" رحيل"
سأرحل قريبا و لن يبكي عليّ أحدٌ
باستثناء وردة خلّصتها من براثن مقص
باستثناء طائر نثرت له اغنية و نصبت له السماء
باستثناء شجرة بيتي التي باعدت عنها الحديد
باستثناء ابي الذي هو في القبر
سنبكي معا يا أبي
عبد الواحد السويح ( تونس)
####
العنوان على اطلاقيته يغرينا برحلة غير محدودة في الزمان و المكان ، هي رحلة الخلود التي يبحث عنها كل انسان منذ نشأته و صراعه من اجل الحياة ، و لكن اي رحلة ينشدها عبد الواحد السويح ؟
يأتينا البرد منذ السطر الاول مؤكدا على جاهزيته لخوض غمار هذه الرحلة القريبة في زمن انطلاقها " سأرحل قريبا" ، فيكون قد نبهنا إلى عزمه على الرحيل الذي مزجه بحدث مؤلم للإنسان وهو " لن يبكي علي احد" فاستعمل فعل بكى منفيا لتوكيد احساسه بالاحباط من المحيطين به،الا انه سرعان ما يتدارك هذا الالم ببارقه امل تكررت 4 مرات لتكون لازمه قامت على الاستثناءات " وردة خلّصتها من براثن مقص" ، ليظل عبقها دليلا له و نفسا نقيا يبعث فيه الحياة ، فيحلّق في السماء التي نصبها لطائر نثر له اغنية فكانت له جرسا يوقّع له ايقاع الحياة الذي ستكون " شجرة بيتي التي باعدت عنها الحديد " إحدى مقوماته لتبعث في نفسه الحيرى بعضا من الطمأنينة ، فهذه الشجرة هي زوجته و رفيقة دربه ، ام الاولاد التي العدل عنها الحديد و حماها، فكيف لا تبكيه ان رحل ، فالوفاء الذي يجمعهما اقوى من فكرة الرحيل التي الامر رأسه المثقلة بهموم السنين و آلامها منذ تركه ابوه و استقرٌ في القبر تاركه وحيدا يصارع نواعير الحياة بمآقٍ جافة و دموع مخبّأة عمّن حولها حتى لا يظهر ضعفه لهم لانهم يستمدون قوّتهم منه . و لكنه لن يستطيع اخفاء لحظات انكساره عن أبيه فيبشّره بأنه " سنبكي معا يا أبي" ، في لحظة تداع نفسي تبرز الجانب الضعيف في الانسان امام عواطف الحزن الحياة بسبب الفراق، لتكون الرحلة رحلةً في أغوار النفس البشرية تتنازعها الرغبة بين البقاء في عالم حزين و الرحيل نحو عوالم جديدة ذات استثناءات جميلة لعلّ أرقاها الاشتراك مع الاب في الحزن فتكون رائحة الموت هروبا و انطلاقا نحو عالم مفقود-منشود.
م أ مخلوف ( تونس)
سأرحل قريبا و لن يبكي عليّ أحدٌ
باستثناء وردة خلّصتها من براثن مقص
باستثناء طائر نثرت له اغنية و نصبت له السماء
باستثناء شجرة بيتي التي باعدت عنها الحديد
باستثناء ابي الذي هو في القبر
سنبكي معا يا أبي
عبد الواحد السويح ( تونس)
####
العنوان على اطلاقيته يغرينا برحلة غير محدودة في الزمان و المكان ، هي رحلة الخلود التي يبحث عنها كل انسان منذ نشأته و صراعه من اجل الحياة ، و لكن اي رحلة ينشدها عبد الواحد السويح ؟
يأتينا البرد منذ السطر الاول مؤكدا على جاهزيته لخوض غمار هذه الرحلة القريبة في زمن انطلاقها " سأرحل قريبا" ، فيكون قد نبهنا إلى عزمه على الرحيل الذي مزجه بحدث مؤلم للإنسان وهو " لن يبكي علي احد" فاستعمل فعل بكى منفيا لتوكيد احساسه بالاحباط من المحيطين به،الا انه سرعان ما يتدارك هذا الالم ببارقه امل تكررت 4 مرات لتكون لازمه قامت على الاستثناءات " وردة خلّصتها من براثن مقص" ، ليظل عبقها دليلا له و نفسا نقيا يبعث فيه الحياة ، فيحلّق في السماء التي نصبها لطائر نثر له اغنية فكانت له جرسا يوقّع له ايقاع الحياة الذي ستكون " شجرة بيتي التي باعدت عنها الحديد " إحدى مقوماته لتبعث في نفسه الحيرى بعضا من الطمأنينة ، فهذه الشجرة هي زوجته و رفيقة دربه ، ام الاولاد التي العدل عنها الحديد و حماها، فكيف لا تبكيه ان رحل ، فالوفاء الذي يجمعهما اقوى من فكرة الرحيل التي الامر رأسه المثقلة بهموم السنين و آلامها منذ تركه ابوه و استقرٌ في القبر تاركه وحيدا يصارع نواعير الحياة بمآقٍ جافة و دموع مخبّأة عمّن حولها حتى لا يظهر ضعفه لهم لانهم يستمدون قوّتهم منه . و لكنه لن يستطيع اخفاء لحظات انكساره عن أبيه فيبشّره بأنه " سنبكي معا يا أبي" ، في لحظة تداع نفسي تبرز الجانب الضعيف في الانسان امام عواطف الحزن الحياة بسبب الفراق، لتكون الرحلة رحلةً في أغوار النفس البشرية تتنازعها الرغبة بين البقاء في عالم حزين و الرحيل نحو عوالم جديدة ذات استثناءات جميلة لعلّ أرقاها الاشتراك مع الاب في الحزن فتكون رائحة الموت هروبا و انطلاقا نحو عالم مفقود-منشود.
م أ مخلوف ( تونس)