د. عادل الأسطة - الست كورونا : الحق كل الحق على الحمير (105)

لم تستطع إحدى مذيعات فضائية ما ، أظنها العربية ، أن تتماسك من الضحك وهي تجري مقابلة مع الكاتب عبد الهادي المجالي ، عن سبب تفشي الكورونا القوي والمفاجيء في الأردن ، وسبب ضحكها نظريته التي استقاها من السيرك وغياب الحمار عنه ، فالإنسان استطاع ترويض الحيوانات كلها للسيرك حتى الأسد ، ولكنه فشل في ترويض الحمار ، ولهذا لا يشارك في السيرك.
قسم كبير من البشر لم يروضوا حتى الآن ، فهم لا يضعون الكمامة ولا يلجأون إلى اتباع النظافة . إنهم بذلك مسؤولون عن تفشي المرض ، وهم مثلهم مثل الحمير.
في القرآن الكريم يحمل الحمار أسفارا وصوته أنكر الأصوات ، ولكن أول رواية في الأدب ، فيما أعرف ، كان عنوانها "الحمار الذهبي" ، والحمار يميز كما في "قصة أهل البصرة من المسجديين" في بخلاء الجاحظ ، فقد كان إذا قدم له صاحبه الماء المالح ينتفض ويرفضه ، فلا يشربه.
عبد الهادي المجالي يرى أن البشر الذين لم تستطع الإرشادات الطبية إقناعهم بوضع الكمامة واتباع وسائل النظافة ، وهم أيضا يرفضون التباعد الجسدي ، لم يروضوا بعد ، مثلهم مثل الحمير ، والمذيعة تفرط من الضحك ، ويكاد هو يضحك ويفرط كما أفرطت ، ولكنه يتماسك .
الطريف أن أوروبا الآن تشهد الموجة الثانية من الكورونا ، على الرغم من أن مواطنيها ملتزمون بإرشادات الجهات الصحية الطبية ، فما زالت الملاعب الرياضية تخلو من المشجعين و... و...
هل الحمار حقا رمز الغباء؟
" كنت أحسبك حمارا ، فإذا أنت أحمر " - أي فصيح - يقول ضابط المخابرات الإسرائيلية للفلسطيني المتعاون سعيد أبي النحس المتشائل في رواية اميل حبيبي.
هل الحمار رمز الغباء حقا أم أنه حكيم ويتغابى؟
لقد روض الانسان الحيوانات في السيرك إلا الحمار ، فإنه عصي على الترويض . هل الحمار مبدئي؟
لزكريا تامر القاص السوري قصة عنوانها "النمور في اليوم العاشر" وفيها يتمكن النظام العربي من ترويض النمر ، إشارة إلى أنه - أي النظام قادر على ترويض أصلب المعارضين السياسيين.
اختلط الأمر علي في هذه الخربشات اختلاط الحابل بالنابل ، فهل من لا يضعون الكمامة مثل الحمار في السيرك؟
صباح الخير
خربشات
٥ / ١١ / ٢٠٢٠


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى