"الشراكة بين الاختلاف والقبول في المجتمعات العربية"
مقدمة:
إن كنت ترى في الناس أنهم مجرد محطات في حياتك، فأنت مجرم.. نعم، مجرم بحق نفسك قبل أي شخص آخر، لأنك لم تحقق هدفًا من أهداف الحياة التي وضعها الله سبحانه أمامك، ولأنك تثبت لنفسك أن الإنسان مهما بلغ من العلم سيبقى متعطش لكل شيء دون توقف؛ سيبقى عنده حب الاستطلاع والتجربة ولن يهمه إن فقد أي قيمة إنسانية، المهم التجربة بذاتها.
ليس كل شخص نعرفه خاصة في ظل الظروف الصعبة والحالة العامة للثورات في بلداننا العربية هو فاقد للقيم أو من أصحاب المصالح والمنافقين، هناك بذرة خير حتى في النفوس الشريرة، بدليل قوله -عز وجل- "ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها"، ولنتدبر الإلهام في كل نفس، وليس فقط النفوس البشرية، فلنا الدروس والعظات في نشاط أسراب النمل وبطء السلاحف وشموخ الأحصنة وصبر الجمال ودهاء الثعالب، حتى في نمو النباتات وبيئتها والظروف التي هُيئت لها، وهذه الظروف ليست سببًا لنعلق عليه حججنا بالفشل أو الاستسلام أو المهادنة أو الانتقام ولا تبرر سلب الحيوات ما قُدِّر لها في فسيح هذا الكون لتخوض دورة حياتها بسلام أو حروب.
لم يكن الأمن ،يومًا، أن ننسى فضل من وقف وساندنا ودعمنا على أصعدة كثيرة في أوقات الألم والعجز والضعف والعزلة، فهؤلاء أضاؤوا لنا عتمة ما ونحن نعيش تجربة الخوف وعدم الأمان والاستقرار، ونحن كبشر نختلف بتفكيرنا وثقافاتنا والأيدلوجيات التي نتبناها واتخاذ قرارتنا المتعلقة بمصائرنا ومصائر أحبائنا، ومنا من يرفض طبيعة الاختلاف ورغم ذلك يتشدق بالقبول ليهادن ويدعي قبوله لفكرة أن "الاختلاف لا ينقص من الوِد أو احترام الفكر"، لكننا في كل الفرص المتاحة نكشف ما في نفوسنا رغم اصطناع عدم الاكتراث والترفع عن سذاجة الآخرين. بعض أحاديثنا فيها "كلمات مفتاحية" تكشف الحالة النفسية والعقلية للمتحدث، لذلك- مثلاً- يتبنى الكُتّاب والشعراء فكرة أن الحالة أو الشخصية هي من تقودهم للتعبير عنها وعن تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، لكنها تظهر جلية في ذلك الحوار الداخلي الذي تطغى عليه الأنا بصفة أخرى كشخصية الحكاية المتمثلة في الحالة أو الفكرة المكتوبة، وبكلمات أكثر دقة فإنها وإن لم تكن مطابقة100% لشخصية الكتاب أو الشعراء أنفسهم ، فهي تمثل جزءًا مما يخالجهم ويقرأونه ويلمسونه في دراستهم لعينات بشرية في الواقع والعالم الدنيوي ويسلطون عليها الضوء لكن وجب التصريح والتنويه إلى أنها "شخصيات غير حقيقية وأن التشابه قد يكون محض صدفة"، وإن اختلفنا أو وافقنا فهذا يعد من باب التدليس والإخفاء لتخفيف وقع الصدمة على المتلقي أو لأسباب تتعلق بعدم إحراج أصحاب الحكاية الحقيقيين أو لعدم كشف علاقة الكاتب بشخصياته خارج إطار المكتوب، وما يتفاوت شرحه وفهمه في هذا الباب، أن لكل منا أسبابه ولكل منا قيمه وثبوتياته، فقد نختلف على قبول ورفض العادات والتقاليد في حوارتنا اليومية لكننا نتبناها سلوكًا وفعلًا، كأن نرفض أن تكون المرأة خفيفة ومطية لكل ما يحسب على الذكور بكل ما يتعلق بذكورته التي جعلها الله سبحانه له في هيأته الجسدية وبحسب بيئته الأبوية والسلطة الممنوحة له، يُلزِم، عادة، النساء في إطار علاقة أسرية أو عائلية أو زوجية بالخضوع له ومن خلال التبريرات الدينية التي يجتهد على تفسيرها بغير معانيها وشروحاتها كطبيعة الخضوع في العلاقة الزوجية وتبني أسلوب الترهيب والحدود والعقوبات، أو بايجاد التبريرات المجتمعية كالقول أن المرأة لا تعيش في غير كنف رجل يصونها ويحميها رغم أن عقلية وخبث بعضهن تجعلهم كالخاتم في أصابعها، أو بموائمة التبريرات العلمية كالقول أن البنية الجسدية للرجل أقوى من المرأة وتجعله صلبًا في مشاعره وعنيدًا لحماية شرفه؛ هذا الشرف الذي قامت بسببه الثورات النسوية للمطالبة بالحقوق والمساواة وحققن نجاحًا بسيطًا في إخماد حرائقة اللاذعة والحريفة من اضطهاد جسدي ولفظي بين الحين والحين بتفوقهن في المجالات العملية والعلمية والبحثية والرياضية والفنية والتواصل وشبكة العلاقات، وأثبتن أنهن لسن مجرد جسد حيّ بأنوثته ومعالمه ولا أنهن مجرد أفواه تبحث عن لقمة أو قبلة تمنحهن الشعور بنشوة العشق ولا هن مجرد موظفات يمددن أياديهن لانتشال عوائلهن من الفقر ويضحين "بكل شيء" من أجل السلم الوظيفي أو لتجاوز حدود العلاقات الإنسانية، وبرغم أن مشاهير المطبخ على القنوات المُتلفَزة أغلبهم ذكور، لكن توابل المرأة واحترافها الحشو قولًا وفعلًا وحشدها للمسيرات السلمية وغير السلمية أقنعت البعض، وأخافت الكثيرين من الرجال من خسارة المعجبات من نساء العائلة والزميلات والعشيقات، فهؤلاء إن اتحدن يقمن الدنيا ولا يقعدنها حتى يرينه منساقًا لاحترامهن وخاضعًا لمطالبهن وإن مجبرًا.
في مقالتي هذه، أؤكد أني لا أبحث عن انقسامات بين مؤيد ورافض لما أكتبه ويعبر عما أفكر، ولا أسعى لإثارة من لا يرى الحقائق عارية من الزيف المجتمعي والكلام المنمق ليناسب فلان على حساب فلان، فأنا مؤمنة بأن المرأة والرجل "معاً" وليس كمنافسين يحققان انتصارًا للحضارة، وليس عليّ كامرأة أن أنحاز لبنات جنسي، وأنا التي شهدتُ بعض معاركهن ولم تقنعني أفكارهن المتعلقة بالنسوية كمذهب وأيدلوجيا وما أزال أتعجب من تعصب بعضهن للجندرة ونظرتهن الاستعلائية في التفوق ومطالبتهن لإلغاء الفوارق بين الرجل والمرأة مع أن كلا الجنسين يكمل آخره بتحقيق الأمومة والأبوة وبناء اللبنة الأساسية للمجتمع في ظروف صحية وسليمة تتقبل الاختلاف وتختلف بالأساليب والنهج الذي يشق به الفرد طريقه وحياته للاستقرار والأمان.
مقدمة:
إن كنت ترى في الناس أنهم مجرد محطات في حياتك، فأنت مجرم.. نعم، مجرم بحق نفسك قبل أي شخص آخر، لأنك لم تحقق هدفًا من أهداف الحياة التي وضعها الله سبحانه أمامك، ولأنك تثبت لنفسك أن الإنسان مهما بلغ من العلم سيبقى متعطش لكل شيء دون توقف؛ سيبقى عنده حب الاستطلاع والتجربة ولن يهمه إن فقد أي قيمة إنسانية، المهم التجربة بذاتها.
ليس كل شخص نعرفه خاصة في ظل الظروف الصعبة والحالة العامة للثورات في بلداننا العربية هو فاقد للقيم أو من أصحاب المصالح والمنافقين، هناك بذرة خير حتى في النفوس الشريرة، بدليل قوله -عز وجل- "ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها"، ولنتدبر الإلهام في كل نفس، وليس فقط النفوس البشرية، فلنا الدروس والعظات في نشاط أسراب النمل وبطء السلاحف وشموخ الأحصنة وصبر الجمال ودهاء الثعالب، حتى في نمو النباتات وبيئتها والظروف التي هُيئت لها، وهذه الظروف ليست سببًا لنعلق عليه حججنا بالفشل أو الاستسلام أو المهادنة أو الانتقام ولا تبرر سلب الحيوات ما قُدِّر لها في فسيح هذا الكون لتخوض دورة حياتها بسلام أو حروب.
لم يكن الأمن ،يومًا، أن ننسى فضل من وقف وساندنا ودعمنا على أصعدة كثيرة في أوقات الألم والعجز والضعف والعزلة، فهؤلاء أضاؤوا لنا عتمة ما ونحن نعيش تجربة الخوف وعدم الأمان والاستقرار، ونحن كبشر نختلف بتفكيرنا وثقافاتنا والأيدلوجيات التي نتبناها واتخاذ قرارتنا المتعلقة بمصائرنا ومصائر أحبائنا، ومنا من يرفض طبيعة الاختلاف ورغم ذلك يتشدق بالقبول ليهادن ويدعي قبوله لفكرة أن "الاختلاف لا ينقص من الوِد أو احترام الفكر"، لكننا في كل الفرص المتاحة نكشف ما في نفوسنا رغم اصطناع عدم الاكتراث والترفع عن سذاجة الآخرين. بعض أحاديثنا فيها "كلمات مفتاحية" تكشف الحالة النفسية والعقلية للمتحدث، لذلك- مثلاً- يتبنى الكُتّاب والشعراء فكرة أن الحالة أو الشخصية هي من تقودهم للتعبير عنها وعن تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، لكنها تظهر جلية في ذلك الحوار الداخلي الذي تطغى عليه الأنا بصفة أخرى كشخصية الحكاية المتمثلة في الحالة أو الفكرة المكتوبة، وبكلمات أكثر دقة فإنها وإن لم تكن مطابقة100% لشخصية الكتاب أو الشعراء أنفسهم ، فهي تمثل جزءًا مما يخالجهم ويقرأونه ويلمسونه في دراستهم لعينات بشرية في الواقع والعالم الدنيوي ويسلطون عليها الضوء لكن وجب التصريح والتنويه إلى أنها "شخصيات غير حقيقية وأن التشابه قد يكون محض صدفة"، وإن اختلفنا أو وافقنا فهذا يعد من باب التدليس والإخفاء لتخفيف وقع الصدمة على المتلقي أو لأسباب تتعلق بعدم إحراج أصحاب الحكاية الحقيقيين أو لعدم كشف علاقة الكاتب بشخصياته خارج إطار المكتوب، وما يتفاوت شرحه وفهمه في هذا الباب، أن لكل منا أسبابه ولكل منا قيمه وثبوتياته، فقد نختلف على قبول ورفض العادات والتقاليد في حوارتنا اليومية لكننا نتبناها سلوكًا وفعلًا، كأن نرفض أن تكون المرأة خفيفة ومطية لكل ما يحسب على الذكور بكل ما يتعلق بذكورته التي جعلها الله سبحانه له في هيأته الجسدية وبحسب بيئته الأبوية والسلطة الممنوحة له، يُلزِم، عادة، النساء في إطار علاقة أسرية أو عائلية أو زوجية بالخضوع له ومن خلال التبريرات الدينية التي يجتهد على تفسيرها بغير معانيها وشروحاتها كطبيعة الخضوع في العلاقة الزوجية وتبني أسلوب الترهيب والحدود والعقوبات، أو بايجاد التبريرات المجتمعية كالقول أن المرأة لا تعيش في غير كنف رجل يصونها ويحميها رغم أن عقلية وخبث بعضهن تجعلهم كالخاتم في أصابعها، أو بموائمة التبريرات العلمية كالقول أن البنية الجسدية للرجل أقوى من المرأة وتجعله صلبًا في مشاعره وعنيدًا لحماية شرفه؛ هذا الشرف الذي قامت بسببه الثورات النسوية للمطالبة بالحقوق والمساواة وحققن نجاحًا بسيطًا في إخماد حرائقة اللاذعة والحريفة من اضطهاد جسدي ولفظي بين الحين والحين بتفوقهن في المجالات العملية والعلمية والبحثية والرياضية والفنية والتواصل وشبكة العلاقات، وأثبتن أنهن لسن مجرد جسد حيّ بأنوثته ومعالمه ولا أنهن مجرد أفواه تبحث عن لقمة أو قبلة تمنحهن الشعور بنشوة العشق ولا هن مجرد موظفات يمددن أياديهن لانتشال عوائلهن من الفقر ويضحين "بكل شيء" من أجل السلم الوظيفي أو لتجاوز حدود العلاقات الإنسانية، وبرغم أن مشاهير المطبخ على القنوات المُتلفَزة أغلبهم ذكور، لكن توابل المرأة واحترافها الحشو قولًا وفعلًا وحشدها للمسيرات السلمية وغير السلمية أقنعت البعض، وأخافت الكثيرين من الرجال من خسارة المعجبات من نساء العائلة والزميلات والعشيقات، فهؤلاء إن اتحدن يقمن الدنيا ولا يقعدنها حتى يرينه منساقًا لاحترامهن وخاضعًا لمطالبهن وإن مجبرًا.
في مقالتي هذه، أؤكد أني لا أبحث عن انقسامات بين مؤيد ورافض لما أكتبه ويعبر عما أفكر، ولا أسعى لإثارة من لا يرى الحقائق عارية من الزيف المجتمعي والكلام المنمق ليناسب فلان على حساب فلان، فأنا مؤمنة بأن المرأة والرجل "معاً" وليس كمنافسين يحققان انتصارًا للحضارة، وليس عليّ كامرأة أن أنحاز لبنات جنسي، وأنا التي شهدتُ بعض معاركهن ولم تقنعني أفكارهن المتعلقة بالنسوية كمذهب وأيدلوجيا وما أزال أتعجب من تعصب بعضهن للجندرة ونظرتهن الاستعلائية في التفوق ومطالبتهن لإلغاء الفوارق بين الرجل والمرأة مع أن كلا الجنسين يكمل آخره بتحقيق الأمومة والأبوة وبناء اللبنة الأساسية للمجتمع في ظروف صحية وسليمة تتقبل الاختلاف وتختلف بالأساليب والنهج الذي يشق به الفرد طريقه وحياته للاستقرار والأمان.