ساهم العديد من مؤلفي الموسيقى العالمية بوضع قواعد حقيقية لتطوير الصورة الموسيقية المتخيلة الافتراضية وعلى ضرورة ان تكون الموسيقى ذات صور درامية مفترضة يتخيلها المتلقي عند سماعها ويتصور مضامينها الفكرية والجمالية، لذلك احتوت الموسيقى عند (هاندل) إلى الدقة في البناء الموسيقي والتصوير الدرامي ورسم الشخصيات الدرامية التي امتازت بالرصانة والبناء الهارموني المتدفق من خلال تناسق البناء الإيقاعي مع اللحن الميلودي، و"كان شديد الحماس لاستحضار هيئات بصرية في موسيقاه، ولعله يفعل ذلك لإرضاء جمهور كان يستوعب الظاهرة التي املاها (روبنز ) وكان ماهرا في رسم وتشكيل اللوحة النغمية التي تستثير الموسيقى فيها صورا في مخيلة المستمع "( )
وبالتالي فان التقارب الصوري بين المنظور الموسيقية كصورة متخيلة وبين اللوحة التشكيلية كصورة مادية استطاع (هاندل) ان يصنع لوحة صورية درامية من خلال أعماله الموسيقية نستطيع ان نتحسس افتراضيا هذه الصورة الدرامية في موسيقاه .
وكذلك اتسمت مؤلفات (جلوك) الموسيقية بانها أكثر عقلانية اذ تعامل معها بروح التوازن والتناسق خدمة لخطاب ورؤية الصورة الدرامية، وأصبحت الموسيقى تأخذ شكلاً من أشكال الإنتاج الفني الذي يدعو الى معالجة النص الدرامي بموسيقى مؤثرة تؤكد عملية الانسجام والتوازن، كما حاول (موزارت) تصوير الشخصيات الدرامية بوضع موسيقى تنسجم مع النظام الحركي والتمثيلي لكل شخصية وقد لاقت نجاحا في التعبير عن الطبيعة البشرية وتصويرها، كما اتسمت موسيقاه بالواقعية لا بالسخرية، وقدم من خلالها تحذيرا ونصيحة بأن الفوضى التي يضعها الإنسان في داخله يفعلها بنفسه، وان الكون والخليقة شيء منظم، كما تجلت العناصر الدرامية والموسيقية عند (موزارت) من خلال التعبير المشترك الذي وضعه في دراما ( دون جيوفاني ) التي وضع فيها كل إمكانياته على مستوى استخدام الاوركسترا واستخدامه الصوت البشري الغنائي في الأحداث الدرامية، وبالتالي رسم صورة درامية واضحة من خلال موسيقاه التي كانت تصور الأحداث الدرامية.
ولهذا وصف( تشايكوفسكي) بأنه مؤلف الموسيقى التي يغلب عليها طابع الحزن، لذلك تميزت أعماله الموسيقية بانطباعات درامية تعبر عن طبيعتها وعن قدرته في تأليف المواقف الدرامية وتصويرها من خلال التفاعل والتمازج بين عناصر الموسيقى وبين مكنونات أفكاره الدفينة التي تنبض بها أعماله الموسيقية، اما (ديبوسي) الذي حاول إيجاد صورة درامية بصرية تُجسد الروح الجديدة للدراما والموسيقى انطلاقا من مفاهيم(فاجنر) في هذا المجال، وقد تبلور هذا التطلع عندما جعل الموسيقى أداة توضيحية للدراما، وكان حريصا في الأسلوب الصوري للموسيقى من خلال تبني الأشكال الإيهامية التي تكتفي بالإيحاء والاقتراح، وابتعد عن الإفصاح والعلن المباشر الخطوط الغائمة، وألالوان الشفقية، هي عماد الموسيقى الجديدة، فعن طريق التآلفات اللحنية المتموجة نجح (ديبوسي) في استحضار الصور المتلاشية، والانطباعات والأمزجة التي هي البديل الموسيقي لانطباعات لا تقل حسية وارتجافاً عاطفياً عن الاصاتة الصاخبة للمدرسة الرومانتيكية .( )
كذلك امتازت موسيقى (ديبوسي) بانها لم تطمع بمحاكاة الطبيعة، بل هي تقترح الطبيعة اي أنها لا تقلد صورة من صور الطبيعة وإنما تحاول خلق صورة جديدة لطبيعة اخرى بالمعنى الموسيقي، كما انها هاجرت الاعتماد على ما هو أدبي اي الابتعاد عن الوصف الأدبي وصياغات أفكار باتجاه طلاقة المزاج للتفكير السليم والتحسس الصوري وتخيلاته الذهنية من خلال اطلاق العنان للمزاج المضاد بالتأثيرات الحقيقة للوسائل التصويرية، اذ كان (ديبوسي) يستثمر طاقة اللون اللحني في الآلات الموسيقية.
وبهذا فقد أكدت الموسيقى العالمية على رسم المعالم الدرامية في صورها ارفتراضية الجمالية بعيدة عن الفكرة التجريدية السائدة.
وبالتالي فان التقارب الصوري بين المنظور الموسيقية كصورة متخيلة وبين اللوحة التشكيلية كصورة مادية استطاع (هاندل) ان يصنع لوحة صورية درامية من خلال أعماله الموسيقية نستطيع ان نتحسس افتراضيا هذه الصورة الدرامية في موسيقاه .
وكذلك اتسمت مؤلفات (جلوك) الموسيقية بانها أكثر عقلانية اذ تعامل معها بروح التوازن والتناسق خدمة لخطاب ورؤية الصورة الدرامية، وأصبحت الموسيقى تأخذ شكلاً من أشكال الإنتاج الفني الذي يدعو الى معالجة النص الدرامي بموسيقى مؤثرة تؤكد عملية الانسجام والتوازن، كما حاول (موزارت) تصوير الشخصيات الدرامية بوضع موسيقى تنسجم مع النظام الحركي والتمثيلي لكل شخصية وقد لاقت نجاحا في التعبير عن الطبيعة البشرية وتصويرها، كما اتسمت موسيقاه بالواقعية لا بالسخرية، وقدم من خلالها تحذيرا ونصيحة بأن الفوضى التي يضعها الإنسان في داخله يفعلها بنفسه، وان الكون والخليقة شيء منظم، كما تجلت العناصر الدرامية والموسيقية عند (موزارت) من خلال التعبير المشترك الذي وضعه في دراما ( دون جيوفاني ) التي وضع فيها كل إمكانياته على مستوى استخدام الاوركسترا واستخدامه الصوت البشري الغنائي في الأحداث الدرامية، وبالتالي رسم صورة درامية واضحة من خلال موسيقاه التي كانت تصور الأحداث الدرامية.
ولهذا وصف( تشايكوفسكي) بأنه مؤلف الموسيقى التي يغلب عليها طابع الحزن، لذلك تميزت أعماله الموسيقية بانطباعات درامية تعبر عن طبيعتها وعن قدرته في تأليف المواقف الدرامية وتصويرها من خلال التفاعل والتمازج بين عناصر الموسيقى وبين مكنونات أفكاره الدفينة التي تنبض بها أعماله الموسيقية، اما (ديبوسي) الذي حاول إيجاد صورة درامية بصرية تُجسد الروح الجديدة للدراما والموسيقى انطلاقا من مفاهيم(فاجنر) في هذا المجال، وقد تبلور هذا التطلع عندما جعل الموسيقى أداة توضيحية للدراما، وكان حريصا في الأسلوب الصوري للموسيقى من خلال تبني الأشكال الإيهامية التي تكتفي بالإيحاء والاقتراح، وابتعد عن الإفصاح والعلن المباشر الخطوط الغائمة، وألالوان الشفقية، هي عماد الموسيقى الجديدة، فعن طريق التآلفات اللحنية المتموجة نجح (ديبوسي) في استحضار الصور المتلاشية، والانطباعات والأمزجة التي هي البديل الموسيقي لانطباعات لا تقل حسية وارتجافاً عاطفياً عن الاصاتة الصاخبة للمدرسة الرومانتيكية .( )
كذلك امتازت موسيقى (ديبوسي) بانها لم تطمع بمحاكاة الطبيعة، بل هي تقترح الطبيعة اي أنها لا تقلد صورة من صور الطبيعة وإنما تحاول خلق صورة جديدة لطبيعة اخرى بالمعنى الموسيقي، كما انها هاجرت الاعتماد على ما هو أدبي اي الابتعاد عن الوصف الأدبي وصياغات أفكار باتجاه طلاقة المزاج للتفكير السليم والتحسس الصوري وتخيلاته الذهنية من خلال اطلاق العنان للمزاج المضاد بالتأثيرات الحقيقة للوسائل التصويرية، اذ كان (ديبوسي) يستثمر طاقة اللون اللحني في الآلات الموسيقية.
وبهذا فقد أكدت الموسيقى العالمية على رسم المعالم الدرامية في صورها ارفتراضية الجمالية بعيدة عن الفكرة التجريدية السائدة.