د. عادل الأسطة - "مقتل صاحب الكتب" سعد محمد رحيم.. روائي من العراق :

أقرأ في هذه الأيام رواية الكاتب العراقي سعد محمد رحيم " مقتل صاحب الكتب " التي وصلت في العام ٢٠١٧ إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر للرواية العربية.
لم أقرأ للكاتب من قبل أي عمل قصصي أو روائي ، ولكني وأنا أقرأ روايته هذه تذكرت رواية الطيب صالح " موسم الهجرة إلى الشمال " التي يشير السارد عموما إليها ليربط بين حياة صاحب الكتب ومصطفى سعيد في أوروبا والظروف الغامضة لموت كل منهما - انتحار او غرق في حالة مصطفى سعيد أو قتل لأسباب مجهولة في حالة محمود المرزوق.
طبعا لا أريد أن أذكر روايتي " تداعيات ضمير المخاطب " و " الوطن عندما يخون " فهناك خطوط عامة تختلف تفاصيلها . المثقف العربي في الغرب وغربته وعذابه في وطنه حين يعود إليه.
" مقتل صاحب الكتب " ذكرتني برواية عبد الرحمن منيف " الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى " من حيث الرفاق حين يوشون ببعضهم بعد أن يختلفوا ، وهذه المرة أيضا في براغ نفسها.
من الروايات التي تذكرتها أيضا الروايات التي اتكأ مؤلفوها فيها على دفتر أو دفاتر شخصية من شخصياتهم وهو ما أتيت عليه في دراستي " الرواية العربية في القرن الحادي والعشرين : لعبة الشكل " المابعد " " وهي دراسة صدرت في كتاب عن قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية قبل عامين تقريبا.
ومن الروايات التي درستها الياس خوري " أولاد الغيتو : اسمي آدم " التي صدرت في ٢٠١٦.
دفاتر آدم في رواية الياس خوري لا يختلف عنها دفتر محمود المرزوق صاحب الكتب.
طرق القص وخدعها ليست كثيرة والتنوع يكون في الموضوع والتفاصيل وتوتير اللغة.
ثقافة الروائيين تبدو واضحة جدا في نصي الياس وسعد محمد رحيم . من قال إن الرواية لا تثقف وإنها ثرثرة.
ربما يقول قاريء الروايات العراقية بعد الحرب مثل رواية أحمد سعداوي " فرانكشتاين في بغداد " ورواية عواد علي " نخلة الواشنطونيا " إن أكثر روايات العراق بعد سقوط بغداد في نيسان ٢٠٠٣ تتشابه موضوعاتها أيضا ! ربما ! وربما يستشهد بمقولة الجاحظ " المعاني مطروحة في الطريق.."
صباح الخير
خربشات
٦ تشرين الأول ٢٠٢٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...