د. عادل الأسطة - الست كورونا: "جنين" وعودة إلى الإغلاق الشامل (97)

أخبار المساء لم تحفل بما هو مفرح . الخبر المفرح الوحيد في حياة الفلسطينيين على ما يبدو هو فقط تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم وعودة سكانها ممن هاجر منها - أي عودة جدي وجدتي وأبي وأمي ليبدأوا حياتهم التي كانوا عليها قبل ١٥ أيار ١٩٤٨ ، وبأعمارهم التي كانوا عليها في حينه وليموتوا في يافا وليقبروا في مقابرها ، وأي خبر غير هذا ليس خبرا مفرحا . " وعاوزنا نرجع زي زمان ، قل للزمان ارجع يا زمان".
السيد أكرم الرجوب محافظ مدينة " جنين " أعلن عن إغلاق المدينة لمدة خمسة أيام " خمسة وخميسة " ولا أعرف قصة العبارة.
ما السبب الذي حدا بالسيد المحافظ إلى العودة إلى سياسة الإغلاق؟
اليوم أو أمس بلغ عدد الإصابات في " جنين " ١٧٧ إصابة ، ولا أعرف إن كان هناك وفيات . وفي دولة الاحتلال صارت الأرقام ترتفع بارتفاع سعر الشيكل قياسا للدولار والدينار واليورو.
وأنا أفطر اليوم الفول في مطعم حمدي سألني إن كان هناك حقا كورونا ، وجاري الذي يكاد يقترب من الستين خاف من الذهاب إلى المشفى حتى لا يحجز بحجة الإصابة بالكورونا ، فهو يعاني من ضيق التنفس وما شابه مما يشترك مع أعراض الكورونا.
عندما دخلت أمس إلى مقهى خان الوكالة في البلدة القديمة قاس أحد الموظفين درجة حرارتي ولما وجدها حوالي ٣٧ سمح لي بالدخول والجلوس مع طالبي دكتوراه طلبا مشورتي.
البرد على الأبواب وربما تتكرر حالة جنين في جنين وغيرها . هل سيؤدي البرد إلى مزيد من الإصابة بالكورونا أم أنه سيقلل من الإصابات؟
التدفئة والكستناء وإغلاق أبواب المقاهي ، كل هذا سيربكنا وفي نشرة الأخبار خبر عن صالات الأفراح والأتراح والليالي الملاح وغير الملاح ، ونأمل من الله العافية ولن تتحرر فلسطين من نهرها إلى بحرها إلا إذا أخذتنا الكورونا نحن و " هم " ، ولن يعود جدي وجدتي وأبي وأمي إلا إذا حصل هذا ونفخ في البوق والله أعلم.
مساء الخير
خربشات
١٢ تشرين الأول ٢٠٢٠




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى