..اننا لفي امر جلل ...
الحر : ابقِ انت في مفترق هذه الطرق التي قلتها قبل قليل يا اخي وابن امي وابي ويعز عليه ان يقال غدا ان بني رياح انقسموا مابين نصرةِ الحقِ ونصرةِ الباطلِ ..(يصمت مصعبُ والحر ينظرُ له بحزن ) اما انا فأخترتُ طريقي مابين الجنةِ والنار فوالله لا أختار على الجنة شيئا ولو قطعتُ أحرقتُ....( يخرجُ مسرعا ) .
مصعب : ( يصيح وراءه ) يا حر .... تريث يا حر ... يا حر ..
الشمر : لا فائدةَ انه يستعيد الوثبةَ مرةً اخرى ..كفَّ عنه فهو اختار طريقة ..يكفي انك الان معنا يا مصعب لتعصم بني رياح من القتل ...انت تكفي لنقول ان الحر الرياحي خرج عن طاعة اهله ومصعب فينا باقٍ رهن طوع الامير يزيد بن معاوية ..( يصيح خارج المسرح) ان برز الحرُّ فلا تدعوه يفلت ... احسموا شكَّ القومِ بقتله ...اقتلوه ...( اصوات قتال تتصاعد مع الموسيقى ومصعب حائر بحزن ينظر للحر )
مصعب : ( بصوت حزين ) سلاما مني اليك يا حر ...( ينظر تظهر في عارضة الداتا شو مشهد الحر مصاب امام الامام الحسين (ع)...).
صوت الامام الحسين (عليه السلام ): بخٍ بخٍ يا حر أنت الحر كما سمتك أمك وأنت الحرفي الدنيا والآخرة.
الشمر :هههههههههههه جعجع بالحسين واهل بيته وسلمه فيما بعد الى الحرب ومن ثم خذله سيفه فراح يكفر عن جعجعته له بنحره ... آها ... كم كان عظيما قتله لأنه الاشجع ولأنه الحر ... كان قتلُه مكسبا للحرب وعجّل لنا بالنصر ههههههههههههههه .
مصعب : ( يبكي وهو يهم بالخروج)
الشمر : ( يهرول خلفه ) الى اين يا مصعب ...فالحرب لم تحن بعد؟؟
مصعب : ( يلتفت له وبحزن ) اما وان اختار هو طريقه مابين الجنة والنار فانا متبعه حتى لو هلكت دون الحسين ( يخرج مسرعا ) .
الشمر : ( ينادي خلفه ) صه مصعب ..... صه مصعب ارجع...( يهمس ) حتى انت يا مصعب اشجع من الشمر في اختيارك فمضيت بعيدا عن اللعن ..(يستعيد كبرياءه) صه مصعب ارجع فالحسين هالك وانتم هالكون...
النساء جميعا : ( اضاءة جانب المسرح حيث النسوة ) وانت ميتٌ وهم ميتون ..فبأيِّ وجهٍ ستلقى ربك ..
الشمر : ( وهو يحاول استعادةَ كبرياءَهُ ) انه مضى للهلاك ...فلا فائدة منهم فبنو رياح يعشقون ادوار البطولة ..( تتكلم النساء وهو يصارع نفسه مابين الانكسار والمكابرة )
امرأة 1: وانت تعشق ادوار القتل ...
الشمر :لا ... لالالا... اعشق دمع الثكالى ...
امرأة2: لم تنتصر لذاتك كما فعل الحر واخيه ...
الشمر :لا ... لالالا... بل اكره تلك الرؤوس ...
امرأة3: فجعت بيوت بنو رياح الا انها بقيت مضاءة على مِّر التاريخ بطولة الحر الرياحي ..
الشمر : لا ... لالالا... اعشقُ السيفَ لانّهُ اساسُ كلِّ فجيعةٍ ...
امرأة4: اما انت فكنت ولا تزال لعنة تترددُ على مرِّ العصورِ .
الشمر : لا ... لالالا... لا ... لو ولدوا الفَ مرةٍ فلا يجدوا غيرَ سيوفِنا لنحورهم ...
الام : خذلتك حتى جاهليتك ...فأهل الجاهلية شجعان وابطال لا يغدرون او يمكرون...
الشمر : ( يضحك بصوت عال ) هههههههههههههههههههههههههه يكفي ان جعلت في كل بيت من بنو رياح نوائح وصوائح ....
النساء جميعا : ما اجرؤُكَ على الله وما اقبحك .
الشمر : (يضحك بصوت عال ) هههههههههههههههه.
الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضجُ في المكان .
امرأة 1: تتلوى وجعا من صوت ياشمر...؟؟
الشمر :هدهدة اكرهها لأنها تلدُ الفَ عباسٍ ...
امرأة2: لو كنت قد شعرت بوجع زوج الحر ماذا كنت فاعل ...؟
الشمر: لا ... لالالا... انا اعشقُ دمعَ الثكالى لا غيرَ ...
امرأة3: اخذتَ منها حياةَ ووجوداً ...ما أقساكَ وما اقبحكَ يا شمرُ ..
الشمر :لا ... لالالا... القبح ان تعيشَ دون كرهٍ وانا اكرههم ...
امرأة4: لو كنت يوما قد تعثرت بأنفاسك وهي تخنقُكَ من فرط وجع لما تجرأت على قلب ام او زوجه او اخت وفريته يا شمر .
صوت الشمر ساعة المعركة: اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...ههههههههههههه
الشمر : ( يضحك بسخرية ) ههههههههههههههههههه اعشق دمع الثكالى.... وساحة حربي هي وجع قلوب الامهات .. هههههههههههههه ..
عمر بن سعد : ( ينزل من عمق المسرح ) لا اريد غير ملك الري سواء خرج وهب النصراني او امه للمعركة او لم يخرجاه فبرأسيهما افوز بملك الري ..ملك الري لا غيره ...
الشمر :(بهمس) وهب ....(بصوت اعلى ) وهب آآآآآآآآآآه كان الشك الاخر الذي كاد ان يفتك بمساعي القوم في قتل الحسين......كان شجاعا يا عمر الا ان حز راسه كان لا مفر منه لقطع نزاع القوم ..
امرأة 1: آمن بالحسين فانتصر له ...
الشمر :كادت زوجه تثنيه لولا تلك العجوز آآآآآآه .
امرأة2: كان يؤمن بعقيدة ابن بنت رسول الله وقضيته فننتصر على رغبة زوجه .
الشمر :كبش لا يعتد به والحسين لم يعصم نحر الفتى من الذبح .
امرأة3: امه اهدته كبشا للعقيدة لأنها كانت تؤمن بأنها انجبته لنصرة حفيد نبي ..( تترجل حزنا ) غيابه فتك باخر افراحي الا اني فخورة باني زوج وهب ..
الشمر :كنت اتلذذ ببريق عيونك وانت تندبيه ههههههههههههه .
امرأة4: كيف لي ان ارى الحسين وحرائر رسول الاسلام بلا ناصر او معين واعصم دم ولدي للذود عن الاسلام .
الشمر :كبش لا يعتد به والحسين لم يعصم نحر الفتى من الذبح ههههههههههه.
الام: الارحام تلد الابطال والجبناء طالما هناك حرب تدور..( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
الشمر يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( يصرخ بصوت عال ) كنا نلمح تلك العيون الباكيات من داخل الخيام لزوجة تودع زوجها ..وام تلفظ اخر انفاس نياط قلبها وجعا وهي ترى ولدها في ساحة المنون وحيدا ..كنت المح كل شيء الانين والدموع واتلذذ فيهما وحينما تهاوى على الارض صريعا ( بتوجس ) احسست بأن السماء اخذت بحزن نفسا عميقا من الارض,( يستعيد كبرياءه ) كان ممتعا لحد الثمالة ان ترى وجع الام التي رمت بولدها لنصال السيوف لتقطعه هههههههه دفاعا عن الحسين واهل بيته وممتع جدا لزوجة وهي ترى زوجها يقتل امامها وتتلذذ السيوف بجسده ههههههههههه ..
اظلام
المشهد الثاني
انارة
يتغير المشهد – زاوية من خيمة وهب النصراني وهو حائرا يجول في الخيمة وزوجه يسار الخيمة وامه يمنها وهن امرأة3 امرأة4.
امرأة3: ( تترجل حزنا ) هل حسمت رايك يا وهب .. هل ستتركني وترحل .
وهب : يا .....
امرأة4: ( مقاطعة ) اتركيه واياك ان تثنيه فالشهادة بين يدي ابن فاطمة تناديه .
امرأة3: ( تجرُّهُ اليها ) وانا من لي من بعده .
وهب : اخترت طريقي وانتهى الامر .
امرأة4: تأسي بحرائر الحسين عليه السلام ...فكل واحدة منهن ستفجع .. الا ترين صبرهنَّ او لا تسمعينَ الحسينَ عليه السلام ينادي اما من ناصرٍ ينصرنا ...اتركيه يمضي للحرب لتفخري به طوال حياتك .
امرأة3: ايَّ قلبٍ تحملينَ ؟؟...كيفَ تزفينَ ولدَكِ الوحيدَ الى الموتِ ؟؟؟
وهب : مذ كنت صغيرا وهي ترتجز شعرا لي ..كانت تراني شهيدا في كل ارتجازاتها .
امرأة4: ( تبتسم) بلى والله مذ انجبتك وانا اناجي الله ليلا بأن افخر بك يوما وانت شهيدا من اجل الحق ولم يخيل لي بأني سأقدمك كهدية ابتسامة لفاطمة بنت خاتم الانبياء ..فأمضي لن ارضى عنك طالما الحسين وحيدا بلا ناصر او معين حتى تموت دونه .
امرأة3: ( ببكاء ) سيمضي للموت .
وهب : سأمضي للشهادة ..
امرأة4: لن يموتَ من احيا سنةً او شريعةً او انتصَر لحق ..كفكفي دموعة وودعيه وداعَ الابطالِ .
امرأة3: وقلبينا يا اماه .؟؟؟
امرأة4: قلوبنا كلها فداء لنياط قلب فاطمة الزهراء وهي تفجعُ بأقمار بني هاشمٍ الواحدَ تلو الاخر ..لن ابكيَ رغم وجعي حتى احفظ لهديتي هيبتها ..امضِ يا بني ...امض ِ ..
وهب : سأمضي يا اماه وستفخرين بي امام رسول الله (ص) يوم القيامة وتهدي لفاطمة قلبك الذي وهبتيه لنصرة الحسين عليه السلام بكل فخر .
امرأة3: مالنا وهذه الحرب ؟؟؟ انت نصراني .
وهب : كنت نصرانيا ..اما وعرفت الحسين فانا الان مسلما محمديا في العشق حسينيا
امرأة4: ما من بنت او حفيد لرسول غيره في هذا الكون لذا وجب نصرته والقتال بين يديه بروح راضية مرضية ...ودعيه ...ودعيه يا بنيتي فأبواب السماء لن تفتح مرتين ..هنا تتوقف كل تواريخ الارض لتلتقط انفاسها من عقيدة الحسين وايمانه ..هنا يعجز حتى الكلام عن الكلام في وصف شجاعة قلوب الامهات ..هنا كل قلوب الامهات تختصر بقلوب تزف ابنائها واهل بيتها الى مذبح الحرية ... هنا قلب يختصر كل القلوب انه قلب زينب ...امضي يا ولدي وقل لزينب بأننا كلنا فدا لظلك مولاتي .
امرأة3: ( ببكاء) انت وهبت للشهادة لذلك سمتك امك وهب ...امضي الى حيث اراد الله وما قدر فعل .
وهب : لكما مني السلام ففي نياط قلبيكما يختصر معنى وهب ( يخرج).
الام: ( يضاء زاوية المسرح الاخرى وفيه النسوة - تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
يخرج الشمر من عمق المسرح وهو يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( بعصبيه ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( يدور في الناعور وبهمس وهو يلهث ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( تحوم حوله النساء)
امرأة 1: هزمتك قلوب الامهات ...
الشمر : ( باستسلام ) اعترف بذلك .
امرأة2: اذلّتكَ قلوبُ نساءِ الطفِ .
الشمر :( بانكسار ) هي ذا سخرية القدر .
امرأة3: انتصرت على رجولتك قلوب حواء ...
الشمر :(بوجع ) ما من مهربٍ منها او مفر...
الام : انينُ الخيامِ تحول على مر العصور ارتجازات مظلوم ..( تنشدُ ) الا لعنة الله على الظالمين ..
الشمر : ( وهو يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان ) لا ...لا....لالالالالا لا اللعن الا في قلوب الامهات .
النساء جميعا : بل في كل العصور ملعون مرجوم ..
الشمر : لا ...لالالالالا...لا ..... لا زال متسعٌ من الوقت .
عمر بن سعد : ( ينزل من عمق المسرح ) لا اريد غير ملك الري سواء منحت الامان للعباس يا شمر او لم تمنحه برأسه افوز بملك الري ..ملك الري لا غيره ...
الشمر :(يستعيد كبرياءه ) العباس ....(بصوت اعلى ) العباس آآآآآآآآآآه يبن اختي المتمرد ..اجبرت على ان افجع فيه ام البنين واقطع نياط قلبها بالعباس واخوته لأقطع نزاعَ القومِ وأضعُ حدا لافق الحسين الممتد على طول انفاس العباس فكان لابد ان يقطع كي ينكسر الحسين ......كان شجاعا يا عمرُ ..
امرأة 1: وما اشجع قلبك يا امَّ البنينِ ...
الشمر : ههههههههه فجعتُ بالعباس واخوته مرة واحدة .
امرأة2: لها قلب لا يعشق الا الحسين فقدمت العباس وبنيها قربانا له .
الشمر :كنت مع ضربة كل سيف اتخيلها وهي تبكي وتنوح .
امرأة3: كان قلبُها اشجعَ من جيش يزيد كلِّه ...
الشمر :اتمنى لو اني كنت حاضرا وهي تتلقى النبأ ههههههههههه لحظة فريدة ومشهد محزن بالتأكيد ههههههههههههههه ...( صوت خيل وسيوف ويظلم المسرح الا من بقعة ضوء على الشمر وهو ينادي خارج المسرح ) لا تدعوه يصل الماء ..عجلوا بالموت اليه ..ان وصل الماء انقضى الامر وخاب كل شيء ..اقطعوا الطريق عليه ....اقطعوه ..اقطعوه ....( بصوت خاف ) وصل الماء ....ما باله يطيل النظر للنهر ؟...بأيِّ شيءٍ يفكرُ العباسُ ؟.
امرأة4: انه يخير نفسه ما بين وصية امه ووصايا الماء ...
اظلام
المشهد الثالث
انارة
يتغير المشهد - ظهور الامام العباس عليه السلام كالضياء دون ان ترى ملامحه وهو يقف وسط المسرح وسيفه بيده وهو يلهث من القتال ...يجلس وكأنه جالس امام نهر ...يمد يده ..
صوت اطفال يمينا : ( يلتفت الامام له ) الماء ...الماء ...الماء ..
صوت الشمر يسارا : (يلتفتُ الامامُ له) يا عباس .....لا مناصَ من الاختيار ما بين الخيام والحرب ... وما بين الماء وكلاهما عطش وسيوف ...فتعال الى حيث نحن فحربنا مع اخيك وليست معك .
قيس بن الاشعث : لن تصلَ بالماء يا عباس للخيام (يضحك)..فقبل بما عرضه عليك الشمر .
عمر بن سعد :عليك أن تختارَ إمّا الماء فتحيا أو البقاء مع الحسين فتموت(يضحك)
شبث بن ربعي :الشمر يخيرك مابين ملك الدنيا وفناء الآخرة يا عباس فنجو بنفسك من لهيب الحرب وحرارة العطش.
الإمام العباس (ع):( وهو يضع يده بالماء ) يا نفس من بعد الحسين هوني ... وبعده لا كنتِ أن تكوني ... هذا الحسين شارب المنـــــونِ....وتشربــــين بارد المعـــين ...واللهِ ما هــذا فعـــال ديــنـي ...ولا فعـــال صادق اليقينِ.
الشمر: لا ماءَ .....لا بقاءَ .....أما العطش ...أو السيف .....وكلاهما نهايةٌ واحدةٌ ....الهلاك (قهقهه)امنعوا ماء العباس بحز نحره ..اقطعوا نياطَ قلب امه به .
الإمام العباس (ع):( يرتجز ثائرا ) لا ارهبُ المـوتَ إذا الموتُ رقى ...حتى أوارى في المصاليت لقى....نفسي لسبط المصطفى الطهر وقى ...إني أنا العبـاس أغدو بالـسقا...ولا أخاف الشر يوم الملتقى.
قتال تثيره الاضاءة والموسيقى الهارمونية تصاعديا حتى يجتاح المكان صمت وموسيقى حزينة ....
الشمر: اختار ان يحز راسه ويعلق على القنا ... كان شجاعا بما يكفي لدرجة انه شغل الجيش بأكمله ولولا سهام حرملة والعمود لما سقط العباس ... ههههههههههههههههه .. اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات.... اتمنى لو اني كنت حاضرا وهي تتلقى النبأ ههههههههههه لحظة فريدة ومشهد محزن بالتأكيد ههههههههههههههه.
الام: ( تضاء زاوية المسرح الاخرى وفيه النسوة - تنشد ) يا اهلَ مكةَ لا مقامَ لكم بها ..قُتلَ الحسين فادمعي مدرارُ... فأدمعي مدرار ...دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( الشمر يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان) .
الشمر: تمنيت ان اكونَ مناديا لأتلذذ بقطع نياط قلوب الثكالى في المدينة ..امُّ البنينِ كيف كان قلبها وبشرى تقطيع العباس واخوته على نهر الفرات تُزفُ لها هههههههه بالتأكيد كان مشهداً موجعاً .
امرأة 1: خذلك حتى قلب ام البنين ...
الشمر : لا ....لالالالا فقلوبُ الامهات ينكسرُ ولا ينتصر .
امرأة2: انتصرتْ عليك امُّ البنين فتلقتْ شهادة العباس واخوته بفرح .
الشمر :لا ...لالالالا ايَّ فرح وهي ثكلى ؟
امرأة3: مذ انجبتهم قدمتهم ككبش فداء للحسين .
الشمر : سواء أفجعت بالعباس واخوته أم بالحسين ما يهمني انَّ نياطَ قلبُها نزفَ الماً ودماً.
امرأة4: فرحتُ لشهادتهم وحزنتُ لحزنِ فاطمةِ الزهراءِ .
الشمر : لا .....لالالالا... ( بهستريا يجوب المسرح ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات ... اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات.
النساء جميعا : خذلك الانتصار ..فالانتصار لقلوب الامهات ..
الشمر : ( بهستريا ) اي نصر ...اي امهات ...لم ينتصر هناك الا سيفي ..لم تنتصر الا رغبتي على قطع نياط قلوب الامهات ..
امرأة 1: كلهم انتصروا عليك ..الا انت فلم تنتصر حتى لنفسك ...
الشمر : لا ....لالالالالالالالا.
امرأة2: انتصَر الحرُّ فكان حرا في الدنيا وسعيدا في الاخرة .
الشمر :لا ...لالالالا لالالالالا.
امرأة3: انتصرتْ امُّ وهبٍ بما وهبت .
الشمر : لا ...لالالالا لالالالالا.
امرأة4: انتصرَ قلبُ امِّ البنين فكانت ام الشهداء .
الام : وانت ؟
الشمر : انا ....ماذا بي ؟
النساء جميعا : هل ملأَ الاميرُ ركابَكَ فضةً أو ذهبا ؟؟
الشمر : ( يستعيدُ كبرياءَهُ متهربا من السؤال بهستريا ) انا الشمرُ بنُ ذي الجوشن..انا....
النساء جمعا : ( وهن يحيطن به كانهن يحاولن الامساك به ) ملعون ...ملعون ...ملعون ...
الشمر : ( يفلت من قبضتهن ويعتلي الناعورَ ويصيح بزهوٍ منكسرٍ ) يكفي اني من ابكى بنت علي وفجعها بالحسين واهل بيته ..يكفي اني انا من جعلت كل ايام زينب مصائب ومتاعب ...
من عمق المسرح وعلى مكان مرتفع تظهر السيدة زينب عليها السلام كالضياء ولا شيء يُرى منها ..
السيدة زينب (ع) : ليل الظالم اطول من ليل المظلوم ..الا لعنة الله على القوم الظالمين .
الشمر : ( يثورُ ويجنُ ويجوب المسرح هستيريا ) لا ...لالالالا...لالالا...يكفني فخرا باني فجعت الملايين التي تبكي وتزحف كل عام له باكية تلطم الصدور والخدود وتشق الرؤوس هههههههههه هذا ماريد ....فجعتهم في كربلاء ففجع العالم كله فيه ...هههههههه اعشق دمع الباكين على الحسين...اتلذذ بفجع السائرين اليه ..لأنني اكرهه ..اكرهه ههههههه..( بحزن وانكسار ) اكرهه ...اكرهه ( يسقط على ركبتيه يلهث من التعب ) اكرهه ...اكرهه..( يستدرك وبهمس ) عمر بن سعد ...( يصيح ببحث في المسرح ) يا عمر بن سعد ..يا قيس بن الاشعث ..يا شبث بن ربعي اين انتم ....مازال هناك متسع للحرب ...تعالوا ...هيا تعالوا ( بخيبة امل ) لا احد غيري في هذا البرزخ ..برزخ ..لربما انا في برزخ قلوب الامهات ؟؟ لالالالالالا كفى حماقات ياشمر كفى ( صمت ومن ثم يستدرك بهمس ) يزيد ....نعم يزيد ( يصيح بصوت عال ) يزيد ..اين انت يايزيد ...اين انت ( يظهر جانب المسرح يزيد على عرشه وهو يلاعبُ قرده ) يايزيد ...قل شيئا ... امنحني الرضا فقد قتلت لك الحسين ومن معه ..امنحني المال والسلطان ..( يزيد لا يسمع يلاعب قرده ويضحك وهو يشرب مع قرده ) دعك من ابي قيس ...والتفت اليه ..يزيد ..يايزيد ...( يختفي يزيد وبخيبة امل يصيح ) يزيد ... لا تتركني وحيدا تقطعني نصال اللعن ... انت امرت ونحن نفذنا ..( بانكسار) لا يهمه غير قرده ...( يستدرك ) قرده ...ههههههههههههه قرده ....هههههههه قرده ...
امرأة 1: خبتَ وخابت مساعيك .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة2: خسرت حربا ومعركةً معا.
الشمر :ههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة3: لن تكونَ الا لعنةَ في ظلمة التيه .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة4: عشْ كدلاء الناعور تملؤُهُ اللعنةُ وتفرغُهُ الخيباتُ.
الام : كذررات الصحراء روحك لن تهدأَ تتطاير ندما ولا تلمها الفلوات
الشمر : ههههههههههههههههههههههههههه
الام: ( تهزُ المهدَ وهي تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه .
الشمر يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان .
الشمر : ( يصرخ بالأم ) كفىىىىىىىىىىىىىىىى الا تكفين من الولادة والهدهدة (يجر المهد ويخرج مافيه سيف وملابس حرب عصرية كملابس المقاتلين عن مرقد السيدة زينب)ههههههههههه سيف وملابس حرب هههههههههههه هل ثمة متسع لحرب جديدة هههههههه.
الام: انها ملابس حربك الجديدة ...اهدهدها بأنشودة الغد كي لا تسبى زينب مرتين .
الشمر:ههههههههههههههههه حرب جديدة ههههههههههه انشودة الغد هههههههههههه اعشق دمع الثكالى....واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( يدور في الناعور وبهمس وهو يلهث ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( تحوم حوله النساء)
السيدة زينب (ع) : سيجيءُ يومُ القيامة وخصيمك رسول الله ... يومَ ينادي لمنادي الا لعنة الله على القوم الظالمين .
الشمر : ( يثور بهستيريا محاولا استعادة كبرياءه المسلوب ) الا يكفي يا زينب
ما صنعته بكم هههههههههه آما رايتي هههههههههه
امرأة 1: رأتْ كلَّ شيءٍ لان قلبها اكبر من ان يهزمَ .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة2: حينما وقفت وقفتها على التل .
الشمر :ههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة3: ورددت :الظليمةُ .....الظليمةُ .
الشمر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
امرأة4: فرأت العاقبةَ يا شمر .
الشمر : السبي ام الدم ..هههههههههههههه ؟؟؟؟
النساء جميعا : اجسادا بلا رؤوس كأنهم زرع في ارض الطف ..
الشمر : هذا ما صنعته بهم ههههههههههههههههههههههه.
النساء جميعا : هذا ما رأيناه ورأيته انت ...اما هي فرأت شيئاً اخرَ .
الشمر : ههههههههههههههههه وماذا رأت ؟؟
النساء : العاقبةُ بعدَ مئاتِ السنين ...
الشمر : (يصرخ بصوت عال ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
السيدة زينب (ع) : لم ارَ الا جميلا .....( يبقى يتردد صوتها في المسرح ) لم ارَ الا جميلا ...... لم ارَ الا جميلا .....( مع تعالي صوت الشمر تأخذ كلُّ امرأةٍ طرفَ القماشِ المتدلي من اعلى السقف عند كل باب ويذهبان به الى عمق وسط المسرح فيحطْنَ النساء بالشمر الذي يضيع بينهن وهُنَّ يرفعْنَ طرفَ القماشِ الى الاعلى وفي اعلى المسرح تظهر في شاشة العرضِ قبةُ الامامِ الحسين حتى يخيل للمتلقي بأن النساء بالقماش شكلن مرقد الامام والشاشة شكلت قبته ومن ثم يظهر في شاشة العرض صور للزحف المليوني مشيا للإمام الحسين ( ع) مع تردد صوت السيدة زينب ( ع)...) لمْ ارَ الا جميلا ...... لمْ ارَ الا جميلا ..... لمْ ارَ الا جميلا ...... لمْ ارَ الا جميلا......
النهاية
ملاحظة 1:
حاولت ان اجرب توظيف نهاية واحدة لعملين مسرحيين مختلفين في الفكرة والتناول والاسلوب وها انا اضع بين يديكم التوظيف الاول عبر هذا العمل الموجه للكبار وسأوافيكم بالنص الاخر الموجه للصغار قريباً ان شاء الله , اما هذا النص ( ليلة ضياع الشمر ) هو احد النصوص الفائزة في مسابقة المسرح الحسيني العالمي لعام 2014 الذي اقامته العتبة العباسية المقدسة في كربلاء .
ملاحظة 2 :
لا يجوز تناول النص مالم يتم اخذ موافقة المؤلف..
عدي المختار – العراق – ميسان
الايميل : [email protected]
موبايل : 009647721110056