تمّ التصرف في خاتمة فيلم "زقاق المدق"، فبدلًا عن أن يُقتل القوّاد المحترف فرج، كما في رواية نجيب محفوظ "زقاق المدق"، قام بالدور "يوسف شعبان"، قُتِلت ضحيته حميدة التي طمحت بتغيير حياتها حتى لو كان ذلك على حساب شرفها "قامت بالدور شادية"، قُتلت حميدة بطلقة طائشة فنُقِلت إلى الزقاق "زقاقها" في مشهد مأساوي مؤثر، ربّما تمّ ذلك انسجامًا مع النظرة الأخلاقية العامة حول فلسفة الخطيئة والعقاب التي تتحكم في عقلية المشاهد العربي، وطبعًا هذا الأمر يخالف وجهة نظر نجيب محفوظ الذي ينتصر للحداثة حتّى لو كان الثمن غاليًا.
انتقلت رواية "زقاق المدق "إلى المكسيك فكان عنوانها "زقاق المعجزات Milagros: El Callejón de los والعنوان هو أقرب إلى جمهور أمريكا اللاتينية، يرى في الواقعية السحرية ملاذًا في التعبير عن مشكلاته المختلفة. أخرج الفيلم جورج فونس عام 1994، وكان دور البطولة لـ "سلمى حايك"، كانت سلمى تعرف قيمة مفاتنها فما قصّرت أبدا على المشاهدين بعرض هذا وذاك. وقد كان الفيلم نقطة تحول في حياتها الفنية لأنه قادها إلى هوليود و أنا قرأت عن هذا كثيرا في المجلات و الصحف.
نجح الفيلم، وتم استقباله بحفاوة وكانت الجملة الأولى في تعريف الفيلم على مواقع السينما العالمية "اقتباسًا عن رواية الأديب المصري الحائز على نوبل نجيب محفوظ". كانت سلمى حايك في الفيلم "حميدة ولكن مكسيكية" وعلى عكس ما ورد في نهاية الفيلم المصري، جاءت نهاية الفيلم المكسيكي مطابقة للرواية، مات القواد المكسيكي "فرج" وحميدة المكسيكية ما كانت ساذجة مثل حميدة المصرية فهي تعرف كيف تصل إلى ما تريد.
في عام 2001 كنت في زيارة للقاهرة وفي مصر الجديدة التقيت مصادفة بـ "جمال الغيطاني" وكان حينها رئيسا لتحرير " أخبار الأدب "، كان مارًّا في سيارة تاكسي فصاح ولوّح لي بيده من النافذة ونزل من السيارة إلى الرصيف لنتقابل، بعد التحية قال: ممكن تجي بكرة على "أخبار الأدب"، أنا عايزك. قلت: وماله، أجيلك بكره. قال: بعد الظهر. قلت: وماله، الثانية بعد الظهر.
كنت في "أخبار الأدب" بعد ظهر اليوم التالي، لعل صديقي الروائي القدير محمود الورداني يتذكر ذلك" وكان يعمل في أخبار الأدب، قال جمال: نريد أن نعمل معك حديثًا وننشره في أقرب وقت. قلت: وماله نعمل الحديث، لكن بعد أن نكمله، عندك مانع نذهب معًا لنرى فيلم "زقاق المدق "المكسيكي فهو يعرض الآن في سينما رمسيس. قال: زقاق المدق بتاعت الأستاذ نجيب! قلت: وهو صاحبك وحبيبك. قال: زقاق المدق بالمكسيكي، عجبا، يعني بضاعتنا رُدّت الينا! قلت: لكنها رُدّت ومعها حبيبة الكل " سلمى حايك" .
الصورة تحت: نجيب محفوظ مع شادية / كواليس فيلم زقاق المدق.
انتقلت رواية "زقاق المدق "إلى المكسيك فكان عنوانها "زقاق المعجزات Milagros: El Callejón de los والعنوان هو أقرب إلى جمهور أمريكا اللاتينية، يرى في الواقعية السحرية ملاذًا في التعبير عن مشكلاته المختلفة. أخرج الفيلم جورج فونس عام 1994، وكان دور البطولة لـ "سلمى حايك"، كانت سلمى تعرف قيمة مفاتنها فما قصّرت أبدا على المشاهدين بعرض هذا وذاك. وقد كان الفيلم نقطة تحول في حياتها الفنية لأنه قادها إلى هوليود و أنا قرأت عن هذا كثيرا في المجلات و الصحف.
نجح الفيلم، وتم استقباله بحفاوة وكانت الجملة الأولى في تعريف الفيلم على مواقع السينما العالمية "اقتباسًا عن رواية الأديب المصري الحائز على نوبل نجيب محفوظ". كانت سلمى حايك في الفيلم "حميدة ولكن مكسيكية" وعلى عكس ما ورد في نهاية الفيلم المصري، جاءت نهاية الفيلم المكسيكي مطابقة للرواية، مات القواد المكسيكي "فرج" وحميدة المكسيكية ما كانت ساذجة مثل حميدة المصرية فهي تعرف كيف تصل إلى ما تريد.
في عام 2001 كنت في زيارة للقاهرة وفي مصر الجديدة التقيت مصادفة بـ "جمال الغيطاني" وكان حينها رئيسا لتحرير " أخبار الأدب "، كان مارًّا في سيارة تاكسي فصاح ولوّح لي بيده من النافذة ونزل من السيارة إلى الرصيف لنتقابل، بعد التحية قال: ممكن تجي بكرة على "أخبار الأدب"، أنا عايزك. قلت: وماله، أجيلك بكره. قال: بعد الظهر. قلت: وماله، الثانية بعد الظهر.
كنت في "أخبار الأدب" بعد ظهر اليوم التالي، لعل صديقي الروائي القدير محمود الورداني يتذكر ذلك" وكان يعمل في أخبار الأدب، قال جمال: نريد أن نعمل معك حديثًا وننشره في أقرب وقت. قلت: وماله نعمل الحديث، لكن بعد أن نكمله، عندك مانع نذهب معًا لنرى فيلم "زقاق المدق "المكسيكي فهو يعرض الآن في سينما رمسيس. قال: زقاق المدق بتاعت الأستاذ نجيب! قلت: وهو صاحبك وحبيبك. قال: زقاق المدق بالمكسيكي، عجبا، يعني بضاعتنا رُدّت الينا! قلت: لكنها رُدّت ومعها حبيبة الكل " سلمى حايك" .
الصورة تحت: نجيب محفوظ مع شادية / كواليس فيلم زقاق المدق.