تطرح مسألة الهوية في السرد مشكلات كثيرة، وليست بالسهولة التي يتصوّرها البعض؛ فهي موضوع يُصاغ بموجب الحوار بين مكتسبات الفلسفة، ومكتسبات الجماليات.
لكن هل الهوية السرديّة مماثلة لمفهوم الهوية الأُنطولوجي، كما هو وارد في الأدبيات الفلسفيّة؟ وأتُعَدُّ الأسئلة التي تنبغي إثارتها واحدة في الحقلين معًا؟ أم تختلف باختلافهما؟ ما حدود التفاعل بين الحقلين في إنتاج مفهوم الهوية السرديّة؟ وهل يُمْكِن لحقول أخرى أن تُفيدنا في فهمها من قبيل اللسانيات ونظرية الخطاب؟ وما هي المُكوِّنات التي ينبغي التركيز عليها في السرد للتدليل عليها؟ أنأخذها جميعها بعين المراعاة أم نكتفي ببعض منها؟ وأقصد بهذه المُكوِّنات: الزمان- الحبكة- الفعل- الذات. ويُضاف إلى كلّ هذا سؤال ما إذا كانت الهوية السرديّة تاريخيّة، وليست هي نفسها في كلّ حقب التخييل؟ ويستمدّ هذا السؤال شرعيته من كون المعرفي الذي يتحكَّم في التخييل يتغيَّر عبر الحقب الكبرى في الفكر الإنسانيّ، ومن كون مفهوم الذات يتغيَّر أيضًا حسب هذ المعرفي.
هذه الأسئلة جعلتني أفكِّر في بول ريكور، الذي جعل من الحبكة (الحياة الشخصيّة) والفعل والاسم الخاصّ دلائل سرديّة على الهوية. وكأنّني به يقول: «قلْ لي ما تفعل أقلْ لك من أنت». ومن الأكيد أنّه يبني تصوّره هذا على مكتسبات الظاهراتيّة، لكن بالنظر إليها من زاوية اللسانيات، التي تَعُدُّ الكلام فعلًا، وكلَّ الجمل إنجازيّةً (سورل أساسًا). كما تكمن خلف تصوّره هذا رغبته المُلحّة في حلّ معضلة التعارض بين الزمان الأرسطيّ الموضوعيّ القائم على مفهوم المقدار، والزمان كما يراه سانت أوغسطين، الذي يُعطيه صبغة روحيّة نفسانيّة. وقد كان الحلّ الذي اقترحه ماثلًا في زمان ثالث، هو زمان تمثيليٌّ تمثِّله الحبكة، معتمِدًا على ما وضعه أرسطو في هذا الشأن. وينبغي تذكّر ربط أرسطو التمثيل بالفعل (أشخاص يفعلون). وما يُهمّ من هذا أنّ بول ريكور يُعطي الفعل مركز الثقل في إدراكه الهوية السرديّة. ولا يُعَدُّ هذا التصرّف النظريّ مُجرَّد اختيار منهجيّ، بل هو أيضًا اختيار فكريّ – أيديولوجيّ؛ فالفعل هو مجال تبدّي العلاقة بين الذات والموضوع، والعلاقة بينها والآخر. ومن ثمّة فهو يسمح بإدخال الآخر إلى مشهد الهوية (لفيناس).
صحيح أنّ بول ريكور متأثِّر بالبنيوية (السيميائية خاصّة) لكن وفق مزاجه الخاصّ؛ فهو لا يضع الفعل في بنية تفاعلية صريحة بين مُكوِّنات الملفوظ السرديّ (الذات – وظيفة – موضوع)، ولا في إطار التحوّلات التاريخيّة لمفهوم الذات نفسه؛ حيث حدث الانتقال من المفهوم الذي جعلها مُمثِّلة لما هو خارجيّ، أو مَعْبَرًا له (العصر اليونانيّ) إلى المفهوم الحديث الذي يجعلها سطحًا يُخفي عمقًا ما، أو ذاتًا يسكنها خَفِي ما ينبغي الكشف عنه (ميشال فوكو: تاريخ الذاتيَة). هكذا يبدو أنّ بول ريكور كان يقطع مع كلّ فلسفة سيكولوجيّة أو أنطولوجيا- نفسانيّة تحت تأثير براغماتيّ (الفعل: الإنجاز) على الرغم من تشبّعه بالظاهراتيّة (هوسرل) والوجودية (هايدغر).
إنّ أولوية الذات هي مستبعَدة في تفكير بول ريكور في الهوية السرديّة، على الرغم من كونه يجعلها مرتبطة بالحياة الشخصية التي تستدعي في طياتها الفرادة في الاختيار. ومن النتائج التي تترتّب على مركزية الفعل- الحبكة في تحديد الهوية السرديّة عند بول ريكور هو مظهرها الأحادي الذي يتعارض مع التفاعل الذي يقتضيه مفهوم العلاقة الذي أشرنا إليه سابقا. كيف ذلك؟ إنّ أيّ حكي إمّا أن يُصوِّر الفعل في هيئة تعاونيّة (التعاون بين ذوات في إنجاز فعل ما) أو هيئة صراعيّة (الصراع بين ذوات مختلفة حول موضوعات القيمة). وما ان نأخذ بهذا المعطى النظريّ تكفّ الهوية عن أن تكُون واحدة مُوحَّدة، وتصير إمّا تقاطعيّة (اشتراك مجموعة أفراد فيها مع الحفاظ على ما يُميِّزهم) وإمّا مُتعدِّدة مختلفة. ويقتضي هذا إعادة النظر في مفهوم الفعل نفسه، أهو فعل أم جهد؟ الأوّل نمطيٌّ (مثل الوعد) والثاني استثنائيّ لأنّه يهدف إلى أن يُدخل الاختلاف في بنية الفعل نفسه (وعد كاذب، أو وعد يوتوبيّ). لكنّ المشكلة تصير مستعصيّة حين نطرح السؤال في صدد الفعل في الحبكة أو خارجها: أهو فعل مباشر تجاه موضوعه أم غير مباشر؟ والمقصود بهذا أنّ ما بين الفعل وموضوعه يوجد التوسّط الرمزيّ (علبة السرد)؛ أي يوجد بينهما الآخر الرمزيّ، بوصفه شبكة من القواعد والمعايير التي تُقنِّن الفعل وكيفية استعماله، وكيفية استعمال الموضوعات؛ لا يُمكِنُني أن أشتغل في مؤسَّسة وفق توقيت خاصّ بي؛ فلا بدّ من مراعاة الزمان المُؤسَّساتيّ. لكن ما يُهمُّ- هنا- هو أنّ هناك هوية أخرى محايثة لهوية الفعل- كما يتصوّرها بول ريكور، وهي هوية مُتعاليّة تُحدِّد هذا الذي نسمِّيه بالآخر الرمزيّ غير الملموس، الذي تُكوِّنه الأخلاق أساسًا. ولا يتوسّط الآخر الرمزيّ وجودي وموضوعات القيمة التي أطمح إلى الحصول عليها بوساطة الفعل حسب، وإنّما يتوسّط أيضًا علاقتي بالآخر الملموس (الأفراد مثلي) في الواقع (الهوية في السرد «مجلة فصول»). وينتج سؤال أساس عن إدخال مفهوم التوسّط في صلب إدراك الهوية، ويتّصل هذا السؤال بمبدأي (الضرورة: القاعدة /الحرية: الخرق) إلى أيّ حدّ لا تُعَدُّ الهوية السرديّة تعبيرًا عن خرق القواعد الأخلاقيّة المهيمِنة، ومن ثمّة فهي نتاج فعل استثنائيّ مصدره ذات استثنائيّة؟ بل إلى أيّ حدّ لا تكُون الهوية السرديّة نتاج قيم مُضادّة تأخذ في الغالب هيئة فكرة حول ما ينبغي ألّا يكُون عليه العالم.
أما إذا أدخلنا مفهوم النفي على الهوية فيحقّ لنا التساؤل عمّا إذا كان السرد الحديث يطرح مشكلة المعاناة من مرض الزمان، الذي ينتج عن ضمور الهوية؛ حيث تمنحنا الحياة وضعًا وملامح لا نريدهما، وتُضلِّل أفعالنا، بل تجعلنا ضحاياها (الأّفعال)، لنكتشف وهمها، ونكتشف هويتنا الناقصة بفعل محدودية قدرتنا. إنّ الرواية تذهب إلى ما وراء الأفعال (مجال الاختبار) لتفضح محدودية معرفتنا بالذات والعالم.
وإذا ما أخذنا بعين المراعاة سؤال الكتابة في تحديد الهوية السرديّة يصير ما طرحه بول ريكور معرَّضًا للنقد؛ فلا يُمْكِن تجاهل ظلّ التاريخ في صناعة الحبكة، أي ينبغي تفكّر كيف تغيَّرت صناعة الحبكة عبر العصور التخييليّة؛ وهذا التغيّر مرتبط بمعرفة الحقيقة أساسًا. لكنّ المشكلة تصير أكثر إثارة للالتباس حين نُفكِّر في النصوص السرديّة التي تُدمِّر الحبكة، ويخطر ببالي الآن تيّار ضدّ- الرواية. كيف تُحلُّ- إذن- مشكلة الهوية السرديّة المُتّصلة بالحبكة في هذه النصوص؟ كما أنّ هناك روايات تُعَدِّدُ الحبكةَ، لا بالمعنى الذي تُسَرَّد فيه داخل نصّ واحد حبكاتٌ كثيرة وحسب، بل أيضًا بالمعنى الذي تُروى فيه الحبكة على أكثر من وجه، وتتناقض فيه أوجه روايتها؛ فأيّ حبكة تُعَدُّ- إذن- الأساس الذي تُبنى عليه الهوية، ألا تُعَدُّ الكتابة ذاتها في هذه الحالة حبكة مُضاعِفة؟ أو ما سمّاه جان ريكاردو بمغامرة الكتابة؟
٭ أكاديمي وأديب مغربي
- عن القدس العربي
Aug 04, 2017
لكن هل الهوية السرديّة مماثلة لمفهوم الهوية الأُنطولوجي، كما هو وارد في الأدبيات الفلسفيّة؟ وأتُعَدُّ الأسئلة التي تنبغي إثارتها واحدة في الحقلين معًا؟ أم تختلف باختلافهما؟ ما حدود التفاعل بين الحقلين في إنتاج مفهوم الهوية السرديّة؟ وهل يُمْكِن لحقول أخرى أن تُفيدنا في فهمها من قبيل اللسانيات ونظرية الخطاب؟ وما هي المُكوِّنات التي ينبغي التركيز عليها في السرد للتدليل عليها؟ أنأخذها جميعها بعين المراعاة أم نكتفي ببعض منها؟ وأقصد بهذه المُكوِّنات: الزمان- الحبكة- الفعل- الذات. ويُضاف إلى كلّ هذا سؤال ما إذا كانت الهوية السرديّة تاريخيّة، وليست هي نفسها في كلّ حقب التخييل؟ ويستمدّ هذا السؤال شرعيته من كون المعرفي الذي يتحكَّم في التخييل يتغيَّر عبر الحقب الكبرى في الفكر الإنسانيّ، ومن كون مفهوم الذات يتغيَّر أيضًا حسب هذ المعرفي.
هذه الأسئلة جعلتني أفكِّر في بول ريكور، الذي جعل من الحبكة (الحياة الشخصيّة) والفعل والاسم الخاصّ دلائل سرديّة على الهوية. وكأنّني به يقول: «قلْ لي ما تفعل أقلْ لك من أنت». ومن الأكيد أنّه يبني تصوّره هذا على مكتسبات الظاهراتيّة، لكن بالنظر إليها من زاوية اللسانيات، التي تَعُدُّ الكلام فعلًا، وكلَّ الجمل إنجازيّةً (سورل أساسًا). كما تكمن خلف تصوّره هذا رغبته المُلحّة في حلّ معضلة التعارض بين الزمان الأرسطيّ الموضوعيّ القائم على مفهوم المقدار، والزمان كما يراه سانت أوغسطين، الذي يُعطيه صبغة روحيّة نفسانيّة. وقد كان الحلّ الذي اقترحه ماثلًا في زمان ثالث، هو زمان تمثيليٌّ تمثِّله الحبكة، معتمِدًا على ما وضعه أرسطو في هذا الشأن. وينبغي تذكّر ربط أرسطو التمثيل بالفعل (أشخاص يفعلون). وما يُهمّ من هذا أنّ بول ريكور يُعطي الفعل مركز الثقل في إدراكه الهوية السرديّة. ولا يُعَدُّ هذا التصرّف النظريّ مُجرَّد اختيار منهجيّ، بل هو أيضًا اختيار فكريّ – أيديولوجيّ؛ فالفعل هو مجال تبدّي العلاقة بين الذات والموضوع، والعلاقة بينها والآخر. ومن ثمّة فهو يسمح بإدخال الآخر إلى مشهد الهوية (لفيناس).
صحيح أنّ بول ريكور متأثِّر بالبنيوية (السيميائية خاصّة) لكن وفق مزاجه الخاصّ؛ فهو لا يضع الفعل في بنية تفاعلية صريحة بين مُكوِّنات الملفوظ السرديّ (الذات – وظيفة – موضوع)، ولا في إطار التحوّلات التاريخيّة لمفهوم الذات نفسه؛ حيث حدث الانتقال من المفهوم الذي جعلها مُمثِّلة لما هو خارجيّ، أو مَعْبَرًا له (العصر اليونانيّ) إلى المفهوم الحديث الذي يجعلها سطحًا يُخفي عمقًا ما، أو ذاتًا يسكنها خَفِي ما ينبغي الكشف عنه (ميشال فوكو: تاريخ الذاتيَة). هكذا يبدو أنّ بول ريكور كان يقطع مع كلّ فلسفة سيكولوجيّة أو أنطولوجيا- نفسانيّة تحت تأثير براغماتيّ (الفعل: الإنجاز) على الرغم من تشبّعه بالظاهراتيّة (هوسرل) والوجودية (هايدغر).
إنّ أولوية الذات هي مستبعَدة في تفكير بول ريكور في الهوية السرديّة، على الرغم من كونه يجعلها مرتبطة بالحياة الشخصية التي تستدعي في طياتها الفرادة في الاختيار. ومن النتائج التي تترتّب على مركزية الفعل- الحبكة في تحديد الهوية السرديّة عند بول ريكور هو مظهرها الأحادي الذي يتعارض مع التفاعل الذي يقتضيه مفهوم العلاقة الذي أشرنا إليه سابقا. كيف ذلك؟ إنّ أيّ حكي إمّا أن يُصوِّر الفعل في هيئة تعاونيّة (التعاون بين ذوات في إنجاز فعل ما) أو هيئة صراعيّة (الصراع بين ذوات مختلفة حول موضوعات القيمة). وما ان نأخذ بهذا المعطى النظريّ تكفّ الهوية عن أن تكُون واحدة مُوحَّدة، وتصير إمّا تقاطعيّة (اشتراك مجموعة أفراد فيها مع الحفاظ على ما يُميِّزهم) وإمّا مُتعدِّدة مختلفة. ويقتضي هذا إعادة النظر في مفهوم الفعل نفسه، أهو فعل أم جهد؟ الأوّل نمطيٌّ (مثل الوعد) والثاني استثنائيّ لأنّه يهدف إلى أن يُدخل الاختلاف في بنية الفعل نفسه (وعد كاذب، أو وعد يوتوبيّ). لكنّ المشكلة تصير مستعصيّة حين نطرح السؤال في صدد الفعل في الحبكة أو خارجها: أهو فعل مباشر تجاه موضوعه أم غير مباشر؟ والمقصود بهذا أنّ ما بين الفعل وموضوعه يوجد التوسّط الرمزيّ (علبة السرد)؛ أي يوجد بينهما الآخر الرمزيّ، بوصفه شبكة من القواعد والمعايير التي تُقنِّن الفعل وكيفية استعماله، وكيفية استعمال الموضوعات؛ لا يُمكِنُني أن أشتغل في مؤسَّسة وفق توقيت خاصّ بي؛ فلا بدّ من مراعاة الزمان المُؤسَّساتيّ. لكن ما يُهمُّ- هنا- هو أنّ هناك هوية أخرى محايثة لهوية الفعل- كما يتصوّرها بول ريكور، وهي هوية مُتعاليّة تُحدِّد هذا الذي نسمِّيه بالآخر الرمزيّ غير الملموس، الذي تُكوِّنه الأخلاق أساسًا. ولا يتوسّط الآخر الرمزيّ وجودي وموضوعات القيمة التي أطمح إلى الحصول عليها بوساطة الفعل حسب، وإنّما يتوسّط أيضًا علاقتي بالآخر الملموس (الأفراد مثلي) في الواقع (الهوية في السرد «مجلة فصول»). وينتج سؤال أساس عن إدخال مفهوم التوسّط في صلب إدراك الهوية، ويتّصل هذا السؤال بمبدأي (الضرورة: القاعدة /الحرية: الخرق) إلى أيّ حدّ لا تُعَدُّ الهوية السرديّة تعبيرًا عن خرق القواعد الأخلاقيّة المهيمِنة، ومن ثمّة فهي نتاج فعل استثنائيّ مصدره ذات استثنائيّة؟ بل إلى أيّ حدّ لا تكُون الهوية السرديّة نتاج قيم مُضادّة تأخذ في الغالب هيئة فكرة حول ما ينبغي ألّا يكُون عليه العالم.
أما إذا أدخلنا مفهوم النفي على الهوية فيحقّ لنا التساؤل عمّا إذا كان السرد الحديث يطرح مشكلة المعاناة من مرض الزمان، الذي ينتج عن ضمور الهوية؛ حيث تمنحنا الحياة وضعًا وملامح لا نريدهما، وتُضلِّل أفعالنا، بل تجعلنا ضحاياها (الأّفعال)، لنكتشف وهمها، ونكتشف هويتنا الناقصة بفعل محدودية قدرتنا. إنّ الرواية تذهب إلى ما وراء الأفعال (مجال الاختبار) لتفضح محدودية معرفتنا بالذات والعالم.
وإذا ما أخذنا بعين المراعاة سؤال الكتابة في تحديد الهوية السرديّة يصير ما طرحه بول ريكور معرَّضًا للنقد؛ فلا يُمْكِن تجاهل ظلّ التاريخ في صناعة الحبكة، أي ينبغي تفكّر كيف تغيَّرت صناعة الحبكة عبر العصور التخييليّة؛ وهذا التغيّر مرتبط بمعرفة الحقيقة أساسًا. لكنّ المشكلة تصير أكثر إثارة للالتباس حين نُفكِّر في النصوص السرديّة التي تُدمِّر الحبكة، ويخطر ببالي الآن تيّار ضدّ- الرواية. كيف تُحلُّ- إذن- مشكلة الهوية السرديّة المُتّصلة بالحبكة في هذه النصوص؟ كما أنّ هناك روايات تُعَدِّدُ الحبكةَ، لا بالمعنى الذي تُسَرَّد فيه داخل نصّ واحد حبكاتٌ كثيرة وحسب، بل أيضًا بالمعنى الذي تُروى فيه الحبكة على أكثر من وجه، وتتناقض فيه أوجه روايتها؛ فأيّ حبكة تُعَدُّ- إذن- الأساس الذي تُبنى عليه الهوية، ألا تُعَدُّ الكتابة ذاتها في هذه الحالة حبكة مُضاعِفة؟ أو ما سمّاه جان ريكاردو بمغامرة الكتابة؟
٭ أكاديمي وأديب مغربي
- عن القدس العربي
Aug 04, 2017