في مكتبتي كتاب عنوانه القصة القصيرة اليمنية . لم أعد أذكر مؤلفه ويمكن البحث عنه . قبل أن أقتني هذا الكتاب قرأت في نهاية 70 ق 20 أكثر أعمال محمد احمد عبد الولي ، إن أحسنت تذكر اسمه ، وقبل خمس ست سنوات أعادت سلسلة كتاب في جريدة طباعة رواية له أظن أن عنوانها " اﻷرض يا سلمى " .
لا أعرف روائيين يمنيين وأعرف شاعرين مهمين : عبد الله البردوني وعبد العزيز المقالح ، وكنت أحفظ لﻷول :
" فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري "
عن ظهر قلب وفي 80 ق 20 أعدت نشرها على صفحات جريدة " الشعب ".
هل أنسى بيت البردوني :
" ماذا أحدث عن صنعاء يا أبت
مليحة عاشقاها السل والجرب ؟ "
وأما المقالح فأتذكر قصيدته " الصمت عار " وقصيدته التي أهداها لسميح القاسم يطلب منه أن يتشبث بأرضه وألا يرحل .
سمعت باسم علي المقري من خلال متابعتي لجائزة بوكر للرواية ، وقرأت له "اليهودي الحالي " وناقشها معي طلبة الماجستير حين درست مساق موضوع في اﻷدب الحديث . ومنذ عام اقتنيت رواية " حرمة " وأنهيت قراءتها أول أمس . وللرواية حكاية .
مؤخرا نقلت الرواية إلى الفرنسية وفاز مؤلفها بجائزة من فرنسا .
هوامش :
1-
أثار المؤلف على صفحات الفيس بوك قضية الطبعات المزورة لرواياته ومنها " حرمة " ، وكتب عن طبعة مزورة في صنعاء وأخرى في القاهرة . أنا أشرت إلى طبعة مزورة في فلسطين . هنا أكثر الكتب تزور وتباع بسعر قريب من السعر اﻷصلي ، وأنا أشتري ﻷقرأ فأشارك في القضية ، وﻷنني من أنصار الثقافة للجميع ، فلا أمانع من طباعة كتبي أو إعادة طباعتها شرط أن أعلم باﻷمر وألا يتم العبث بها .
طبعة " حرمة " المزورة / المصورة لها قصة .
اقترح علي صاحب مكتبة أن أقتنيها وأقرأها ﻷرى البورنو فيها وترددت ، فالبورنو على النت أكثر من الهم على القلب . وكنت قرأت " برهان العسل " و " الآخرون " و " يا سلام " واشتريت كتب الجنس عند العرب و .. و .. فماذا سأقرأ أكثر ؟
ثم قررت أن أقتتي نسخة منها .
طبعها ناشر - صورها - ، ثم قام بإعدامها وإخفائها ، فقد قيل له عن البورنو فيها . فيها عبارات مكشوفة و .. والعبارات المكشوفة ترد في أشرطة كانت توزع في 70 ق 20 وتتداول ، كما المجلات .
صاحب مكتبة قال لي :
- إنني أخاف من توزيعها فقد تحرق مكتبتي ، ثم تراجع وقال لي إنه لم يعرضها ﻷنه لا يتعامل مع طابعها .
ما علينا !
روايات مثل "حرمة " لم تستقبل في الحركة اﻷدبية الفلسطينية . ربما قرأها قراء قليلون ، والبورنو في أدبياتنا ليس ظاهرة لافتة .
مؤخرا فاز الكاتب بجائزة فرنسية ، والرواية ترجمت إلى الفرنسية و .. و .. وأنا قرأت الرواية قبل يومين . جريدة اﻷيام الفلسطينية احتفلت بالمقري غير مرة وهو صديق على صفحة الفيس بوك . ولما كتبت عنه أمس عقبت الروائية آيناس عبد الله مبدية رأيا ليس لصالح المقري وذهبت إلى أنه يكتب وعينه على جوائز الغرب . أنا تذكرت الطاهر بن جلون ورواياته ومنها " ليلة القدر " و " ليلة الغلطة "... الخ وهما لدي ولم أكتب عنهما
2-
ما هو موضوع حرمة ؟
أهو المرأة في المجتمع اليمني وعلاقتها بالرجل ؟
أهو الكبت الجنسي الذي يؤدي إلى ازدواجية الشخصية ؟
أهو المجتمع المتخلف الذي يرى الظاهر ولا يرى ما هو خلفه ؟
أهو اﻷسرة التي لا ترى ما يجري تحت السطح ؟
إن ساردة الرواية امرأة تدرس لاحقا في الجامعة ، وهي تروي عن أبيها وأخيها وأختها وعن تجربتها هي . إنها رواية عائلة في اشتباكها مع المجتمع . أب يهمه أن يعيش ، وتوفر له ابنته المال فيعطيها حريتها دون أن يسأل عن مصدر المال . وأخ يساري متحرر يهجر الماركسية ويعود إلى الدين وينضم لجهات متعصبة تقاتل في أفغانستان وغيرها ، ويغدو متشددا مع المرأة التي عليها أن تلزم بيتها ، ويطلق زوجته لشبهة بسبب شريط فاضح ، وسيترك هذا الاخ المتعصب الجهة المتعصبة التي انضوى تحت لوائها حال عثوره على امراة أحبها وأحبته ، وستغدو هذه المرأة عالمه كله .. وأخت تعمل سكرتيرة تعاشر مديرها من خلال علاقة غير شرعية معه هو الذي يتظاهر بالتدين ويتخذ من الصلاة غطاء لفجوره ونزواته حتى لا يكتشف حموه أمره فيحرمه من المال والميراث . والساردة التي تدرس الشريعة بناء على رغبة أخيها وتتزوج من صديق أخيها العاجز و ..و .. وأستاذ جامعي يحاضر في الدين ولكن له وجها آخر .... وسعودي وفرنسي و ..و ..
السعودي يتعرف إلى أخت الساردة ويرغب في علاقة زواج معها ويتظاهر بأنه متحرر ، وحين تمنحه نفسها ، قبل الزواج ، يتركها ، والفرنسي الفنان حين يكتشف غشاء البكارة - وهو مزيف - يتركها فهي متخلفة ، وهي اعتادت رتق البكارة وتمارس حياة جنسية منفتحة في السر و .. و .. وأب همه المال والقات وحين يضبط ابنته في المنزل مع شاب يصاب بالجلطة ويموت .
الرواية تكشف ما يجري في السر وهو غير الظاهر . مجتمع يعيش ازدواجية فاضحة . هذا هو موضوع الرواية . فهل هو جديد ؟
هل يختلف عن روايات مثل " بنات الرياض " لرجاء الصانع ، و " الآخرون " لصبا الحرز ، و " اﻷوبة " لوردة عبد الملك ، و " ملامح " لزينب حفني ، و.. و " برهان العسل " لسلمى النعيمي ؟
3 - ادب مكشوف :
لماذا يلجأ علي المقري إلى إيراد العبارات البذيئة الجنسية تحديدا في روايته " حرمة " ، وهل هو أول من يفعل هذا في أدبنا العربي ؟
كنت أشرت إلى مجموعة روايات عربية نسوية لم يخل بعضها من عبارات أو مشاهد كهذه . ولم يخل اﻷدب العربي القديم أيضا من عبارات جنسية . حتى كاتب فيلسوف عميق وجاد هو أبو حيان التوحيدي لم تخل بعض كتبه من عبارات جنسية غير متقبلة اجتماعيا ربما حتى ممن يتلفظون بها . وغالبا ما أشير إلى الليلة 18 من ليالي " الإمتاع والمؤانسة " .
المقري يبني روايته على أشرطة تسجيل لها حضور في حياتنا ؛ قسم منها في العلن مثل شريط أغنية أم كلثوم " سلوا قلبي " وقسم في السر مثل أشرطة البورنو ، وكان لا بد من تفريغ هذين النوعين من اﻷشرطة لتكتمل الرواية .
يرصد المقري واقعا من حياة أهل اليمن ، ظاهره وباطنه ، ويفعل ذلك منطلقا من عبارة نقدية وردت في ص 42 من الرواية هي" الفن يتعارض مع أي شروط ولا يبقى جديرا بحمل صفة الفن إذا أنتج بناء على شروط " وهو ما يطبقه .
هناك مقولة نقدية وردت في كتاب ( ديفيدديتشس ) " مناهج النقد اﻷدبي " على لسان الناقد ( ليونل ترلنج ) هي أن الفنان ، خلافا ﻷصحاب مهن محترمة هي الطب والهندسة وما شابه ، لا يلجأ إلى الإخفاء والملاءمة . وهذا ما فعله المقري وما لم أفعله أنا . هذا لا يعني أن المقري غير محترم وأنني محترم ، وإنما لجأت في روايتي " تداعيات ضمير المخاطب " 1993 ، بحكم كوني أستاذا جامعيا ، إلى الإخفاء والملاءمة .
4 -
ثلاث شخوص : كاعبان ومعصر
وأنا أقرأ " حرمة " تذكرت عمر بن أبي ربيعة .
في رائية عمر :
" أمن آل نعم ...."
قص عن تجربة عمر مع صاحبته نعم . أخذهما الوقت ولاح الصباح فما العمل ؟
" أقص على أختي " القصة ولا بد ستعلمان إن آجلا أو عاجلا ؟ وستقترح أخت نعم على عمر أن يتزيا بزي امرأة
" فلا سرنا يفشو ولا هو يؤشر / يفضح " .
ويتم لهم اﻷمر ، ولكن عمر فضاح لا يكتم اﻷسرار.كتب قصيدته وفضح نعم وأهلها وأشاع السر شعرا . إنه فنان لم يلجأ إلى الإخفاء والملاءمة .
لولا في " حرمة " مثل زوجة أخيها نورا . شاع شريط نورا فطلقها زوجها رقيب ، و " لولا "..
" لولا " التي كانت تمارس الجنس في مكان العمل وفي الطائرة وفي باريس بعيدا عن منزل العائلة ما عادت منذ غدت عاطلة عن العمل قادرة على ممارسته إلا في بيتها . تحضر الرجال ، في أثناء غياب أهلها ، إلى المنزل متزيين بعباءة تخفيهم وتفعل ما تريد . مرة يعود أبوها إلى المنزل ويرى اﻷمر فيموت .
هل كانت لولا قرأت عمر بن أبي ربيعة ؟
هناك روائية سعودية هي سمر المقرن كتبت عن ظاهرة تزيي الرجال في السعودية بزي النساء . كتبت قصة طويلة عنوانها " نساء المنكر " عن هذه الظاهرة .
حدث يستدعي حدثا ورواية تستدعي قصيدة وقصيدة تستدعي رواية ورواية تستدعي :
في 1967 في حرب حزيران ارتدى بعض الجنود ملابس مدنية خوفا من القتل على أيدي ... وملابس نسائية خوفا من القتل على أيدي .
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/1659026337684262
لا أعرف روائيين يمنيين وأعرف شاعرين مهمين : عبد الله البردوني وعبد العزيز المقالح ، وكنت أحفظ لﻷول :
" فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري "
عن ظهر قلب وفي 80 ق 20 أعدت نشرها على صفحات جريدة " الشعب ".
هل أنسى بيت البردوني :
" ماذا أحدث عن صنعاء يا أبت
مليحة عاشقاها السل والجرب ؟ "
وأما المقالح فأتذكر قصيدته " الصمت عار " وقصيدته التي أهداها لسميح القاسم يطلب منه أن يتشبث بأرضه وألا يرحل .
سمعت باسم علي المقري من خلال متابعتي لجائزة بوكر للرواية ، وقرأت له "اليهودي الحالي " وناقشها معي طلبة الماجستير حين درست مساق موضوع في اﻷدب الحديث . ومنذ عام اقتنيت رواية " حرمة " وأنهيت قراءتها أول أمس . وللرواية حكاية .
مؤخرا نقلت الرواية إلى الفرنسية وفاز مؤلفها بجائزة من فرنسا .
هوامش :
1-
أثار المؤلف على صفحات الفيس بوك قضية الطبعات المزورة لرواياته ومنها " حرمة " ، وكتب عن طبعة مزورة في صنعاء وأخرى في القاهرة . أنا أشرت إلى طبعة مزورة في فلسطين . هنا أكثر الكتب تزور وتباع بسعر قريب من السعر اﻷصلي ، وأنا أشتري ﻷقرأ فأشارك في القضية ، وﻷنني من أنصار الثقافة للجميع ، فلا أمانع من طباعة كتبي أو إعادة طباعتها شرط أن أعلم باﻷمر وألا يتم العبث بها .
طبعة " حرمة " المزورة / المصورة لها قصة .
اقترح علي صاحب مكتبة أن أقتنيها وأقرأها ﻷرى البورنو فيها وترددت ، فالبورنو على النت أكثر من الهم على القلب . وكنت قرأت " برهان العسل " و " الآخرون " و " يا سلام " واشتريت كتب الجنس عند العرب و .. و .. فماذا سأقرأ أكثر ؟
ثم قررت أن أقتتي نسخة منها .
طبعها ناشر - صورها - ، ثم قام بإعدامها وإخفائها ، فقد قيل له عن البورنو فيها . فيها عبارات مكشوفة و .. والعبارات المكشوفة ترد في أشرطة كانت توزع في 70 ق 20 وتتداول ، كما المجلات .
صاحب مكتبة قال لي :
- إنني أخاف من توزيعها فقد تحرق مكتبتي ، ثم تراجع وقال لي إنه لم يعرضها ﻷنه لا يتعامل مع طابعها .
ما علينا !
روايات مثل "حرمة " لم تستقبل في الحركة اﻷدبية الفلسطينية . ربما قرأها قراء قليلون ، والبورنو في أدبياتنا ليس ظاهرة لافتة .
مؤخرا فاز الكاتب بجائزة فرنسية ، والرواية ترجمت إلى الفرنسية و .. و .. وأنا قرأت الرواية قبل يومين . جريدة اﻷيام الفلسطينية احتفلت بالمقري غير مرة وهو صديق على صفحة الفيس بوك . ولما كتبت عنه أمس عقبت الروائية آيناس عبد الله مبدية رأيا ليس لصالح المقري وذهبت إلى أنه يكتب وعينه على جوائز الغرب . أنا تذكرت الطاهر بن جلون ورواياته ومنها " ليلة القدر " و " ليلة الغلطة "... الخ وهما لدي ولم أكتب عنهما
2-
ما هو موضوع حرمة ؟
أهو المرأة في المجتمع اليمني وعلاقتها بالرجل ؟
أهو الكبت الجنسي الذي يؤدي إلى ازدواجية الشخصية ؟
أهو المجتمع المتخلف الذي يرى الظاهر ولا يرى ما هو خلفه ؟
أهو اﻷسرة التي لا ترى ما يجري تحت السطح ؟
إن ساردة الرواية امرأة تدرس لاحقا في الجامعة ، وهي تروي عن أبيها وأخيها وأختها وعن تجربتها هي . إنها رواية عائلة في اشتباكها مع المجتمع . أب يهمه أن يعيش ، وتوفر له ابنته المال فيعطيها حريتها دون أن يسأل عن مصدر المال . وأخ يساري متحرر يهجر الماركسية ويعود إلى الدين وينضم لجهات متعصبة تقاتل في أفغانستان وغيرها ، ويغدو متشددا مع المرأة التي عليها أن تلزم بيتها ، ويطلق زوجته لشبهة بسبب شريط فاضح ، وسيترك هذا الاخ المتعصب الجهة المتعصبة التي انضوى تحت لوائها حال عثوره على امراة أحبها وأحبته ، وستغدو هذه المرأة عالمه كله .. وأخت تعمل سكرتيرة تعاشر مديرها من خلال علاقة غير شرعية معه هو الذي يتظاهر بالتدين ويتخذ من الصلاة غطاء لفجوره ونزواته حتى لا يكتشف حموه أمره فيحرمه من المال والميراث . والساردة التي تدرس الشريعة بناء على رغبة أخيها وتتزوج من صديق أخيها العاجز و ..و .. وأستاذ جامعي يحاضر في الدين ولكن له وجها آخر .... وسعودي وفرنسي و ..و ..
السعودي يتعرف إلى أخت الساردة ويرغب في علاقة زواج معها ويتظاهر بأنه متحرر ، وحين تمنحه نفسها ، قبل الزواج ، يتركها ، والفرنسي الفنان حين يكتشف غشاء البكارة - وهو مزيف - يتركها فهي متخلفة ، وهي اعتادت رتق البكارة وتمارس حياة جنسية منفتحة في السر و .. و .. وأب همه المال والقات وحين يضبط ابنته في المنزل مع شاب يصاب بالجلطة ويموت .
الرواية تكشف ما يجري في السر وهو غير الظاهر . مجتمع يعيش ازدواجية فاضحة . هذا هو موضوع الرواية . فهل هو جديد ؟
هل يختلف عن روايات مثل " بنات الرياض " لرجاء الصانع ، و " الآخرون " لصبا الحرز ، و " اﻷوبة " لوردة عبد الملك ، و " ملامح " لزينب حفني ، و.. و " برهان العسل " لسلمى النعيمي ؟
3 - ادب مكشوف :
لماذا يلجأ علي المقري إلى إيراد العبارات البذيئة الجنسية تحديدا في روايته " حرمة " ، وهل هو أول من يفعل هذا في أدبنا العربي ؟
كنت أشرت إلى مجموعة روايات عربية نسوية لم يخل بعضها من عبارات أو مشاهد كهذه . ولم يخل اﻷدب العربي القديم أيضا من عبارات جنسية . حتى كاتب فيلسوف عميق وجاد هو أبو حيان التوحيدي لم تخل بعض كتبه من عبارات جنسية غير متقبلة اجتماعيا ربما حتى ممن يتلفظون بها . وغالبا ما أشير إلى الليلة 18 من ليالي " الإمتاع والمؤانسة " .
المقري يبني روايته على أشرطة تسجيل لها حضور في حياتنا ؛ قسم منها في العلن مثل شريط أغنية أم كلثوم " سلوا قلبي " وقسم في السر مثل أشرطة البورنو ، وكان لا بد من تفريغ هذين النوعين من اﻷشرطة لتكتمل الرواية .
يرصد المقري واقعا من حياة أهل اليمن ، ظاهره وباطنه ، ويفعل ذلك منطلقا من عبارة نقدية وردت في ص 42 من الرواية هي" الفن يتعارض مع أي شروط ولا يبقى جديرا بحمل صفة الفن إذا أنتج بناء على شروط " وهو ما يطبقه .
هناك مقولة نقدية وردت في كتاب ( ديفيدديتشس ) " مناهج النقد اﻷدبي " على لسان الناقد ( ليونل ترلنج ) هي أن الفنان ، خلافا ﻷصحاب مهن محترمة هي الطب والهندسة وما شابه ، لا يلجأ إلى الإخفاء والملاءمة . وهذا ما فعله المقري وما لم أفعله أنا . هذا لا يعني أن المقري غير محترم وأنني محترم ، وإنما لجأت في روايتي " تداعيات ضمير المخاطب " 1993 ، بحكم كوني أستاذا جامعيا ، إلى الإخفاء والملاءمة .
4 -
ثلاث شخوص : كاعبان ومعصر
وأنا أقرأ " حرمة " تذكرت عمر بن أبي ربيعة .
في رائية عمر :
" أمن آل نعم ...."
قص عن تجربة عمر مع صاحبته نعم . أخذهما الوقت ولاح الصباح فما العمل ؟
" أقص على أختي " القصة ولا بد ستعلمان إن آجلا أو عاجلا ؟ وستقترح أخت نعم على عمر أن يتزيا بزي امرأة
" فلا سرنا يفشو ولا هو يؤشر / يفضح " .
ويتم لهم اﻷمر ، ولكن عمر فضاح لا يكتم اﻷسرار.كتب قصيدته وفضح نعم وأهلها وأشاع السر شعرا . إنه فنان لم يلجأ إلى الإخفاء والملاءمة .
لولا في " حرمة " مثل زوجة أخيها نورا . شاع شريط نورا فطلقها زوجها رقيب ، و " لولا "..
" لولا " التي كانت تمارس الجنس في مكان العمل وفي الطائرة وفي باريس بعيدا عن منزل العائلة ما عادت منذ غدت عاطلة عن العمل قادرة على ممارسته إلا في بيتها . تحضر الرجال ، في أثناء غياب أهلها ، إلى المنزل متزيين بعباءة تخفيهم وتفعل ما تريد . مرة يعود أبوها إلى المنزل ويرى اﻷمر فيموت .
هل كانت لولا قرأت عمر بن أبي ربيعة ؟
هناك روائية سعودية هي سمر المقرن كتبت عن ظاهرة تزيي الرجال في السعودية بزي النساء . كتبت قصة طويلة عنوانها " نساء المنكر " عن هذه الظاهرة .
حدث يستدعي حدثا ورواية تستدعي قصيدة وقصيدة تستدعي رواية ورواية تستدعي :
في 1967 في حرب حزيران ارتدى بعض الجنود ملابس مدنية خوفا من القتل على أيدي ... وملابس نسائية خوفا من القتل على أيدي .
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/1659026337684262