د. عادل الأسطة - الست كورونا : اليوم الثاني من الإغلاق الشامل (126)

لا جديد سوى الجلوس في المنزل بلا رغبة في أي شيء . قراءة ومتابعة مباريات رياضية . كان الجو ملائما عصرا للمشي ، فخرجت من المنزل نصف ساعة ، وكان الشارع فارغا ، فلا مشاة ولا سيارات إلا ما ندر .
في العاشرة مساء شاهدت مباراة الديربي بين فريقي العاصمة الإسبانية ؛ ريال مدريد واتلاتيكو مدريد ، ومن خلال غياب حضور جماهير غفيرة أدركت أن الكورونا ما زالت جاثمة بصدرها على الأوروبيين ، فحضور المشاهدين في الملاعب هي الدليل الأول على أن البشرية انتصرت على الفايروس.
أعتقد أننا صرنا مصابين بفايروس نفسي سببه الفايروس الحقيقي الأشبه بالوطاويط والخفافيش في تأثيره ، وإلا فما سر منع التجول الليلي ؟ هل الفايروس مثل الصراصير والخفافيش والوطاويط يشتد فتكه ليلا لا نهارا؟
كان ( سواريز ) لاعب اتلاتيكو مدريد بلا تأثير ، ما دفع المعلق لأن يقول إنه كما لو أنه يعاني من الكورونا.
اليوم السبت ، ولعدم الخروج إلا لنصف ساعة وقريبا من المنزل ، شعرت كما لو أنه يوم جمعة ، فتذكرت رواية غسان كنفاني "عائد إلى حيفا" وما ورد على لسان إحدى الشخصيات اليهودية فيها ، حين خرجت من بيتها إلى شوارع حيفا بعد رحيل وطرد وخروج سكانها العرب منها . لم يكن اليوم يوم سبت ، ولكنه بدا كذلك ، فقالت الشخصية اليهودية :
- كما لو أنه سبت حقيقي.
وفي أيام السبت تكون الأحياء اليهودية المتدينة خالية من المارة تقريبا ، فالكل في بيته يؤدي العبادات .
هل صارت سلطة الفايروس مشابهة لسلطة الدين لدى اليهود المتدينين في يوم السبت؟
أهو كله احتلال في احتلال ، والدنيا لمن غلبا ، وتبدو الجولة حتى الآن للفايروس ، وقديما قال الشاعر العربي:
" لا تحقرن كوفيد ١٩ في مخاصمته
إن البعوضة تدمي مقلة الأسد".
لا تهونوا الأمر ، ولقد صرنا أشبه بمرضى نفسيين لهذا الفايروس اللعين.
صباح الخير
خربشات
١٣ كانون الأول ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى