استفاقَ من نومهِ بعدَ أنْ رأى آيّة في الحلم ..
علامة جعلتهُ يَستقيظُ مذعوراً من نومهِ .. تأملَ بصمتِ الأشياء من حولهِ بينما القلقُ دفعهُ لفتحِ النافذة الصغيرة التي تطلُ على الغابة الواسعة التي طالما سحرتهُ وحملتهُ بعيداً عن عالمهِ الذي لم يفعلْ شيئاً سوى إغراقه في مزيدٍ من المتاعب والضغوط التي حولته إلى إنسان آلي مع الفرق إنه يأكلُ ثم يتخلصُ من بقايا ما أكله ..
لقد أقتنعَ بما لا يقبلُ الشك عنده إن تلك الآية ما هي إلا رسالة ليس عليه فقط قراءتها بل وتأملُ ما جاءَ فيها ..
كيف يمكنني فعل هذا ؟؟
سألَ نفسه .. حين أدركَ ما عليهِ فعله ..
رحلة إلى الله هي فحوى الرسالة .. إنها دعوة من ذلك الإله الغامض المستتر خلفَ أشيائه .. القريب منا .. البعيد عنا ..
وضع في حسبانه أن الصخور التي على جانبي الطريق قد تخبأ خلفها الوحوش والشجر ٠٠ قد تجعلُ من أغصانها أعشاشاً للكواسر والثعابين ..
إنه يحبُ هذا الكون الذي وجدَ نفسه فيه دون إرادة منه لكنْ أفكاره المشتتة صورتْ لهُ نفسهُ كأنها ريشة طائر مقتول أصابتها لعنة الحياة ..
حانَ الوقت لإزاحة الستار .. حدثَ نفسهُ بهذه الكلمات وهو يتهيأ للرحلة .. شعرَ كأنه حصانٌ هزيل ظهرهُ محملٌ بالأثقالِ وعليهِ تسلقُ تله عالية في يومٍ عاصف لهذا عَزِمَ على التخلص من أثقاله ..
كانَ يريدُ لروحهِ أن تكون حرة ولجسدهِ خفيفاً ..
تنفسَ بعمقٍ وهو يتأهبُ لوداعِ هذا العالم الغارق في الجنونِ الذي يقفُ على حدودِ الهاوية .. أدركَ أن الرحلة ستكون طويلة ومتعبة حين فكر بما ينتظره ومجنونة لما سيترتب عليها من نتائج .. عليهِ كسر الحواجز وعبور كل الجسور التي تعترضه أثناء المسير ليصلَ غايته .. فكان له ذلك حين تسلق أول حاجز يمنعه ألا وهو الخوف الذي ولد معه من رحم واحد وتربيا معاً في مهد واحد فأمسى مشلولاً عاجزاً دائم الشعور بالذنب محترساً من كل شيء ..
القلق يلازم نهاره والفزع رفيق ليله والذي حرص دائماً على تحويل أحلامه إلى كوابيس مرعبة .. عالق في الضوضاء .. الشك والريبة في الآخرين منعته من رؤية الجمال فيهم .. أما عدم القدرة على البوح فتلك كانت أقبح صورة من صور الخوف التي أنعكستْ داخله .. لكن الأمل في الوصول إلى مبتغاه مده ببذور القوة .. لقد سمح أخيراً للخوف الذي كان يكبله بالرحيل ليطلق الإنسان الذي حجر عليه منذ أن وجِدَ على هذه الأرض ..
لقد أبصر من بعيد خيطاً رفيعاً من وميض فشعر بتحولٍ عميق يولد داخله وبالشجاعة تنمو داخل خلاياه .. تمد أصابعها رويدا رويدا لتوقظ النائم ..
لأول مرة يشعر إنه حي من الداخل .. حاضر بكيانه .. قادر على التحكم بمشاعره بعدما كانت هي من تقوده وتسيره .. هذه الطاقة أوحت إليه أن باستطاعته فعل أيّ شيء ..
لحظات الشعور بحضوره التي يعيشها الآن إشارة إلى إنه يسير في الدرب الصحيح ..
لكن الشعور الأعظم الذي تمكن منه حين تيقن أن باستطاعته التجديف بقاربه الخاص دون الخوف من الأمواج العالية وأيضاً لا يخشى أرتطامها بقوارب أخرى ..
إحساس بالخفة أنتابه وهو يرى الأرض ترتفع به .. لاح الأفق من بعيد .. الآن .. أصبح العالم أوسع وأرحب من ذي قبل .. شعر بحاجته لكلمات جديدة يستطيع من خلالها التعبير عن افكاره التي حلقت بأجنحتها عالياً في الفضاء ..
أنعطف في الطريق حين قرأ لوح مكتوب عليه .. من هنا تبدأ رحلة المعنى ..
نظر إلى صقر فارد جناحيه في الفضاء فقال يحدث نفسه .. أن الطيور تحلق ليس لأنها تملك أجنحة بل لأنها تريد رؤية العالم أوسع ..
بعد أن قطع منتصف الطريق .. شعر إنه لم يعد يهاب أحداً بل لم يعد يخشى نفسه التي كانت ملىء بالغضب .. لم يعد للقنوط أي سبيل إليه ..
بعد أستيقاظه من غفوة قصيرة ..
جمال الليل الأرجواني دعاه للتطلع نحو السماء ليبصر النجوم التي أخبرته أن هناك عوالم أخرى بأنتظاره ..
أشراقة الصباح منحته طاقة جبارة من الرضى والسلام ..
بدأت الأشياء تصغر حين أبتعد عنها .. شعر بالحكمة تمد جذورها عميقاً متغلغلة برفق داخل روحه لتنثر بذورَ الحبِ ليزهرَ السلام ..
طاقة من نورٍ شعتْ على الأشياء لكن هذه المرة كانَ النور يتدفق من عينيهِ .. تغيرَ بها شكل الأرض وتبدلَ لون السماء أما الروح فعادتْ فطرتها الأولى ..
بدأ يتأملُ العالمَ الذي يحيطهُ فوجدهُ أوسع من العالم الذي في داخله .. أيقنَ أن الوقتَ حانَ ليطلقَ الروح التي تسكنُ جسده ..
أدرك وهو في طريقهِ إلى الله غاية وجوده ..
أخيراً .. شعرَ بالتفردِ وهو يقتربُ من حديقةِ الإله الذي كان يبذر بيدهِ البذور للموسم القادم ٠٠
قالَ لهُ الإله حين رأه:
- كنتُ أنتظركَ .. أدن مني ..
لم تمر عليه لحظة شعر بها أنه قريب إلى ذاته مثل هذه اللحظة .. إحسَ بهالة نورانية تحيط جسده وتمده بالحب لكلِ شيء وأول هذه الأشياء نفسه ..
قال له الإله:
- كلما دنوت من ذاتك أصبحت إليّ أقرب .. وكلما أحبتتَ تلك الذات ستبصر بعيون القلب الحقيقة التي كنت تنشدها قابعة في داخلك بينما كنت تبحث عنها في الخارج ..
أستندَ إلى شجرة عظيمة قائلاً:
- لقد أتيتكَ يا إلهي من أجل الرسالة .. أخبرني ماهي؟
رد الإله الذي كان يشذب إغصان شجرة تين فتية:
بل أنت رسالتي .. بالنور الذي في قلبك تمحو بقايا العتمة .. بكَ يتجلى اسمي وتظهر صفاتي .. أنتَ الذي تشع عيناه حباً وقلبهُ سلاماً وروحه حكمة ..
لم يعد يشعر بالسكون يحيطه بل هو والسكون ولدا معاً في تلك اللحظة ..
وهو عائد إلى دياره متزوداً ثماراً من حديقة الرب .. وجد أن الطريق أصبحتَ أشدُ وعورة محفوفة بالمخاطر .. ضيقة جداً وموحشة.. لكنهُ أنتبه إلى الكون الذي يحيطه وكأنه يراه لأولِ مرة ..
بدأ يرقبُ دقائقَ الأشياء التي بدأتْ تتشكلُ من جديدٍ لتتخذَ صوراً جديدة واشكالاً متباينة .. ..
لقد عادَ ولمْ يعد ..
فوز حمزة
علامة جعلتهُ يَستقيظُ مذعوراً من نومهِ .. تأملَ بصمتِ الأشياء من حولهِ بينما القلقُ دفعهُ لفتحِ النافذة الصغيرة التي تطلُ على الغابة الواسعة التي طالما سحرتهُ وحملتهُ بعيداً عن عالمهِ الذي لم يفعلْ شيئاً سوى إغراقه في مزيدٍ من المتاعب والضغوط التي حولته إلى إنسان آلي مع الفرق إنه يأكلُ ثم يتخلصُ من بقايا ما أكله ..
لقد أقتنعَ بما لا يقبلُ الشك عنده إن تلك الآية ما هي إلا رسالة ليس عليه فقط قراءتها بل وتأملُ ما جاءَ فيها ..
كيف يمكنني فعل هذا ؟؟
سألَ نفسه .. حين أدركَ ما عليهِ فعله ..
رحلة إلى الله هي فحوى الرسالة .. إنها دعوة من ذلك الإله الغامض المستتر خلفَ أشيائه .. القريب منا .. البعيد عنا ..
وضع في حسبانه أن الصخور التي على جانبي الطريق قد تخبأ خلفها الوحوش والشجر ٠٠ قد تجعلُ من أغصانها أعشاشاً للكواسر والثعابين ..
إنه يحبُ هذا الكون الذي وجدَ نفسه فيه دون إرادة منه لكنْ أفكاره المشتتة صورتْ لهُ نفسهُ كأنها ريشة طائر مقتول أصابتها لعنة الحياة ..
حانَ الوقت لإزاحة الستار .. حدثَ نفسهُ بهذه الكلمات وهو يتهيأ للرحلة .. شعرَ كأنه حصانٌ هزيل ظهرهُ محملٌ بالأثقالِ وعليهِ تسلقُ تله عالية في يومٍ عاصف لهذا عَزِمَ على التخلص من أثقاله ..
كانَ يريدُ لروحهِ أن تكون حرة ولجسدهِ خفيفاً ..
تنفسَ بعمقٍ وهو يتأهبُ لوداعِ هذا العالم الغارق في الجنونِ الذي يقفُ على حدودِ الهاوية .. أدركَ أن الرحلة ستكون طويلة ومتعبة حين فكر بما ينتظره ومجنونة لما سيترتب عليها من نتائج .. عليهِ كسر الحواجز وعبور كل الجسور التي تعترضه أثناء المسير ليصلَ غايته .. فكان له ذلك حين تسلق أول حاجز يمنعه ألا وهو الخوف الذي ولد معه من رحم واحد وتربيا معاً في مهد واحد فأمسى مشلولاً عاجزاً دائم الشعور بالذنب محترساً من كل شيء ..
القلق يلازم نهاره والفزع رفيق ليله والذي حرص دائماً على تحويل أحلامه إلى كوابيس مرعبة .. عالق في الضوضاء .. الشك والريبة في الآخرين منعته من رؤية الجمال فيهم .. أما عدم القدرة على البوح فتلك كانت أقبح صورة من صور الخوف التي أنعكستْ داخله .. لكن الأمل في الوصول إلى مبتغاه مده ببذور القوة .. لقد سمح أخيراً للخوف الذي كان يكبله بالرحيل ليطلق الإنسان الذي حجر عليه منذ أن وجِدَ على هذه الأرض ..
لقد أبصر من بعيد خيطاً رفيعاً من وميض فشعر بتحولٍ عميق يولد داخله وبالشجاعة تنمو داخل خلاياه .. تمد أصابعها رويدا رويدا لتوقظ النائم ..
لأول مرة يشعر إنه حي من الداخل .. حاضر بكيانه .. قادر على التحكم بمشاعره بعدما كانت هي من تقوده وتسيره .. هذه الطاقة أوحت إليه أن باستطاعته فعل أيّ شيء ..
لحظات الشعور بحضوره التي يعيشها الآن إشارة إلى إنه يسير في الدرب الصحيح ..
لكن الشعور الأعظم الذي تمكن منه حين تيقن أن باستطاعته التجديف بقاربه الخاص دون الخوف من الأمواج العالية وأيضاً لا يخشى أرتطامها بقوارب أخرى ..
إحساس بالخفة أنتابه وهو يرى الأرض ترتفع به .. لاح الأفق من بعيد .. الآن .. أصبح العالم أوسع وأرحب من ذي قبل .. شعر بحاجته لكلمات جديدة يستطيع من خلالها التعبير عن افكاره التي حلقت بأجنحتها عالياً في الفضاء ..
أنعطف في الطريق حين قرأ لوح مكتوب عليه .. من هنا تبدأ رحلة المعنى ..
نظر إلى صقر فارد جناحيه في الفضاء فقال يحدث نفسه .. أن الطيور تحلق ليس لأنها تملك أجنحة بل لأنها تريد رؤية العالم أوسع ..
بعد أن قطع منتصف الطريق .. شعر إنه لم يعد يهاب أحداً بل لم يعد يخشى نفسه التي كانت ملىء بالغضب .. لم يعد للقنوط أي سبيل إليه ..
بعد أستيقاظه من غفوة قصيرة ..
جمال الليل الأرجواني دعاه للتطلع نحو السماء ليبصر النجوم التي أخبرته أن هناك عوالم أخرى بأنتظاره ..
أشراقة الصباح منحته طاقة جبارة من الرضى والسلام ..
بدأت الأشياء تصغر حين أبتعد عنها .. شعر بالحكمة تمد جذورها عميقاً متغلغلة برفق داخل روحه لتنثر بذورَ الحبِ ليزهرَ السلام ..
طاقة من نورٍ شعتْ على الأشياء لكن هذه المرة كانَ النور يتدفق من عينيهِ .. تغيرَ بها شكل الأرض وتبدلَ لون السماء أما الروح فعادتْ فطرتها الأولى ..
بدأ يتأملُ العالمَ الذي يحيطهُ فوجدهُ أوسع من العالم الذي في داخله .. أيقنَ أن الوقتَ حانَ ليطلقَ الروح التي تسكنُ جسده ..
أدرك وهو في طريقهِ إلى الله غاية وجوده ..
أخيراً .. شعرَ بالتفردِ وهو يقتربُ من حديقةِ الإله الذي كان يبذر بيدهِ البذور للموسم القادم ٠٠
قالَ لهُ الإله حين رأه:
- كنتُ أنتظركَ .. أدن مني ..
لم تمر عليه لحظة شعر بها أنه قريب إلى ذاته مثل هذه اللحظة .. إحسَ بهالة نورانية تحيط جسده وتمده بالحب لكلِ شيء وأول هذه الأشياء نفسه ..
قال له الإله:
- كلما دنوت من ذاتك أصبحت إليّ أقرب .. وكلما أحبتتَ تلك الذات ستبصر بعيون القلب الحقيقة التي كنت تنشدها قابعة في داخلك بينما كنت تبحث عنها في الخارج ..
أستندَ إلى شجرة عظيمة قائلاً:
- لقد أتيتكَ يا إلهي من أجل الرسالة .. أخبرني ماهي؟
رد الإله الذي كان يشذب إغصان شجرة تين فتية:
بل أنت رسالتي .. بالنور الذي في قلبك تمحو بقايا العتمة .. بكَ يتجلى اسمي وتظهر صفاتي .. أنتَ الذي تشع عيناه حباً وقلبهُ سلاماً وروحه حكمة ..
لم يعد يشعر بالسكون يحيطه بل هو والسكون ولدا معاً في تلك اللحظة ..
وهو عائد إلى دياره متزوداً ثماراً من حديقة الرب .. وجد أن الطريق أصبحتَ أشدُ وعورة محفوفة بالمخاطر .. ضيقة جداً وموحشة.. لكنهُ أنتبه إلى الكون الذي يحيطه وكأنه يراه لأولِ مرة ..
بدأ يرقبُ دقائقَ الأشياء التي بدأتْ تتشكلُ من جديدٍ لتتخذَ صوراً جديدة واشكالاً متباينة .. ..
لقد عادَ ولمْ يعد ..
فوز حمزة
فوز حمزة
فوز حمزة is on Facebook. Join Facebook to connect with فوز حمزة and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
www.facebook.com