ما يلفت النظر في رواية رشاد أبو شاور "ترويض النسر" الصادرة عن منشورات شروق في العام ٢٠١٩ هو عدم تحديد المكان ، وإن كان القاريء يستطيع تحديده ، فرشاد يقيم في الأردن.
تذكر رواية رشاد في هذا الجانب برواية عبد الرحمن منيف "شرق المتوسط" ١٩٧٧ ، ففيها لا يتم تحديد المكان.
صحيح أن عالم رواية رشاد ليس السجن كما هو عالم رواية منيف ، ولكن الروايتين تتقاطعان في تصوير عالم المخابرات والقمع في العالم العربي.
ماذا سيلم بالكاتب لو كان صريحا وذكر المكان الذي تجري فيه أحداث الرواية؟
ياسين رفاعية في روايته "من يذكر تاي" كان أجرأ من منيف وأبو شاور ، فذكر الشام وما جرى فيها.
حادثة اغتصاب رجل مخابرات لطالبة جامعية هي أمينة في رواية أبو شاور لا يختلف عن حادث اغتصاب وزير داخلية سوري لريتا الفلسطينية في رواية رفاعية ، ولم يتردد الأخير في تحديد المكان . ربما لأن رفاعية كتب روايته التسجيلية وهو بعيد عن دمشق.
في رواية رشاد تنتقم أمينة لاغتصابها فتقتل رجل المخابرات ، وتنتهي ريتا في رواية رفاعية نهاية مأساوية تدفعها إلى الانتحار ، وما نجح به وزير الداخلية السوري حيث جعل من الفلسطينية ريتا عاهرة يفشل فيه رجل المخابرات في رواية رشاد.
تذكر رواية "ترويض النسر" برواية ثانية ل "أبوشاور" هي رواية "سأرى بعينيك يا حبيبي" التي ترصد انتقال المجتمع من البداوة إلى الحضارة ، وتتشابه أحيانا الأجواء : البيئة ، مع اختلاف قليل - بيئة البداوة / بيئة الريف - والجامعة أيضا.
بساطة السرد والحوار وتقسيم الرواية إلى مقاطع تكاد هذه تتطابق / تتشابه أيضا ، وروايات رشاد يبدو أنها موجهة لعامة القراء ، فلا أسئلة فلسفية ولا سرد معقد ناجم عن اختلاط الأزمنة والأمكنة ولا استرجاع أو ...إلخ ..إلخ.
وأنت تقرأ الرواية تتذكر مظفر النواب:
" فجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان".
في السنوات الأخيرة كتب رشاد أربع روايات المسافة الزمنية بينها قليلة " وداعا يا زكرين " و " ليالي الحب والبوم " وهاتان أقرب إلى السيرة الروائية عموما ، خلافا ل " ترويض النسر " و " سأرى بعينيك يا حبيبي " فالكتابة عن التجربة الذاتية فيهما ضعيفة ولا يبدو حضور الكاتب فيهما إلا من خلال روحه وأفكاره الاجتماعية . أما الآراء السياسية والموقف من الأحزاب فلا تبدو ، خلافا لرواية " ليالي الحب والبوم".
تعتقل المخابرات حمزة لمقالات كتبها وتقتله في السجن ويحاول رأس المال رشوة أخيه المهندس منصور فلا ينجح ويبقى ثابتا على آرائه المنحازة للفقراء ولأهل الريف قاصدا تحسين البنية التحتية لقراهم وربطها بالعاصمة ، ولا تنجح صديقته سناء بالضغط عليه ويتخلى عنها هي التي تريد حياة مرفهة فتحثه على قبول الرشوة.
تنتهي الرواية بقتل أمينة مغتصبها وبخطبة منصور من الدكتورة الجامعية وداد وببقاء العم طرفة وزوجته يوسفية في الوطن رافضين الهجرة إلى كندا ، وبطيران النسر الذي خدر وضعف وعجز عن الطيران ، ليحلق في السماء بعد اعتناء منصور به .
خربشات
٢٨ أيلول ٢٠٢٠
تذكر رواية رشاد في هذا الجانب برواية عبد الرحمن منيف "شرق المتوسط" ١٩٧٧ ، ففيها لا يتم تحديد المكان.
صحيح أن عالم رواية رشاد ليس السجن كما هو عالم رواية منيف ، ولكن الروايتين تتقاطعان في تصوير عالم المخابرات والقمع في العالم العربي.
ماذا سيلم بالكاتب لو كان صريحا وذكر المكان الذي تجري فيه أحداث الرواية؟
ياسين رفاعية في روايته "من يذكر تاي" كان أجرأ من منيف وأبو شاور ، فذكر الشام وما جرى فيها.
حادثة اغتصاب رجل مخابرات لطالبة جامعية هي أمينة في رواية أبو شاور لا يختلف عن حادث اغتصاب وزير داخلية سوري لريتا الفلسطينية في رواية رفاعية ، ولم يتردد الأخير في تحديد المكان . ربما لأن رفاعية كتب روايته التسجيلية وهو بعيد عن دمشق.
في رواية رشاد تنتقم أمينة لاغتصابها فتقتل رجل المخابرات ، وتنتهي ريتا في رواية رفاعية نهاية مأساوية تدفعها إلى الانتحار ، وما نجح به وزير الداخلية السوري حيث جعل من الفلسطينية ريتا عاهرة يفشل فيه رجل المخابرات في رواية رشاد.
تذكر رواية "ترويض النسر" برواية ثانية ل "أبوشاور" هي رواية "سأرى بعينيك يا حبيبي" التي ترصد انتقال المجتمع من البداوة إلى الحضارة ، وتتشابه أحيانا الأجواء : البيئة ، مع اختلاف قليل - بيئة البداوة / بيئة الريف - والجامعة أيضا.
بساطة السرد والحوار وتقسيم الرواية إلى مقاطع تكاد هذه تتطابق / تتشابه أيضا ، وروايات رشاد يبدو أنها موجهة لعامة القراء ، فلا أسئلة فلسفية ولا سرد معقد ناجم عن اختلاط الأزمنة والأمكنة ولا استرجاع أو ...إلخ ..إلخ.
وأنت تقرأ الرواية تتذكر مظفر النواب:
" فجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان".
في السنوات الأخيرة كتب رشاد أربع روايات المسافة الزمنية بينها قليلة " وداعا يا زكرين " و " ليالي الحب والبوم " وهاتان أقرب إلى السيرة الروائية عموما ، خلافا ل " ترويض النسر " و " سأرى بعينيك يا حبيبي " فالكتابة عن التجربة الذاتية فيهما ضعيفة ولا يبدو حضور الكاتب فيهما إلا من خلال روحه وأفكاره الاجتماعية . أما الآراء السياسية والموقف من الأحزاب فلا تبدو ، خلافا لرواية " ليالي الحب والبوم".
تعتقل المخابرات حمزة لمقالات كتبها وتقتله في السجن ويحاول رأس المال رشوة أخيه المهندس منصور فلا ينجح ويبقى ثابتا على آرائه المنحازة للفقراء ولأهل الريف قاصدا تحسين البنية التحتية لقراهم وربطها بالعاصمة ، ولا تنجح صديقته سناء بالضغط عليه ويتخلى عنها هي التي تريد حياة مرفهة فتحثه على قبول الرشوة.
تنتهي الرواية بقتل أمينة مغتصبها وبخطبة منصور من الدكتورة الجامعية وداد وببقاء العم طرفة وزوجته يوسفية في الوطن رافضين الهجرة إلى كندا ، وبطيران النسر الذي خدر وضعف وعجز عن الطيران ، ليحلق في السماء بعد اعتناء منصور به .
خربشات
٢٨ أيلول ٢٠٢٠