فكرة الترويض في الأدب العربي فكرة قديمة ، فالقبائل العربية كانت تروض أفرادها حين يخرجون عنها ، ولم يختلف الأمر لاحقا كثيرا .
محبو القصة القصيرة وقراء زكريا تامر يتذكرون قصته "النمور في اليوم العاشر" ، فالنمر الذي لا يأكل إلا اللحوم ، لأنه نمر ، يروضه النظام العربي ، فيرضخ في اليوم العاشر ويأكل العشب.
في رواية رشاد أبو شاور يروض النسر رمز الشموخ ، فمن تظن نفسك أيها المعارض صاحب المبدأ؟
يسجن حمزة لمقالات كتبها ويموت في السجن لأنه رفض الترويض ، ويلاحق أخوه المهندس منصور لأنه يرفض الرضوخ لرأس المال فلا يغير مسار الشارع إلى مسار آخر يخدم الطبقات المستغلة ويصر على خدمة القرى الفقيرة ، فيرمى إليه بنسر مريض عاجز عن الطيران لا يقوى على تحصيل قوته ، لولا اعتناء منصور به وإطعامه . انتبه يا منصور فقد يكون مآلك مآل النسر إن لم تنفذ لنا مطالبنا . كما لو أن هذا هو القصد من حضور النسر في الرواية . صار معادلا فنيا لكل من يعارض . صار مثل نمر زكريا تامر ، وإن واصلت يا منصور عنادك فقد لا تجد ما تأكله وتصبح عاجزا عالة على غيرك.
في رواية "شرق المتوسط" نحن أمام نماذج مختلفة اختلافا ثانويا . هناك من صمد وقتله النظام وهناك من ضعف ووافق على شروط السجان وصار متعاونا ، ولكن شموخه وأنفته تعيدانه إلى الصمود ثانية فيكون مصيره الموت . هل تذكرون هادي ورجب ؟ الأول مثل حمزة والثاني قريب منه منصور ، علما بأن الأخير لم يضعف وقد نجح في مقاومة الإغراءات . طبعا علينا ألا ننسى أن منصور لم يسجن ولم يعذب ولم يلاحق هو شخصيا من النظام لآراء سياسية ، وكل ما تعرض له هو تهديد رجل المخابرات له لأمر شخصي لا سياسي.
عالم المعارض السياسي وقتله وملاحقته بعد فشل ترويضه فكرة تكاد تتشابه في الروايتين . ولكن هناك ثمة اختلاف يتمثل في استغلال جهاز المخابرات المرأة لتخدمه . تغتصب ثم توظف لخدمة الجهاز وتظل تغتصب . هل كتب الروائيون العرب عن هذه الفكرة من قبل؟
كل من قرأ رواية نجيب محفوظ "الكرنك" أو شاهدها فيلما يتذكر ذلك ، وربما عاد قاريء روايات نجيب محفوظ إلى روايته "القاهرة الجديدة" أو الفيلم المأخوذ عنها "القاهرة ٣٠" فالوزير يقيم علاقة مع الفتاة ولأنه متزوج من امرأة ثانية فإنه يظل على علاقته بالفتاة بعد أن يزوجها لمحجوب عبد الدايم صاحب فلسفة " طظ / طز ".
حقا ماذا كان سيلم برشاد أبو شاور لو أفصح عن اسم البلد الذي تجري فيه أحداث الرواية؟
خربشات
٢٩ أيلول ٢٠٢٠
محبو القصة القصيرة وقراء زكريا تامر يتذكرون قصته "النمور في اليوم العاشر" ، فالنمر الذي لا يأكل إلا اللحوم ، لأنه نمر ، يروضه النظام العربي ، فيرضخ في اليوم العاشر ويأكل العشب.
في رواية رشاد أبو شاور يروض النسر رمز الشموخ ، فمن تظن نفسك أيها المعارض صاحب المبدأ؟
يسجن حمزة لمقالات كتبها ويموت في السجن لأنه رفض الترويض ، ويلاحق أخوه المهندس منصور لأنه يرفض الرضوخ لرأس المال فلا يغير مسار الشارع إلى مسار آخر يخدم الطبقات المستغلة ويصر على خدمة القرى الفقيرة ، فيرمى إليه بنسر مريض عاجز عن الطيران لا يقوى على تحصيل قوته ، لولا اعتناء منصور به وإطعامه . انتبه يا منصور فقد يكون مآلك مآل النسر إن لم تنفذ لنا مطالبنا . كما لو أن هذا هو القصد من حضور النسر في الرواية . صار معادلا فنيا لكل من يعارض . صار مثل نمر زكريا تامر ، وإن واصلت يا منصور عنادك فقد لا تجد ما تأكله وتصبح عاجزا عالة على غيرك.
في رواية "شرق المتوسط" نحن أمام نماذج مختلفة اختلافا ثانويا . هناك من صمد وقتله النظام وهناك من ضعف ووافق على شروط السجان وصار متعاونا ، ولكن شموخه وأنفته تعيدانه إلى الصمود ثانية فيكون مصيره الموت . هل تذكرون هادي ورجب ؟ الأول مثل حمزة والثاني قريب منه منصور ، علما بأن الأخير لم يضعف وقد نجح في مقاومة الإغراءات . طبعا علينا ألا ننسى أن منصور لم يسجن ولم يعذب ولم يلاحق هو شخصيا من النظام لآراء سياسية ، وكل ما تعرض له هو تهديد رجل المخابرات له لأمر شخصي لا سياسي.
عالم المعارض السياسي وقتله وملاحقته بعد فشل ترويضه فكرة تكاد تتشابه في الروايتين . ولكن هناك ثمة اختلاف يتمثل في استغلال جهاز المخابرات المرأة لتخدمه . تغتصب ثم توظف لخدمة الجهاز وتظل تغتصب . هل كتب الروائيون العرب عن هذه الفكرة من قبل؟
كل من قرأ رواية نجيب محفوظ "الكرنك" أو شاهدها فيلما يتذكر ذلك ، وربما عاد قاريء روايات نجيب محفوظ إلى روايته "القاهرة الجديدة" أو الفيلم المأخوذ عنها "القاهرة ٣٠" فالوزير يقيم علاقة مع الفتاة ولأنه متزوج من امرأة ثانية فإنه يظل على علاقته بالفتاة بعد أن يزوجها لمحجوب عبد الدايم صاحب فلسفة " طظ / طز ".
حقا ماذا كان سيلم برشاد أبو شاور لو أفصح عن اسم البلد الذي تجري فيه أحداث الرواية؟
خربشات
٢٩ أيلول ٢٠٢٠