مقتطف ماجدة عبد السلام شعيب - الراوي وعلاقته بالزمن الروائي في رواية " تيوليب مانيا" للروائية الليبية وفاء البوعيسي.. ملخص المبحث الثالث من رسالة الماجستير

لم تأت《 تيوليب مانيا》على النمط التقليدي للأعمال الكلاسيكية المنتمية إلى نوع السيرة الذاتية ، فلم ترتبط بالميلاد البيولوجي للروائية ، وإنما اختارت أن تبدأ سيرتها عن الميلاد النفسي للذات ، وهي لحظة وجودها في هولندا ، ومن هذا المنطلق لم تلتزم الروائية في سيرتها الذاتية بالترتيب الصحيح للزمن الذي تنطلق فيه الأحداث من البداية صعودا اتجاه النهاية ، إذ جاءت الأحداث مرتبة وفق ضروريات العملية السردية ، فلجأت لتقنيات مثل الاسترجاع ، والمشهد ، والمونولوج ، والوقفة الوصفية ، لجعل السيرة أكثر فنية ، ولتخليصها من الطابع الخبري ، ولعل هذا جاء نتيجة اعتماد الروائية على الذاكرة في تدوين مادتها الأدبية د وتنظيمها في نص سيري متماسك ، وتمثل تقنية الاسترجاع السمة البارزة في السيرة الذاتية ، كونها اهتمت باسترجاع الماضي ضمن ثنايا الحاضر ، فقد ساهمت هذه التقنية في إماطة اللثام عن ماضي الروائية ، فجاء السرد متنوعا بين الماضي والحاضر ، فيجد القارئ نفسه أمام شريط تتوالى فيه الصور من غير انتظام ، فينفعل دوره كمتلق في اعادة وترتيب وتنظيم هذه الصور ، كما تكمن جمالية التوظيف الزمني في 《 تيوليب مانيا》في قدرة ومهارة الروائية في تتسيق الأحداث ، فنقلت تجاربها الحقيقية إلى مستوى الجمالية ، وذلك لأنها منحت لأحداث سيرتها ترتيبا زمنيا يتناسب مع اختياراتها وغاياتها الفنية ، فقدمت وأخرت في الأحداث ، حتى تحقق غايات جمالية ، وذلك بتوظيفها تقنيات زمنية سردية للغاية ذاتها
ماجدة عبداسلام شعيب
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...