في صباحاتٍ باردةٍ كهذه، أستيقظ قبل النهار، قبل الأصوات، قبل الحركة، قبل أن ينادي أحدهم على اِسمي فيلوّث اللحظة...
أمدّ يدي إلى السماء، أضع الشمس في مقلاةٍ،
أتبّلها بأنفاسي وابتسامة طفيفة، رشّة حزن تكفي لإطفاء شرارة الحرائق.
قبل تقلبّك على الجهة المقابلة لصورتي حبيسة شاشة الموبايل..
سأكون اِنتهيت من ترتيب ملامحي في درج الحالة
وقد زيّنتها بقُبلة طازجة ونظيفة خالية تمامًا من ظلال قديمة، أو أنفاس مجترّة.
هاهي الآن كقطّة عند باب الاِتصال تتأهّب للدخول
بمجرد إدارة مقبض الـ آلو
ستدلف فمك دون إشعار مسبق.
لا عليك: سألد لك قطّة كل يوم -أقصد قُبلة-
لن أحتاج إلى رحمٍ ولا تسعة أشهر مضبوطة أو مغشوشة، يكفي أن يحبل هذا القلب كي يتمخّض مزيدًا من القطط..
عزيزي، أنا سجينة الآن -الآن الداكنة- لكن لا بأس، سأتقاسم معك شطيرة جمجمتي، كي تسدّ جوع فضولك.
ها أنا مستلقية على سؤال قلقٍ، أقيس حجم الفراغ بين طول ساقينا على ذات السرير.
أريده كافيًا لكائن آخر يملأ الفارق البسيط الذي بين طولينا. هكذا لن نترك أي مجال لتسلّل الفتور أو الفراغات التي ستبتلع لاحقًا صمتنا.
تَعلّمتُ أن أرى العالم من خلال هذا القبو. العالم كما هو خالٍ من أيّة فبركة أو بهرجة أو زيف طافح بكل المتعددين، سماسرة الأقنعة.
كل خطوة مشيتها داخل رأسي كانت تنتهي بنص.. لك أن تتخيّل كم فكرة فقستْ!
(الوقت ثمين) هكذا سمعتهم، رأيتهم يتداولون السرّ كعملةٍ قديمةٍ لا تصلح إلا كي تُعرض في متحفٍ مهجور.
المنحنى الحقيقي الذي يجب اِقترافه هو الإنصات؛ ثمّ التنفيذ، ثمّ...
عملي الأخير هو الإمساك بيدِ الربّ. قبلها أريد يدك، تَذَكَر أنّ هذه اليد ظلّت تمسك بأيادٍ مقطوعةٍ..
أيادٍ خائنةٍ..
أيادٍ طاعنةٍ..
وأخرى من ظلال..!
إن حدث ووصلتْ إليك؛ اقبضها بشدّةٍ، لفّ عليها أصابعك الطويلة -أصابع اَلْآسْپِرْجْ- التي تعزف مقاطع خضراء في حقول الجسد،: التي تُدير طواحين الروح؛ فتعرّي الأنا من أرشيف القشرة الأولى.
لحظتها لن أنام مرّة أخرى، سأثبّت هذا البؤبؤ بدبّوس طيفك كي لا أفقدك داخل أي حلم سهوًا أو عن طريق الخطأ..
كي لا تضيّعني في إحدى حلقات الكوابيس المتداخلة.
سأكتفي بالشرود ربّما، ثم استعادة حياتي وأنا أنظر إلى عينيك الممتلئتين بألف نظرة ونظرة جميعها تنتهي بعبارة:
من أنتَِ!؟
عنفوان فؤاد/ الجزائر
الأحد 29 نوفمبر 2020
أمدّ يدي إلى السماء، أضع الشمس في مقلاةٍ،
أتبّلها بأنفاسي وابتسامة طفيفة، رشّة حزن تكفي لإطفاء شرارة الحرائق.
قبل تقلبّك على الجهة المقابلة لصورتي حبيسة شاشة الموبايل..
سأكون اِنتهيت من ترتيب ملامحي في درج الحالة
وقد زيّنتها بقُبلة طازجة ونظيفة خالية تمامًا من ظلال قديمة، أو أنفاس مجترّة.
هاهي الآن كقطّة عند باب الاِتصال تتأهّب للدخول
بمجرد إدارة مقبض الـ آلو
ستدلف فمك دون إشعار مسبق.
لا عليك: سألد لك قطّة كل يوم -أقصد قُبلة-
لن أحتاج إلى رحمٍ ولا تسعة أشهر مضبوطة أو مغشوشة، يكفي أن يحبل هذا القلب كي يتمخّض مزيدًا من القطط..
عزيزي، أنا سجينة الآن -الآن الداكنة- لكن لا بأس، سأتقاسم معك شطيرة جمجمتي، كي تسدّ جوع فضولك.
ها أنا مستلقية على سؤال قلقٍ، أقيس حجم الفراغ بين طول ساقينا على ذات السرير.
أريده كافيًا لكائن آخر يملأ الفارق البسيط الذي بين طولينا. هكذا لن نترك أي مجال لتسلّل الفتور أو الفراغات التي ستبتلع لاحقًا صمتنا.
تَعلّمتُ أن أرى العالم من خلال هذا القبو. العالم كما هو خالٍ من أيّة فبركة أو بهرجة أو زيف طافح بكل المتعددين، سماسرة الأقنعة.
كل خطوة مشيتها داخل رأسي كانت تنتهي بنص.. لك أن تتخيّل كم فكرة فقستْ!
(الوقت ثمين) هكذا سمعتهم، رأيتهم يتداولون السرّ كعملةٍ قديمةٍ لا تصلح إلا كي تُعرض في متحفٍ مهجور.
المنحنى الحقيقي الذي يجب اِقترافه هو الإنصات؛ ثمّ التنفيذ، ثمّ...
عملي الأخير هو الإمساك بيدِ الربّ. قبلها أريد يدك، تَذَكَر أنّ هذه اليد ظلّت تمسك بأيادٍ مقطوعةٍ..
أيادٍ خائنةٍ..
أيادٍ طاعنةٍ..
وأخرى من ظلال..!
إن حدث ووصلتْ إليك؛ اقبضها بشدّةٍ، لفّ عليها أصابعك الطويلة -أصابع اَلْآسْپِرْجْ- التي تعزف مقاطع خضراء في حقول الجسد،: التي تُدير طواحين الروح؛ فتعرّي الأنا من أرشيف القشرة الأولى.
لحظتها لن أنام مرّة أخرى، سأثبّت هذا البؤبؤ بدبّوس طيفك كي لا أفقدك داخل أي حلم سهوًا أو عن طريق الخطأ..
كي لا تضيّعني في إحدى حلقات الكوابيس المتداخلة.
سأكتفي بالشرود ربّما، ثم استعادة حياتي وأنا أنظر إلى عينيك الممتلئتين بألف نظرة ونظرة جميعها تنتهي بعبارة:
من أنتَِ!؟
عنفوان فؤاد/ الجزائر
الأحد 29 نوفمبر 2020