اللغة ليست وسيلة للتخاطب فقط ، بل هي ايضا ذاكرة الناس . ومن دون اللغة ، يتوه الانسان عن موقعه في الماضي والحاضر ، كما يتوه المريض فاقد الذاكرة ، عن اسمه وعنوانه ، وقد نجم عن ارتباط اللغة العربية بنص القرآن ، أن أصبح القرآن هو ذاكرة العرب نفسها ، مما جعل استبعاد لغته ، من شؤون الحكم والادارة ، بالنسبة للعرب ، لطمة مميتة اضاعت صوابهم الى حد فقدان الوعي . فمثلا :
كلمه مجاهد تعيش في ذااكره المواطن العربي بمعنى جندي الله الذي يتطوع للدفاع عن شرع الجماعة ، بقلبه ولسانه ويده وماله . وقد نجم عن استبدال هذا المصطلح بكلمة عسكري منذ عصر معاوية ، ان فقد الجندي العربي ذاكرته ، ونسي مهمته في الدفاع عن شرع الجماعة ، وسخر سلاحه لخدمة الاقطاع ، واحل لنفسه ان يستأثر بالسلطة ، على غرارما فعل الجندي الروماني ، الذي لم يسمع اصلا بكلمة مجاهد . ومثلا :
كلمة الحكم لله ترتبط في ذاكرة المواطن العربي ، بمعنى الحكم الوحيد العادل . وهو حكم له شريعة وقوانين ، منها ان الناس مسؤولون شخصيا عما كسبت أيديهم ، وانهم مسؤولون دائما ، وفي جميع الأوقات . وقد نجم عن استبدال هذا المصطلح بكلمة حكم الشعب ، أن فقد المواطن العربي ذاكرته ، ونسي مسؤوليته الشخصية ، ونسي انه يحصد ما زرعته يداه ، وصار بوسعه ان يقرأ آيات قرآنية ، مثل قوله تعالى "وما ربك بظلام للعبيد" ، ويهز رأسه خشوعا ، من دون ان يكتشف ، انه شخصيا ، مظلوم ومستعبد . في شهادة واضحة ، على مدى ما يعانيه هذا المواطن من فقدان الوعي . ومثلا :
كلمة الجامع تعيش في ذاكرة المواطن العربي بمعنى بيت الله . وهو بيت له ، حرمة وقوانين ، منها المجادلة بالحسنى ، والتأدب في الخطاب ، وخفض الصوت ، وتجنب سوء الظن ، والغيبة ، والنميمة والتنابزبالالقاب .
اما كلمة مؤتمر فانها لا تعني في ذاكرة المواطن العربي شيئا له حرمة او قانون ، ولا يعرف سببا شرعيا ، يدعوه الى حضور المؤتمر ، ولا يعرف دستوره ، ولا يعترف بشعاراته ، وليس بوسعه ان يعتبره بديلا عن الجامع ، من دون ان يلاحظ فداحة هذه الخطيئة بالذات .
ان استبدال مصطحات القرآن ، بمصطلحات مترجمة عن شرائع أخرى ، خطأ سياسي مميت جدا ، لانه يجعل العرب يفقدون ذاكرتهم سرا ، دون ان يفقدوا لغتهم العربية . فكلمة الديمقراطية مثلا ، لا تلغي كلمة الشورى فحسب ، بل تلغي ما يتذكره العرب ، عن معنى الديمقراطية . وكلمة الدستور لا تلغي كلمة كتاب الله فحسب ، بل تلغي كل ما يعرفه العرب ، عن معنى الدستور . وكلمة برلمان ، لا تصبح بديلا عن كلمة الجامع فحسب ، بل تلغي من ذاكرة العرب معنى البرلمان .
فاذا طالت القائمة وهي في الواقع طويلة جدا فمن المتوقع ان تتضاعف كلمات اللغة العربية ، بمقدار ما ينشط المترجمون ، ويتعلم العرب ، مصطلحا جديدا ، مقابل كل مصطلح يعرفونه في لغة القرآن . لكن ذلك لن يجعلهم عرباً فصحاء ، بل سوف يجعلهم عربا من دون ذاكرة ، لهم لغة عمرها اربعة عشر قرنا ، تنقل مصطلحاتها من لغات أوروبية عمرها أربعة قرون فقط ، في شهادة معلنة ، على أن أمة بأسرها ، تستطيع ان تفقد ذاكرتها ، وتضيع زمانها ومكا نها معأ ، بحيلة شفهية محضة .
كلمه مجاهد تعيش في ذااكره المواطن العربي بمعنى جندي الله الذي يتطوع للدفاع عن شرع الجماعة ، بقلبه ولسانه ويده وماله . وقد نجم عن استبدال هذا المصطلح بكلمة عسكري منذ عصر معاوية ، ان فقد الجندي العربي ذاكرته ، ونسي مهمته في الدفاع عن شرع الجماعة ، وسخر سلاحه لخدمة الاقطاع ، واحل لنفسه ان يستأثر بالسلطة ، على غرارما فعل الجندي الروماني ، الذي لم يسمع اصلا بكلمة مجاهد . ومثلا :
كلمة الحكم لله ترتبط في ذاكرة المواطن العربي ، بمعنى الحكم الوحيد العادل . وهو حكم له شريعة وقوانين ، منها ان الناس مسؤولون شخصيا عما كسبت أيديهم ، وانهم مسؤولون دائما ، وفي جميع الأوقات . وقد نجم عن استبدال هذا المصطلح بكلمة حكم الشعب ، أن فقد المواطن العربي ذاكرته ، ونسي مسؤوليته الشخصية ، ونسي انه يحصد ما زرعته يداه ، وصار بوسعه ان يقرأ آيات قرآنية ، مثل قوله تعالى "وما ربك بظلام للعبيد" ، ويهز رأسه خشوعا ، من دون ان يكتشف ، انه شخصيا ، مظلوم ومستعبد . في شهادة واضحة ، على مدى ما يعانيه هذا المواطن من فقدان الوعي . ومثلا :
كلمة الجامع تعيش في ذاكرة المواطن العربي بمعنى بيت الله . وهو بيت له ، حرمة وقوانين ، منها المجادلة بالحسنى ، والتأدب في الخطاب ، وخفض الصوت ، وتجنب سوء الظن ، والغيبة ، والنميمة والتنابزبالالقاب .
اما كلمة مؤتمر فانها لا تعني في ذاكرة المواطن العربي شيئا له حرمة او قانون ، ولا يعرف سببا شرعيا ، يدعوه الى حضور المؤتمر ، ولا يعرف دستوره ، ولا يعترف بشعاراته ، وليس بوسعه ان يعتبره بديلا عن الجامع ، من دون ان يلاحظ فداحة هذه الخطيئة بالذات .
ان استبدال مصطحات القرآن ، بمصطلحات مترجمة عن شرائع أخرى ، خطأ سياسي مميت جدا ، لانه يجعل العرب يفقدون ذاكرتهم سرا ، دون ان يفقدوا لغتهم العربية . فكلمة الديمقراطية مثلا ، لا تلغي كلمة الشورى فحسب ، بل تلغي ما يتذكره العرب ، عن معنى الديمقراطية . وكلمة الدستور لا تلغي كلمة كتاب الله فحسب ، بل تلغي كل ما يعرفه العرب ، عن معنى الدستور . وكلمة برلمان ، لا تصبح بديلا عن كلمة الجامع فحسب ، بل تلغي من ذاكرة العرب معنى البرلمان .
فاذا طالت القائمة وهي في الواقع طويلة جدا فمن المتوقع ان تتضاعف كلمات اللغة العربية ، بمقدار ما ينشط المترجمون ، ويتعلم العرب ، مصطلحا جديدا ، مقابل كل مصطلح يعرفونه في لغة القرآن . لكن ذلك لن يجعلهم عرباً فصحاء ، بل سوف يجعلهم عربا من دون ذاكرة ، لهم لغة عمرها اربعة عشر قرنا ، تنقل مصطلحاتها من لغات أوروبية عمرها أربعة قرون فقط ، في شهادة معلنة ، على أن أمة بأسرها ، تستطيع ان تفقد ذاكرتها ، وتضيع زمانها ومكا نها معأ ، بحيلة شفهية محضة .