د. عادل الأسطة - الست كورونا : عشائرنا تسترد مفاتنها في زمان انقراض العشائر (123)

يبدو أن الفلسطينيين مقبلون على تأسيس إمارة ثالثة لهم في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهذه المرة سيكون مكانها الخليل لا الجليل ، فالعشائر التي أسقطت قانون الضمان الاجتماعي وحالت دون تطبيقه ستكسر إرادة الحكومة وتحول دون نجاحها في فرض سياسة الإغلاق الشامل الذي تقرر أن يبدأ مساء اليوم الخميس ولمدة أسبوع.
أشرطة الفيديو التي تعمم كان للخليل نصيب منها ، فاجتماع التجار اليوم أعلنها صراحة وأبرز الناطقون أهمية الخليل ودورها في دعم الاقتصاد الفلسطيني ، وتمادوا فقالوا إن رئيس الوزراء والوزراء لا حول لهم ولا قوة ، وإن من يتحكمون في القرار هم أربعة من خارج الوزارة ، وهذا يختلف عما كان يشاع من أنهم ثلاثة هم السيد الرئيس والسيدة انتصار والدكتور سلامة ، فمن هو رابعهم؟
هذه المرة ستكون الست كورونا ، لا مقاومة الاحتلال ، هي المسؤولة عن إنشاء دولة الخليل ، ولن ترمي هذه الدولة إلى تحرير فلسطين عسكريا ، فالاقتصاد هو محرك التاريخ ، وماركس في الخليل يصغي ويبتسم متسائلا:
- أيعقل هذا؟
هل ستعمق الكورونا مأساة الفلسطينيين وتحول دون تحقيق الوحدة الوطنية بين فتح وحماس؟
اليوم مساء سيتم فرض الإغلاق الشامل على محافظات بعينها دون محافظات ، وتأبى الدعابة أن تفارق الروح المرحة لبعض الفلسطينيين ، فقد أعلنت بعض الجهات عن رحلات من المحافظات المفروض عليها الإغلاق إلى المحافظات التي لم يشملها ، واستمع الناس بفرح إلى الأغنية الشعبية الفلسطينية "وين ع رام الله" وربما أضيف إليها ، في الحافلة ، أغنية أخرى هي "يا شوفير ادعس بنزين ع المية وتسعة وتسعين" و "اللي مع المقاطعة الله معاه واللي عليها الله عليه" وعلى نفسها جنت العشائر .
هل تتذكرون الشاعر مريد البرغوثي الذي كتب:
"قبائلنا تسترد مفاتنها في زمان انقراض القبائل".
صباح الخير
خربشات
١٠ كانون الأول ٢٠٢٠ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى