فجيعة نابلس هذا النهار تجسدت بموت المربي عمار النابلسي " أبو ياسر " البالغ من العمر سبعة وخمسين عاما ، بعد إصابته بالكورونا ، وغالبا ما كنت أراه قبل سنوات يزور أهله حين كانوا جيراننا .
الأستاذ كمال رشيد
أخبرني أنه صلى عليه صلاة الجنازة وشارك في الدفن وأن الحضور بكوه بكاء لافتا " كأنه النشيج " ، كما هو صدى صوت بدر شاكر السياب في قصيدته " أنشودة المطر " :
" أصيح بالخليج :
يا خليج ! يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى
فيرجع الصدى
كأنه النشيج " .
بموت المربي عمار النابلسي تدخل المدينة من وجهة نظري مرحلة الرعب من الكورونا ومن لا يصدق فليدخل إلى صفحته التي امتلأت بعبارات الرثاء ، وقد أخبرني عن مشاعره الحزينة وخوفه من الكورونا الأستاذ كمال رشيد .
أعرف الأخوين الأكبرين للفقيد وهما " أبو ممدوح " و " أبو أنس " ، وحين يغلبني إخوتي بالتنسيق مع جهات فلسطينية وأبتسم يقول لي أحدهم ، وهو أصغر مني :
- قد تدفننا جميعا .
وأصغرنا من الذكور هو من أصيب بالفايروس وتعافى ، ثم أصيب ابنه بعد إصابته هو .
لا أحد يعرف متى تكون منيته وبأي أرض يموت ، وكثيرا ما كان أبي يردد المثل " كم شاة سبقت أمها إلى المسلخ " ، وكان الفلسطينيون يلعبون لعبة القناديل ليتنبأوا بمن سيموت من الإخوة قبل الآخر ، وهذا ما قرأته في رواية Ibrahim Nasrallah
" قناديل ملك الجليل " وآمل أن أموت قبل إخوتي حتى ييسر الله لهم بعض المال ، فيتنغنغوا .
كم مرة كررت في
اليوميات السابقة عبارة " إن نجونا " ويبدو أن ميلي لمواجهة الفايروس بالسخرية والدعابة والتساهل يعكس قناعتي بأن أيامنا قد تكون معدودة ، فلا أحد يعرف متى يفترسه الفايروس ، ولا أحد يعرف إن كان سينجو من الافتراس . ( اللعين جان بول سارتر لا تغيب عبارة إحدى قصص " الجدار " عن ذهني . لقد تحدث عن افتراس النساء الرجال قائلا إنهن الرابحات )
الحديث في اليومين الماضيين تركز على اللقاح وما يلم بمن تطعم به ، وحكاية الممرضة البريطانية التي سقطت بعد أن تطعمت ذكرتني بكرهي الإبر في طفولتي حيث كان يصيبني منها الغثيان ، وكل الحق على أمي - الله يرحمها - فكلما أرادت الذهاب إلى المدينة ورفضت اصطحابي معها كانت تزعم أنها ذاهبة لتدقها الممرضة إبرة .
عزائي الحار لجيراننا أبو ممدوح وأبو أنس .
بلش الموت وبلشت الكورونا تحصد.
صباح الخير
خربسات
٢٢ كانون الأول ٢٠٢٠ .
الأستاذ كمال رشيد
أخبرني أنه صلى عليه صلاة الجنازة وشارك في الدفن وأن الحضور بكوه بكاء لافتا " كأنه النشيج " ، كما هو صدى صوت بدر شاكر السياب في قصيدته " أنشودة المطر " :
" أصيح بالخليج :
يا خليج ! يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى
فيرجع الصدى
كأنه النشيج " .
بموت المربي عمار النابلسي تدخل المدينة من وجهة نظري مرحلة الرعب من الكورونا ومن لا يصدق فليدخل إلى صفحته التي امتلأت بعبارات الرثاء ، وقد أخبرني عن مشاعره الحزينة وخوفه من الكورونا الأستاذ كمال رشيد .
أعرف الأخوين الأكبرين للفقيد وهما " أبو ممدوح " و " أبو أنس " ، وحين يغلبني إخوتي بالتنسيق مع جهات فلسطينية وأبتسم يقول لي أحدهم ، وهو أصغر مني :
- قد تدفننا جميعا .
وأصغرنا من الذكور هو من أصيب بالفايروس وتعافى ، ثم أصيب ابنه بعد إصابته هو .
لا أحد يعرف متى تكون منيته وبأي أرض يموت ، وكثيرا ما كان أبي يردد المثل " كم شاة سبقت أمها إلى المسلخ " ، وكان الفلسطينيون يلعبون لعبة القناديل ليتنبأوا بمن سيموت من الإخوة قبل الآخر ، وهذا ما قرأته في رواية Ibrahim Nasrallah
" قناديل ملك الجليل " وآمل أن أموت قبل إخوتي حتى ييسر الله لهم بعض المال ، فيتنغنغوا .
كم مرة كررت في
اليوميات السابقة عبارة " إن نجونا " ويبدو أن ميلي لمواجهة الفايروس بالسخرية والدعابة والتساهل يعكس قناعتي بأن أيامنا قد تكون معدودة ، فلا أحد يعرف متى يفترسه الفايروس ، ولا أحد يعرف إن كان سينجو من الافتراس . ( اللعين جان بول سارتر لا تغيب عبارة إحدى قصص " الجدار " عن ذهني . لقد تحدث عن افتراس النساء الرجال قائلا إنهن الرابحات )
الحديث في اليومين الماضيين تركز على اللقاح وما يلم بمن تطعم به ، وحكاية الممرضة البريطانية التي سقطت بعد أن تطعمت ذكرتني بكرهي الإبر في طفولتي حيث كان يصيبني منها الغثيان ، وكل الحق على أمي - الله يرحمها - فكلما أرادت الذهاب إلى المدينة ورفضت اصطحابي معها كانت تزعم أنها ذاهبة لتدقها الممرضة إبرة .
عزائي الحار لجيراننا أبو ممدوح وأبو أنس .
بلش الموت وبلشت الكورونا تحصد.
صباح الخير
خربسات
٢٢ كانون الأول ٢٠٢٠ .