د. عادل الأسطة - قطف الزيتون والمدينة خاوية على عروشها

في شارع عمان في مدينة نابلس في الساعة الثانية عشرة تقريبا لم تكن هناك ، خلافا للعادة في هذا الوقت ، أزمة سير تدفع بالسائق إلى تغيير مجرى خطه بحثا عن شارع أقل ازدحاما.
عندما أبديت دهشتي مما أرى أفصح لي السائق عن السبب:
- إنه موسم قطف الزيتون ، وأهل الريف الآن ولمدة أسبوعين أو ثلاثة مشغولون ولا يأتون إلى المدينة ، عدا أن الجامعة مغلقة منذ أشهر.
السائق من قرية عزموط التي صارت ملاصقة للمدينة ، وعندما سألته عن موسم الزيتون هذا العام وغلاله قال لي إنه ليس كما يرام.
من السائق عرفت أن لأهله ٢٧ دونما محاذية لمستوطنة (ايلان موريه) وأن الوصول إليها منذ أقيمت المستوطنة صعب وشبه مستحيل ، وهكذا خسروا ما لا يقل عن أربعين موسم زيتون.
هل اقتصر الأمر على ما سبق؟
السائق أخبرني أن أهله تلقوا إشعارا منذ عامين تقريبا ، من سلطات الاحتلال ، يعلمهم بأن طريقا سوف يشق في الدونمات السبعة والعشرين - يعني سلامة تسلمكم.
في نشرة أخبار المساء كأني سمعت أن المستوطنين تمشكلوا مع أهل قرية دير الحطب الملاصقة لقرية عزموط واضعين أعينهم على الغلال ، فمن غير المعقول أن يكون للفلسطينيين تسع وتسعون شجرة وللمستوطنين شجرة واحدة . إنها قسمة ضيزى.
ها نحن نعود إلى خمسينيات القرن العشرين ونسمع ونشاهد ما قرأناه في سيرة المرحوم حنا ابراهيم "ذكريات شاب لم يتغرب".
"أرض أكثر وعرب أقل" وماذا تعني الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والسعودية والكويت لدولة إسرائيل سوى أنها - أي تلك الدول - آبار نفط ومليارات من الدولارات وسوق لبيع ما تنتجه الدولة الإسرائيلية؟
"العربي الجيد هو العربي الميت" ويمكن أن نعدل في العبارة ونكون "شايلوكيين" فنقول:
" العربي الجيد هو العربي المليونير " . استعدي يا (استير) ويا (تسيفي) فقد حل السلام والوئام وما عاد بين محمود درويش وعيون ريتا بندقية ، والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي للعيون الصهيونية.
مساء الخير
خربشات
١٩ / ١٠ / ٢٠٢٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...